• هل تعلم ان
    “ ادم عليه السلام كان اسود البشره وان الجين السائد للبشره هو السواد بنسبه 6:3:1
    6 اسود .. 3 ابيض ..1 شديدين البياض”

    هل تعلم؛
    “ الجنين فترة نومه في بطن أمه يرى دورة حياته منذ الولادة وحتى مماته , لذلك أثناء ممارسة الحياة ، يصادف المرء مواقف يظن أنه قد رآها ”

    هل تعلم؛
    أن العقال كان يلُبس من أيام الأندلسيين وكان أبيض وصار أسود حزنا على فقدان الأندلس بل إنهم أقسموا أنهم لن يخلعوه حتى يستردوها”

    هل تعلم؛
    ““ قبل أكثر من 1400 سنة نزلت ( إقتربت الساعة ) رُحماگ يا الله.”

    هل تعلم ان؛
    “ أن الأنثى مفضلة على الذكر في الآية المباركة.. وليس الذكر كالأنثى.. وذلك بسبب قواعد اللغة العربية..
    رغم أننا تربينا ع العكس!”

    هل تعلم ان؛
    “ عند العطاس تتوقف كل اعضاء الجسم عن العمل ثم تعاود العمل كل هذا في ثواني!!
    والحكمه من حمد الله بعد العطاس رجوع الاعضاء للحياه”

    هل تعلم؛
    الحوت الذي ابتلع يونس عليه السلام هو على قيد الحياة الى الان !!
    استناداً لمضمون قولة تعالى : ( للبث في بطنه الى يوم يبعثون )” ..

    هل تعلم؛
    “ الجنين في بطن أمه خلال شهور الحمل كله يخزن كمية حديد في الكبد تكفيه لمدة 6 أشهر فقط حتى السن اللي يسمح له بالأكل

    هل تعلم؛
    “ التثاوب لا يعني انك بحاجة الى النوم .. ولكنه يعني ان الجسم بحاجة الى المزيد من الاكسجين !”

    هل تعلم؛
    “ ان البكاء قبل النوم يسبب سكته !” في معظم الحالات

    هل تعلم ان؛
    “ القبعة التي يرتديها خريجوا الجامعات ابتكرها العرب المسلمين بالأندلس لوضع المصحف فوقها حتى يطبق قوله تعالى (وفوق كل ذي علم عليم)
    هل تعلم؛
    “ ان أكل عدد زوجي من التمر يتحول سكريات لذلك أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم أكل عدد فردي من التمر لكي يتحول إلى كربوهيدرات”----
    - ---

    هل تعلم :
    عندما ينتهي الأذان لا تحرم نفسك من دعوه مستجابه بعد ترديدك الأذان وقول الدعاء المأثور، انشر فغيرك لا يعلم ، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد . .

    هل تعلم :
    اين توضع ذنوبك و أنت في صلاتك ؟
    قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ( ان العبد اذا قام يصلي اتى بذنوبه كلها فوضعت على راسه وعاتقيه فكلما ركع او سجد تساقطت عنه )
    يامن تتعجل في الركوع والسجود أطل سجودك و ركوعك بقدر ماتستطيع لتتساقط عنك الذنوب فلاتفوت هذا الاجر من گتم علما لجمہ اللہ بلجام من نار يوم القيآمه . .

    هل تعلم ان؛
    ماتت امرأه صالحه فكانوا كلما زاروا قبرها وجدوا رائحة تراب القبر (ورداً) فقال زوجها إنها كانت لاتترك قراءة سورة الملك قبل نومها . فهنيئا لمن جعل قراءتها عادة له فإحرص عليها لأنها تنجي من عذآب القبر آخبر بها من تحب ولأني أحبكم آخبرتكم . .
    هل تعلم ان؛
    عند قرآءة آية الكرسي بعد كل صلآة يصبح بينك وبين الجنه الموت فقط !

    هل تعلم؛
    عند الانتهاء من الصلاة لا تستعجل وأبقى جالسآ مدة لأن الملائكة تدعي لك عند ربك
    هل تعلم ان “ ادم عليه السلام كان اسود البشره وان الجين السائد للبشره هو السواد بنسبه 6:3:1 6 اسود .. 3 ابيض ..1 شديدين البياض” هل تعلم؛ “ الجنين فترة نومه في بطن أمه يرى دورة حياته منذ الولادة وحتى مماته , لذلك أثناء ممارسة الحياة ، يصادف المرء مواقف يظن أنه قد رآها ” هل تعلم؛ أن العقال كان يلُبس من أيام الأندلسيين وكان أبيض وصار أسود حزنا على فقدان الأندلس بل إنهم أقسموا أنهم لن يخلعوه حتى يستردوها” هل تعلم؛ ““ قبل أكثر من 1400 سنة نزلت ( إقتربت الساعة ) رُحماگ يا الله.” هل تعلم ان؛ “ أن الأنثى مفضلة على الذكر في الآية المباركة.. وليس الذكر كالأنثى.. وذلك بسبب قواعد اللغة العربية.. رغم أننا تربينا ع العكس!” هل تعلم ان؛ “ عند العطاس تتوقف كل اعضاء الجسم عن العمل ثم تعاود العمل كل هذا في ثواني!! والحكمه من حمد الله بعد العطاس رجوع الاعضاء للحياه” هل تعلم؛ الحوت الذي ابتلع يونس عليه السلام هو على قيد الحياة الى الان !! استناداً لمضمون قولة تعالى : ( للبث في بطنه الى يوم يبعثون )” .. هل تعلم؛ “ الجنين في بطن أمه خلال شهور الحمل كله يخزن كمية حديد في الكبد تكفيه لمدة 6 أشهر فقط حتى السن اللي يسمح له بالأكل هل تعلم؛ “ التثاوب لا يعني انك بحاجة الى النوم .. ولكنه يعني ان الجسم بحاجة الى المزيد من الاكسجين !” هل تعلم؛ “ ان البكاء قبل النوم يسبب سكته !” في معظم الحالات هل تعلم ان؛ “ القبعة التي يرتديها خريجوا الجامعات ابتكرها العرب المسلمين بالأندلس لوضع المصحف فوقها حتى يطبق قوله تعالى (وفوق كل ذي علم عليم) هل تعلم؛ “ ان أكل عدد زوجي من التمر يتحول سكريات لذلك أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم أكل عدد فردي من التمر لكي يتحول إلى كربوهيدرات”---- - --- هل تعلم : عندما ينتهي الأذان لا تحرم نفسك من دعوه مستجابه بعد ترديدك الأذان وقول الدعاء المأثور، انشر فغيرك لا يعلم ، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد . . هل تعلم : اين توضع ذنوبك و أنت في صلاتك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ( ان العبد اذا قام يصلي اتى بذنوبه كلها فوضعت على راسه وعاتقيه فكلما ركع او سجد تساقطت عنه ) يامن تتعجل في الركوع والسجود أطل سجودك و ركوعك بقدر ماتستطيع لتتساقط عنك الذنوب فلاتفوت هذا الاجر من گتم علما لجمہ اللہ بلجام من نار يوم القيآمه . . هل تعلم ان؛ ماتت امرأه صالحه فكانوا كلما زاروا قبرها وجدوا رائحة تراب القبر (ورداً) فقال زوجها إنها كانت لاتترك قراءة سورة الملك قبل نومها . فهنيئا لمن جعل قراءتها عادة له فإحرص عليها لأنها تنجي من عذآب القبر آخبر بها من تحب ولأني أحبكم آخبرتكم . . هل تعلم ان؛ عند قرآءة آية الكرسي بعد كل صلآة يصبح بينك وبين الجنه الموت فقط ! هل تعلم؛ عند الانتهاء من الصلاة لا تستعجل وأبقى جالسآ مدة لأن الملائكة تدعي لك عند ربك
    1
    0 التعليقات 0 نشر
  • كمموا الأفواه وعصبوا الأعين وسدوا الأذان وحكموا بالنار والدمار ويتغنون ويرقصون على أشلاء الشرفاء
    كمموا الأفواه وعصبوا الأعين وسدوا الأذان وحكموا بالنار والدمار ويتغنون ويرقصون على أشلاء الشرفاء
    1
    0 التعليقات 0 نشر
  • الأوقاف: أكثر من 23 اقتحاما للأقصى و47 وقتا منع رفع الأذان في الابراهيمي خلال الشهر الماضيشدّد الاحتلال من قبضته على مدينة القدس خلال الشهر الماضي، وخاصة المسجد الأقصى المبارك، حيث تم اقتحامه 23 مرة، كما شهد الحرم الابراهيمي كذلك عدة مخططات تهويدية خطيرة، ومنع الاحتلال رفع الأذان فيه 47 وقتا، وأغلقه ليومين؛ بحجة الأعياد.

    وأوضحت وزارة الأوقاف في بيان، اليوم الثلاثاء، أن المتطرف "يهودا غليك" برفقة مستوطنين قد اقتحموا أكثر من مرة الأقصى من باب المغاربة، بحراسة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أعقبها اقتحام مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للأقصى، ونفخ بالبوق هناك.

    وعلى المستوى السياسي، اقتحم وزير الزراعة الإسرائيلي السابق "اوري أرئيل، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق موشيه فيغلن الأقصى، وتنوعت الاقتحامات ما بين هؤلاء ومستوطنين متطرفين، وطلبة معاهد وجنود وعناصر مخابرات، ولأول مرة حراس يرتدون زيًا موحدًا رافقوا مستوطنين اقتحموا الأقصى بإحدى الاقتحامات.

    الأوقاف: أكثر من 23 اقتحاما للأقصى و47 وقتا منع رفع الأذان في الابراهيمي خلال الشهر الماضيشدّد الاحتلال من قبضته على مدينة القدس خلال الشهر الماضي، وخاصة المسجد الأقصى المبارك، حيث تم اقتحامه 23 مرة، كما شهد الحرم الابراهيمي كذلك عدة مخططات تهويدية خطيرة، ومنع الاحتلال رفع الأذان فيه 47 وقتا، وأغلقه ليومين؛ بحجة الأعياد. وأوضحت وزارة الأوقاف في بيان، اليوم الثلاثاء، أن المتطرف "يهودا غليك" برفقة مستوطنين قد اقتحموا أكثر من مرة الأقصى من باب المغاربة، بحراسة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أعقبها اقتحام مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للأقصى، ونفخ بالبوق هناك. وعلى المستوى السياسي، اقتحم وزير الزراعة الإسرائيلي السابق "اوري أرئيل، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق موشيه فيغلن الأقصى، وتنوعت الاقتحامات ما بين هؤلاء ومستوطنين متطرفين، وطلبة معاهد وجنود وعناصر مخابرات، ولأول مرة حراس يرتدون زيًا موحدًا رافقوا مستوطنين اقتحموا الأقصى بإحدى الاقتحامات.
    0 التعليقات 0 نشر
  • ما يقال عند زيارة قبر الرسول



    مشروعية زيارة قبر الرسول إن نية زيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقبري صاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما؛ يجب أن تكون تبعاً لنية زيارة المسجد النبوي الوارد فضل زيارته في قوله صلى الله عليه وسلم: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى)،[١][٢] فإذا وصل المسلم إلى المسجد النبوي دخل برجله اليمنى، ودعا بدعاء دخول المسجد، وصلّى ما شاء، وعليه أن يحرص على الصلاة في الروضة الشريفة، وهي بين منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وقبره، لأنها روضة من رياض الجنة،[٣] ويجب أن يعلم أن كل ما ورد من الأحاديث في فضل زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث شديدة الضعف أو موضوعة.[٤] ما يُقال عند زيارة قبر الرسول إذا صلى المسلم في المسجد النبوي وأراد زيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعليه ما يأتي: أن يقف الزائر أمام القبر النبوي بأدب ووقار، ويقرأ الصلاة الإبراهيمية المعروفة، ثم يقول: "أشهد أنك رسول الله حقاً، وأنك قد بلّغت الرسالة، وأدّيت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده؛ فجزاك الله عن أمتك أفضل ما جزى نبياً عن أمّته"،[٣] وممكن أن يقول: "السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته"، و لا بأس إن زاد فقال: "صلى الله وسلم عليك وعلى آلك وأصحابك، وجزاك الله عن أمتك خيراً، اللهم آته الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته"،[٥] وإن اقتصر على قول: "السلامُ عليك أيها النبي ورحمةُ الله وبركاته"، فلا بأس، لأن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان إذا سلَّم يقول: "السلامُ عليك يا رسول الله، السلامُ عليك يا أبا بكر، السلامُ عليك يا أَبَتِ، ثم ينصرفُ". أن يخطو الزائر خطوةً إلى اليمين ليصبح أمام قبر أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فيقول: "السلام عليك يا أبا بكر، السلامُ عليك يا خليفةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في أُمّته، رضي الله عنك، وجزاك عن أُمّة محمدٍ خيراً". أن يخطو الزائر خطوةً أخرى إلى اليمين ليكونَ أمام قبر عُمَرَ بن الخطاب -رضي الله عنه- فيقول: "السلامُ عليك يا عمر، السلام عليك يا أمير المؤمنين، رضي الله عنك، وجزاكَ عن أُمّة محمدٍ خيراً".[٦] آداب زيارة قبر الرسول إذا أراد المسلم أن يزور قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد قدومه إلى المدينة المنورة بنية زيارة المسجد النبوي، فعليه أن يلتزم بالآداب الآتية:[٧][٨] يُستَحَب للمتوجه لزيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنْ يُكْثِرَ من الصلاةِ والسلام عليه في الطريق، ويسأل الله أن ينفعه بزيارته ويتقبلها منه. ينبغي على الزائر لقبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يُفَرِّغ قلبه من أمور الدنيا ويستشعر عَظَمة من هو في حضرته وزيارته، ثم يُسلم عليه، ولا يرفع صوته. يُستَحَب للزائر لقبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يستقبل القبر ويبتعد عنه قليلاً، ويستدبر القِبلة. لا يجوز لزائر القبر أن يتمسّح بالمنبر ولا بالحجرة النبوية التي فيها قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أن يطوف بها أو يُقبِّلها، لأن هذا عمل منكر وبدعة. لا يجوز لزائر القبر أن يطلب من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا من غيره أن يُفَرِّج عنه كُرَبَهُ، أو أن يقضي له حوائجه، أو يشفي مريضه، أو يُشفعه في الآخرة، أو نحو ذلك، لأن طلب ذلك من الأموات من الشرك الأكبر المُخْرِج من الملة، فلا يُسأَل ولا يُطلَب ذلك إلا من الله سبحانه. لا يجوز لزائر قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُطيل القيام عنده، ولا أن يتحرى الدعاء عنده، وإذا دعا فعليه أن يستقبل القبلة وليس القبر. لا ينبغي للمسلم زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما دخل إلى المسجد وخرج منه، أو بعد كل صلاة، لأن ذلك يعتبر من البدع المحدثة التي لم يكن عليها عمل السلف الصالح. لا ينبغي لزائر القبر النبوي أن يذهب فقط لأجل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الصلاة والسلام عليه تصله من البعيد كما تصله من القريب كما ثبت في الأحاديث الصحيحية، وهي مشروعة في كثير من المواضع؛ كالدخول والخروج من المسجد، وعند سماع الأذان، وفي كل صلاة، وذلك دلالة على عظيم شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وارتفاع منزلته عند ربه، حتى إنه جعل كل صلاة عليه بأجر عشر صلوات.[٩] حكم زيارة النساء لقبر الرسول ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه حث على زيارة القبور في قوله: (زوروا القبورَ فإنها تُذكِّرُكم الآخرةَ)،[١٠] وأنه كان يُعَلِّم أصحابه -رضوان الله عليهم- دعاء زيارة القبور وهو: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين"، و هذا الحث على زيارة القبور خاص بالرجال،[٥] أما النساء فجمهور العلماء يقولون بكراهية زيارتهن للقبور، وذلك لأن النساء قد لا يتحمّلن المصائب لرقة قلوبهنّ، وهذا مظنّة جزعهنّ ورفع أصواتهنّ بالبكاء، يقول الحنابلة: "تُكْرَهُ زِيَارَةُ الْقُبُورِ لِلنِّسَاءِ.. فَإِنْ عَلِمَ أَنَّهُ يَقَعُ مِنْهُنَّ مُحَرَّمٌ، حَرُمَتْ زِيَارَتُهُنَّ الْقُبُورَ"، وقد ندَب الحنفية للمرأة أن تزور القبور للترحّم والعظة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّي كنتُ نهيتكم عنْ زيارة القبور، فزوروها، لُتذكّركم زيارتُها خيراً)،[١١] ومن الجدير بالذكر أن العلماء استثنوا من الكراهة أن تزور المرأة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقبور الأنبياء، لأن الأدلة من السنة على عموم ذلك.[١٢]

