التحديثات الأخيرة
  • هذا نموذج من ترتيبي الْمَثانـِيَ حسَب الْمَعانِـي:
    ﴿وَقَالُوا قَلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾[البقرة 88]
    ﴿وَلَكِن لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾[النساء 46]
    ﴿بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾[النساء 155]
    ﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ﴾[الحاقة 41]
    ﴿وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ ءَاتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِـي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِـهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّـى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾[يونس 88]
    ﴿حَتَّـى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ ءَامَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الذِي ءَامَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾[يونس 90]
    =﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِـي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ أَنَّـى لَـهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُم رَسُولٌ مُبِينٌ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ﴾[الدخان 12]
    +﴿وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَـى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُـجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ﴾ [إبراهيم 44]
    +﴿وَأَنْفِقُوا مِن مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِـيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِـي إِلَـى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصَّالِـحِينَ﴾[المنافقون 10]
    +﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّـى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّـي تُبْتُ الْآنَ﴾[النساء 18]
    ولا تهدِي المتون الفروعية في الفقه والتفسير والقراءات.. إلى دلالة الإيمان قليلا، وبيَّنْتُه ابتدائيا بهذا الترتيب وليعلم الناسُ مسلمين وغير مسلمين دلالتَه على اللحظات الأخيرة قبل الموت إذ يُكشَفُ الغطاء فيَتمتّع الْمُحتضِر بالبصر الحديد يُبْصر به الملائكة والحساب والجنة والنار فيؤمن قليلا من الوقتِ قُبَيل الْمَوتِ، وكذلك دعا موسى على فرعون فلم يؤمن حتى رأى العذاب الأليم أي لم يؤمن إلا قليلا وحِيلَ بينه وبين ما يشتهي من عمَلٍ يتزكّى به ويرفَع الكلِم الطيِّبَ، وكذلك ستؤمن أُمم ممتعةُ قليلا فلا تنتفع بإيمانها لأن لعنة العذاب في الدنيا ـ كالذي أبعد الله به القرون الأولى ـ ستُبعدها عن التأخير لينتفعوا بإيمانهم، وكذلك يؤمن ـ إذا جاء الموت وحضر ـ غيرُ المنفِق وغيرُ الصالح بربه فيسأله التأخير.
    من موسوعتي لتجديد أُصول التفسير قسم "مَثَانِـي الْمَعانِـي" مادة "ءَامَن"
    الحسن ولد ماديك
    هذا نموذج من ترتيبي الْمَثانـِيَ حسَب الْمَعانِـي: ﴿وَقَالُوا قَلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾[البقرة 88] ﴿وَلَكِن لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾[النساء 46] ﴿بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾[النساء 155] ﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ﴾[الحاقة 41] ﴿وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ ءَاتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِـي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِـهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّـى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾[يونس 88] ﴿حَتَّـى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ ءَامَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الذِي ءَامَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾[يونس 90] =﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِـي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ أَنَّـى لَـهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُم رَسُولٌ مُبِينٌ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ﴾[الدخان 12] +﴿وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَـى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُـجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ﴾ [إبراهيم 44] +﴿وَأَنْفِقُوا مِن مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِـيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِـي إِلَـى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصَّالِـحِينَ﴾[المنافقون 10] +﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّـى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّـي تُبْتُ الْآنَ﴾[النساء 18] ولا تهدِي المتون الفروعية في الفقه والتفسير والقراءات.. إلى دلالة الإيمان قليلا، وبيَّنْتُه ابتدائيا بهذا الترتيب وليعلم الناسُ مسلمين وغير مسلمين دلالتَه على اللحظات الأخيرة قبل الموت إذ يُكشَفُ الغطاء فيَتمتّع الْمُحتضِر بالبصر الحديد يُبْصر به الملائكة والحساب والجنة والنار فيؤمن قليلا من الوقتِ قُبَيل الْمَوتِ، وكذلك دعا موسى على فرعون فلم يؤمن حتى رأى العذاب الأليم أي لم يؤمن إلا قليلا وحِيلَ بينه وبين ما يشتهي من عمَلٍ يتزكّى به ويرفَع الكلِم الطيِّبَ، وكذلك ستؤمن أُمم ممتعةُ قليلا فلا تنتفع بإيمانها لأن لعنة العذاب في الدنيا ـ كالذي أبعد الله به القرون الأولى ـ ستُبعدها عن التأخير لينتفعوا بإيمانهم، وكذلك يؤمن ـ إذا جاء الموت وحضر ـ غيرُ المنفِق وغيرُ الصالح بربه فيسأله التأخير. من موسوعتي لتجديد أُصول التفسير قسم "مَثَانِـي الْمَعانِـي" مادة "ءَامَن" الحسن ولد ماديك
    1
    0 التعليقات 0 نشر
  • موسوعة الْـحَسَن لِتجديد أُصول التفسير
    مقدمة القسم الأول "مَثانِـي الْمَعانِـي"
    (مثاني كلمات القرآن وحروفه ومضمراته)
    بسم الله الرحمان الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومَن والَاه، وبعدُ:
    فقد أدْمَنْتُ منذُ 1421 هـ أثناء تلاوتي القرآنَ العظيم حِلًّا وارتحالا تأمُّلَ مَعاني كل كلمة وحرف ومُضمرٍ تدبُّرا قَلَبَ موازينِي وتصوّراتي رأسًا على عَقِبٍ يوم دَرَيْتُ مِن الكتابِ الْمُنزّل الْمُغايرةَ بين الغيبِ وبين اليوم الآخر.
