زلزال التغيرات الحادة التي طرأت على موازين القوى السياسية والاقتصادية، قد وقع ولا يزال يقع في عصر بلغت فيه الثورة التقنية في مجالات الانتقال والاتصال والمعلومات ذروة لم يسبق لها مثيل، وهي ثورة أدت - خلال سنوات قليلة - إلى سقوط الحواجز وانهيار الستر الحديدي، وتقارب الزمان والمكان وتشابه الهموم والشواغل والاهتمامات، مما جعل كثيرا من الساسة والمفكرين يتحدثون عن ثقافة عالمية ذات طابع إنساني تشارك فيها جميع الأمم والشعوب، تكون أساسا مشتركا للحياة العقلية والنفسية لشعوب العالم وهي تتهيأ لإقامة نظامها العالمي الجديد. إن مرحلة التطور الحضاري التي يسميها كثير من المؤرخين مرحلة الثورة الصناعية الثانية قد عمت خصائصها أركان العالم كله تستوي في ذلك الدول التي شاركت مشاركة فعالة في تحقيق تلك الثورة الصناعية، والدول التي اقتصر دورها على استيراد ثمرات تلك الثورة واستخدام منتجاتها. ولذلك توحدت - إلى درجة كبيرة - مشاكل أكثر الشعوب، كما توحدت آمالها وتطلعاتها. والسؤال الذي يطرحه المسلمون اليوم على أنفسهم، كما يطرحونه على سائر الأمم والشعوب هو التساؤل عما إذا كان المسلمون شركاء في أساسيات الثقافة العالمية، وأنهم لذلك ينبغي أن يكونوا شركاء في تحديد معالم الأساس الثقافي والأخلاقي للنظام العالمي الجديد، أم أن ثقافتهم ورؤيتهم العامة للحياة ولأنفسهم وللآخرين تجعل منهم كيانا مختلفا مقطوع الصلة - في تاريخه وحاضره - بهذه الثقافة. وأنه لا سبيل - بسبب ذلك - لاندماجهم ومشاركتهم في هذا الجهد الجديد.

والسؤال هنا
أين مكان المسلمين من الجهد العالمي لبناء ثقافة عالمية جديدة تكون "بنية تحتية" للنظام العالمي الجديد تزوده بمنظومة أخلاقية جديدة ذات طابع فردي وجماعي ترسم أسس التعامل بين الأمم والشعوب على أساس التعاون والاعتماد المتبادل بدلا من الصراع والسباق إلى التسلح والدخول في حروب باردة؟
زلزال التغيرات الحادة التي طرأت على موازين القوى السياسية والاقتصادية، قد وقع ولا يزال يقع في عصر بلغت فيه الثورة التقنية في مجالات الانتقال والاتصال والمعلومات ذروة لم يسبق لها مثيل، وهي ثورة أدت - خلال سنوات قليلة - إلى سقوط الحواجز وانهيار الستر الحديدي، وتقارب الزمان والمكان وتشابه الهموم والشواغل والاهتمامات، مما جعل كثيرا من الساسة والمفكرين يتحدثون عن ثقافة عالمية ذات طابع إنساني تشارك فيها جميع الأمم والشعوب، تكون أساسا مشتركا للحياة العقلية والنفسية لشعوب العالم وهي تتهيأ لإقامة نظامها العالمي الجديد. إن مرحلة التطور الحضاري التي يسميها كثير من المؤرخين مرحلة الثورة الصناعية الثانية قد عمت خصائصها أركان العالم كله تستوي في ذلك الدول التي شاركت مشاركة فعالة في تحقيق تلك الثورة الصناعية، والدول التي اقتصر دورها على استيراد ثمرات تلك الثورة واستخدام منتجاتها. ولذلك توحدت - إلى درجة كبيرة - مشاكل أكثر الشعوب، كما توحدت آمالها وتطلعاتها. والسؤال الذي يطرحه المسلمون اليوم على أنفسهم، كما يطرحونه على سائر الأمم والشعوب هو التساؤل عما إذا كان المسلمون شركاء في أساسيات الثقافة العالمية، وأنهم لذلك ينبغي أن يكونوا شركاء في تحديد معالم الأساس الثقافي والأخلاقي للنظام العالمي الجديد، أم أن ثقافتهم ورؤيتهم العامة للحياة ولأنفسهم وللآخرين تجعل منهم كيانا مختلفا مقطوع الصلة - في تاريخه وحاضره - بهذه الثقافة. وأنه لا سبيل - بسبب ذلك - لاندماجهم ومشاركتهم في هذا الجهد الجديد. والسؤال هنا أين مكان المسلمين من الجهد العالمي لبناء ثقافة عالمية جديدة تكون "بنية تحتية" للنظام العالمي الجديد تزوده بمنظومة أخلاقية جديدة ذات طابع فردي وجماعي ترسم أسس التعامل بين الأمم والشعوب على أساس التعاون والاعتماد المتبادل بدلا من الصراع والسباق إلى التسلح والدخول في حروب باردة؟
1
0 التعليقات 0 نشر