الانسحاب العسكري الأمريكي من سوريا .. متى وكيف؟

لا يزال الجدول الزمني لموعد سحب القوات الأمريكية من سوريا غير محدد فقد أشار الرئيس الامريكي دونالد ترامب في ال 19 من الشهر الاخير من العام الماضي انه يريد عودة الجنود الأمريكيين "بسرعة".
إلا أن تصريح الرئيس الامريكي تلته عدة مواقف لترامب ومسؤولين رفيعي المستوى في إدارته حول ضرورة التريث في الإنسحاب والإستمرار في ملاحقة فلول ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وضمان انكفاء إيران عن تهديد الأمن في المنطقة وعدم إيذاء تركيا للاكراد الذين ساعدوا على محاربة تنظيم (داعش) في شمال سوريا.
ففي ال 19 من شهر ديسمبر الماضي أصدر الرئيس الأمريكي إعلانا مفاجئا مفاده بأن القوات الأمريكية سوف تنسحب من سوريا لأنها حققت هدف وجودها هناك ألا وهو "هزيمة (داعش)".
وتلا تصريح ترامب توضيح مسؤول في وزارة الدفاع مفاده بأن القوات الأمريكية سوف تنسحب "بسرعة وبشكل كامل" حتى أن البيت الأبيض أعلن في اليوم نفسه بأن الإنسحاب "بدأ بالفعل" تمهيدا للانتقال إلى "المرحلة الثانية من الحملة" على الإرهاب مؤكدا أن الولايات المتحدة وحلفاءها على استعداد دائم "للانخراط في الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة على جميع المستويات عندما يكون ذلك ضروريا" والإستمرار في محاربة بقايا (داعش) ومنع التنظيم من اختراق حدود الولايات المتحدة. وكان قد سبق الإعلان عن الإنسحاب الأمريكي بيومين تصريح للممثل الأمريكي الخاص لشؤون سوريا جيمس جيفري مفاده بأن بلاده تدعم الحل "السياسي" في سوريا وأعرب عن أمله في تشكيل لجان دستورية تبعا لقرار الأمم المتحدة رقم 2254.
وأثار الإعلان عن الإنسحاب العسكري "الكامل" من سوريا ردود فعل حول العالم وبدا الاعلان مفاجئا لبعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية نفسها اذ استقال وزير الدفاع جيم ماتيس من منصبه في اليوم التالي وقال في كتاب استقالته "سأتنحى حتى أمكن الرئيس ترامب بأن يختار شخصا لوزارة الدفاع متوافقا مع وجهات نظره وأفكاره".
إلا أن ترامب علق على اعتبار الإنسحاب مفاجئا بالقول أنه "لم يكن مفاجئا" بل أنه كان يسعى اليه "منذ سنوات" وجاء بعد تحقيق "انتصارات تاريخية" على (داعش) متسائلا عما إذا كان على الولايات المتحدة أن تبقى "رجل الشرطة في الشرق الأوسط".
وفي ال 21 من ديسمبر الماضي أعلن ترامب نيته سحب جزء كبير من القوات الأمريكية في أفغانستان وهو ما أثار اعتراض مستشار الأمن القومي الامريكي جون بولتون وعدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية بحسب تصريح أحد مستشاري ترامب -رفض الكشف عن إسمه- لصحيفة ال(واشنطن بوست).
وجاءت استقالة المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية (داعش) بريت ماكغيرك في اليوم التالي بعد أن وصف الإنسحاب "المادي" الكامل من سوريا ب "التهور".
وتزامنت التصريحات والإستقالات مع تطمين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للرئيس العراقي برهم صالح ورئيس وزرائه عادل عبدالمهدي بأن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بحماية "سيادة العراق" مؤكدا أن التحالف الدولي "سيواصل العمل عن كثب مع قوات الأمن العراقية لهزيمة فلول (داعش)".
كما تلا ذلك في ال 24 من ديسمبر إعلان ترامب عن حديث هاتفي اجراه مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وتركز على بحث آخر تطورات الوضع في سوريا و"الانسحاب البطيء المنسق للغاية للقوات الأمريكية من المنطقة".
وأعلن البيت الأبيض في اليوم التالي عن دعوة الرئيس اردوغان لترامب لزيارة انقرة وقال انه في الوقت الذي لم يحدد اي موعد للزيارة الا ان الرئيس ترامب "منفتح" للقاء نظيره التركي في المستقبل.
وفي ال 28 من ديسمبر قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان بأن الولايات المتحدة تدعم "تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الأعمال الإقليمية الإيرانية" مؤكدة ان إيران تدعم "الجماعات الإرهابية" التي لديها "نية واضحة وقدرة على ضرب إسرائيل" في سوريا والمنطقة.
وفي اليوم التالي أعلن بولتون عن زيارة له لتركيا وإسرائيل خلال شهر يناير بهدف نقاش سبل "مواجهة التحديات الأمنية" في الفترة المقبلة.