    وألْزمَنِـي التّفرُّغَ لهذه الْموسوعة أمْرانِ:
    أحدهما: خُلُوُّ التفاسير قديـمِها وحديثِها مِن تفصيلِ الغيب في القرآن رغم تكليف البشريّة بالإيـمان به وانتظارِ يوم سيُصبح ـ قبل انقضاء الدنيا ـ شهادةً هو يومُ يقضي اللهُ أمْرًا فيقول (كُنْ) (فيَكونُ) كما في سورتي مريم والأنعام اللتين تضمنتا المغايرة بين ذلك اليوم وبين يوم يُنفَخ في الصور يوم يأتي الناس للحساب.
    وآخرهما: قُصور أصول التفسير عن استنباط كليات الغيب في القرآن، وأنّ الوعد في القرآن لم يتنزل تسلية ولا عبثا بل هو الحقُّ وسيتم نفاذه إذا وافق الميعاد أي الأجَل الذي جعل اللهُ له في كل من الدنيا والآخرة.
    وتـمكنتُ بفضل الله ـ بتفرُّغٍ أبَيْتُه فلم يُكتَبْ لي التوظيف ـ من تجديد أصول تفسير القرآن في ستة أقسام كالتالي:
    القسم الأول: "مَثانِـي الْمَعانـي" رتَّبْتُ فيه كلماتِ القرآن وحروفَه ومضمراتِه ترتيبا يُقَرِّبُ الباحثَ المتأمِّلَ مِن دراية أنّ اللهَ أنزل إلى الناس الكِتابَ مُفَصَّلا وفَصَّلَهُ على عِلْمٍ.
    وكان من جديد إضافتي في "مثاني المعاني" على معاجم كلمات القرآن: ترتيبُ كلماتِ القرآن وحروفِه ومُضمراتِه حسَب الْمَعانِـى مِن غير اعتبارٍ حركاتِ الإعراب وتصريفَ الكلمة وترتيبَ وُرود الكلمة في المصحف.
    القسم الثاني: "معاني المثاني" خصّصتُه لتبيان معاني كلمات القرآن وحروفِه ومضمراته تِبْيَانا أَضافَ عدمَ الْتِباسِ الدّلَالة اللسانيّة بالدلالة الاصطلاحية وأَلْغَى وَهْمَ الترادُفِ.
    القسم الثالث: "تجديد أصول التفسير" لِتِبيان قواعدَ عامّة استقْرأْتُها بتتبُّع المثاني فألْفَيتُهَا تطَّرِدُ ولا تَنْـخَرِمُ.
    القسم الرابع: "محاور السور" لِتفصيلِ الْـمِحورِ الذِي يدور حولَه تفصيلُ كل جزئية في السورة الواحدة.
    القسم الخامس: "مِن بيان القرآن" لتفصيلِ غيبٍ هو نبوّة النَّبِـيِّ الأمّيِّ صلى الله عليه وعلى ءالِه وسلم وسيُصْبِحُ شَهادَةً قبل انقضاء الدُّنيا موطن التكليف بالإيمان بالغيب وبالكتاب كله.
    القسم السادس: "مِن تفصيل الكتاب" لتبيان تَصديقِ الكتاب (القرآن) لِما بين يديْه أي سبقه مِن التوراة والإنجيل وتِبيان هيمنتِه عليهما باستنباط نسخة عربية غير محرفة ـ أي من القرآن وحده ـ لكل من التوراة والإنجيل ومن نبوة النبيين من قبلُ.
    وهذه نماذجُ مِـمّا امتازَ به القسم الأول "مثَانِـي الْـمعانِي":
    ـ الْتزَمْتُ ترتيبَ كل كلمة وكل حرف ترتيبا يُراعي البدء بـمَثاني تَظهر بها الدلالةُ اللسانية العامة ثم ما ورد منها في كلام الله ثم من كلام الملائكة ثم عن إبليس والشياطين ثم ما ورد منها ذِكْرًا من الأوّلين ثم وَعْدًا في الآخِرين مع مراعاة الترتيب الزمني ليتبيّن متدبّروا القرآن دلالة كلمة "الْمَثَانِـي" وأختم مادة كل كلمة أو حرف بما ورد منها في سياق البعث ثم الحساب ثم الجزاء.
    ـ الْتَزَمْتُ الاستدلالَ بترتيب المثاني على إظهار نفْيِ الترادُفِ في كلمات اعتبرها مَن لم يَصَّدَّعْ بالتأمُّلِ والتفكر أن لها نفس الدلالة ككلمتيْ (الله) و(الرَّبّ) وكلمتي (الرسول) و(النبِـيّ) وكلمتيْ (أرسل) و(بعَث) وكلمتيْ (أتَـى) و(جاء) وكلمتي (الكتاب) و(القرآن) وكلمتي (كتب) و(خَطّ) وكلمتيْ (تَلَا) و(قرأ).......
    ـ في مادة [إلـه] رتبتُ حيثُ ورد اسم (الله) حسب السياق فمَيَّزتُ كل ما أُسْنِدَ إلى (اللهِ) من الخَلْقِ والفصل والإنزال والعلم والجزاء والقول والذكر والفعل... فلا يختلط بعضه ببعض، وكذلك رتّبتُ حيثُ ورد اسم (رب العالمين)، وليتبيّن الباحثون أن كل كلمةٍ أُضيفَت إلى (الله) يتغيّر معناها بإضافتها إلى (ربّ العالمين) وكذلك اختلفت دلالتا رسول الله ورسول رب العالمين ودلالتا القراءة باسم الله والقراءة باسم ربّ العالمين.