    ما يقال عند زيارة قبر الرسول مشروعية زيارة قبر الرسول إن نية زيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقبري صاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما؛ يجب أن تكون تبعاً لنية زيارة المسجد النبوي الوارد فضل زيارته في قوله صلى الله عليه وسلم: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى)،[١][٢] فإذا وصل المسلم إلى المسجد النبوي دخل برجله اليمنى، ودعا بدعاء دخول المسجد، وصلّى ما شاء، وعليه أن يحرص على الصلاة في الروضة الشريفة، وهي بين منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وقبره، لأنها روضة من رياض الجنة،[٣] ويجب أن يعلم أن كل ما ورد من الأحاديث في فضل زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث شديدة الضعف أو موضوعة.[٤] ما يُقال عند زيارة قبر الرسول إذا صلى المسلم في المسجد النبوي وأراد زيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعليه ما يأتي: أن يقف الزائر أمام القبر النبوي بأدب ووقار، ويقرأ الصلاة الإبراهيمية المعروفة، ثم يقول: "أشهد أنك رسول الله حقاً، وأنك قد بلّغت الرسالة، وأدّيت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده؛ فجزاك الله عن أمتك أفضل ما جزى نبياً عن أمّته"،[٣] وممكن أن يقول: "السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته"، و لا بأس إن زاد فقال: "صلى الله وسلم عليك وعلى آلك وأصحابك، وجزاك الله عن أمتك خيراً، اللهم آته الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته"،[٥] وإن اقتصر على قول: "السلامُ عليك أيها النبي ورحمةُ الله وبركاته"، فلا بأس، لأن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان إذا سلَّم يقول: "السلامُ عليك يا رسول الله، السلامُ عليك يا أبا بكر، السلامُ عليك يا أَبَتِ، ثم ينصرفُ". أن يخطو الزائر خطوةً إلى اليمين ليصبح أمام قبر أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فيقول: "السلام عليك يا أبا بكر، السلامُ عليك يا خليفةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في أُمّته، رضي الله عنك، وجزاك عن أُمّة محمدٍ خيراً". أن يخطو الزائر خطوةً أخرى إلى اليمين ليكونَ أمام قبر عُمَرَ بن الخطاب -رضي الله عنه- فيقول: "السلامُ عليك يا عمر، السلام عليك يا أمير المؤمنين، رضي الله عنك، وجزاكَ عن أُمّة محمدٍ خيراً".[٦] آداب زيارة قبر الرسول إذا أراد المسلم أن يزور قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد قدومه إلى المدينة المنورة بنية زيارة المسجد النبوي، فعليه أن يلتزم بالآداب الآتية:[٧][٨] يُستَحَب للمتوجه لزيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنْ يُكْثِرَ من الصلاةِ والسلام عليه في الطريق، ويسأل الله أن ينفعه بزيارته ويتقبلها منه. ينبغي على الزائر لقبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يُفَرِّغ قلبه من أمور الدنيا ويستشعر عَظَمة من هو في حضرته وزيارته، ثم يُسلم عليه، ولا يرفع صوته. يُستَحَب للزائر لقبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يستقبل القبر ويبتعد عنه قليلاً، ويستدبر القِبلة. لا يجوز لزائر القبر أن يتمسّح بالمنبر ولا بالحجرة النبوية التي فيها قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أن يطوف بها أو يُقبِّلها، لأن هذا عمل منكر وبدعة. لا يجوز لزائر القبر أن يطلب من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا من غيره أن يُفَرِّج عنه كُرَبَهُ، أو أن يقضي له حوائجه، أو يشفي مريضه، أو يُشفعه في الآخرة، أو نحو ذلك، لأن طلب ذلك من الأموات من الشرك الأكبر المُخْرِج من الملة، فلا يُسأَل ولا يُطلَب ذلك إلا من الله سبحانه. لا يجوز لزائر قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُطيل القيام عنده، ولا أن يتحرى الدعاء عنده، وإذا دعا فعليه أن يستقبل القبلة وليس القبر. لا ينبغي للمسلم زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما دخل إلى المسجد وخرج منه، أو بعد كل صلاة، لأن ذلك يعتبر من البدع المحدثة التي لم يكن عليها عمل السلف الصالح. لا ينبغي لزائر القبر النبوي أن يذهب فقط لأجل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الصلاة والسلام عليه تصله من البعيد كما تصله من القريب كما ثبت في الأحاديث الصحيحية، وهي مشروعة في كثير من المواضع؛ كالدخول والخروج من المسجد، وعند سماع الأذان، وفي كل صلاة، وذلك دلالة على عظيم شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وارتفاع منزلته عند ربه، حتى إنه جعل كل صلاة عليه بأجر عشر صلوات.[٩] حكم زيارة النساء لقبر الرسول ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه حث على زيارة القبور في قوله: (زوروا القبورَ فإنها تُذكِّرُكم الآخرةَ)،[١٠] وأنه كان يُعَلِّم أصحابه -رضوان الله عليهم- دعاء زيارة القبور وهو: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين"، و هذا الحث على زيارة القبور خاص بالرجال،[٥] أما النساء فجمهور العلماء يقولون بكراهية زيارتهن للقبور، وذلك لأن النساء قد لا يتحمّلن المصائب لرقة قلوبهنّ، وهذا مظنّة جزعهنّ ورفع أصواتهنّ بالبكاء، يقول الحنابلة: "تُكْرَهُ زِيَارَةُ الْقُبُورِ لِلنِّسَاءِ.. فَإِنْ عَلِمَ أَنَّهُ يَقَعُ مِنْهُنَّ مُحَرَّمٌ، حَرُمَتْ زِيَارَتُهُنَّ الْقُبُورَ"، وقد ندَب الحنفية للمرأة أن تزور القبور للترحّم والعظة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّي كنتُ نهيتكم عنْ زيارة القبور، فزوروها، لُتذكّركم زيارتُها خيراً)،[١١] ومن الجدير بالذكر أن العلماء استثنوا من الكراهة أن تزور المرأة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقبور الأنبياء، لأن الأدلة من السنة على عموم ذلك.[١٢]
    0 التعليقات 0 نشر
  • دعاء المولود الجديد

    دعاء المولود الجديد يعدّ الأطفال من زينة الحياة الدّنيا التي وهبها الله للإنسان، ويُستحبّ للمسلم أن يُظهر لأخيه المسلم فرحته بقدوم مولوده الجديد، وتهنئته، والمباركة له بما رزقه الله. فقد جاء في كتاب الأذكار للإمام النّووي رحمه الله: قال: يستحب تهنئة المولود له، قال أصحابنا: ويستحبّ أن يهنّأ بما جاء عن الحسن البصري رحمه الله، أنّه علّم إنساناً التهنئة فقال: قل:" بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشدّه، ورزقت برّه ". ويُستحبّ أن يردّ على المهنّئ فيقول: بارك الله لك، وبارك عليك، أو جزاك الله خيراً ورزقك مثله، أو أجزل ثوابك، ونحو هذا. وإنّه لمن السّنة أن يهنّئ المسلم أخيه المسلم عند حصول النّعمة بأي عبارة تقتضي ذلك، ولا يوجد ألفاظ معيّنة واردة عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - كان يقولها عند التّهنئة بالمولود. ما يُصنع بعد ولادة المولود استحباب تحنيك المولود والدّعاء له: عن أبي موسى قال:" ولد لي غلام، فأتيت به إلى النّبي - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فسمّاه إبراهيم، وحنّكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إليّ "، رواه البخاريّ ومسلم. والتّحنيك: هو وضع شيء حلو في فم الطّفل أوّل ولادته، كتمر أو عسل. تسمية المولود جائزة في اليوم الأول، أو السّابع، فعن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" وُلِد لي الليلة غلام فسمّيته باسم أبي إبراهيم "، رواه مسلم. وعن عائشة قالت:" عقّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - عن الحسن والحسين يوم السّابع وسمّاهما "، رواه ابن حبّان والحاكم. العقيقة والختان: فعن سلمان بن عامر رضي الله عنه، أنّ النّبي - صلى الله عليه وسلّم - قال:" مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دماً، وأميطوا عنه الأذى "، رواه التّرمذي والنّسائي. وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" كلّ غلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم سابع، ويسمّى فيه، ويحلق رأسه "، رواه التّرمذي والنّسائي. وأمّا الختان فهو من سنن الفطرة، وهو من الواجبات للصبي، لتعلّقه أيضاً بالطّهارة، وهي شرط لصحّة الصّلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقصّ الشّارب "، رواه البخاريّ ومسلم. حلاقة شعر رأسه، ودهن الرّأس بعد ذلك بالزّعفران: وفي ذلك فوائد طبيّة، ثمّ يُشرع التّصدق بوزن الشّعر ذهباً أو فضّةً، ولا يُشترط أن يوزن الشّعر المحلوق، فإذا صَعُب هذا فيكفي أن تقدِّر بالعملة النّقدية ثمن الذّهب أو الفضّة، والذي يعادله وزن الشّعر المحلوق تقديراً، وتتصدّق بالمبلغ في وجوه الخير. الأذان و الإقامة في أذن المولود الأذان في أذن المولود اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى، وكلاهما مستحبّ عند بعض أهل العلم، وهذا قول الشّافعية، والحنابلة، والحنفيّة أيضاً، وقال النّووي وهو شافعيّ في المجموع:" السّنة أن يؤذّن في أذن المولود عند ولادته، ذكراً كان أو أنثى، ويكون الأذان بلفظ أذان الصّلاة، لحديث أبي رافع الذي ذكره المصنف، قال جماعة من أصحابنا:" يستحبّ أن يؤذّن في أذنه اليمنى، ويقيم الصّلاة في أذنه اليسرى ". فضل المولود الأنثى عن عقبة بن عامر قال، سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول:" من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهنّ، وأطعمهنّ، وسقاهنّ، وكساهنّ من جدّته، كنّ له حجاباً من النّار يوم القيامة "، رواه ابن ماجه، وأحمد، وصحّحه الألباني. وعن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من عال جاريتين حتّى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو ـ وضمّ أصابعه ـ "، رواه مسلم. أي كهاتين الأصبعين المضمومتين في قرب المنزلة. بل إنّ فضل تربية البنات ينال من عال أيّ عدد منهن ولو واحدةً، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:" دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئا غير تمرة، فأعطيتها إيّاها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - علينا فأخبرته، فقال: من ابتلي من هذه البنات بشيء كنّ له ستراً من النّار "، رواه البخاريّ ومسلم. السّنة في اختيار اسم المولود يسنّ تسمية الولد في اليوم السّابع من الولادة، أو يوم الولادة نفسه كما ذكره النّووي في الأذكار. ويُسنّ أن يكون الاسم حسناً، للحديث الذي رواه أبو داود، والدّارمي، وابن حبّان، وأحمد:" إنّكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسّنوا أسماءكم ". وأفضل الأسماء عبد الله وعبد الرحمن، لخبر مسلم في صحيحه:" أحبّ الأسماء إلى الله تعالى عبد الله، وعبد الرحمن ". وفي أبي داود:" وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرّة ". فمن هذه الأحاديث وما في معناها يستفاد النّدب إلى التّسمي بكل اسم يكون معناه حسناً، كأسماء الأنبياء والملائكة، وأسماء الجنّة وما فيها لحسن معناها، وكان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يبدل الاسم القبيح باسم حسن، كما روى أبو داود:" أنّه غيّر اسم عاصية، وقال: أنت جميلة ". رقية المولود الجديد الرّقية الشّرعية جعلها الله عزّ وجلّ سبباً للشّفاء بإذنه تعالى، وقد وردت أحاديث كثيرة جدّاً في بيان كيفيّة الرّقية الشّرعية. وخير ما يستشفى به كتاب الله عزّ وجلّ، وقد أرشدنا النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - إلى قراءة المعوّذتين والفاتحة على المريض، وإن كان القرآن كله شفاء. وأمّا الأدعية من السّنة فكثيرة، منها: قوله صلّى الله عليه وسلّم:" أذهب البأس ربّ النّاس، واشف أنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً "، رواه البخاريّ ومسلم. قوله - صلّى الله عليه وسلّم - لعثمان بن أبي العاص لمّا اشتكى إليه وجعاً يجده في جسده، فقال له صلّى الله عليه وسلّم:" ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثاً ... وقل سبع مرّات: أعوذ بالله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر ". ما رواه أبو داود عن أبي الدّرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من اشتكى منكم شيئاً، أو اشتكاه أخ له، فليقل: ربّنا الله الذي في السّماء، تقدّس اسمك، أمرك في السّماء والأرض، كما رحمتك في السّماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت ربّ الطّيبين، أنزل رحمةً من رحمتك، وشفاءً من شفائك على هذا الوجع، فيبرأ ". دعاء تيسير الولادة للمرأة أن تدعو قبل ولادتها، أو أثنائها، أو بعدها، بما أحبّت وممّا يناسب حالها، ولا يوجد دعاء خاصّ بكل حالة من تلك الحالات، كما أنّه ليس هناك دليل يثبت أنّ ساعة الولادة ساعة إجابة، إلا أنّه إذا تعسّرت الولادة فهي مضطرة، ودعوة المضطر مستجابة، كما قال تعالى:" أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ "، النّمل/62. وليس هناك آية، أو حديث، أو دعاء معيّن، ييسّر عملية الإنجاب، وإنّما ييسر ذلك عموم الدّعاء، كما فعل زكريا، فاستجاب الله له دعاءه، ووهب له يحيى على كبر، قال الله تعالى:" وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ "، الأنبياء/89-90. وقال تعالى:" ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً "، مريم/2-9. فكون الله عزّ وجلّ يجعل العاقر تنجب هو أمر هيّن، ولكن يحتاج المسلم أن يبذل السّبب في ذلك، وهو الدّعاء، أو الذّهاب إلى الطّبيب، مع التّوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى.