وفي اليوم الأخير من عام 2018 عاد الرئيس الأمريكي ليقول انه سوف يسحب القوات الأمريكية من سوريا "ببطء" فيما تستمر في محاربة ما تبقى من عناصر(داعش) كما وجه الإنتقاد للمعترضين على إعلانه عن الانسحاب في وقت سابق من ديسمبر.
وأوضح ترامب في اليوم التالي "نحن لا نتحدث عن ثروة هائلة بل فقط عن رمل وموت .. أنا أخرج من سوريا لأنني لا أريدها" مؤكدا "اننا نخرج من سوريا بذكاء ولن يحدث ذلك يوم غد بل سيتطلب بعض الوقت".
وفي تصريح له أكد بومبيو عدم امتلاكه "جدولا زمنيا" للانسحاب العسكري من سوريا إلا أنه أكد أن الحرب على (داعش) مستمرة والحملة على إيران كذلك كما أن الإنسحاب لن يتم دون "ضمان عدم قتل الأتراك للأكراد" و"حماية الأقليات الدينية في سوريا".
كما أعلنت وزارة الخارجية أن بومبيو سوف يبدأاليوم الثلاثاء جولة في المنطقة تشمل دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن تستمر حتى ال 15 من الشهر الجاري.
وتهدف جولة بومبيو التي يستهلها بزيارة الأردن وتختتم في الكويت إلى التباحث بشأن عدة ملفات إقليمية ومن ضمنها ملف الأزمة السورية وانسحاب القوات الأمريكية منها.
وقال ترامب يوم الاحد الماضي ان انسحاب القوات السورية من سوريا "يسير بسرعة" وان تنظيم (داعش) "قد تم القضاء عليه".
ولفت إلى أن إيران وروسيا وتركيا قادرة على محاربة داعش "بنفسها" وقال ان "إيران تكره (داعش) أكثر منا إن كان ذلك ممكنا وروسيا تكره داعش أكثر مما نفعل.. وتركيا تكره (داعش) ربما ليس بنفس القدر الذي نفعله.. ولكن هذه هي الدول التي تكره (داعش)".
يذكر ان لدى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 2000 جندي من القوات البرية في سوريا كانوا يقومون في الأساس بتدريب القوات المحلية على محاربة (داعش). وكان التحالف الدولي ضد (داعش) قد قدر مؤخرا وجود حوالى 2000 من مقاتلي داعش في سوريا حتى الآن وهناك مخاوف من ان قرار الانسحاب الامريكي قد يترك فراغا يسمح لتنظيم (داعش) باستعادة قوتهم.
الانسحاب العسكري الأمريكي من سوريا .. متى وكيف؟ لا يزال الجدول الزمني لموعد سحب القوات الأمريكية من سوريا غير محدد فقد أشار الرئيس الامريكي دونالد ترامب في ال 19 من الشهر الاخير من العام الماضي انه يريد عودة الجنود الأمريكيين "بسرعة". إلا أن تصريح الرئيس الامريكي تلته عدة مواقف لترامب ومسؤولين رفيعي المستوى في إدارته حول ضرورة التريث في الإنسحاب والإستمرار في ملاحقة فلول ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وضمان انكفاء إيران عن تهديد الأمن في المنطقة وعدم إيذاء تركيا للاكراد الذين ساعدوا على محاربة تنظيم (داعش) في شمال سوريا. ففي ال 19 من شهر ديسمبر الماضي أصدر الرئيس الأمريكي إعلانا مفاجئا مفاده بأن القوات الأمريكية سوف تنسحب من سوريا لأنها حققت هدف وجودها هناك ألا وهو "هزيمة (داعش)". وتلا تصريح ترامب توضيح مسؤول في وزارة الدفاع مفاده بأن القوات الأمريكية سوف تنسحب "بسرعة وبشكل كامل" حتى أن البيت الأبيض أعلن في اليوم نفسه بأن الإنسحاب "بدأ بالفعل" تمهيدا للانتقال إلى "المرحلة الثانية من الحملة" على الإرهاب مؤكدا أن الولايات المتحدة وحلفاءها على استعداد دائم "للانخراط في الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة على جميع المستويات عندما يكون ذلك ضروريا" والإستمرار في محاربة بقايا (داعش) ومنع التنظيم من اختراق حدود الولايات المتحدة. وكان قد سبق الإعلان عن الإنسحاب الأمريكي بيومين تصريح للممثل الأمريكي الخاص لشؤون سوريا جيمس جيفري مفاده بأن بلاده تدعم الحل "السياسي" في سوريا وأعرب عن أمله في تشكيل لجان دستورية تبعا لقرار الأمم المتحدة رقم 2254. وأثار الإعلان عن الإنسحاب العسكري "الكامل" من سوريا ردود فعل حول العالم وبدا الاعلان مفاجئا لبعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية نفسها اذ استقال وزير الدفاع جيم ماتيس من منصبه في اليوم التالي وقال في كتاب استقالته "سأتنحى حتى أمكن الرئيس ترامب بأن يختار شخصا لوزارة الدفاع متوافقا مع وجهات نظره وأفكاره". إلا أن ترامب علق على اعتبار الإنسحاب مفاجئا بالقول