    ـ استوفيْتُ حَصْرَ حروف أغفلتْها المعاجمُ نحو (همزة الاستفهام ـ أم ـ أنْ ـ أنّ ـ إنْ ـ أنّ ـ أو ـ الباء ـ التاء ـ كاف التشبيه ـ كاف الخطاب ـ اللام ـ لا ـ لن ـ لم ـ مِن ـ مَنْ ـ الضمائر المتصلة والمنفصلة...)، ورتبتُها حسَب الْمعاني لا حسَب ترتيبِها في المصحف كما هو تعامُلي مع كل كلمة وحرف.
    ولعل الباحث الْـمُستعين بموسوعتي يتبين إضافة مَثانِـي تتجلّى بها الْمَعانِي كما أضفتُ إلى مادّة [خ ل د] في سياق خُلودِ أهل الْـجَنَّةِ قوله ﴿مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا﴾[الكهف 3] وقوله ﴿وَمَا هُم مِنْهَا بِـمُـخْرَجِينَ﴾[الحجر 48] وقوله ﴿الذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْـمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِه﴾[فاطر 35] إلى نهاية الاستقراء، ، وكما أضفْتُ إلى مادة [ق ب ر] التي ابتدأتُها بقوله ﴿ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ﴾[عبس 21] مشفوعة بِـمثانِـي المعاني ﴿فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِـيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ﴾[المائدة 31] و﴿أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ﴾[النحل 59] و﴿وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ﴾[طــه 55]، مضيفا رمز (+) قبل كل واحدة من مَثاني المعاني خارج مادة الكلمة، ثم تتبّعْتُ كلمة "القبور" حسب المعنى والسياق مُبْرِزًا الْوعْدَ بالفناء والعدم، ثم المثاني في نعيم البرزخ وفي عذابه ثم في طُولِ فترة البرزخ، وكما ابتدأتُ مادة [أ خ ر] بكلمة (الآخِر) ـ مكسورة الخاء ـ لأنها من الأسماء الحسنى ثم تتبّعتُ من الكلمة ما جُمِع مع نقِيضِها في سياق واحد كقوله تعالى ﴿أَلَـمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ﴾[المرسلات 17] وسائر ما وُصِف بها في الدنيا، ثم الْيوم الآخِر، ثم تتبعتُ كلمة الآخِرة بدءا حصَر أربعا من الْمَثاني لا تَرادُفَ بينها وبين (الآخرة) التي بعد الموت:
    ﴿مَا سَـمِعْنَا بِهَذَا فِـي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ﴾[ص 7]
    ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ﴾[الإسراء 7]
    ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا﴾[الإسراء 104]
    ﴿فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَـى﴾[النازعات 25]
    ثم تتبعتُ النشأة الآخرة ولقاء الآخرة ثم الدار الآخرة ثم إطلاقَ الآخرة بمعنى الحياة الأخرى، ثم تتبّعتُ كلمة "آخَرَ" ـ بفتح الخاء ـ حسب المعاني المشتركة ثم كلمة "أخَّر" بالتضعيف.
    وَلَـم أعتبرْ مِن الْـمُضمراتِ مَا تعارف عليه النحاةُ إذْ لَا مُضمَرَ في قوله ﴿سُبْحَانَهُ﴾ بل ألْـحَقْتُه بمادّة ﴿سُبْـحَانَ اللهِ﴾، ولا مُضْمَر فِـي قوله ﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾[ص 76] بلْ أَلْـحَقتُهُ بمادة مقالة إبليسَ.
    وإنَّـمَا الْمُضْمَرَاتُ في تصوري هي ما خفِيَتْ دلالتُه كما في قوله تعالى:
    ﴿وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ﴾[هود 17]
    ﴿وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْـحَقُّ﴾[الأنعام 73]
    ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْـحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِـي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾[مريم 39]
    ﴿بَلْ قُلُوبُهُمْ فِـي غَمْرَةٍ مِنْ هَـذَا وَلَـهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَـهَا عَامِلُونَ﴾[قد أفلح 63]
    ﴿وَفِـي هَـذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ﴾[الحج 78]
    وألْـحَقْتُ المضمراتِ بالمثاني التي تتبَيَّنُ بها دلالتُها ومعانيها.
    ولتيسير البحث على غير الحفّاظ اضطُرِرْتُ إلى اعتماد ترقيم العدد الكوفي لِانتشاره، وإلى اعتمادِ روايةِ حفص تبَعا له، وفي النَّفْسِ شيء من اعتبار علم العدد توقيفيّا بل لا يصحُّ، إذ كلٌّ منه فاصلة لا آيَةٌ.
    ورغبتُ عن تشدِيد الحرف المنفصِل الْـمُدْغَمِ فيه مراعاةً تخفيفَه حالةَ البدء وللتفرقة بينه وبين الْمُدغم في الحاليْن أي في كلمة واحدة.
    وأكرمني اللهُ برَقْمِ هذه الموسوعة بيدَيَّ في الحاسوب حرفا حرفا كلمة كلمةً.