    دعاء المولود الجديد دعاء المولود الجديد يعدّ الأطفال من زينة الحياة الدّنيا التي وهبها الله للإنسان، ويُستحبّ للمسلم أن يُظهر لأخيه المسلم فرحته بقدوم مولوده الجديد، وتهنئته، والمباركة له بما رزقه الله. فقد جاء في كتاب الأذكار للإمام النّووي رحمه الله: قال: يستحب تهنئة المولود له، قال أصحابنا: ويستحبّ أن يهنّأ بما جاء عن الحسن البصري رحمه الله، أنّه علّم إنساناً التهنئة فقال: قل:" بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشدّه، ورزقت برّه ". ويُستحبّ أن يردّ على المهنّئ فيقول: بارك الله لك، وبارك عليك، أو جزاك الله خيراً ورزقك مثله، أو أجزل ثوابك، ونحو هذا. وإنّه لمن السّنة أن يهنّئ المسلم أخيه المسلم عند حصول النّعمة بأي عبارة تقتضي ذلك، ولا يوجد ألفاظ معيّنة واردة عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - كان يقولها عند التّهنئة بالمولود. ما يُصنع بعد ولادة المولود استحباب تحنيك المولود والدّعاء له: عن أبي موسى قال:" ولد لي غلام، فأتيت به إلى النّبي - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فسمّاه إبراهيم، وحنّكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إليّ "، رواه البخاريّ ومسلم. والتّحنيك: هو وضع شيء حلو في فم الطّفل أوّل ولادته، كتمر أو عسل. تسمية المولود جائزة في اليوم الأول، أو السّابع، فعن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" وُلِد لي الليلة غلام فسمّيته باسم أبي إبراهيم "، رواه مسلم. وعن عائشة قالت:" عقّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - عن الحسن والحسين يوم السّابع وسمّاهما "، رواه ابن حبّان والحاكم. العقيقة والختان: فعن سلمان بن عامر رضي الله عنه، أنّ النّبي - صلى الله عليه وسلّم - قال:" مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دماً، وأميطوا عنه الأذى "، رواه التّرمذي والنّسائي. وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" كلّ غلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم سابع، ويسمّى فيه، ويحلق رأسه "، رواه التّرمذي والنّسائي. وأمّا الختان فهو من سنن الفطرة، وهو من الواجبات للصبي، لتعلّقه أيضاً بالطّهارة، وهي شرط لصحّة الصّلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقصّ الشّارب "، رواه البخاريّ ومسلم. حلاقة شعر رأسه، ودهن الرّأس بعد ذلك بالزّعفران: وفي ذلك فوائد طبيّة، ثمّ يُشرع التّصدق بوزن الشّعر ذهباً أو فضّةً، ولا يُشترط أن يوزن الشّعر المحلوق، فإذا صَعُب هذا فيكفي أن تقدِّر بالعملة النّقدية ثمن الذّهب أو الفضّة، والذي يعادله وزن الشّعر المحلوق تقديراً، وتتصدّق بالمبلغ في وجوه الخير. الأذان و الإقامة في أذن المولود الأذان في أذن المولود اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى، وكلاهما مستحبّ عند بعض أهل العلم، وهذا قول الشّافعية، والحنابلة، والحنفيّة أيضاً، وقال النّووي وهو شافعيّ في المجموع:" السّنة أن يؤذّن في أذن المولود عند ولادته، ذكراً كان أو أنثى، ويكون الأذان بلفظ أذان الصّلاة، لحديث أبي رافع الذي ذكره المصنف، قال جماعة من أصحابنا:" يستحبّ أن يؤذّن في أذنه اليمنى، ويقيم الصّلاة في أذنه اليسرى ". فضل المولود الأنثى عن عقبة بن عامر قال، سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول:" من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهنّ، وأطعمهنّ، وسقاهنّ، وكساهنّ من جدّته، كنّ له حجاباً من النّار يوم القيامة "، رواه ابن ماجه، وأحمد، وصحّحه الألباني. وعن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من عال جاريتين حتّى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو ـ وضمّ أصابعه ـ "، رواه مسلم. أي كهاتين الأصبعين المضمومتين في قرب المنزلة. بل إنّ فضل تربية البنات ينال من عال أيّ عدد منهن ولو واحدةً، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:" دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئا غير تمرة، فأعطيتها إيّاها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - علينا فأخبرته، فقال: من ابتلي من هذه البنات بشيء كنّ له ستراً من النّار "، رواه البخاريّ ومسلم. السّنة في اختيار اسم المولود يسنّ تسمية الولد في اليوم السّابع من الولادة، أو يوم الولادة نفسه كما ذكره النّووي في الأذكار. ويُسنّ أن يكون الاسم حسناً، للحديث الذي رواه أبو داود، والدّارمي، وابن حبّان، وأحمد:" إنّكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسّنوا أسماءكم ". وأفضل الأسماء عبد الله وعبد الرحمن، لخبر مسلم في صحيحه:" أحبّ الأسماء إلى الله تعالى عبد الله، وعبد الرحمن ". وفي أبي داود:" وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرّة ". فمن هذه الأحاديث وما في معناها يستفاد النّدب إلى التّسمي بكل اسم يكون معناه حسناً، كأسماء الأنبياء والملائكة، وأسماء الجنّة وما فيها لحسن معناها، وكان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يبدل الاسم القبيح باسم حسن، كما روى أبو داود:" أنّه غيّر اسم عاصية، وقال: أنت جميلة ". رقية المولود الجديد الرّقية الشّرعية جعلها الله عزّ وجلّ سبباً للشّفاء بإذنه تعالى، وقد وردت أحاديث كثيرة جدّاً في بيان كيفيّة الرّقية الشّرعية. وخير ما يستشفى به كتاب الله عزّ وجلّ، وقد أرشدنا النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - إلى قراءة المعوّذتين والفاتحة على المريض، وإن كان القرآن كله شفاء. وأمّا الأدعية من السّنة فكثيرة، منها: قوله صلّى الله عليه وسلّم:" أذهب البأس ربّ النّاس، واشف أنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً "، رواه البخاريّ ومسلم. قوله - صلّى الله عليه وسلّم - لعثمان بن أبي العاص لمّا اشتكى إليه وجعاً يجده في جسده، فقال له صلّى الله عليه وسلّم:" ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثاً ... وقل سبع مرّات: أعوذ بالله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر ". ما رواه أبو داود عن أبي الدّرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من اشتكى منكم شيئاً، أو اشتكاه أخ له، فليقل: ربّنا الله الذي في السّماء، تقدّس اسمك، أمرك في السّماء والأرض، كما رحمتك في السّماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت ربّ الطّيبين، أنزل رحمةً من رحمتك، وشفاءً من شفائك على هذا الوجع، فيبرأ ". دعاء تيسير الولادة للمرأة أن تدعو قبل ولادتها، أو أثنائها، أو بعدها، بما أحبّت وممّا يناسب حالها، ولا يوجد دعاء خاصّ بكل حالة من تلك الحالات، كما أنّه ليس هناك دليل يثبت أنّ ساعة الولادة ساعة إجابة، إلا أنّه إذا تعسّرت الولادة فهي مضطرة، ودعوة المضطر مستجابة، كما قال تعالى:" أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ "، النّمل/62. وليس هناك آية، أو حديث، أو دعاء معيّن، ييسّر عملية الإنجاب، وإنّما ييسر ذلك عموم الدّعاء، كما فعل زكريا، فاستجاب الله له دعاءه، ووهب له يحيى على كبر، قال الله تعالى:" وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ "، الأنبياء/89-90. وقال تعالى:" ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً "، مريم/2-9. فكون الله عزّ وجلّ يجعل العاقر تنجب هو أمر هيّن، ولكن يحتاج المسلم أن يبذل السّبب في ذلك، وهو الدّعاء، أو الذّهاب إلى الطّبيب، مع التّوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى.
    0 التعليقات 0 نشر
  • دعاء تيسير الولادة


    دعاء تيسير الولادة يمكن للمرأة أن تدعو قبل ولادتها، أو أثنائها، أو بعدها بما أحبّت، أو ما يناسب حالها، ولا يوجد دعاء مخصوص لهذه الحالة، كما أنّه ليس هناك دليل يثبت أنّ ساعة الولادة هي ساعة إجابة، إلا في تعسّرت الولادة فهي تكون بذلك مضطرةً، ودعوة المضطرّ مستجابة، كما قال تعالى:" أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ "، النّمل/62. وممّا ورد عن السّلف مما ييسّر أمر الولادة ما قاله ابن القيّم في كتاب الطبّ، ونصّه:" قال الخلال، حدّثني عبد الله بن أحمد قال: رأيت أبي - أحمد بن حنبل - يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض أو شيء نظيف، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنهما:" لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ العرش العظيم، الحمد لله ربّ العالمين، كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيةً أو ضحاها، كأنّهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعةً من نهار بلاغ، فهل يهلك إلا القوم الفاسقون "، قال الخلال: أنبأنا أبو بكر المروزي، أنّ أبا عبد الله جاءه رجل، فقال:" يا أبا عبد الله، تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين؟ فقال له: يجيء بجام واسع وزعفران، ورأيته يكتب لغير واحد "، ويذكر عن عكرمة عن ابن عباس قال:" مرّ عيسى عليه السّلام على بقرة، وقد اعترض ولدها في بطنها، فقالت: يا كلمة الله، ادع الله أن يخلصني مما أنا فيه، فقال: يا خلاق النّفس من النفس، ويا مخلص النّفس من النّفس، ويا مخرج النّفس من النّفس، خلصها. قال: فرمت بولدها، فإذا هي قائمة تشمه، قال: فإذا عسر على المرأة ولدها، فاكتبه ". وقد رخّص جماعة من السّلف في كتابة بعض القرآن وشربه، وجعل ذلك في الشّفاء الذي جعل الله فيه، وقال ابن القيم:" كتاب آخر لذلك، يكتب في إناء نظيف:" إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ "، وتشرب منه الحامل، ويرشّ على بطنها ". وليس هناك آية، أو حديث، أو دعاء معيّن ييسّر عملية الولادة، وإنّما ييسّر ذلك عامّة الدّعاء، كما فعل سيّدنا زكريا فاستجاب الله له دعاءه، ووهب له يحيى على كبر، قال الله تعالى:" وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ "، الأنبياء/89-90. ومن الأدعية النّافعة في كلّ شيء:" لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين "، فقد روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ، سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ، فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له ". ومنها أيضاً قوله صلّى الله عليه وسلّم:" يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِك أستغيثُ، أَصلِحْ لي شأني كلَّه، ولا تَكِلْني إلى نفسي طرفةَ عَيْنٍ "، رواه الألباني. أحكام المولود يُستحب أن يبشّر من جاءه مولود جديد، وتهنئته بذلك، والدّعاء للمولود بالبركة، فقد بشّرت الملائكة إبراهيم وزوجه بغلام عليم، كما بشّرت زكريا بيحيى عليهما السّلام. ومن الخطأ أن يُهنّئ الرّجل بالابن الذّكر ولا يُهنّئ بالأنثى، لأنّ ذلك من عادات الجاهليّة. ومن أهم الأحكام المتعلقة بالمولود الجديد: الأذان في أذن المولود اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى. حلق رأسه، والتّصدق بوزن شعره من الفضّة. العقيقة للمولود، وهي ذبح شاتين عن الذّكر، وشاة عن الأنثى. تسميته بالاسم الحسن. ختان المولود الذّكر. الاهتمام بتربيته، وتعليمه، وتأديبه، لينشأ على الخير والصّلاح. دعاء التهنئة بالمولود جاء في كتاب الأذكار للإمام النّووي رحمه الله: قال:" يُستحب تهنئة المولود له، قال أصحابنا: ويستحبّ أن يهنّأ بما جاء عن الحسن البصري رحمه الله، أنّه علم إنساناً التّهنئة، فقال: قل: بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشدّه، ورزقت برّه. ويستحبّ أن يردّ على المهنّئ فيقول: بارك الله لك، وبارك عليك، أو جزاك الله خيراً ورزقك مثله، أو أجزل ثوابك، ونحو هذا ". حكم العقيقة للمولود العقيقة سنّة مؤكدة عن المولود، وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم:" الغلامُ مرتهنٌ بعقيقِته يُذبح عنه يومَ السّابعِ، ويسمَّى، ويحلقُ رأسه "، رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح. والسّنة في ذبحها أن تذبح يوم السّابع من ولادته، فإن لم يكن ففي اليوم الرّابع عشر، فإن لم يكن ففي الحادي والعشرين، فإن لم يكن ففي الثّامن والعشرين، وإلا فلا تشترط الأيام، وإن ذبحها قبل السّابع أو بعده فيصحّ، وذلك لأنّ التّأقيت سنّة. شروط استجابة الدّعاء هناك عدّة شروط يجب أن تتوافر في الدّاعي كي يُستجاب دعاؤه، منها: صلاح الإنسان، وابتعاده عن الشّرور. المحافظة على الصّلاة، وعدم تركها. الابتعاد عن المعصية، لأنّ الله تعالى لا يستجيب لدعوة العاصي. الإكثار من التّسبيح والتّهليل. الإكثار من الاستغفار، كي تُستجاب الدّعوة بسرعة.


    دعاء تيسير الولادة دعاء تيسير الولادة يمكن للمرأة أن تدعو قبل ولادتها، أو أثنائها، أو بعدها بما أحبّت، أو ما يناسب حالها، ولا يوجد دعاء مخصوص لهذه الحالة، كما أنّه ليس هناك دليل يثبت أنّ ساعة الولادة هي ساعة إجابة، إلا في تعسّرت الولادة فهي تكون بذلك مضطرةً، ودعوة المضطرّ مستجابة، كما قال تعالى:" أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ "، النّمل/62. وممّا ورد عن السّلف مما ييسّر أمر الولادة ما قاله ابن القيّم في كتاب الطبّ، ونصّه:" قال الخلال، حدّثني عبد الله بن أحمد قال: رأيت أبي - أحمد بن حنبل - يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض أو شيء نظيف، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنهما:" لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ العرش العظيم، الحمد لله ربّ العالمين، كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيةً أو ضحاها، كأنّهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعةً من نهار بلاغ، فهل يهلك إلا القوم الفاسقون "، قال الخلال: أنبأنا أبو بكر المروزي، أنّ أبا عبد الله جاءه رجل، فقال:" يا أبا عبد الله، تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين؟ فقال له: يجيء بجام واسع وزعفران، ورأيته يكتب لغير واحد "، ويذكر عن عكرمة عن ابن عباس قال:" مرّ عيسى عليه السّلام على بقرة، وقد اعترض ولدها في بطنها، فقالت: يا كلمة الله، ادع الله أن يخلصني مما أنا فيه، فقال: يا خلاق النّفس من النفس، ويا مخلص النّفس من النّفس، ويا مخرج النّفس من النّفس، خلصها. قال: فرمت بولدها، فإذا هي قائمة تشمه، قال: فإذا عسر على المرأة ولدها، فاكتبه ". وقد رخّص جماعة من السّلف في كتابة بعض القرآن وشربه، وجعل ذلك في الشّفاء الذي جعل الله فيه، وقال ابن القيم:" كتاب آخر لذلك، يكتب في إناء نظيف:" إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ "، وتشرب منه الحامل، ويرشّ على بطنها ". وليس هناك آية، أو حديث، أو دعاء معيّن ييسّر عملية الولادة، وإنّما ييسّر ذلك عامّة الدّعاء، كما فعل سيّدنا زكريا فاستجاب الله له دعاءه، ووهب له يحيى على كبر، قال الله تعالى:" وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ "، الأنبياء/89-90. ومن الأدعية النّافعة في كلّ شيء:" لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين "، فقد روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ، سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ، فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له ". ومنها أيضاً قوله صلّى الله عليه وسلّم:" يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِك أستغيثُ، أَصلِحْ لي شأني كلَّه، ولا تَكِلْني إلى نفسي طرفةَ عَيْنٍ "، رواه الألباني. أحكام المولود يُستحب أن يبشّر من جاءه مولود جديد، وتهنئته بذلك، والدّعاء للمولود بالبركة، فقد بشّرت الملائكة إبراهيم وزوجه بغلام عليم، كما بشّرت زكريا بيحيى عليهما السّلام. ومن الخطأ أن يُهنّئ الرّجل بالابن الذّكر ولا يُهنّئ بالأنثى، لأنّ ذلك من عادات الجاهليّة. ومن أهم الأحكام المتعلقة بالمولود الجديد: الأذان في أذن المولود اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى. حلق رأسه، والتّصدق بوزن شعره من الفضّة. العقيقة للمولود، وهي ذبح شاتين عن الذّكر، وشاة عن الأنثى. تسميته بالاسم الحسن. ختان المولود الذّكر. الاهتمام بتربيته، وتعليمه، وتأديبه، لينشأ على الخير والصّلاح. دعاء التهنئة بالمولود جاء في كتاب الأذكار للإمام النّووي رحمه الله: قال:" يُستحب تهنئة المولود له، قال أصحابنا: ويستحبّ أن يهنّأ بما جاء عن الحسن البصري رحمه الله، أنّه علم إنساناً التّهنئة، فقال: قل: بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشدّه، ورزقت برّه. ويستحبّ أن يردّ على المهنّئ فيقول: بارك الله لك، وبارك عليك، أو جزاك الله خيراً ورزقك مثله، أو أجزل ثوابك، ونحو هذا ". حكم العقيقة للمولود العقيقة سنّة مؤكدة عن المولود، وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم:" الغلامُ مرتهنٌ بعقيقِته يُذبح عنه يومَ السّابعِ، ويسمَّى، ويحلقُ رأسه "، رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح. والسّنة في ذبحها أن تذبح يوم السّابع من ولادته، فإن لم يكن ففي اليوم الرّابع عشر، فإن لم يكن ففي الحادي والعشرين، فإن لم يكن ففي الثّامن والعشرين، وإلا فلا تشترط الأيام، وإن ذبحها قبل السّابع أو بعده فيصحّ، وذلك لأنّ التّأقيت سنّة. شروط استجابة الدّعاء هناك عدّة شروط يجب أن تتوافر في الدّاعي كي يُستجاب دعاؤه، منها: صلاح الإنسان، وابتعاده عن الشّرور. المحافظة على الصّلاة، وعدم تركها. الابتعاد عن المعصية، لأنّ الله تعالى لا يستجيب لدعوة العاصي. الإكثار من التّسبيح والتّهليل. الإكثار من الاستغفار، كي تُستجاب الدّعوة بسرعة.
    0 التعليقات 0 نشر
  • دعاء للمولود الجديد