أنه "لم يكن مفاجئا" بل أنه كان يسعى اليه "منذ سنوات" وجاء بعد تحقيق "انتصارات تاريخية" على (داعش) متسائلا عما إذا كان على الولايات المتحدة أن تبقى "رجل الشرطة في الشرق الأوسط". وفي ال 21 من ديسمبر الماضي أعلن ترامب نيته سحب جزء كبير من القوات الأمريكية في أفغانستان وهو ما أثار اعتراض مستشار الأمن القومي الامريكي جون بولتون وعدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية بحسب تصريح أحد مستشاري ترامب -رفض الكشف عن إسمه- لصحيفة ال(واشنطن بوست). وجاءت استقالة المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية (داعش) بريت ماكغيرك في اليوم التالي بعد أن وصف الإنسحاب "المادي" الكامل من سوريا ب "التهور". وتزامنت التصريحات والإستقالات مع تطمين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للرئيس العراقي برهم صالح ورئيس وزرائه عادل عبدالمهدي بأن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بحماية "سيادة العراق" مؤكدا أن التحالف الدولي "سيواصل العمل عن كثب مع قوات الأمن العراقية لهزيمة فلول (داعش)". كما تلا ذلك في ال 24 من ديسمبر إعلان ترامب عن حديث هاتفي اجراه مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وتركز على بحث آخر تطورات الوضع في سوريا و"الانسحاب البطيء المنسق للغاية للقوات الأمريكية من المنطقة". وأعلن البيت الأبيض في اليوم التالي عن دعوة الرئيس اردوغان لترامب لزيارة انقرة وقال انه في الوقت الذي لم يحدد اي موعد للزيارة الا ان الرئيس ترامب "منفتح" للقاء نظيره التركي في المستقبل. وفي ال 28 من ديسمبر قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان بأن الولايات المتحدة تدعم "تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الأعمال الإقليمية الإيرانية" مؤكدة ان إيران تدعم "الجماعات الإرهابية" التي لديها "نية واضحة وقدرة على ضرب إسرائيل" في سوريا والمنطقة. وفي اليوم التالي أعلن بولتون عن زيارة له لتركيا وإسرائيل خلال شهر يناير بهدف نقاش سبل "مواجهة التحديات الأمنية" في الفترة المقبلة. وفي اليوم الأخير من عام 2018 عاد الرئيس الأمريكي ليقول انه سوف يسحب القوات الأمريكية من سوريا "ببطء" فيما تستمر في محاربة ما تبقى من عناصر(داعش) كما وجه الإنتقاد للمعترضين على إعلانه عن الانسحاب في وقت سابق من ديسمبر. وأوضح ترامب في اليوم التالي "نحن لا نتحدث عن ثروة هائلة بل فقط عن رمل وموت .. أنا أخرج من سوريا لأنني لا أريدها" مؤكدا "اننا نخرج من سوريا بذكاء ولن يحدث ذلك يوم غد بل سيتطلب بعض الوقت". وفي تصريح له أكد بومبيو عدم امتلاكه "جدولا زمنيا" للانسحاب العسكري من سوريا إلا أنه أكد أن الحرب على (داعش) مستمرة والحملة على إيران كذلك كما أن الإنسحاب لن يتم دون "ضمان عدم قتل الأتراك للأكراد" و"حماية الأقليات الدينية في سوريا". كما أعلنت وزارة الخارجية أن بومبيو سوف يبدأاليوم الثلاثاء جولة في المنطقة تشمل دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن تستمر حتى ال 15 من الشهر الجاري. وتهدف جولة بومبيو التي يستهلها بزيارة الأردن وتختتم في الكويت إلى التباحث بشأن عدة ملفات إقليمية ومن ضمنها ملف الأزمة السورية وانسحاب القوات الأمريكية منها. وقال ترامب يوم الاحد الماضي ان انسحاب القوات السورية من سوريا "يسير بسرعة" وان تنظيم (داعش) "قد تم القضاء عليه". ولفت إلى أن إيران وروسيا وتركيا قادرة على محاربة داعش "بنفسها" وقال ان "إيران تكره (داعش) أكثر منا إن كان ذلك ممكنا وروسيا تكره داعش أكثر مما نفعل.. وتركيا تكره (داعش) ربما ليس بنفس القدر الذي نفعله.. ولكن هذه هي الدول التي تكره (داعش)". يذكر ان لدى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 2000 جندي من القوات البرية في سوريا كانوا يقومون في الأساس بتدريب القوات المحلية على محاربة (داعش). وكان التحالف الدولي ضد (داعش) قد قدر مؤخرا وجود حوالى 2000 من مقاتلي داعش في سوريا حتى الآن وهناك مخاوف من ان قرار الانسحاب الامريكي قد يترك فراغا يسمح لتنظيم (داعش) باستعادة قوتهم.
2 التعليقات 0 نشر