    وأدعو المؤسسات البحثية والاستشرافية والاستشراقية مسلمين ومن سائر الأديان والملل والنِّحَل والثقافات ـ على السواء ـ إلى الاستفادة من هذه الموسوعة، وأقترح على الباحثين النقَدة التفكير للِاستيعاب قبل التصدُّرِ بتعديل ما لم يستوعبوه ولم يتبيّنوهُ، ولو تمكنتُ من الأسباب لأنشأتُ مركزا استشرافيا.
    الأربعاء آخر أيام رمضان 1445 هـ
    بقلم/ الحسن ولد ماديك
    باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة ولسان العرب
    موسوعة الْـحَسَن لِتجديد أُصول التفسير مقدمة القسم الأول "مَثانِـي الْمَعانِـي" (مثاني كلمات القرآن وحروفه ومضمراته) بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومَن والَاه، وبعدُ: فقد أدْمَنْتُ منذُ 1421 هـ أثناء تلاوتي القرآنَ العظيم حِلًّا وارتحالا تأمُّلَ مَعاني كل كلمة وحرف ومُضمرٍ تدبُّرا قَلَبَ موازينِي وتصوّراتي رأسًا على عَقِبٍ يوم دَرَيْتُ مِن الكتابِ الْمُنزّل الْمُغايرةَ بين الغيبِ وبين اليوم الآخر. وألْزمَنِـي التّفرُّغَ لهذه الْموسوعة أمْرانِ: أحدهما: خُلُوُّ التفاسير قديـمِها وحديثِها مِن تفصيلِ الغيب في القرآن رغم تكليف البشريّة بالإيـمان به وانتظارِ يوم سيُصبح ـ قبل انقضاء الدنيا ـ شهادةً هو يومُ يقضي اللهُ أمْرًا فيقول (كُنْ) (فيَكونُ) كما في سورتي مريم والأنعام اللتين تضمنتا المغايرة بين ذلك اليوم وبين يوم يُنفَخ في الصور يوم يأتي الناس للحساب. وآخرهما: قُصور أصول التفسير عن استنباط كليات الغيب في القرآن، وأنّ الوعد في القرآن لم يتنزل تسلية ولا عبثا بل هو الحقُّ وسيتم نفاذه إذا وافق الميعاد أي الأجَل الذي جعل اللهُ له في كل من الدنيا والآخرة. وتـمكنتُ بفضل الله ـ بتفرُّغٍ أبَيْتُه فلم يُكتَبْ لي التوظيف ـ من تجديد أصول تفسير القرآن في ستة أقسام كالتالي: القسم الأول: "مَثانِـي الْمَعانـي" رتَّبْتُ فيه كلماتِ القرآن وحروفَه ومضمراتِه ترتيبا يُقَرِّبُ الباحثَ المتأمِّلَ مِن دراية أنّ اللهَ أنزل إلى الناس الكِتابَ مُفَصَّلا وفَصَّلَهُ على عِلْمٍ. وكان من جديد إضافتي في "مثاني المعاني" على معاجم كلمات القرآن: ترتيبُ كلماتِ القرآن وحروفِه ومُضمراتِه حسَب الْمَعانِـى مِن غير اعتبارٍ حركاتِ الإعراب وتصريفَ الكلمة وترتيبَ وُرود الكلمة في المصحف. القسم الثاني: "معاني المثاني" خصّصتُه لتبيان معاني كلمات القرآن وحروفِه ومضمراته تِبْيَانا أَضافَ عدمَ الْتِباسِ الدّلَالة اللسانيّة بالدلالة الاصطلاحية وأَلْغَى وَهْمَ الترادُفِ. القسم الثالث: "تجديد أصول التفسير" لِتِبيان قواعدَ عامّة استقْرأْتُها بتتبُّع المثاني فألْفَيتُهَا تطَّرِدُ ولا تَنْـخَرِمُ. القسم الرابع: "محاور السور" لِتفصيلِ الْـمِحورِ الذِي يدور حولَه تفصيلُ كل جزئية في السورة الواحدة. القسم الخامس: "مِن بيان القرآن" لتفصيلِ غيبٍ هو نبوّة النَّبِـيِّ الأمّيِّ صلى الله عليه وعلى ءالِه وسلم وسيُصْبِحُ شَهادَةً قبل انقضاء الدُّنيا موطن التكليف بالإيمان بالغيب وبالكتاب كله. القسم السادس: "مِن تفصيل الكتاب" لتبيان تَصديقِ الكتاب (القرآن) لِما بين يديْه أي سبقه مِن التوراة والإنجيل وتِبيان هيمنتِه عليهما باستنباط نسخة عربية غير محرفة ـ أي من القرآن وحده ـ لكل من التوراة والإنجيل ومن نبوة النبيين من قبلُ. وهذه نماذجُ مِـمّا امتازَ به القسم الأول "مثَانِـي الْـمعانِي": ـ الْتزَمْتُ ترتيبَ كل كلمة وكل حرف ترتيبا يُراعي البدء بـمَثاني تَظهر بها الدلالةُ اللسانية العامة ثم ما ورد منها في كلام الله ثم من كلام الملائكة ثم عن إبليس والشياطين ثم ما ورد منها ذِكْرًا من الأوّلين ثم وَعْدًا في الآخِرين مع مراعاة الترتيب الزمني ليتبيّن متدبّروا القرآن دلالة كلمة "الْمَثَانِـي" وأختم مادة كل كلمة أو حرف بما ورد منها في سياق البعث ثم الحساب ثم الجزاء. ـ الْتَزَمْتُ الاستدلالَ بترتيب المثاني على إظهار نفْيِ الترادُفِ في كلمات اعتبرها مَن لم يَصَّدَّعْ بالتأمُّلِ والتفكر أن لها نفس الدلالة ككلمتيْ (الله) و(الرَّبّ) وكلمتي (الرسول) و(النبِـيّ) وكلمتيْ (أرسل) و(بعَث) وكلمتيْ (أتَـى) و(جاء) وكلمتي (الكتاب) و(القرآن) وكلمتي (كتب) و(خَطّ) وكلمتيْ (تَلَا) و(قرأ)....... ـ في مادة [إلـه] رتبتُ حيثُ ورد اسم (الله) حسب السياق فمَيَّزتُ كل ما أُسْنِدَ إلى (اللهِ) من الخَلْقِ والفصل والإنزال والعلم والجزاء والقول والذكر والفعل... فلا يختلط بعضه ببعض، وكذلك رتّبتُ حيثُ ورد اسم (رب العالمين)، وليتبيّن الباحثون أن كل كلمةٍ أُضيفَت إلى (الله) يتغيّر معناها بإضافتها إلى (ربّ العالمين) وكذلك اختلفت دلالتا رسول الله ورسول رب العالمين ودلالتا القراءة باسم الله والقراءة باسم ربّ العالمين. ـ استوفيْتُ حَصْرَ حروف أغفلتْها المعاجمُ نحو (همزة الاستفهام ـ أم ـ أنْ ـ أنّ ـ إنْ ـ أنّ ـ أو ـ الباء ـ التاء ـ كاف التشبيه ـ كاف الخطاب ـ اللام ـ لا ـ لن ـ لم ـ مِن ـ مَنْ ـ الضمائر المتصلة والمنفصلة...)، ورتبتُها حسَب الْمعاني لا حسَب ترتيبِها في المصحف كما هو تعامُلي مع كل كلمة وحرف. ولعل الباحث الْـمُستعين بموسوعتي يتبين إضافة مَثانِـي تتجلّى بها الْمَعانِي كما أضفتُ إلى مادّة [خ ل د] في سياق خُلودِ أهل الْـجَنَّةِ قوله ﴿مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا﴾[الكهف 3] وقوله ﴿وَمَا هُم مِنْهَا بِـمُـخْرَجِينَ﴾[الحجر 48] وقوله ﴿الذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْـمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِه﴾[فاطر 35] إلى نهاية الاستقراء، ، وكما أضفْتُ إلى مادة [ق ب ر] التي ابتدأتُها بقوله ﴿ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ﴾[عبس 21] مشفوعة بِـمثانِـي المعاني ﴿فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِـيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ﴾[المائدة 31] و﴿أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ﴾[النحل 59] و﴿وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ﴾[طــه 55]، مضيفا رمز (+) قبل كل واحدة من مَثاني المعاني خارج مادة الكلمة، ثم تتبّعْتُ كلمة "القبور" حسب المعنى والسياق مُبْرِزًا الْوعْدَ بالفناء والعدم، ثم المثاني في نعيم البرزخ وفي عذابه ثم في طُولِ فترة البرزخ، وكما ابتدأتُ مادة [أ خ ر] بكلمة (الآخِر) ـ مكسورة الخاء ـ لأنها من الأسماء الحسنى ثم تتبّعتُ من الكلمة ما جُمِع مع نقِيضِها في سياق واحد كقوله تعالى ﴿أَلَـمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ﴾[المرسلات 17] وسائر ما وُصِف بها في الدنيا، ثم الْيوم الآخِر، ثم تتبعتُ كلمة الآخِرة بدءا حصَر أربعا من الْمَثاني لا تَرادُفَ بينها وبين (الآخرة) التي بعد الموت: ﴿مَا سَـمِعْنَا بِهَذَا فِـي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ﴾[ص 7] ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ﴾[الإسراء 7] ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا﴾[الإسراء 104] ﴿فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَـى﴾[النازعات 25] ثم تتبعتُ النشأة الآخرة ولقاء الآخرة ثم الدار الآخرة ثم إطلاقَ الآخرة بمعنى الحياة الأخرى، ثم تتبّعتُ كلمة "آخَرَ" ـ بفتح الخاء ـ حسب المعاني المشتركة ثم كلمة "أخَّر" بالتضعيف. وَلَـم أعتبرْ مِن الْـمُضمراتِ مَا تعارف عليه النحاةُ إذْ لَا مُضمَرَ في قوله ﴿سُبْحَانَهُ﴾ بل ألْـحَقْتُه بمادّة ﴿سُبْـحَانَ اللهِ﴾، ولا مُضْمَر فِـي قوله ﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾[ص 76] بلْ أَلْـحَقتُهُ بمادة مقالة إبليسَ. وإنَّـمَا الْمُضْمَرَاتُ في تصوري هي ما خفِيَتْ دلالتُه كما في قوله تعالى: ﴿وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ﴾[هود 17] ﴿وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْـحَقُّ﴾[الأنعام 73] ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْـحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِـي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾[مريم 39] ﴿بَلْ قُلُوبُهُمْ فِـي غَمْرَةٍ مِنْ هَـذَا وَلَـهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَـهَا عَامِلُونَ﴾[قد أفلح 63] ﴿وَفِـي هَـذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ﴾[الحج 