    دعاء للمولود الجديد يوجد العديد من الأدعية التي يمكن دعاءها للمواليد الجدد، إلا أنه لم ترد صيغة واضحة عن الرسول صلّى الله عليه وسلم لما يمكن أن يتم قوله، لكن لا بأس بالدعاء بالأدعية المتداولة، ومنها: بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره. جعله الله مباركاً عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم أنبته نباتاً حسناً، واجعله قرة عين لوالديه، واحفظه وبارك لنا فيه واجعله من أهل الصلاح والتقوى. بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس وعين حاسد، بسم الله أرقيك والله يشفيك. أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، ومن شر ما خلق و برأ و ذرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن. اللهم اجعله من الصالحين المصلحين البارين بوالديهم. اللهم فرح به نبيك المختار، واهده لما تعبد يا غفار. أعيذك بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. اللهم اجعله أوفر حظاً في الدنيا وفي الآخرة. اللهم اجعله من أوليائك وخاصتك الذين يسعى نورهم بين أيديهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اللهم اجعله من حراس الدنيا ومن الذاكرين والمذكورين، و الطف به يا كريم. اللهم ارزقه جمال الخلق والخُلق، وقوة الدين والبدن، وسعادة الدنيا والآخرة. اللهم اجعله من الهداة المهتدين غير الضالين ولا المضلّين، اللهم حبب إليه الإيمان وزيّنه في قلبه، وكرّه إليه الكفر والفسوق والعصيان، واجعله من الراشدين، ربّنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قرّة أعين واجعلنا للمتقين إماماً. اللهم طهّر قلبه، اللهم حصن فرجه، اللهم حسن أخلاقه، واملأ قلبه نوراً وحكمة. اللهم أهّله لقبول كلّ نعمة، وأصلحه وأصلح به الأمّة، اللهمّ اجعله من حرس الدين، ومن الذاكرين والمذكورين. اللهم اجعله من حفظة كتابك، والدعاة لدينك، والمجاهدين في سبيلك، والمبلغين عن رسولك صلى الله عليه وسلم. اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبه، وشفاء صدره، ونور بصره. اللهم افتح عليه فتوح العارفين، وارزقه الحكمة والعلم النافع. اللهم زين أخلاقه بالحلم، وأكرمه بالتقوى، وجمّله بالعافية، واعف عنه. اللهم ارزقه المعلم الصالح والصُحبة الطيبة. اللهم ارزقه القناعة والرّضى، ونزِّه قلبه عن التعلّق بمن دونك، واجعله ممّن تحبّهم ويحبّونك، اللهم ارزقه حبك وحب نبيك محمّد صلى الله عليه وسلم، وحب كل من يحبك، وحب كل عمل يقربهم إلى حبك. اللهم اجعله ممن تواضع لك فرفعته، واستكان لهيبتك فأحببته، وتقرّب إليك فقرّبته، وسألك فأجبته. اللهم افتح عليه أبواب رزقك الحلال من واسع فضلك، واكفه بحلالك عن حرامك، وأغنه بفضلك عمّن سواك، ولا تولّه وليّاً سواك. اللهم احفظه بعينك التي لا تنام، واكنفه بعزك الذي لا يرام، واحرسه من عيون الإنس والجن ببركة بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اجعله مولود خير وبركة، واجعله باراً، وارزقه عافية من عندك يا الله. اللهم اكتب له طول العمر، وحسن العمل، وسعة الرزق، وسعادة الدارين. جعله الله من مواليد السعادة، ووفقه للبر والعبادة. أعيذك بكلمات الله التامّة من كلّ شيطان وهامّة، ومن كلّ عين لامة. اللهم أعنّي على تربيته، وتأديبه، وبرّه. دعاء للأبناء يمكن الدعاء للأبناء بعدّة أدعية، منها: اللهم بارك لي في أولادي ولا تضرّهم، ووفقهم لطاعتك وارزقني برهم. اللهم أعنّي على تربيتهم وتأديبهم وبرّهم واجعل ذلك خيراً لي ولهم. اللهم اجعلنا وإياهم من الموسع عليهم الرزق الحلال، المعوذين من الذلّ بك، والمجازين من الظلم بعدلك، والمعافين من البلاء برحمتك، المعصومين من الذنوب والزلل والخطأ بتقواك، الموفقين للخير والرشد والصواب بطاعتك، والمحال بينهم وبين الذنوب بقدرتك، التاركين لكلّ معصية. اللهم اجعلني وأولادي من المعافين من البلاء برحمتك، المعصومين من الذنوب والزلَلَ والخطأ بتقواك. اللهم إني أحبهم حباً يجهلونه هم وتعلمه أنت، يا رب بقدر حبي لهم وفقهم ويسر أمرهم، وأسعدهم وحقق أمنياتهم واحفظهم، ولا تريني فيهم بأساً يبكيني. اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز يا غفار. اللهم اجعلني وأولادي من الموفّقين للخير والرّشد والصّواب بطاعتك، والمحال بينهم وبين الذنوب بقدرتك، التاركين لكلّ معصية. اللهم يا معلّم موسى وآدم علّمهم، ويا مُفهم سليمان فهمهم، ويا مؤتي لقمان الحكمة وفصل الخطاب آتهم الحكمة وفصل الخطاب. اللهم علّمهم ما جهلوا، وذكّرهم ما نسوا، وافتح عليهم بركات من السّماء والأرض إنّك سميعٌ مجيب الدّعوات. اللهمّ إنّي أسألك لهم قوّة الحفظ وسرعة الفهم وصفاء الذّهن. اللهمّ اجعلهم هداةً مهتدين غير ضالّين ولا مضلّين. اللهمّ حَبّب إليهم الإيمان وزيّنه في قلوبهم، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، واجعلهم من الرّاشدين، ربّنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قرّة أعين واجعلنا للمتّقين إماماً. اللهم افتح علي وعلى أولادي بركات من السماء والأرض، إنّك سميعٌ مجيب الدعوات. اللهم اجعلهم حفظة لكتابك ودعاة في سبيلك ومبلغين عن رسولك، اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبهم وشفاء صدورهم ونوراً لأبصارهم. اللهمّ علق قلوبهم بالمساجد وبطاعتك، واجعلهم من أوجه من توجّه إليك وأحبّك ورغب إليك. اللهمّ جنّبهم الفواحش والمحن، والزّلازل والفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهمّ جنّبهم الزّنا والّلواط. اللهمّ اجعلهم في حفظك وكنفك، وأمانك وجوارك، وعياذك وحزبك وحرزك، ولطفك وسترك من كلّ شيطان وإنس وجان وباغٍ وحاسد، ومن شرّ كلّ شيء أنت آخذ بناصيته إنّك على كلّ شيء قدير. اللهمّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي، وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأصلح لي في ذريتي إنّي تبت إليك وإنّي من المسلمين، وأعذني وذريتي من الشّيطان الرّجيم. اللهم ألهمهم رشدهم واجعلهم أبراراً أتقياء بصراء سامعين مطيعين لك، ولأوليائك محبين ناصحين، ولأعدائك مبغضين، اللهم اشدد بهم عضدي وأقم أودي وكثر عددي وزين بهم محضري، وأحيِ بهم ذكري، واكفني بهم في غيبتي وأعني بهم على حاجتي واجعلهم عوناً لي. اللهم سلمهم من العلل والآفات والأوبئة، اللهم سلمهم من شر الأشرار آناء الليل وأطراف النهار، واغفر لهم يا غفار، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم ثبت لهم يقينهم وارزقهم حلالاً يكفيهم، اللهم أبعد عنهم كل شيء يؤذيهم، ولا تحوجهم لطبيب يداويهم، اللهم استرهم على وجه الأرض، وارحمهم في بطن الأرض، واغفر لهم في يوم العرض عليك، اللهم أعطهم ما يتمنون وتحبه لهم وترضاه. إلهي إني أستودعك أبنائي قطعة من قلبي، في مكان غابت عنهم عيني، ولكن عينك لم تغِب، فاحفظهم حفظاً يليق بعظمتك. اللهم سخر لهم القلوب، واحفظهم من كل سوء، وأسعدهم متعاقب الشروق والغروب. اللهم يا فاتح الأبواب، ومنزل الكتاب، وجامع الأحباب، يا الله ارزقهم رزقاً كالأمطار حين تصب، واجمعهم بكل من يحبون، وهوّن عليهم كل صعب، واجعل كل أيامهم عيد يا الله، وارزقهم عمراً مديداً، واجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، اللهم يا عزيز يا جبار. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا أحد يا من إذا قال لشيء كن فيكون، أصلح شأنهم، واخزِ شيطانهم، وقوي إيمانهم، أصلح ذات بينهم، وألف بين قلوبهم، وسخرهم لي بالمحبة والطاعة، واجعلهم قرة عين لي، اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه، اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، واجعلهم من الراشدين، وانفع بهم الإسلام والمسلمين، وافتح لهم فتوح العارفين، وغض أبصارهم، واحفظ فروجهم، وعلق بالمساجد قلوبهم، واصرف عنهم كل سوء، وارزقهم البطانه الصالحة، اللهم اجعلني وأهل بيتي من أهل القران حتى نكون من أهلك وخاصتك، أنت ولي ذلك والقادر عليه. الهدي النبويّ عند قدوم المولود لقد وردنا بعض الأمور التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلّم وفعلها عند قدوم المولود، وهي كالآتي:[١] الأذان في أذن الطفل اليمنى؛ ليكون أوّل ما يسمعه كلمات تعظيم الله عز وجلّ، وشهادة الدخول في الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقّن التوحيد عند مغادرته لها، وممّا يدل على ذلك ما رُوِي عن الصحابي أسلم القبطي رضي الله عنه: (رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أذَّنَ في أُذُنِ الحَسَنِ بنِ عليٍّ ، - حِينَ ولَدْتُه فاطِمةُ - بِالصَّلاةِ).[٢] تحنيك المولود والتهنئة به والدعاء له، ويعرّف التحنيك بأنّه: مضغ الشيء ووضعه في فم المولود، ورُوِي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: (أنَّهَا حَمَلَتْ بعَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ وأَنَا مُتِمٌّ فأتَيْتُ المَدِينَةَ فَنَزَلْتُ بقُبَاءٍ فَوَلَدْتُهُ بقُبَاءٍ، ثُمَّ أتَيْتُ به النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَوَضَعْتُهُ في حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ في فِيهِ، فَكانَ أوَّلَ شيءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ حَنَّكَهُ بتَمْرَةٍ ثُمَّ دَعَا له، وبَرَّكَ عليه وكانَ أوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ في الإسْلَامِ تَابَعَهُ خَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، عن عَلِيِّ بنِ مُسْهِرٍ، عن هِشَامٍ، عن أبِيهِ، عن أسْمَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أنَّهَا هَاجَرَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهي حُبْلَى)،[٣]كما يستحب الدعاء للمولود وتهنئة أهله به والفرح بقدومه. العقيقة وحلق شعر المولود وتسميته، حيث أن العقيقة هي الذبيحة التي تُذبَح شكرًا لله على نعمة قدوم هذا الطفل، ويستحب أن يتم الذبح في اليوم السابع أو الرابع عشر أو الحادي والعشرين، ويتبع الذبح حلق شعر الطفل والتبرع بوزنه فضة، ومن الأمور التي دعا لها الرسول صلى الله عليه وسلّم تسمية الطفل بأحسن الأسماء. الختان، ومما يدل على ذلك ما رُوِي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، عن الرسول صلّى الله عليه وسلم قال: (الفِطْرَةُ خَمْسٌ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ).[٤] الزكاة عن المولود والميراث حقّ بمجرد ولادته، ودلّ عن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يرثُ الصبيُّ حتى يستهلَّ صارخًا واستهلالُه أن يصيحَ أو يعطسَ أو يبكيَ)،[٥] وما رُوِي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرَض زكاةَ الفطرِ مِن رمضانَ على كلِّ نفسٍ مِن المسلِمينَ حُرٍّ أو عبدٍ، رجلٍ أو امرأةٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ صاعًا مِن تمرٍ أو صاعًا مِن شعيرٍ).[٦] فيديو المواليد وصندوق الهدايا أغرب عادات الاحتفال بالمولود الجديد حول العالم:

    دعاء للمولود الجديد دعاء للمولود الجديد يوجد العديد من الأدعية التي يمكن دعاءها للمواليد الجدد، إلا أنه لم ترد صيغة واضحة عن الرسول صلّى الله عليه وسلم لما يمكن أن يتم قوله، لكن لا بأس بالدعاء بالأدعية المتداولة، ومنها: بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره. جعله الله مباركاً عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم أنبته نباتاً حسناً، واجعله قرة عين لوالديه، واحفظه وبارك لنا فيه واجعله من أهل الصلاح والتقوى. بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس وعين حاسد، بسم الله أرقيك والله يشفيك. أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، ومن شر ما خلق و برأ و ذرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن. اللهم اجعله من الصالحين المصلحين البارين بوالديهم. اللهم فرح به نبيك المختار، واهده لما تعبد يا غفار. أعيذك بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. اللهم اجعله أوفر حظاً في الدنيا وفي الآخرة. اللهم اجعله من أوليائك وخاصتك الذين يسعى نورهم بين أيديهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اللهم اجعله من حراس الدنيا ومن الذاكرين والمذكورين، و الطف به يا كريم. اللهم ارزقه جمال الخلق والخُلق، وقوة الدين والبدن، وسعادة الدنيا والآخرة. اللهم اجعله من الهداة المهتدين غير الضالين ولا المضلّين، اللهم حبب إليه الإيمان وزيّنه في قلبه، وكرّه إليه الكفر والفسوق والعصيان، واجعله من الراشدين، ربّنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قرّة أعين واجعلنا للمتقين إماماً. اللهم طهّر قلبه، اللهم حصن فرجه، اللهم حسن أخلاقه، واملأ قلبه نوراً وحكمة. اللهم أهّله لقبول كلّ نعمة، وأصلحه وأصلح به الأمّة، اللهمّ اجعله من حرس الدين، ومن الذاكرين والمذكورين. اللهم اجعله من حفظة كتابك، والدعاة لدينك، والمجاهدين في سبيلك، والمبلغين عن رسولك صلى الله عليه وسلم. اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبه، وشفاء صدره، ونور بصره. اللهم افتح عليه فتوح العارفين، وارزقه الحكمة والعلم النافع. اللهم زين أخلاقه بالحلم، وأكرمه بالتقوى، وجمّله بالعافية، واعف عنه. اللهم ارزقه المعلم الصالح والصُحبة الطيبة. اللهم ارزقه القناعة والرّضى، ونزِّه قلبه عن التعلّق بمن دونك، واجعله ممّن تحبّهم ويحبّونك، اللهم ارزقه حبك وحب نبيك محمّد صلى الله عليه وسلم، وحب كل من يحبك، وحب كل عمل يقربهم إلى حبك. اللهم اجعله ممن تواضع لك فرفعته، واستكان لهيبتك فأحببته، وتقرّب إليك فقرّبته، وسألك فأجبته. اللهم افتح عليه أبواب رزقك الحلال من واسع فضلك، واكفه بحلالك عن حرامك، وأغنه بفضلك عمّن سواك، ولا تولّه وليّاً سواك. اللهم احفظه بعينك التي لا تنام، واكنفه بعزك الذي لا يرام، واحرسه من عيون الإنس والجن ببركة بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اجعله مولود خير وبركة، واجعله باراً، وارزقه عافية من عندك يا الله. اللهم اكتب له طول العمر، وحسن العمل، وسعة الرزق، وسعادة الدارين. جعله الله من مواليد السعادة، ووفقه للبر والعبادة. أعيذك بكلمات الله التامّة من كلّ شيطان وهامّة، ومن كلّ عين لامة. اللهم أعنّي على تربيته، وتأديبه، وبرّه. دعاء للأبناء يمكن الدعاء للأبناء بعدّة أدعية، منها: اللهم بارك لي في أولادي ولا تضرّهم، ووفقهم لطاعتك وارزقني برهم. اللهم أعنّي على تربيتهم وتأديبهم وبرّهم واجعل ذلك خيراً لي ولهم. اللهم اجعلنا وإياهم من الموسع عليهم الرزق الحلال، المعوذين من الذلّ بك، والمجازين من الظلم بعدلك، والمعافين من البلاء برحمتك، المعصومين من الذنوب والزلل والخطأ بتقواك، الموفقين للخير والرشد والصواب بطاعتك، والمحال بينهم وبين الذنوب بقدرتك، التاركين لكلّ معصية. اللهم اجعلني وأولادي من المعافين من البلاء برحمتك، المعصومين من الذنوب والزلَلَ والخطأ بتقواك. اللهم إني أحبهم حباً يجهلونه هم وتعلمه أنت، يا رب بقدر حبي لهم وفقهم ويسر أمرهم، وأسعدهم وحقق أمنياتهم واحفظهم، ولا تريني فيهم بأساً يبكيني. اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز يا غفار. اللهم اجعلني وأولادي من الموفّقين للخير والرّشد والصّواب بطاعتك، والمحال بينهم وبين الذنوب بقدرتك، التاركين لكلّ معصية. اللهم يا معلّم موسى وآدم علّمهم، ويا مُفهم سليمان فهمهم، ويا مؤتي لقمان الحكمة وفصل الخطاب آتهم الحكمة وفصل الخطاب. اللهم علّمهم ما جهلوا، وذكّرهم ما نسوا، وافتح عليهم بركات من السّماء والأرض إنّك سميعٌ مجيب الدّعوات. اللهمّ إنّي أسألك لهم قوّة الحفظ وسرعة الفهم وصفاء الذّهن. اللهمّ اجعلهم هداةً مهتدين غير ضالّين ولا مضلّين. اللهمّ حَبّب إليهم الإيمان وزيّنه في قلوبهم، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، واجعلهم من الرّاشدين، ربّنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قرّة أعين واجعلنا للمتّقين إماماً. اللهم افتح علي وعلى أولادي بركات من السماء والأرض، إنّك سميعٌ مجيب الدعوات. اللهم اجعلهم حفظة لكتابك ودعاة في سبيلك ومبلغين عن رسولك، اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبهم وشفاء صدورهم ونوراً لأبصارهم. اللهمّ علق قلوبهم بالمساجد وبطاعتك، واجعلهم من أوجه من توجّه إليك وأحبّك ورغب إليك. اللهمّ جنّبهم الفواحش والمحن، والزّلازل والفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهمّ جنّبهم الزّنا والّلواط. اللهمّ اجعلهم في حفظك وكنفك، وأمانك وجوارك، وعياذك وحزبك وحرزك، ولطفك وسترك من كلّ شيطان وإنس وجان وباغٍ وحاسد، ومن شرّ كلّ شيء أنت آخذ بناصيته إنّك على كلّ شيء قدير. اللهمّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي، وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأصلح لي في ذريتي إنّي تبت إليك وإنّي من المسلمين، وأعذني وذريتي من الشّيطان الرّجيم. اللهم ألهمهم رشدهم واجعلهم أبراراً أتقياء بصراء سامعين مطيعين لك، ولأوليائك محبين ناصحين، ولأعدائك مبغضين، اللهم اشدد بهم عضدي وأقم أودي وكثر عددي وزين بهم محضري، وأحيِ بهم ذكري، واكفني بهم في غيبتي وأعني بهم على حاجتي واجعلهم عوناً لي. اللهم سلمهم من العلل والآفات والأوبئة، اللهم سلمهم من شر الأشرار آناء الليل وأطراف النهار، واغفر لهم يا غفار، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم ثبت لهم يقينهم وارزقهم حلالاً يكفيهم، اللهم أبعد عنهم كل شيء يؤذيهم، ولا تحوجهم لطبيب يداويهم، اللهم استرهم على وجه الأرض، وارحمهم في بطن الأرض، واغفر لهم في يوم العرض عليك، اللهم أعطهم ما يتمنون وتحبه لهم وترضاه. إلهي إني أستودعك أبنائي قطعة من قلبي، في مكان غابت عنهم عيني، ولكن عينك لم تغِب، فاحفظهم حفظاً يليق بعظمتك. اللهم سخر لهم القلوب، واحفظهم من كل سوء، وأسعدهم متعاقب الشروق والغروب. اللهم يا فاتح الأبواب، ومنزل الكتاب، وجامع الأحباب، يا الله ارزقهم رزقاً كالأمطار حين تصب، واجمعهم بكل من يحبون، وهوّن عليهم كل صعب، واجعل كل أيامهم عيد يا الله، وارزقهم عمراً مديداً، واجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، اللهم يا عزيز يا جبار. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا أحد يا من إذا قال لشيء كن فيكون، أصلح شأنهم، واخزِ شيطانهم، وقوي إيمانهم، أصلح ذات بينهم، وألف بين قلوبهم، وسخرهم لي بالمحبة والطاعة، واجعلهم قرة عين لي، اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه، اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، واجعلهم من الراشدين، وانفع بهم الإسلام والمسلمين، وافتح لهم فتوح العارفين، وغض أبصارهم، واحفظ فروجهم، وعلق بالمساجد قلوبهم، واصرف عنهم كل سوء، وارزقهم البطانه الصالحة، اللهم اجعلني وأهل بيتي من أهل القران حتى نكون من أهلك وخاصتك، أنت ولي ذلك والقادر عليه. الهدي النبويّ عند قدوم المولود لقد وردنا بعض الأمور التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلّم وفعلها عند قدوم المولود، وهي كالآتي:[١] الأذان في أذن الطفل اليمنى؛ ليكون أوّل ما يسمعه كلمات تعظيم الله عز وجلّ، وشهادة الدخول في الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقّن التوحيد عند مغادرته لها، وممّا يدل على ذلك ما رُوِي عن الصحابي أسلم القبطي رضي الله عنه: (رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أذَّنَ في أُذُنِ الحَسَنِ بنِ عليٍّ ، - حِينَ ولَدْتُه فاطِمةُ - بِالصَّلاةِ).[٢] تحنيك المولود والتهنئة به والدعاء له، ويعرّف التحنيك بأنّه: مضغ الشيء ووضعه في فم المولود، ورُوِي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: (أنَّهَا حَمَلَتْ بعَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ وأَنَا مُتِمٌّ فأتَيْتُ المَدِينَةَ فَنَزَلْتُ بقُبَاءٍ فَوَلَدْتُهُ بقُبَاءٍ، ثُمَّ أتَيْتُ به النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَوَضَعْتُهُ في حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ في فِيهِ، فَكانَ أوَّلَ شيءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ حَنَّكَهُ بتَمْرَةٍ ثُمَّ دَعَا له، وبَرَّكَ عليه وكانَ أوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ في الإسْلَامِ تَابَعَهُ خَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، عن عَلِيِّ بنِ مُسْهِرٍ، عن هِشَامٍ، عن أبِيهِ، عن أسْمَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أنَّهَا هَاجَرَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهي حُبْلَى)،[٣]كما يستحب الدعاء للمولود وتهنئة أهله به والفرح بقدومه. العقيقة وحلق شعر المولود وتسميته، حيث أن العقيقة هي الذبيحة التي تُذبَح شكرًا لله على نعمة قدوم هذا الطفل، ويستحب أن يتم الذبح في اليوم السابع أو الرابع عشر أو الحادي والعشرين، ويتبع الذبح حلق شعر الطفل والتبرع بوزنه فضة، ومن الأمور التي دعا لها الرسول صلى الله عليه وسلّم تسمية الطفل بأحسن الأسماء. الختان، ومما يدل على ذلك ما رُوِي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، عن الرسول صلّى الله عليه وسلم قال: (الفِطْرَةُ خَمْسٌ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ).[٤] الزكاة عن المولود والميراث حقّ بمجرد ولادته، ودلّ عن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يرثُ الصبيُّ حتى يستهلَّ صارخًا واستهلالُه أن يصيحَ أو يعطسَ أو يبكيَ)،[٥] وما رُوِي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرَض زكاةَ الفطرِ مِن رمضانَ على كلِّ نفسٍ مِن المسلِمينَ حُرٍّ أو عبدٍ، رجلٍ أو امرأةٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ صاعًا مِن تمرٍ أو صاعًا مِن شعيرٍ).[٦] فيديو المواليد وصندوق الهدايا أغرب عادات الاحتفال بالمولود الجديد حول العالم:
    0 التعليقات 0 نشر
  • أول مسجدٍ في الإسلام
    يعد مسجد قباء أول مسجدٍ بُني في الإسلام، كما أنّه أول مسجدٍ أعلن فيه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الجماعة بأصحابه، وأول مسجدٍ بُني لعامة المسلمين، حيث كانت المساجد تخصّ مجموعةً من الأفراد أو القبائل، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يزوره كلّ يوم سبت مشياً أو ركوباً، واقتداءً بالرسول -عليه الصلاة والسلام- كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- حريصاً على ذلك أيضاً.[١] فضل مسجد قباء ذهب بعض العلماء إلى القول بأنّ مسجد قباء هو المسجد الذي أُسّس على التقوى، إلّا أنّ الصواب أنّ المسجد الذي أُسّس على التقوى مسجد الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وتجدر الإشارة إلى سُنيّة زيارة مسجد قباء والصلاة فيه، اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، حيث كان يزوره ويصلّي فيه ركعتين، مع الحرص على الطهارة قبل الخروج إليه، وصلاة ركعتين عند وصوله بنية تحية المسجد، والزيارة لا تحدّد بوقتٍ أو ساعةٍ من ساعات اليوم.[٢] آداب المساجد في الإسلام وردت العديد من الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية التي تبيّن الآداب المتعلقة بالمساجد، فيستحب للمسلم لبس أحسن الثياب، واستعمال السواك عند الذهاب، كما ورد النهي عن الذهاب إلى المساجد لمن أكل البصل أو الثوم ونحوهما، ويستحبّ الذهاب إلى المساجد مشياً بسكينةٍ ووقارٍ، والتبكير في الذهاب إليها، والحرص على ترديد الأذكار عند الدخول إلى المسجد، والإكثار من ذكر الله تعالى وتسبيحه وتحميده وتهليله أثناء الجلوس فيه، إضافةً إلى تلاوة القرآن الكريم، وتعلّم العلوم الشرعية من الفقه والحديث النبوي، وأداء ركعتين تحية المسجد عند دخوله، وتجّنب البيع والشراء في المسجد أو إنشاد الضالة، كما ورد النهي من رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عن الخروج من المسجد بعد الأذان إلّا للضرورة

    أول مسجدٍ في الإسلام يعد مسجد قباء أول مسجدٍ بُني في الإسلام، كما أنّه أول مسجدٍ أعلن فيه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الجماعة بأصحابه، وأول مسجدٍ بُني لعامة المسلمين، حيث كانت المساجد تخصّ مجموعةً من الأفراد أو القبائل، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يزوره كلّ يوم سبت مشياً أو ركوباً، واقتداءً بالرسول -عليه الصلاة والسلام- كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- حريصاً على ذلك أيضاً.[١] فضل مسجد قباء ذهب بعض العلماء إلى القول بأنّ مسجد قباء هو المسجد الذي أُسّس على التقوى، إلّا أنّ الصواب أنّ المسجد الذي أُسّس على التقوى مسجد الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وتجدر الإشارة إلى سُنيّة زيارة مسجد قباء والصلاة فيه، اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، حيث كان يزوره ويصلّي فيه ركعتين، مع الحرص على الطهارة قبل الخروج إليه، وصلاة ركعتين عند وصوله بنية تحية المسجد، والزيارة لا تحدّد بوقتٍ أو ساعةٍ من ساعات اليوم.[٢] آداب المساجد في الإسلام وردت العديد من الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية التي تبيّن الآداب المتعلقة بالمساجد، فيستحب للمسلم لبس أحسن الثياب، واستعمال السواك عند الذهاب، كما ورد النهي عن الذهاب إلى المساجد لمن أكل البصل أو الثوم ونحوهما، ويستحبّ الذهاب إلى المساجد مشياً بسكينةٍ ووقارٍ، والتبكير في الذهاب إليها، والحرص على ترديد الأذكار عند الدخول إلى المسجد، والإكثار من ذكر الله تعالى وتسبيحه وتحميده وتهليله أثناء الجلوس فيه، إضافةً إلى تلاوة القرآن الكريم، وتعلّم العلوم الشرعية من الفقه والحديث النبوي، وأداء ركعتين تحية المسجد عند دخوله، وتجّنب البيع والشراء في المسجد أو إنشاد الضالة، كما ورد النهي من رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عن الخروج من المسجد بعد الأذان إلّا للضرورة
    0 التعليقات 0 نشر
  • كيف أدعو الله فيستجيب لي


