القائد الميداني بلال البنا..حياة جهادية مُشَرِفَة خُتِمَت بالشهادة
"بلال البنا" صاحب الابتسامة الدائمة التي كانت ترتسم على وجهه عند مقابلته أي شخص سواء كان يعرفه أو لا يعرفه , مجاهد بذل كل وقته وجهده لتأدية واجبه الجهادي والوطني دون كلل أو ملل, فما وهن ولا استكان ولم يعرف للراحة طعم, ليلحق بركب الشهداء بعد رحلة جهادية مشرفة أذاق فيها العدو الغاصب الويلات.

ميلاد الفارس

ولد الشهيد القائد الميداني بلال محمد البنا " أبو مالك " في السابع من يناير للعام 1991 م لينشأ ويترعرع بين أزقة حي الزيتون بمدينة غزة, وسط أحضان عائلة محافظة ملتزمة, تربت على تعاليم الإسلام الحنيف وحب الجهاد والمقاومة والبذل والتضحية.

تلقي تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرستي صفد والحرية بحي الزيتون, ثم انتقل لدراسة المرحلة الثانوية في مدرستي الشافعي وشهداء الزيتون, فكان منذ صغره طالباً متفوقاً متميزاً في كافة مراحله التعليمية محبوباً لدى مدرسيه وأصدقائه الطلبة, وليكمل مشواره الجامعي في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية.

تزوج شهيدنا المجاهد بلال البنا بزوجته الصابرة المحتسبة, وكان ثمرة زواجهم أن رزقهم الله بثلاثة أطفال.

المجاهد المثالي

الشهيد بلال صاحب القلب الطيب والابتسامة الهادئة, أحبه كل من عرفه ومن لا يعرفه بسبب تواضعه ومعاملته, فتميز منذ صغره بالهدوء والأخلاق العالية والحميدة, فكان نعم المجاهد المثالي القدوة الذي يجمع ما بين المقاتل الصلب العنيد والابن البار والأب الحنون والأخ والصديق الوفي والمسلم الذي يتمتع بأخلاق الاسلام الحميدة.

وكان شهيدنا بلال باراً بوالديه مطيعاً لهم ولا يعصي لهم أمراً, يقبل يدهما كل صباح قبل الخروج وعند العودة وحتى قبل أن يتوجه إلى فراشه, فكان نعم السند والمعين لوالديه متكفلاً بهما, ويلبي كل ما يحتاجونه في حياتهم وعلاجهم.

وكما كان شهيدنا محباً لزوجته وأبنائه لا يبخل عليهم بشيء, ولا يجعلهم يحتاجون شيئاً رغم انشغاله بعمله المقاوم, فربى أبناءه على حب الصلاة وعشق الجنة والشهادة, والأخلاق الحميدة ومعاملة الناس معاملة حسنة وعدم رد الإساءة بالإساءة.

تميز شهيدنا بالعلاقات الطيبة مع أهله وأقاربه وجيرانه وأصدقائه, فكانت علاقته معهم قائمة على المحبة والاحترام ويحب ممازحة الكبير والصغير منهم, مما جعلهم يحملون له في قلوبهم الكثير من المحبة, وكان يهتم بزيارتهم للسؤال عنهم والاطمئنان عليهم ويحرص على الوقوف بجانبهم.

كما عُرف شهيدنا بحب مساعدة الآخرين وإدخال السرور في نفوس الجميع, فكان يشارك الجميع أفراحهم وأتراحهم, ويدفع من ماله الخاص من أجل أصدقائه لأجل مساعدتهم في أي أمر يحتاجونه ويطلب منه العون من المحتاجين حتى في أشد الظروف قسوةً عليه.

على موائد القرآن

تربى شهيدنا أبو مالك في بيوت الله وعلى موائد القرآن, فكان منذ صغره يرتاد المساجد وحلقات الذكر ومراكز التحفيظ, محافظاً على الصلوات الخمسة في مسجد "الشمعة" وخاصة صلاة الفجر, حتى أصبح له ركنه الخاص داخل المسجد يقضي جل وقته وليله داخل المسجد ما بين قائم للصلاة وقارئ للقران.

في صفوف الجهاد والمقاومة

قرر شهيدنا الانتماء إلى مشروع الجهاد والمقاومة فكان خياره الذي انتمى إليه هو الالتحاق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في العام 2005 , فبرز في صفوف الحركة وأصبح من أبنائها الفاعلين في منطقة الزيتون.

وفي العام 2008 انضم شهيدنا إلى صفوف سرايا القدس في كتيبة الزيتون, حيث تلقى العديد من الدورات العسكرية والقتالية التي أهلته لأن يكون مقاتلاً شرساً عنيداً, ذو أخلاق إيمانية وقدرات عسكرية عالية.