78] وألْـحَقْتُ المضمراتِ بالمثاني التي تتبَيَّنُ بها دلالتُها ومعانيها. ولتيسير البحث على غير الحفّاظ اضطُرِرْتُ إلى اعتماد ترقيم العدد الكوفي لِانتشاره، وإلى اعتمادِ روايةِ حفص تبَعا له، وفي النَّفْسِ شيء من اعتبار علم العدد توقيفيّا بل لا يصحُّ، إذ كلٌّ منه فاصلة لا آيَةٌ. ورغبتُ عن تشدِيد الحرف المنفصِل الْـمُدْغَمِ فيه مراعاةً تخفيفَه حالةَ البدء وللتفرقة بينه وبين الْمُدغم في الحاليْن أي في كلمة واحدة. وأكرمني اللهُ برَقْمِ هذه الموسوعة بيدَيَّ في الحاسوب حرفا حرفا كلمة كلمةً. وأدعو المؤسسات البحثية والاستشرافية والاستشراقية مسلمين ومن سائر الأديان والملل والنِّحَل والثقافات ـ على السواء ـ إلى الاستفادة من هذه الموسوعة، وأقترح على الباحثين النقَدة التفكير للِاستيعاب قبل التصدُّرِ بتعديل ما لم يستوعبوه ولم يتبيّنوهُ، ولو تمكنتُ من الأسباب لأنشأتُ مركزا استشرافيا. الأربعاء آخر أيام رمضان 1445 هـ بقلم/ الحسن ولد ماديك باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة ولسان العرب
    0 التعليقات 0 نشر
  • قبيل رمضان أتزكى بالتوقفت عن الكتابة في الفيس وتويتر وغيرهما حتى صباح 14 ذي الحجة 1445، إن ربي لسميع الدعاء ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء وهو يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وهو أرحم بالمستضعفين المشردين في الأرض بغيا وعدوا وعتوا.
    الحسن ولد ماديك
    قبيل رمضان أتزكى بالتوقفت عن الكتابة في الفيس وتويتر وغيرهما حتى صباح 14 ذي الحجة 1445، إن ربي لسميع الدعاء ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء وهو يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وهو أرحم بالمستضعفين المشردين في الأرض بغيا وعدوا وعتوا. الحسن ولد ماديك
    0 التعليقات 0 نشر
  • مَن: يتأصّل في لسانِ العرب أنّ دلالةَ اسم الموصول (مَنْ) يُفَسِّرُها ما يعودُ إليْهِ مِن بيانٍ:
    ـ فَـمِنها ما يَرِد لصيغة الْـجَمع الْـمُذكّر نحو ﴿وَمَنْ عَمِلَ صَالِـحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَـمْهَدُونَ﴾[الروم 44] فدلالتُها على الجمع ظاهرة بقرينَةِ صيغتَـيْ الجمع في ﴿فَلِأَنْفُسِهِمْ﴾ وفي ﴿يَـمْهَدُونَ﴾، ونحو ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْـخَاسِرُونَ﴾[البقرة 121] بقرينة صيَغِ الجمع في ﴿فَأُولَئِكَ﴾ ﴿هُمْ﴾ ﴿الْـخَاسِرُونَ﴾، ونحو ﴿وَمَنْ تَوَلَّـى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾[النساء 80] بقرينة صيَغَةِ الجمع في ﴿عَلَيْهِمْ﴾، ونحو ﴿قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ﴾[الشعراء 25] بقرينة صيَغَةِ الجمع في ﴿تَسْتَمِعُونَ﴾.
    ـ ومنها ما يرِدُ لِصيغَة الْـمُفْرَدِ نحو ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾[آخر الرعد] فدلالتُها على الإفراد ظاهرة بقرينة ﴿عِنْدَهُ﴾، ونحو ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَـمْشِي بِهِ فِـي النَّاسِ﴾[الأنعام 122] فدلالتُها على الإفراد ظاهرة بثلاث قرائن: هي ﴿فَأحْيَيْنَاهُ﴾ ﴿لَهُ﴾ ﴿يَـمْشِي﴾، ونحو ﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ﴾[القصص 61] فدلالتُها على الإفراد ظاهرة بثلاث قرائن: ﴿وَعَدْنَاهُ﴾ ﴿فَهُوَ﴾ ﴿لَاقِيهِ﴾، ونحو ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِـمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُـحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾[النساء 125] ودلالته على الإفراد ظاهرة بأربع قرائن أولاها ﴿أَسْلَمَ﴾ أي هو مُفردا وثانيها ﴿وَجْهَهُ﴾ وثالثها ﴿وَهُوَ مُـحْسِنٌ﴾ ورابعها ﴿وَاتَّبَعَ﴾.
    ونحو ﴿مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْـمُهْتَدِي﴾[الأعراف 178] فدلالتها على الإفرادِ ظاهرة بقرينتين هما ﴿فَهُوَ﴾ و ﴿الْـمُهْتَدِي﴾، على غير نسَقِ ما بعدَهَا ﴿وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْـخَاسِرُونَ﴾[الأعراف 178] ودلالتها على الجمع ظاهرة بثلاث قرائن هي ﴿فَأُولَئِكَ﴾ ﴿هُمْ﴾ ﴿الْـخَاسِرُونَ﴾.