    حقيقة الدّعاء الدّعاء هو أن يتوجّه الإنسان إلى الله تبارك وتعالى طالباً منه أن يُحقّق لهُ حاجاتهُ ومُتَطَلباتِه، وهو طلبُ العونِ من الله بأن يمنحَهُ من النِّعَم العظيمة التي يُنعِمُ بها على خَلقِهِ من جميعِ أنواعِ الخيرِ.[١] وفي الدّعاءِ يتعلّقُ قلب المُسلم بالله، وتتوثّقُ صلة العبد المُسلمِ بخالقهِ تباركَ وتعالى؛ لأنّ المُسلمَ حينَ يرفعُ كفَّيه راجياً ربه يُوقنُ أن لا حاجزَ بينه وبين الله، ولا وسائط، ولا واسطات، بل الحبلُ وثيقُ الصّلةِ بالله،[٢] الخالقُ العظيم، مُبدعُ الكون الذي بيده الخيرَ كلَّه، ولا يُعجِزُهُ شيءٌ في الأرضِ ولا في السّماء، فيمنحُ ما يشاءُ لمن يشاءُ من عباده، ويشملهُ بنعمتهِ ورحمتهِ ومنِّه وكرمِه،[٣] فهو تبارك وتعالى مُدبّر شؤون الخلق جميعاً بحكمته وقدرته، وهو الذي يملك النّفعَ والضُّر، فلا نافع حقيقةً إلا بإذنه، ولا ضارّ إلا بإذنه؛ ولذلك كان الدّعاءُ عبادةً.[٤] وبما أنّ الدّعاء عبادةٌ فيجب أن تكون خالصةً للهِ سبحانه وتعالى، مثلها كمثل أيّ عبادةٍ أُخرى، كالصّلاة والصّوم، فكما أنّ الصّلاة تكون لله وحده؛ لأنّ الصّلاة عبادةٌ، فكذلك الدّعاء يكون لله وحدهُ؛ لأنّ العبادةُ لا تكون إلا لله وحده لا شريك له.[٥] أهميّة الدّعاء وفضله للدّعاء والتَوجّه إلى الله تبارك وتعالى بالطّلب والرّجاء وتمنّي ما عند الله من خير ونعمة فضلٌ عظيمٌ وأهميةٌ بالغةٌ تتمثّل بما يأتي:[٦][٧] استشعار عظمة الله تعالى وقدرته، وأن الله تعالى بيده كلّ شيء، وأنّه سبحانه هو النّافع الضّار، فلا يُطلَبُ شيءٌ إلا من العظيم مالك كل شيء ومليكه. توثيق الصّلة بالله تعالى والشّعور بالقرب منه، فالله سبحانه يُحبّ العبد اللّحوح كثير اللّجوء إليهِ بالدّعاء، الذي يدعو ويُلحّ بالدّعاء، أي يُكثِر من الدّعاء، ويُكثِر من مُناجاة الله تبارك وتعالى، ويُكثِر من الطّلب والسّؤال من الله تعالى، الخير كلّهُ في الدّنيا والآخرة. الشّعور بالطُمَأنينة وهدوء النّفس واستقرارها، فالمُؤمنُ يُدرِك أنَّهُ يدعو الله، وهو ربٌّ كريمٌ قريبٌ سميعٌ مُجيب، فإذا علم الإنسان ذلك اطمأنّت نفسهُ، وعلم أنّه بجوار وحماية من لا يُخشى جواره، وهذا من شأنهِ أن يُساعد على انطلاق المُؤمن في الكون يُجِدُ ويَجتَهِدُ، ويُؤثّرُ إيجابيّاً في نظرة الإنسان وسلوكه قولاً وعملاً، وإيماناً وصلاحاً. إنّ الله سبحانه وتعالى يُكافِئ صاحب الدّعاء حينما يدعو، فإمّا أن يستجيبَ لهُ الدّعاءَ وإما أن يدَّخر له هذا الدّعاء للآخرة، فيكون ثوابه في الآخرة أعظم ممّا لو تمّت إِجابتهُ في الدّنيا. جاء في الحديثِ الذي يرويهِ أبو هريرة أنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال : (ما من رجل يدعو بدعاءٍ إلا استجيبَ لهُ فإما أن يُعجّل له في الدنيا، وإما أن يُؤخَر لهُ في الآخرةِ وإما أن يُكفِر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، مالم يدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحم أو يستعجل فيقول : دعوت ربي فما استجاب لي).[٨] فالحديث يوضّح بكل صراحةٍ أنّ كل دعاءٍ يدعوهُ المسلمُ يستفيد منه إمّا فائدةً فوريّةً بأن يستجيب اللهُ له الدّعاء كما طلب، وإمّا أن تكون الفائدة في الآخرة بأن ينعم الله عليه بنعمٍ جزيلةٍ في الآخرة، وخيرٍ عظيمٍ في الجنّةِ مُقابل هذا الدّعاء الذي دعا به في الدّنيا فادّخرالله له خير هذا الدّعاء للآخرة ليُجزيه عليه نعيماً في الجنّةِ أو كفّارة ذنوبٍ ومغفرةٍ، ولكنّ كل ذلك مشروطٌ بأن لا يدعو بِشَراً أو إثماً، أو أن يكون في دعائه قطيعةُ رحم، وبشرط ألا يستعجل الإجابة، ويُطلِق من الألفاظ ما فيه تجاوز وقلّة أدبٍ مع الله، كأن يقول: دعوت الله فلم يستجب لي. كيف أدعو الله فيستجيب لي الطّريقة الصّحيحة للدّعاء أن يُبدأَ بحمد الله تعالى، والثّناء على الله سبحانه وتعالى بما يستحقّ، ثم الصّلاة والسّلام على النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، وبعد حمد الله والثناء عليه والصّلاة والسّلام على رسوله، ينتقل المُسلم للدّعاء والطّلب، وعرض حاجته وفقره إلى الله تعالى بكل خشوعٍ، وحضور قلبٍ، واستيعابٍ لمعنى ما ينطق ويقول، ويتوجّه إلى الله بالدّعاء مع اليقين أنّ الله سبحانه وتعالى سيستجيب الدّعاء، ولعل المُسلم يتعلّم هذه الطّريقة في الدّعاء من سورة الفاتحة، وطريقة عرضها للدّعاء، حيث بدأت بحمد الله تعالى والثّناء عليه؛ فهو الرّحمن الرّحيم، وهو مالك يوم الدّين، وهو الوحيد المُستحقّ أن يُتَوجَه له بالخضوع وبالعبادة والاستعانة.[٩] وقد علَّم رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- المسلمين إذا أرادوا أن يدعوا في الحديث الذي يرويه فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (إذا صلَّى أحدكم، فليبدأ بتحميد الله تعالى، والثناء عليه، ثم ليصلي على النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، ثم ليدعو بما شاء).[١٠] أن يتوجّه المُسلم إلى الله بالدّعاء في كل وقتٍ، في الرّخاء والشّدة، فيبقى قلبه مُعلّقاً بالله في وقت الرّاحة والرخاء، ويُسمِعُ صوتَه لله في كلّ ساعةٍ وفي كل حين، وذلك أدعى أن يستجيب الله لهذا الإنسان إن وقع في ضيقٍ وشِدّةٍ.[١١] خفض الصوت أثناء الدّعاء.[١٢] أن يتضرّع المُسلم إلى الله في دعائه، ويُلِحُّ على الله في الدّعاء.[١٢] أن يذكر المُسلمُ نِعَم الله عليه ويعترف بها ويعترف بفضل الله عليه ومنِّه وكرمه.[١٢] البعد عن التكلّف في الدّعاء، فلا يتكلّف الإنسان أثناء الدّعاء، بل يبتعد عن السّجع ونحوه، ويدعو بكل خشوعٍ، ويجعل همّه عرض حاجته وفقره إلى الله.[١٢] أن يُكرّر المُسلم الدّعاء ثلاثاً، وهو من السّنة وممّا ورد عن الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- في كيفيّة الدّعاء.[١٣] الأفضل أن يستقبل المُسلمُ القِبلةَ أثناءَ الدّعاء، وهو أفضل وأدعى إلى الإجابة بإذن الله.[١٣] رفع اليدين أثناء الطّلب والدّعاء، ففي رفع اليدين إظهارٌ لافتقار المُسلم لما عند الله من خير.[١٣] أفضل الدّعاء لا شكّ أنّ الإنسان الذي تعلّق قلبهُ بالله سبحانه وتعالى إذا أرادَ أن يُناجي اللهَ فإنَّه يتحرَّى أن يدعو بأفضل الدّعاء، وأفضلُ الدّعاء هو ما كان من القرآن والسُنّة،[١٤] وما كان جامعاً للخير؛ فالإنسان فقير إلى الله سبحانه وتعالى يحتاج إلى كلّ خير من عند الله، وأفضل الدّعاء هو ما كان يدعو به النبيّ محمد -عليه الصّلاة والسّلام- وقد ورد عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه كان يُكثِر من الدّعاء بطلب الخير في الدّنيا والآخرة. رُوي عن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: (كان أكثر دعاء النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-: اللّهم آتنا في الدّنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النّار).[١٥] كان عليه الصّلاة والسّلام يُكثر من الأدعية الجامعة التي فيها طلب الصّلاح للمُؤمن في كلّ جوانب دنياه وآخرته، ولا يَكاد يخلو جانب من جوانب الدّنيا والآخرة إلا ولرسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- دعاءٌ فيه، فالأولى أن يدعو المسلم بهذه الأدعيةِ الجامعةِ كما وردت عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-، فإن لم يفعل لقلة المعرفة، أو قد يكون أميّاً لا يقرأُ ولا يكتب، أو لم يصلهُ دعاء الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام-، فإنّه يجتهد بأن يدعو مُناجياً الله سبحانهُ وتعالى من قلبه، فيدعو بكل بساطةٍ بما يتيسّرُ لهُ من لفظٍ، ويُخلِصُ في الدّعاءِ، ويُلحُّ على الله في الطّلبِ ولا يملّ، فالله سميعٌ مُجيبٌ، واللهُ قريبٌ مُطّلعٌ وعالمٌ بما في الصّدور، وهو القائلُ في مُحكمِ التّنزيل في القرآن الكريم مُخاطباً النّبي محمداً -عليه الصّلاة والسّلام-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)،[١٦] وكان النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- يدعو بصلاح الدّين، وصلاح الدّنيا، وصلاح الآخرة، وأن تكون الحياة زيادةً في الخير للإنسان، وأن يكون الموت راحةً من كلّ شرّ، فقد رُوِي عنه -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه كان يقول: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دُنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر).[١٧] أفضل الأوقات للدعاء يُستحبّ الدّعاء في كل حين، ولكن هناك أوقاتٌ يكون الدّعاء فيها أكثرُ استحباباً من غيرها، بل هي أوقاتٌ ومواضعُ قد تكون زمانيّةً أومكانيّةً يكون الدّعاء فيها أدعى لاستجابة الله سبحانه وتعالى تعظيماً من الله تبارك وتعالى لتلك الأوقات والأماكن، وأفضل مواقيت الدّعاء إن صحّ التّعبير زمانيّاً ومكانيّاً تتلخص بما يأتي:[١٨] الدّعاء بين الأذان والإقامة. الدّعاء في السّجود؛ لأن الإنسان يكون أقرب ما يكون إلى الله وهو ساجد. الدّعاء بعد الصّلوات المفروضة. الدّعاء عند نزول المطر. الدّعاء عند التقاء الصّفوف في سبيل الله، ويُقصَد به التقاء صفوف المُجاهدين في سبيل الله عند الجهاد ومُقاتلة الأعداء. الدّعاء عند إقامة الصّلاة. من الأماكن الفاضلة والأوقات الفاضلة للدّعاء عند القدوم إلى الحرم المكيّ ورؤية الكعبة. من أفضل الأوقات للدّعاء في الثّلث الأخير من اللّيل. دعوة المظلوم مُستجابةٌ؛ ولذلك ينبغي على الإنسان أن يحذر الظّلم حتّى لا يدعو عليه من ظلمه فيستجيب الله دعوة المظلوم. دعاء المُسافر؛ فإذا سافر الإنسان فعليه أن يستغلّ سفره بالإكثار والإلحاح على الله بالدّعاء. دعاء الوالد مستجابٌ كذلك؛ ولذلك على الإنسان أن يحرصَ على رضى والده ليدعو له بالخير، وأن يحذر من عقوقه ويحذر من دعاء والده عليه.