سيرته الجهادية العطرة

تميز شهيدنا بلال البنا بالذكاء وسرعة البديهة وإخلاصه وتفانيه وسرّيته في العمل العسكري, وكل هذه الصفات وغيرها جعلته محل ثقة من إخوانه في قيادة سرايا القدس وأهلته للارتقاء في العمل العسكري.

حيث شارك مع إخوانه في سرايا القدس في التصدي للعدوان الصهيوني خلال حرب 2008 – 2009م وتنفيذ العديد من المهمات الجهادية ليتم تكليفه بعدها بمسؤولية أمير مجموعة ميدانية.

وانتقل شهيدنا بلال في العام 2011 للعمل في صفوف وحدة المدفعية لسرايا القدس, وشارك في تنفيذ العديد من عمليات إطلاق القذائف تجاه المواقع العسكرية والمغتصبات الصهيونية, حيث تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة بتاريخ 7/12/2011 م، بعد استهدافه من قبل طائرة استطلاع صهيونية, أثناء قيامه باستهداف قوة صهيونية خاصة على مشارف حي الزيتون.

في العام 2012 م تم تكليف الشهيد بلال بقيادة سرية الاسناد في المحور الشرقي لكتيبة الزيتون, فكان له دور بارز في دك مغتصبات غلاف غزة في المعارك التي خاضتها سرايا القدس كمعركة "السماء الزرقاء" , و" كسر الصمت" و"بشائر الانتصار" و"البنيان المرصوص".

ونظراً لسرّيته العالية التي تميز بها عن إخوانه وتفانيه في العمل تم اختياره ضمن وحدة الدفاع الجوي لسرايا القدس, حيث تلقى العديد من الدورات في الداخل والخارج وتدرج في الرتب داخل الوحدة ليصبح قائد الوحدة في لواء غزة في العام 2017م.

على موعد مع الشهادة

في الثالث من مايو للعام 2019 دخلت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين جولة جديدة من المواجهة مع العدو الصهيوني بعد تغوله في دماء أبناء شعبنا في مسيرات العودة, فشارك الشهيد بلال إلى جانب إخوانه في التصدي للعدوان الصهيوني.

وفي ظهر يوم الأحد الموافق 5/5/2019 وفي اليوم الثاني للمواجهة كان الشهيد بلال البنا على موعد مع الشهادة, حيث ارتقى إلى العلا شهيداً بقصف صهيوني استهدفه برفقة الشهيد "عبد الله أبو العطا" شرق الشجاعية، ليلقى الله مقبلاً غير مدبر في ساحات الوغى مدافعاً عن وطنه وأبناء شعبه.