    من موسوعتي لتجديد أصول التفسير قسم معاني المثاني مادة (مَن)
    الحسن ولد ماديك
    مَن: يتأصّل في لسانِ العرب أنّ دلالةَ اسم الموصول (مَنْ) يُفَسِّرُها ما يعودُ إليْهِ مِن بيانٍ: ـ فَـمِنها ما يَرِد لصيغة الْـجَمع الْـمُذكّر نحو ﴿وَمَنْ عَمِلَ صَالِـحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَـمْهَدُونَ﴾[الروم 44] فدلالتُها على الجمع ظاهرة بقرينَةِ صيغتَـيْ الجمع في ﴿فَلِأَنْفُسِهِمْ﴾ وفي ﴿يَـمْهَدُونَ﴾، ونحو ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْـخَاسِرُونَ﴾[البقرة 121] بقرينة صيَغِ الجمع في ﴿فَأُولَئِكَ﴾ ﴿هُمْ﴾ ﴿الْـخَاسِرُونَ﴾، ونحو ﴿وَمَنْ تَوَلَّـى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾[النساء 80] بقرينة صيَغَةِ الجمع في ﴿عَلَيْهِمْ﴾، ونحو ﴿قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ﴾[الشعراء 25] بقرينة صيَغَةِ الجمع في ﴿تَسْتَمِعُونَ﴾. ـ ومنها ما يرِدُ لِصيغَة الْـمُفْرَدِ نحو ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾[آخر الرعد] فدلالتُها على الإفراد ظاهرة بقرينة ﴿عِنْدَهُ﴾، ونحو ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَـمْشِي بِهِ فِـي النَّاسِ﴾[الأنعام 122] فدلالتُها على الإفراد ظاهرة بثلاث قرائن: هي ﴿فَأحْيَيْنَاهُ﴾ ﴿لَهُ﴾ ﴿يَـمْشِي﴾، ونحو ﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ﴾[القصص 61] فدلالتُها على الإفراد ظاهرة بثلاث قرائن: ﴿وَعَدْنَاهُ﴾ ﴿فَهُوَ﴾ ﴿لَاقِيهِ﴾، ونحو ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِـمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُـحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾[النساء 125] ودلالته على الإفراد ظاهرة بأربع قرائن أولاها ﴿أَسْلَمَ﴾ أي هو مُفردا وثانيها ﴿وَجْهَهُ﴾ وثالثها ﴿وَهُوَ مُـحْسِنٌ﴾ ورابعها ﴿وَاتَّبَعَ﴾. ونحو ﴿مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْـمُهْتَدِي﴾[الأعراف 178] فدلالتها على الإفرادِ ظاهرة بقرينتين هما ﴿فَهُوَ﴾ و ﴿الْـمُهْتَدِي﴾، على غير نسَقِ ما بعدَهَا ﴿وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْـخَاسِرُونَ﴾[الأعراف 178] ودلالتها على الجمع ظاهرة بثلاث قرائن هي ﴿فَأُولَئِكَ﴾ ﴿هُمْ﴾ ﴿الْـخَاسِرُونَ﴾. من موسوعتي لتجديد أصول التفسير قسم معاني المثاني مادة (مَن) الحسن ولد ماديك
    0 التعليقات 0 نشر
  • نصيحة رقم 3
    كيف تكون بطلا ومحبوبا يا غزواني:
    أخبر حلفاءك الأوروبيين أنّ الشناقطة عليك غاضبون ومنك متعجبون وأنهم مصدومون من إعلانك صفقة توطين شذاذ الآفاق في بلاد الشناقطة وتحت حماية قوات أوروبية تسجلهم وتؤمنهم ولسان حالك الفصيح يقول: وليذهب الشناقطة إلى الجحيم.
    أخبرهم عن ضرورة تجميد الملف وكُفّ عن مغازلتهم بالحديث عن موضوع لن يتم قبل انقراض جميع الشناقطة ومنهم أسرتك وأهل بيتك.
    أخبرهم أن من الشناقطة مَن سيلوذون ويستعيذون من صفقة بيع حوزتهم الترابية بالتحالف مع الروس ومع شياطين الإنس (فاغنر) المجاورين في جمهورية مالي ومع أئمة الفتنة المأجورين (داعش).
    أعلن براءتك من مهزلة تأليهِ رئيسٍ (لا يُسألُ عما يفْعَلُ) بإلقاء خطاب عام إلى الشعب تعلن فيه تمسكك بدستور يفصل بين السلطات، وأن السلطتين التشريعية والقضائية أضحتا حُرَّتَينِ غيرَ مقيدتين بمزاج الحاكم ودائرة المهرجين حوله.
    سارع إلى حَلِّ برلمانٍ لا يُـمثِّل غير الوجهاء ودعاة العنصرية والشرائحية وأصدر مرسوما يمنع الشرائحيين والعنصريين وأصحاب الإرث الإنساني والإرث الإجرامي من الترشح.