    كيف أدعو الله فيستجيب لي حقيقة الدّعاء الدّعاء هو أن يتوجّه الإنسان إلى الله تبارك وتعالى طالباً منه أن يُحقّق لهُ حاجاتهُ ومُتَطَلباتِه، وهو طلبُ العونِ من الله بأن يمنحَهُ من النِّعَم العظيمة التي يُنعِمُ بها على خَلقِهِ من جميعِ أنواعِ الخيرِ.[١] وفي الدّعاءِ يتعلّقُ قلب المُسلم بالله، وتتوثّقُ صلة العبد المُسلمِ بخالقهِ تباركَ وتعالى؛ لأنّ المُسلمَ حينَ يرفعُ كفَّيه راجياً ربه يُوقنُ أن لا حاجزَ بينه وبين الله، ولا وسائط، ولا واسطات، بل الحبلُ وثيقُ الصّلةِ بالله،[٢] الخالقُ العظيم، مُبدعُ الكون الذي بيده الخيرَ كلَّه، ولا يُعجِزُهُ شيءٌ في الأرضِ ولا في السّماء، فيمنحُ ما يشاءُ لمن يشاءُ من عباده، ويشملهُ بنعمتهِ ورحمتهِ ومنِّه وكرمِه،[٣] فهو تبارك وتعالى مُدبّر شؤون الخلق جميعاً بحكمته وقدرته، وهو الذي يملك النّفعَ والضُّر، فلا نافع حقيقةً إلا بإذنه، ولا ضارّ إلا بإذنه؛ ولذلك كان الدّعاءُ عبادةً.[٤] وبما أنّ الدّعاء عبادةٌ فيجب أن تكون خالصةً للهِ سبحانه وتعالى، مثلها كمثل أيّ عبادةٍ أُخرى، كالصّلاة والصّوم، فكما أنّ الصّلاة تكون لله وحده؛ لأنّ الصّلاة عبادةٌ، فكذلك الدّعاء يكون لله وحدهُ؛ لأنّ العبادةُ لا تكون إلا لله وحده لا شريك له.[٥] أهميّة الدّعاء وفضله للدّعاء والتَوجّه إلى الله تبارك وتعالى بالطّلب والرّجاء وتمنّي ما عند الله من خير ونعمة فضلٌ عظيمٌ وأهميةٌ بالغةٌ تتمثّل بما يأتي:[٦][٧] استشعار عظمة الله تعالى وقدرته، وأن الله تعالى بيده كلّ شيء، وأنّه سبحانه هو النّافع الضّار، فلا يُطلَبُ شيءٌ إلا من العظيم مالك كل شيء ومليكه. توثيق الصّلة بالله تعالى والشّعور بالقرب منه، فالله سبحانه يُحبّ العبد اللّحوح كثير اللّجوء إليهِ بالدّعاء، الذي يدعو ويُلحّ بالدّعاء، أي يُكثِر من الدّعاء، ويُكثِر من مُناجاة الله تبارك وتعالى، ويُكثِر من الطّلب والسّؤال من الله تعالى، الخير كلّهُ في الدّنيا والآخرة. الشّعور بالطُمَأنينة وهدوء النّفس واستقرارها، فالمُؤمنُ يُدرِك أنَّهُ يدعو الله، وهو ربٌّ كريمٌ قريبٌ سميعٌ مُجيب، فإذا علم الإنسان ذلك اطمأنّت نفسهُ، وعلم أنّه بجوار وحماية من لا يُخشى جواره، وهذا من شأنهِ أن يُساعد على انطلاق المُؤمن في الكون يُجِدُ ويَجتَهِدُ، ويُؤثّرُ إيجابيّاً في نظرة الإنسان وسلوكه قولاً وعملاً، وإيماناً وصلاحاً. إنّ الله سبحانه وتعالى يُكافِئ صاحب الدّعاء حينما يدعو، فإمّا أن يستجيبَ لهُ الدّعاءَ وإما أن يدَّخر له هذا الدّعاء للآخرة، فيكون ثوابه في الآخرة أعظم ممّا لو تمّت إِجابتهُ في الدّنيا. جاء في الحديثِ الذي يرويهِ أبو هريرة أنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال : (ما من رجل يدعو بدعاءٍ إلا استجيبَ لهُ فإما أن يُعجّل له في الدنيا، وإما أن يُؤخَر لهُ في الآخرةِ وإما أن يُكفِر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، مالم يدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحم أو يستعجل فيقول : دعوت ربي فما استجاب لي).[٨] فالحديث يوضّح بكل صراحةٍ أنّ كل دعاءٍ يدعوهُ المسلمُ يستفيد منه إمّا فائدةً فوريّةً بأن يستجيب اللهُ له الدّعاء كما طلب، وإمّا أن تكون الفائدة في الآخرة بأن ينعم الله عليه بنعمٍ جزيلةٍ في الآخرة، وخيرٍ عظيمٍ في الجنّةِ مُقابل هذا الدّعاء الذي دعا به في الدّنيا فادّخرالله له خير هذا الدّعاء للآخرة ليُجزيه عليه نعيماً في الجنّةِ أو كفّارة ذنوبٍ ومغفرةٍ، ولكنّ كل ذلك مشروطٌ بأن لا يدعو بِشَراً أو إثماً، أو أن يكون في دعائه قطيعةُ رحم، وبشرط ألا يستعجل الإجابة، ويُطلِق من الألفاظ ما فيه تجاوز وقلّة أدبٍ مع الله، كأن يقول: دعوت الله فلم يستجب لي. كيف أدعو الله فيستجيب لي الطّريقة الصّحيحة للدّعاء أن يُبدأَ بحمد الله تعالى، والثّناء على الله سبحانه وتعالى بما يستحقّ، ثم الصّلاة والسّلام على النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، وبعد حمد الله والثناء عليه والصّلاة والسّلام على رسوله، ينتقل المُسلم للدّعاء والطّلب، وعرض حاجته وفقره إلى الله تعالى بكل خشوعٍ، وحضور قلبٍ، واستيعابٍ لمعنى ما ينطق ويقول، ويتوجّه إلى الله بالدّعاء مع اليقين أنّ الله سبحانه وتعالى سيستجيب الدّعاء، ولعل المُسلم يتعلّم هذه الطّريقة في الدّعاء من سورة الفاتحة، وطريقة عرضها للدّعاء، حيث بدأت بحمد الله تعالى والثّناء عليه؛ فهو الرّحمن الرّحيم، وهو مالك يوم الدّين، وهو الوحيد المُستحقّ أن يُتَوجَه له بالخضوع وبالعبادة والاستعانة.[٩] وقد علَّم رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- المسلمين إذا أرادوا أن يدعوا في الحديث الذي يرويه فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (إذا صلَّى أحدكم، فليبدأ بتحميد الله تعالى، والثناء عليه، ثم ليصلي على النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، ثم ليدعو بما شاء).[١٠] أن يتوجّه المُسلم إلى الله بالدّعاء في كل وقتٍ، في الرّخاء والشّدة، فيبقى قلبه مُعلّقاً بالله في وقت الرّاحة والرخاء، ويُسمِعُ صوتَه لله في كلّ ساعةٍ وفي كل حين، وذلك أدعى أن يستجيب الله لهذا الإنسان إن وقع في ضيقٍ وشِدّةٍ.[١١] خفض الصوت أثناء الدّعاء.[١٢] أن يتضرّع المُسلم إلى الله في دعائه، ويُلِحُّ على الله في الدّعاء.[١٢] أن يذكر المُسلمُ نِعَم الله عليه ويعترف بها ويعترف بفضل الله عليه ومنِّه وكرمه.[١٢] البعد عن التكلّف في الدّعاء، فلا يتكلّف الإنسان أثناء الدّعاء، بل يبتعد عن السّجع ونحوه، ويدعو بكل خشوعٍ، ويجعل همّه عرض حاجته وفقره إلى الله.[١٢] أن يُكرّر المُسلم الدّعاء ثلاثاً، وهو من السّنة وممّا ورد عن الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- في كيفيّة الدّعاء.[١٣] الأفضل أن يستقبل المُسلمُ القِبلةَ أثناءَ الدّعاء، وهو أفضل وأدعى إلى الإجابة بإذن الله.[١٣] رفع اليدين أثناء الطّلب والدّعاء، ففي رفع اليدين إظهارٌ لافتقار المُسلم لما عند الله من خير.[١٣] أفضل الدّعاء لا شكّ أنّ الإنسان الذي تعلّق قلبهُ بالله سبحانه وتعالى إذا أرادَ أن يُناجي اللهَ فإنَّه يتحرَّى أن يدعو بأفضل الدّعاء، وأفضلُ الدّعاء هو ما كان من القرآن والسُنّة،[١٤] وما كان جامعاً للخير؛ فالإنسان فقير إلى الله سبحانه وتعالى يحتاج إلى كلّ خير من عند الله، وأفضل الدّعاء هو ما كان يدعو به النبيّ محمد -عليه الصّلاة والسّلام- وقد ورد عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه كان يُكثِر من الدّعاء بطلب الخير في الدّنيا والآخرة. رُوي عن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: (كان أكثر دعاء النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-: اللّهم آتنا في الدّنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النّار).[١٥] كان عليه الصّلاة والسّلام يُكثر من الأدعية الجامعة التي فيها طلب الصّلاح للمُؤمن في كلّ جوانب دنياه وآخرته، ولا يَكاد يخلو جانب من جوانب الدّنيا والآخرة إلا ولرسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- دعاءٌ فيه، فالأولى أن يدعو المسلم بهذه الأدعيةِ الجامعةِ كما وردت عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-، فإن لم يفعل لقلة المعرفة، أو قد يكون أميّاً لا يقرأُ ولا يكتب، أو لم يصلهُ دعاء الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام-، فإنّه يجتهد بأن يدعو مُناجياً الله سبحانهُ وتعالى من قلبه، فيدعو بكل بساطةٍ بما يتيسّرُ لهُ من لفظٍ، ويُخلِصُ في الدّعاءِ، ويُلحُّ على الله في الطّلبِ ولا يملّ، فالله سميعٌ مُجيبٌ، واللهُ قريبٌ مُطّلعٌ وعالمٌ بما في الصّدور، وهو القائلُ في مُحكمِ التّنزيل في القرآن الكريم مُخاطباً النّبي محمداً -عليه الصّلاة والسّلام-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)،[١٦] وكان النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- يدعو بصلاح الدّين، وصلاح الدّنيا، وصلاح الآخرة، وأن تكون الحياة زيادةً في الخير للإنسان، وأن يكون الموت راحةً من كلّ شرّ، فقد رُوِي عنه -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه كان يقول: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دُنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر).[١٧] أفضل الأوقات للدعاء يُستحبّ الدّعاء في كل حين، ولكن هناك أوقاتٌ يكون الدّعاء فيها أكثرُ استحباباً من غيرها، بل هي أوقاتٌ ومواضعُ قد تكون زمانيّةً أومكانيّةً يكون الدّعاء فيها أدعى لاستجابة الله سبحانه وتعالى تعظيماً من الله تبارك وتعالى لتلك الأوقات والأماكن، وأفضل مواقيت الدّعاء إن صحّ التّعبير زمانيّاً ومكانيّاً تتلخص بما يأتي:[١٨] الدّعاء بين الأذان والإقامة. الدّعاء في السّجود؛ لأن الإنسان يكون أقرب ما يكون إلى الله وهو ساجد. الدّعاء بعد الصّلوات المفروضة. الدّعاء عند نزول المطر. الدّعاء عند التقاء الصّفوف في سبيل الله، ويُقصَد به التقاء صفوف المُجاهدين في سبيل الله عند الجهاد ومُقاتلة الأعداء. الدّعاء عند إقامة الصّلاة. من الأماكن الفاضلة والأوقات الفاضلة للدّعاء عند القدوم إلى الحرم المكيّ ورؤية الكعبة. من أفضل الأوقات للدّعاء في الثّلث الأخير من اللّيل. دعوة المظلوم مُستجابةٌ؛ ولذلك ينبغي على الإنسان أن يحذر الظّلم حتّى لا يدعو عليه من ظلمه فيستجيب الله دعوة المظلوم. دعاء المُسافر؛ فإذا سافر الإنسان فعليه أن يستغلّ سفره بالإكثار والإلحاح على الله بالدّعاء. دعاء الوالد مستجابٌ كذلك؛ ولذلك على الإنسان أن يحرصَ على رضى والده ليدعو له بالخير، وأن يحذر من عقوقه ويحذر من دعاء والده عليه.
    0 التعليقات 0 نشر
  • كيف أدعو الله فيستجيب لي


    حقيقة الدّعاء الدّعاء هو أن يتوجّه الإنسان إلى الله تبارك وتعالى طالباً منه أن يُحقّق لهُ حاجاتهُ ومُتَطَلباتِه، وهو طلبُ العونِ من الله بأن يمنحَهُ من النِّعَم العظيمة التي يُنعِمُ بها على خَلقِهِ من جميعِ أنواعِ الخيرِ.[١] وفي الدّعاءِ يتعلّقُ قلب المُسلم بالله، وتتوثّقُ صلة العبد المُسلمِ بخالقهِ تباركَ وتعالى؛ لأنّ المُسلمَ حينَ يرفعُ كفَّيه راجياً ربه يُوقنُ أن لا حاجزَ بينه وبين الله، ولا وسائط، ولا واسطات، بل الحبلُ وثيقُ الصّلةِ بالله،[٢] الخالقُ العظيم، مُبدعُ الكون الذي بيده الخيرَ كلَّه، ولا يُعجِزُهُ شيءٌ في الأرضِ ولا في السّماء، فيمنحُ ما يشاءُ لمن يشاءُ من عباده، ويشملهُ بنعمتهِ ورحمتهِ ومنِّه وكرمِه،[٣] فهو تبارك وتعالى مُدبّر شؤون الخلق جميعاً بحكمته وقدرته، وهو الذي يملك النّفعَ والضُّر، فلا نافع حقيقةً إلا بإذنه، ولا ضارّ إلا بإذنه؛ ولذلك كان الدّعاءُ عبادةً.[٤] وبما أنّ الدّعاء عبادةٌ فيجب أن تكون خالصةً للهِ سبحانه وتعالى، مثلها كمثل أيّ عبادةٍ أُخرى، كالصّلاة والصّوم، فكما أنّ الصّلاة تكون لله وحده؛ لأنّ الصّلاة عبادةٌ، فكذلك الدّعاء يكون لله وحدهُ؛ لأنّ العبادةُ لا تكون إلا لله وحده لا شريك له.[٥] أهميّة الدّعاء وفضله للدّعاء والتَوجّه إلى الله تبارك وتعالى بالطّلب والرّجاء وتمنّي ما عند الله من خير ونعمة فضلٌ عظيمٌ وأهميةٌ بالغةٌ تتمثّل بما يأتي:[٦][٧] استشعار عظمة الله تعالى وقدرته، وأن الله تعالى بيده كلّ شيء، وأنّه سبحانه هو النّافع الضّار، فلا يُطلَبُ شيءٌ إلا من العظيم مالك كل شيء ومليكه. توثيق الصّلة بالله تعالى والشّعور بالقرب منه، فالله سبحانه يُحبّ العبد اللّحوح كثير اللّجوء إليهِ بالدّعاء، الذي يدعو ويُلحّ بالدّعاء، أي يُكثِر من الدّعاء، ويُكثِر من مُناجاة الله تبارك وتعالى، ويُكثِر من الطّلب والسّؤال من الله تعالى، الخير كلّهُ في الدّنيا والآخرة. الشّعور بالطُمَأنينة وهدوء النّفس واستقرارها، فالمُؤمنُ يُدرِك أنَّهُ يدعو الله، وهو ربٌّ كريمٌ قريبٌ سميعٌ مُجيب، فإذا علم الإنسان ذلك اطمأنّت نفسهُ، وعلم أنّه بجوار وحماية من لا يُخشى جواره، وهذا من شأنهِ أن يُساعد على انطلاق المُؤمن في الكون يُجِدُ ويَجتَهِدُ، ويُؤثّرُ إيجابيّاً في نظرة الإنسان وسلوكه قولاً وعملاً، وإيماناً وصلاحاً. إنّ الله سبحانه وتعالى يُكافِئ صاحب الدّعاء حينما يدعو، فإمّا أن يستجيبَ لهُ الدّعاءَ وإما أن يدَّخر له هذا الدّعاء للآخرة، فيكون ثوابه في الآخرة أعظم ممّا لو تمّت إِجابتهُ في الدّنيا. جاء في الحديثِ الذي يرويهِ أبو هريرة أنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال : (ما من رجل يدعو بدعاءٍ إلا استجيبَ لهُ فإما أن يُعجّل له في الدنيا، وإما أن يُؤخَر لهُ في الآخرةِ وإما أن يُكفِر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، مالم يدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحم أو يستعجل فيقول : دعوت ربي فما استجاب لي).[٨] فالحديث يوضّح بكل صراحةٍ أنّ كل دعاءٍ يدعوهُ المسلمُ يستفيد منه إمّا فائدةً فوريّةً بأن يستجيب اللهُ له الدّعاء كما طلب، وإمّا أن تكون الفائدة في الآخرة بأن ينعم الله عليه بنعمٍ جزيلةٍ في الآخرة، وخيرٍ عظيمٍ في الجنّةِ مُقابل هذا الدّعاء الذي دعا به في الدّنيا فادّخرالله له خير هذا الدّعاء للآخرة ليُجزيه عليه نعيماً في الجنّةِ أو كفّارة ذنوبٍ ومغفرةٍ، ولكنّ كل ذلك مشروطٌ بأن لا يدعو بِشَراً أو إثماً، أو أن يكون في دعائه قطيعةُ رحم، وبشرط ألا يستعجل الإجابة، ويُطلِق من الألفاظ ما فيه تجاوز وقلّة أدبٍ مع الله، كأن يقول: دعوت الله فلم يستجب لي. كيف أدعو الله فيستجيب لي الطّريقة الصّحيحة للدّعاء أن يُبدأَ بحمد الله تعالى، والثّناء على الله سبحانه وتعالى بما يستحقّ، ثم الصّلاة والسّلام على النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، وبعد حمد الله والثناء عليه والصّلاة والسّلام على رسوله، ينتقل المُسلم للدّعاء والطّلب، وعرض حاجته وفقره إلى الله تعالى بكل خشوعٍ، وحضور قلبٍ، واستيعابٍ لمعنى ما ينطق ويقول، ويتوجّه إلى الله بالدّعاء مع اليقين أنّ الله سبحانه وتعالى سيستجيب الدّعاء، ولعل المُسلم يتعلّم هذه الطّريقة في الدّعاء من سورة الفاتحة، وطريقة عرضها للدّعاء، حيث بدأت بحمد الله تعالى والثّناء عليه؛ فهو الرّحمن الرّحيم، وهو مالك يوم الدّين، وهو الوحيد المُستحقّ أن يُتَوجَه له بالخضوع وبالعبادة والاستعانة.[٩] وقد علَّم رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- المسلمين إذا أرادوا أن يدعوا في الحديث الذي يرويه فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (إذا صلَّى أحدكم، فليبدأ بتحميد الله تعالى، والثناء عليه، ثم ليصلي على النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، ثم ليدعو بما شاء).[١٠] أن يتوجّه المُسلم إلى الله بالدّعاء في كل وقتٍ، في الرّخاء والشّدة، فيبقى قلبه مُعلّقاً بالله في وقت الرّاحة والرخاء، ويُسمِعُ صوتَه لله في كلّ ساعةٍ وفي كل حين، وذلك أدعى أن يستجيب الله لهذا الإنسان إن وقع في ضيقٍ وشِدّةٍ.[١١] خفض الصوت أثناء الدّعاء.[١٢] أن يتضرّع المُسلم إلى الله في دعائه، ويُلِحُّ على الله في الدّعاء.[١٢] أن يذكر المُسلمُ نِعَم الله عليه ويعترف بها ويعترف بفضل الله عليه ومنِّه وكرمه.[١٢] البعد عن التكلّف في الدّعاء، فلا يتكلّف الإنسان أثناء الدّعاء، بل يبتعد عن السّجع ونحوه، ويدعو بكل خشوعٍ، ويجعل همّه عرض حاجته وفقره إلى الله.[١٢] أن يُكرّر المُسلم الدّعاء ثلاثاً، وهو من السّنة وممّا ورد عن الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- في كيفيّة الدّعاء.[١٣] الأفضل أن يستقبل المُسلمُ القِبلةَ أثناءَ الدّعاء، وهو أفضل وأدعى إلى الإجابة بإذن الله.[١٣] رفع اليدين أثناء الطّلب والدّعاء، ففي رفع اليدين إظهارٌ لافتقار المُسلم لما عند الله من خير.[١٣] أفضل الدّعاء لا شكّ أنّ الإنسان الذي تعلّق قلبهُ بالله سبحانه وتعالى إذا أرادَ أن يُناجي اللهَ فإنَّه يتحرَّى أن يدعو بأفضل الدّعاء، وأفضلُ الدّعاء هو ما كان من القرآن والسُنّة،[١٤] وما كان جامعاً للخير؛ فالإنسان فقير إلى الله سبحانه وتعالى يحتاج إلى كلّ خير من عند الله، وأفضل الدّعاء هو ما كان يدعو به النبيّ محمد -عليه الصّلاة والسّلام- وقد ورد عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه كان يُكثِر من الدّعاء بطلب الخير في الدّنيا والآخرة. رُوي عن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: (كان أكثر دعاء النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-: اللّهم آتنا في الدّنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النّار).[١٥] كان عليه الصّلاة والسّلام يُكثر من الأدعية الجامعة التي فيها طلب الصّلاح للمُؤمن في كلّ جوانب دنياه وآخرته، ولا يَكاد يخلو جانب من جوانب الدّنيا والآخرة إلا ولرسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- دعاءٌ فيه، فالأولى أن يدعو المسلم بهذه الأدعيةِ الجامعةِ كما وردت عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-، فإن لم يفعل لقلة المعرفة، أو قد يكون أميّاً لا يقرأُ ولا يكتب، أو لم يصلهُ دعاء الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام-، فإنّه يجتهد بأن يدعو مُناجياً الله سبحانهُ وتعالى من قلبه، فيدعو بكل بساطةٍ بما يتيسّرُ لهُ من لفظٍ، ويُخلِصُ في الدّعاءِ، ويُلحُّ على الله في الطّلبِ ولا يملّ، فالله سميعٌ مُجيبٌ، واللهُ قريبٌ مُطّلعٌ وعالمٌ بما في الصّدور، وهو القائلُ في مُحكمِ التّنزيل في القرآن الكريم مُخاطباً النّبي محمداً -عليه الصّلاة والسّلام-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)،[١٦] وكان النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- يدعو بصلاح الدّين، وصلاح الدّنيا، وصلاح الآخرة، وأن تكون الحياة زيادةً في الخير للإنسان، وأن يكون الموت راحةً من كلّ شرّ، فقد رُوِي عنه -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه كان يقول: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دُنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر).[١٧] أفضل الأوقات للدعاء يُستحبّ الدّعاء في كل حين، ولكن هناك أوقاتٌ يكون الدّعاء فيها أكثرُ استحباباً من غيرها، بل هي أوقاتٌ ومواضعُ قد تكون زمانيّةً أومكانيّةً يكون الدّعاء فيها أدعى لاستجابة الله سبحانه وتعالى تعظيماً من الله تبارك وتعالى لتلك الأوقات والأماكن، وأفضل مواقيت الدّعاء إن صحّ التّعبير زمانيّاً ومكانيّاً تتلخص بما يأتي:[١٨] الدّعاء بين الأذان والإقامة. الدّعاء في السّجود؛ لأن الإنسان يكون أقرب ما يكون إلى الله وهو ساجد. الدّعاء بعد الصّلوات المفروضة. الدّعاء عند نزول المطر. الدّعاء عند التقاء الصّفوف في سبيل الله، ويُقصَد به التقاء صفوف المُجاهدين في سبيل الله عند الجهاد ومُقاتلة الأعداء. الدّعاء عند إقامة الصّلاة. من الأماكن الفاضلة والأوقات الفاضلة للدّعاء عند القدوم إلى الحرم المكيّ ورؤية الكعبة. من أفضل الأوقات للدّعاء في الثّلث الأخير من اللّيل. دعوة المظلوم مُستجابةٌ؛ ولذلك ينبغي على الإنسان أن يحذر الظّلم حتّى لا يدعو عليه من ظلمه فيستجيب الله دعوة المظلوم. دعاء المُسافر؛ فإذا سافر الإنسان فعليه أن يستغلّ سفره بالإكثار والإلحاح على الله بالدّعاء. دعاء الوالد مستجابٌ كذلك؛ ولذلك على الإنسان أن يحرصَ على رضى والده ليدعو له بالخير، وأن يحذر من عقوقه ويحذر من دعاء والده عليه.


