دلالتا نفي الظلم عن الله وإقرار المستغفِر بالظُّلْم
إنَّ للظُّلْم في تفصيل الكتاب المنزَّل معانيَ تعدّدتْ وخَفِيَتْ والْتَبستْ على الخاصّة قبل العامَّة، وتدور معانيها كلّها حول الاعتداء بمنع الحقِّ ونقصِه وآتتِ الجنّتان في سورة الكهف سورة العجب أكُلَها ولم تظلم منه شيئا أي لم تنقص منه، ولا تسَلْ عن سفاهة الذين يأكلون أموال اليتامَى ظلْمًا أي ينقصونها.
وإنَّ مِن تفصيلِ الكتاب وأصول الخطاب أنّ اللهَ العليمَ الخبيرَ إذا نفَى عن نفسه الظُّلْم فاعلم أنّه عاقب الظالمين في الدنيا بظلمِهم أي دَمَّرَهم به تدميرا ومزَّقَهم به تمزيقا كما في الدِّكْرِ من الأوّلين:
﴿فكُلًّا أخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُم مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَنْ أَغرَقْنَا وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[العنكبوت 40]
﴿أَوَلَـمْ يَسِيرُوا فِـي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كيْفَ كانَ عاقِبَةُ الذين مِن قَبْلِهم كَانُوا أَشَدَّ منهم قُوّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِـمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[الروم 9]
﴿أَلَـمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[براءة 70
ومن المثاني معه وَعْدا في الآخرين قوله:
﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِـيَ رَبُّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾[النحل 33 ـ 34]
﴿إِنَّ الذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِـيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُـهُمْ وَلَا َأْوَلادُهُم مِنَ اللهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِـي هَذِهِ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[آل عمران 116 ـ 117]
ويعني اقترانُ إِقرارِ المستغفِرِ بظلم نفسِه في الاستغفار في تفصيل الكتاب الْمُنزَّلِ اعترافُه باستحقاقِه العذابَ من اللهِ على ذنبِه بعِصيانه وقُصُورِه عن الطاعة والانقياد وكذلك دلالةُ المثاني ذِكْرٍ من الأوَّلينَ:
﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِن لَـمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْـخَاسِرِينَ﴾[الأعراف 23]
﴿فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنّـِي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِـي﴾ [القصص 15 ـ 16]
﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَن نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِـي الظُّلُمَاتِ أَن لَا إِلَــهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّـي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[الأنبياء 87]
وحرِيٌّ بالْمُسْتغفِر الذَّليل بإقرارِه استحقاقَه العِقاب من اللهِ على الذّنْبٍ أن ينتفِعَ بتوبته ورجوعه إلى الطاعة.
من موسوعتي لتجديد أُصول التفسير قسم "معاني المثاني" مادة (ظلم) باختصار
الحسن ولد ماديك
دلالتا نفي الظلم عن الله وإقرار المستغفِر بالظُّلْم إنَّ للظُّلْم في تفصيل الكتاب المنزَّل معانيَ تعدّدتْ وخَفِيَتْ والْتَبستْ على الخاصّة قبل العامَّة، وتدور معانيها كلّها حول الاعتداء بمنع الحقِّ ونقصِه وآتتِ الجنّتان في سورة الكهف سورة العجب أكُلَها ولم تظلم منه شيئا أي لم تنقص منه، ولا تسَلْ عن سفاهة الذين يأكلون أموال اليتامَى ظلْمًا أي ينقصونها. وإنَّ مِن تفصيلِ الكتاب وأصول الخطاب أنّ اللهَ العليمَ الخبيرَ إذا نفَى عن نفسه الظُّلْم فاعلم أنّه عاقب الظالمين في الدنيا بظلمِهم أي دَمَّرَهم به تدميرا ومزَّقَهم به تمزيقا كما في الدِّكْرِ من الأوّلين: ﴿فكُلًّا أخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُم مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَنْ أَغرَقْنَا وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[العنكبوت 40] ﴿أَوَلَـمْ يَسِيرُوا فِـي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كيْفَ كانَ عاقِبَةُ الذين مِن قَبْلِهم كَانُوا أَشَدَّ منهم قُوّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِـمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[الروم 9] ﴿أَلَـمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[براءة 70 ومن المثاني معه وَعْدا في الآخرين قوله: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِـيَ رَبُّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾[النحل 33 ـ 34] ﴿إِنَّ الذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِـيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُـهُمْ وَلَا َأْوَلادُهُم مِنَ اللهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِـي هَذِهِ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[آل عمران 116 ـ 117] ويعني اقترانُ إِقرارِ المستغفِرِ بظلم نفسِه في الاستغفار في تفصيل الكتاب الْمُنزَّلِ اعترافُه باستحقاقِه العذابَ من اللهِ على ذنبِه بعِصيانه وقُصُورِه عن الطاعة والانقياد وكذلك دلالةُ المثاني ذِكْرٍ من الأوَّلينَ: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِن لَـمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْـخَاسِرِينَ﴾[الأعراف 23] ﴿فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنّـِي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِـي﴾ [القصص 15 ـ 16] ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَن نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِـي الظُّلُمَاتِ أَن لَا إِلَــهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّـي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[الأنبياء 87] وحرِيٌّ بالْمُسْتغفِر الذَّليل بإقرارِه استحقاقَه العِقاب من اللهِ على الذّنْبٍ أن ينتفِعَ بتوبته ورجوعه إلى الطاعة. من موسوعتي لتجديد أُصول التفسير قسم "معاني المثاني" مادة (ظلم) باختصار الحسن ولد ماديك
0 التعليقات 0 نشر