القائد الميداني بلال البنا..حياة جهادية مُشَرِفَة خُتِمَت بالشهادة "بلال البنا" صاحب الابتسامة الدائمة التي كانت ترتسم على وجهه عند مقابلته أي شخص سواء كان يعرفه أو لا يعرفه , مجاهد بذل كل وقته وجهده لتأدية واجبه الجهادي والوطني دون كلل أو ملل, فما وهن ولا استكان ولم يعرف للراحة طعم, ليلحق بركب الشهداء بعد رحلة جهادية مشرفة أذاق فيها العدو الغاصب الويلات. ميلاد الفارس ولد الشهيد القائد الميداني بلال محمد البنا " أبو مالك " في السابع من يناير للعام 1991 م لينشأ ويترعرع بين أزقة حي الزيتون بمدينة غزة, وسط أحضان عائلة محافظة ملتزمة, تربت على تعاليم الإسلام الحنيف وحب الجهاد والمقاومة والبذل والتضحية. تلقي تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرستي صفد والحرية بحي الزيتون, ثم انتقل لدراسة المرحلة الثانوية في مدرستي الشافعي وشهداء الزيتون, فكان منذ صغره طالباً متفوقاً متميزاً في كافة مراحله التعليمية محبوباً لدى مدرسيه وأصدقائه الطلبة, وليكمل مشواره الجامعي في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية. تزوج شهيدنا المجاهد بلال البنا بزوجته الصابرة المحتسبة, وكان ثمرة زواجهم أن رزقهم الله بثلاثة أطفال. المجاهد المثالي الشهيد بلال صاحب القلب الطيب والابتسامة الهادئة, أحبه كل من عرفه ومن لا يعرفه بسبب تواضعه ومعاملته, فتميز منذ صغره بالهدوء والأخلاق العالية والحميدة, فكان نعم المجاهد المثالي القدوة الذي يجمع ما بين المقاتل الصلب العنيد والابن البار والأب الحنون والأخ والصديق الوفي والمسلم الذي يتمتع بأخلاق الاسلام الحميدة. وكان شهيدنا بلال باراً بوالديه مطيعاً لهم ولا يعصي لهم أمراً, يقبل يدهما كل صباح قبل الخروج وعند العودة وحتى قبل أن يتوجه إلى فراشه, فكان نعم السند والمعين لوالديه متكفلاً بهما, ويلبي كل ما يحتاجونه في حياتهم وعلاجهم. وكما كان شهيدنا محباً لزوجته وأبنائه لا يبخل عليهم بشيء, ولا يجعلهم يحتاجون شيئاً رغم انشغاله بعمله المقاوم, فربى أبناءه على حب الصلاة وعشق الجنة والشهادة, والأخلاق الحميدة ومعاملة الناس معاملة حسنة وعدم رد الإساءة بالإساءة. تميز شهيدنا بالعلاقات الطيبة مع أهله وأقاربه وجيرانه وأصدقائه, فكانت علاقته معهم قائمة على المحبة والاحترام ويحب ممازحة الكبير والصغير منهم, مما جعلهم يحملون له في قلوبهم الكثير من المحبة, وكان يهتم بزيارتهم للسؤال عنهم والاطمئنان عليهم ويحرص على الوقوف بجانبهم. كما عُرف شهيدنا بحب مساعدة الآخرين وإدخال السرور في نفوس الجميع, فكان يشارك الجميع أفراحهم وأتراحهم, ويدفع من ماله الخاص من أجل أصدقائه لأجل مساعدتهم في أي أمر يحتاجونه ويطلب منه العون من المحتاجين حتى في أشد الظروف قسوةً عليه. على موائد القرآن تربى شهيدنا أبو مالك في بيوت الله وعلى موائد القرآن, فكان منذ صغره يرتاد المساجد وحلقات الذكر ومراكز التحفيظ, محافظاً على الصلوات الخمسة في مسجد "الشمعة" وخاصة صلاة الفجر, حتى أصبح له ركنه الخاص داخل المسجد يقضي جل وقته وليله داخل المسجد ما بين قائم للصلاة وقارئ للقران. في صفوف الجهاد والمقاومة قرر شهيدنا الانتماء إلى مشروع الجهاد والمقاومة فكان خياره الذي انتمى إليه هو الالتحاق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في العام 2005 , فبرز في صفوف الحركة وأصبح من أبنائها الفاعلين في منطقة الزيتون. وفي العام 2008 انضم شهيدنا إلى صفوف سرايا القدس في كتيبة الزيتون, حيث تلقى العديد من الدورات العسكرية والقتالية التي أهلته لأن يكون مقاتلاً شرساً عنيداً, ذو أخلاق إيمانية وقدرات عسكرية عالية. سيرته الجهادية العطرة تميز شهيدنا بلال البنا بالذكاء وسرعة البديهة وإخلاصه وتفانيه وسرّيته في العمل العسكري, وكل هذه الصفات وغيرها جعلته محل ثقة من إخوانه في قيادة سرايا القدس وأهلته للارتقاء في العمل العسكري. حيث شارك مع إخوانه في سرايا القدس في التصدي للعدوان الصهيوني خلال حرب 2008 – 2009م وتنفيذ العديد من المهمات الجهادية ليتم تكليفه بعدها بمسؤولية أمير مجموعة ميدانية. وانتقل شهيدنا بلال في العام 2011 للعمل في صفوف وحدة المدفعية لسرايا القدس, وشارك في تنفيذ العديد من عمليات إطلاق القذائف تجاه المواقع العسكرية والمغتصبات الصهيونية, حيث تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة بتاريخ 7/12/2011 م، بعد استهدافه من قبل طائرة استطلاع صهيونية, أثناء قيامه باستهداف قوة صهيونية خاصة على مشارف حي الزيتون. في العام 2012 م تم تكليف الشهيد بلال بقيادة سرية الاسناد في المحور الشرقي لكتيبة الزيتون, فكان له دور بارز في دك مغتصبات غلاف غزة في المعارك التي خاضتها سرايا القدس كمعركة "السماء الزرقاء" , و" كسر الصمت" و"بشائر الانتصار" و"البنيان المرصوص". ونظراً لسرّيته العالية التي تميز بها عن إخوانه وتفانيه في العمل تم اختياره ضمن وحدة الدفاع الجوي لسرايا القدس, حيث تلقى العديد من الدورات في الداخل والخارج وتدرج في الرتب داخل الوحدة ليصبح قائد الوحدة في لواء غزة في العام 2017م. على موعد مع الشهادة في الثالث من مايو للعام 2019 دخلت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين جولة جديدة من المواجهة مع العدو الصهيوني بعد تغوله في دماء أبناء شعبنا في مسيرات العودة, فشارك الشهيد بلال إلى جانب إخوانه في التصدي للعدوان الصهيوني. وفي ظهر يوم الأحد الموافق 5/5/2019 وفي اليوم الثاني للمواجهة كان الشهيد بلال البنا على موعد مع الشهادة, حيث ارتقى إلى العلا شهيداً بقصف صهيوني استهدفه برفقة الشهيد "عبد الله أبو العطا" شرق الشجاعية، ليلقى الله مقبلاً غير مدبر في ساحات الوغى مدافعاً عن وطنه وأبناء شعبه.
174
2 التعليقات 0 نشر