    كيف أدعو الله فيستجيب لي حقيقة الدّعاء الدّعاء هو أن يتوجّه الإنسان إلى الله تبارك وتعالى طالباً منه أن يُحقّق لهُ حاجاتهُ ومُتَطَلباتِه، وهو طلبُ العونِ من الله بأن يمنحَهُ من النِّعَم العظيمة التي يُنعِمُ بها على خَلقِهِ من جميعِ أنواعِ الخيرِ.[١] وفي الدّعاءِ يتعلّقُ قلب المُسلم بالله، وتتوثّقُ صلة العبد المُسلمِ بخالقهِ تباركَ وتعالى؛ لأنّ المُسلمَ حينَ يرفعُ كفَّيه راجياً ربه يُوقنُ أن لا حاجزَ بينه وبين الله، ولا وسائط، ولا واسطات، بل الحبلُ وثيقُ الصّلةِ بالله،[٢] الخالقُ العظيم، مُبدعُ الكون الذي بيده الخيرَ كلَّه، ولا يُعجِزُهُ شيءٌ في الأرضِ ولا في السّماء، فيمنحُ ما يشاءُ لمن يشاءُ من عباده، ويشملهُ بنعمتهِ ورحمتهِ ومنِّه وكرمِه،[٣] فهو تبارك وتعالى مُدبّر شؤون الخلق جميعاً بحكمته وقدرته، وهو الذي يملك النّفعَ والضُّر، فلا نافع حقيقةً إلا بإذنه، ولا ضارّ إلا بإذنه؛ ولذلك كان الدّعاءُ عبادةً.[٤] وبما أنّ الدّعاء عبادةٌ فيجب أن تكون خالصةً للهِ سبحانه وتعالى، مثلها كمثل أيّ عبادةٍ أُخرى، كالصّلاة والصّوم، فكما أنّ الصّلاة تكون لله وحده؛ لأنّ الصّلاة عبادةٌ، فكذلك الدّعاء يكون لله وحدهُ؛ لأنّ العبادةُ لا تكون إلا لله وحده لا شريك له.[٥] أهميّة الدّعاء وفضله للدّعاء والتَوجّه إلى الله تبارك وتعالى بالطّلب والرّجاء وتمنّي ما عند الله من خير ونعمة فضلٌ عظيمٌ وأهميةٌ بالغةٌ تتمثّل بما يأتي:[٦][٧] استشعار عظمة الله تعالى وقدرته، وأن الله تعالى بيده كلّ شيء، وأنّه سبحانه هو النّافع الضّار، فلا يُطلَبُ شيءٌ إلا من العظيم مالك كل شيء ومليكه. توثيق الصّلة بالله تعالى والشّعور بالقرب منه، فالله سبحانه يُحبّ العبد اللّحوح كثير اللّجوء إليهِ بالدّعاء، الذي يدعو ويُلحّ بالدّعاء، أي يُكثِر من الدّعاء، ويُكثِر من مُناجاة الله تبارك وتعالى، ويُكثِر من الطّلب والسّؤال من الله تعالى، الخير كلّهُ في الدّنيا والآخرة. الشّعور بالطُمَأنينة وهدوء النّفس واستقرارها، فالمُؤمنُ يُدرِك أنَّهُ يدعو الله، وهو ربٌّ كريمٌ قريبٌ سميعٌ مُجيب، فإذا علم الإنسان ذلك اطمأنّت نفسهُ، وعلم أنّه بجوار وحماية من لا يُخشى جواره، وهذا من شأنهِ أن يُساعد على انطلاق المُؤمن في الكون يُجِدُ ويَجتَهِدُ، ويُؤثّرُ إيجابيّاً في نظرة الإنسان وسلوكه قولاً وعملاً، وإيماناً وصلاحاً. إنّ الله سبحانه وتعالى يُكافِئ صاحب الدّعاء حينما يدعو، فإمّا أن يستجيبَ لهُ الدّعاءَ وإما أن يدَّخر له هذا الدّعاء للآخرة، فيكون ثوابه في الآخرة أعظم ممّا لو تمّت إِجابتهُ في الدّنيا. جاء في الحديثِ الذي يرويهِ أبو هريرة أنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال : (ما من رجل يدعو بدعاءٍ إلا استجيبَ لهُ فإما أن يُعجّل له في الدنيا، وإما أن يُؤخَر لهُ في الآخرةِ وإما أن يُكفِر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، مالم يدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحم أو يستعجل فيقول : دعوت ربي فما استجاب لي).[٨] فالحديث يوضّح بكل صراحةٍ أنّ كل دعاءٍ يدعوهُ المسلمُ يستفيد منه إمّا فائدةً فوريّةً بأن يستجيب اللهُ له الدّعاء كما طلب، وإمّا أن تكون الفائدة في الآخرة بأن ينعم الله عليه بنعمٍ جزيلةٍ في الآخرة، وخيرٍ عظيمٍ في الجنّةِ مُقابل هذا الدّعاء الذي دعا به في الدّنيا فادّخرالله له خير هذا الدّعاء للآخرة ليُجزيه عليه نعيماً في الجنّةِ أو كفّارة ذنوبٍ ومغفرةٍ، ولكنّ كل ذلك مشروطٌ بأن لا يدعو بِشَراً أو إثماً، أو أن يكون في دعائه قطيعةُ رحم، وبشرط ألا يستعجل الإجابة، ويُطلِق من الألفاظ ما فيه تجاوز وقلّة أدبٍ مع الله، كأن يقول: دعوت الله فلم يستجب لي. كيف أدعو الله فيستجيب لي الطّريقة الصّحيحة للدّعاء أن يُبدأَ بحمد الله تعالى، والثّناء على الله سبحانه وتعالى بما يستحقّ، ثم الصّلاة والسّلام على النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، وبعد حمد الله والثناء عليه والصّلاة والسّلام على رسوله، ينتقل المُسلم للدّعاء والطّلب، وعرض حاجته وفقره إلى الله تعالى بكل خشوعٍ، وحضور قلبٍ، واستيعابٍ لمعنى ما ينطق ويقول، ويتوجّه إلى الله بالدّعاء مع اليقين أنّ الله سبحانه وتعالى سيستجيب الدّعاء، ولعل المُسلم يتعلّم هذه الطّريقة في الدّعاء من سورة الفاتحة، وطريقة عرضها للدّعاء، حيث بدأت بحمد الله تعالى والثّناء عليه؛ فهو الرّحمن الرّحيم، وهو مالك يوم الدّين، وهو الوحيد المُستحقّ أن يُتَوجَه له بالخضوع وبالعبادة والاستعانة.[٩] وقد علَّم رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- المسلمين إذا أرادوا أن يدعوا في الحديث الذي يرويه فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (إذا صلَّى أحدكم، فليبدأ بتحميد الله تعالى، والثناء عليه، ثم ليصلي على النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، ثم ليدعو بما شاء).[١٠] أن يتوجّه المُسلم إلى الله بالدّعاء في كل وقتٍ، في الرّخاء والشّدة، فيبقى قلبه مُعلّقاً بالله في وقت الرّاحة والرخاء، ويُسمِعُ صوتَه لله في كلّ ساعةٍ وفي كل حين، وذلك أدعى أن يستجيب الله لهذا الإنسان إن وقع في ضيقٍ وشِدّةٍ.[١١] خفض الصوت أثناء الدّعاء.[١٢] أن يتضرّع المُسلم إلى الله في دعائه، ويُلِحُّ على الله في الدّعاء.[١٢] أن يذكر المُسلمُ نِعَم الله عليه ويعترف بها ويعترف بفضل الله عليه ومنِّه وكرمه.[١٢] البعد عن التكلّف في الدّعاء، فلا يتكلّف الإنسان أثناء الدّعاء، بل يبتعد عن السّجع ونحوه، ويدعو بكل خشوعٍ، ويجعل همّه عرض حاجته وفقره إلى الله.[١٢] أن يُكرّر المُسلم الدّعاء ثلاثاً، وهو من السّنة وممّا ورد عن الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- في كيفيّة الدّعاء.[١٣] الأفضل أن يستقبل المُسلمُ القِبلةَ أثناءَ الدّعاء، وهو أفضل وأدعى إلى الإجابة بإذن الله.[١٣] رفع اليدين أثناء الطّلب والدّعاء، ففي رفع اليدين إظهارٌ لافتقار المُسلم لما عند الله من خير.[١٣] أفضل الدّعاء لا شكّ أنّ الإنسان الذي تعلّق قلبهُ بالله سبحانه وتعالى إذا أرادَ أن يُناجي اللهَ فإنَّه يتحرَّى أن يدعو بأفضل الدّعاء، وأفضلُ الدّعاء هو ما كان من القرآن والسُنّة،[١٤] وما كان جامعاً للخير؛ فالإنسان فقير إلى الله سبحانه وتعالى يحتاج إلى كلّ خير من عند الله، وأفضل الدّعاء هو ما كان يدعو به النبيّ محمد -عليه الصّلاة والسّلام- وقد ورد عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه كان يُكثِر من الدّعاء بطلب الخير في الدّنيا والآخرة. رُوي عن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: (كان أكثر دعاء النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-: اللّهم آتنا في الدّنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النّار).[١٥] كان عليه الصّلاة والسّلام يُكثر من الأدعية الجامعة التي فيها طلب الصّلاح للمُؤمن في كلّ جوانب دنياه وآخرته، ولا يَكاد يخلو جانب من جوانب الدّنيا والآخرة إلا ولرسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- دعاءٌ فيه، فالأولى أن يدعو المسلم بهذه الأدعيةِ الجامعةِ كما وردت عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-، فإن لم يفعل لقلة المعرفة، أو قد يكون أميّاً لا يقرأُ ولا يكتب، أو لم يصلهُ دعاء الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام-، فإنّه يجتهد بأن يدعو مُناجياً الله سبحانهُ وتعالى من قلبه، فيدعو بكل بساطةٍ بما يتيسّرُ لهُ من لفظٍ، ويُخلِصُ في الدّعاءِ، ويُلحُّ على الله في الطّلبِ ولا يملّ، فالله سميعٌ مُجيبٌ، واللهُ قريبٌ مُطّلعٌ وعالمٌ بما في الصّدور، وهو القائلُ في مُحكمِ التّنزيل في القرآن الكريم مُخاطباً النّبي محمداً -عليه الصّلاة والسّلام-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)،[١٦] وكان النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- يدعو بصلاح الدّين، وصلاح الدّنيا، وصلاح الآخرة، وأن تكون الحياة زيادةً في الخير للإنسان، وأن يكون الموت راحةً من كلّ شرّ، فقد رُوِي عنه -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه كان يقول: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دُنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر).[١٧] أفضل الأوقات للدعاء يُستحبّ الدّعاء في كل حين، ولكن هناك أوقاتٌ يكون الدّعاء فيها أكثرُ استحباباً من غيرها، بل هي أوقاتٌ ومواضعُ قد تكون زمانيّةً أومكانيّةً يكون الدّعاء فيها أدعى لاستجابة الله سبحانه وتعالى تعظيماً من الله تبارك وتعالى لتلك الأوقات والأماكن، وأفضل مواقيت الدّعاء إن صحّ التّعبير زمانيّاً ومكانيّاً تتلخص بما يأتي:[١٨] الدّعاء بين الأذان والإقامة. الدّعاء في السّجود؛ لأن الإنسان يكون أقرب ما يكون إلى الله وهو ساجد. الدّعاء بعد الصّلوات المفروضة. الدّعاء عند نزول المطر. الدّعاء عند التقاء الصّفوف في سبيل الله، ويُقصَد به التقاء صفوف المُجاهدين في سبيل الله عند الجهاد ومُقاتلة الأعداء. الدّعاء عند إقامة الصّلاة. من الأماكن الفاضلة والأوقات الفاضلة للدّعاء عند القدوم إلى الحرم المكيّ ورؤية الكعبة. من أفضل الأوقات للدّعاء في الثّلث الأخير من اللّيل. دعوة المظلوم مُستجابةٌ؛ ولذلك ينبغي على الإنسان أن يحذر الظّلم حتّى لا يدعو عليه من ظلمه فيستجيب الله دعوة المظلوم. دعاء المُسافر؛ فإذا سافر الإنسان فعليه أن يستغلّ سفره بالإكثار والإلحاح على الله بالدّعاء. دعاء الوالد مستجابٌ كذلك؛ ولذلك على الإنسان أن يحرصَ على رضى والده ليدعو له بالخير، وأن يحذر من عقوقه ويحذر من دعاء والده عليه.
    0 التعليقات 0 نشر
الصفحات المعززة