    21 فبراير 2024
    الحسن ولد ماديك
    باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة ولسان العرب
    نصيحة رقم 3 كيف تكون بطلا ومحبوبا يا غزواني: أخبر حلفاءك الأوروبيين أنّ الشناقطة عليك غاضبون ومنك متعجبون وأنهم مصدومون من إعلانك صفقة توطين شذاذ الآفاق في بلاد الشناقطة وتحت حماية قوات أوروبية تسجلهم وتؤمنهم ولسان حالك الفصيح يقول: وليذهب الشناقطة إلى الجحيم. أخبرهم عن ضرورة تجميد الملف وكُفّ عن مغازلتهم بالحديث عن موضوع لن يتم قبل انقراض جميع الشناقطة ومنهم أسرتك وأهل بيتك. أخبرهم أن من الشناقطة مَن سيلوذون ويستعيذون من صفقة بيع حوزتهم الترابية بالتحالف مع الروس ومع شياطين الإنس (فاغنر) المجاورين في جمهورية مالي ومع أئمة الفتنة المأجورين (داعش). أعلن براءتك من مهزلة تأليهِ رئيسٍ (لا يُسألُ عما يفْعَلُ) بإلقاء خطاب عام إلى الشعب تعلن فيه تمسكك بدستور يفصل بين السلطات، وأن السلطتين التشريعية والقضائية أضحتا حُرَّتَينِ غيرَ مقيدتين بمزاج الحاكم ودائرة المهرجين حوله. سارع إلى حَلِّ برلمانٍ لا يُـمثِّل غير الوجهاء ودعاة العنصرية والشرائحية وأصدر مرسوما يمنع الشرائحيين والعنصريين وأصحاب الإرث الإنساني والإرث الإجرامي من الترشح. 21 فبراير 2024 الحسن ولد ماديك باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة ولسان العرب
    1
    0 التعليقات 0 نشر
  • المِثْل ـ بكسر الميم وإسكان المثلثة ـ في تفصيل الكتاب المنزّل ليس هو عين الشيء وإنما على شاكلته ونحوه ووصفه بل قد يتأخر الْمِثْل عن مُـماثله تأخرا معلوما في الزمن ويختلف عنه في المكان.
    ولا يخفى في حرف الممتحنة تكليف الجماعة المسلمة أن يُؤتُوا مَن رغبت عنه منهم زوجتُه إلى الكفار من المال مِثْلَ ما أنفق عليها يعني مهرَها ولا يعني تكليفَهم أن يجمعوا له المهر السابق ذاتَه مما أُكِل وتَلَف وفُرِّق بين الناس.


    وقد مسّ الذين آمنوا في غزوة أحُد قَرْحٌ مِثْلُ الذي مسّ المشركين في غزوة بدر، وليس هو نفسَ القَرْح.
    وكانت الرسُل مِن الناسِ بَشَرا مِثْلَ الْمُرسَل إليهم ﴿مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِـمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِـمَّا تَشْرَبُونَ﴾[قد أفلح 33]، ويعني قوله ﴿وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُـجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا﴾[الأنعام 160] أنّ جزاءَه في يوم الدِّينِ بالحِرْمان مِن المغفرة والرحمة مِثْلُ عِصيانِه في الدنيا غيرَ مُشْفِقٍ من الْـحِساب والعِقاب.
    ولقد تضمّن تفصيل الكتاب المنزّل في هذا السياق ثلاث كلِّيَّاتٍ من أصول الاعتقاد وأعرضت عنها المكتبة الإسلامية العريضة:


    إحداها: أنّ الإغراق الذي أزهق اللهُ به قوم نوح وءال فرعون وكذا الريح العقيم والصاعقة والصيحة وعذاب يوم الظلة والحاصب والخسف الذي عذّب اللهُ به عادا وثمود وقوم لوط ومدين وأصحاب الأيكة سيأتي مِثْلُهُ على المكذّبين في آخر الأمة لنفاذ الوعد كما في سورة القتال أن للكافرين في هذه الأمة أمثال ما دّمّر الله به الأولين.


    وثانيها: أن المكذِّبين تنزُّلَ القرآنِ من عِند اللهِ لن يأتُوا بـمِثْلِ القرآن أي لنْ يتنزَّلَ عليهم من الله كتاب أو سورة تُصدِّقُ زَعمَهم وكذلك دلالة المثاني في سور الطور والإسراء وهود ويونس والبقرة أنهم لن يأتوا بمِثل القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.


    إن العجز الذي سيصيب الإنس والجن عن الإتيان بمثل القرآن ولو ظاهر بعضهم بعضا وأعانه لا يعني عجزهم عن الإتيان بمثل أسلوبه ونظمه وفصاحته وبلاغته بل هو عجزهم عن الإتيان بكتاب من عند الله يصدّق دعواهم أن القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو مفترى من دون الله.


    إنّ الْمُفتريَ على الله أنه أرسله بآياتٍ خارقةٍ للتخويف والقضاء كما أرسل بها موسى إلى فرعون والْمُفتريَ على الله أنه أنزل عليه كتابا كلاهما مفضوح في الدنيا معذّب فيها كما هي دلالة قوله ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ﴾[هود 35] ومن المثاني معه في قوله ﴿وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ﴾[غافر 40] وقوله ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُم مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾[الحاقة 44 ـ 47] أي سيفتضح ويعذّب في الدنيا بإجرام الافتراء على الله، وكذلك دلالة قول رجل مؤمن من آل فرعون على أن موسى إنْ يكُ كاذبا على الله فلن يحتاجوا إلى قتْله بل سيؤاخذه الله في الدنيا بكذِبِه.


    وثالثها: أنّ تنزُّلَ بيان الفواتح وَعْدٌ من الله لا يزال غيبا كما في المثاني:
    ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[الأحقاف 10]


    ﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا ءَامَنْتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ﴾[البقرة 137]ويعني أن الله سيُحدثُ للبشرية ذِكْرا بعد نزول القرآن كما هو صريح الوعد الحق في المثاني:
    ﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا﴾[طــه 113]﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِم مُـحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ﴾[الأنبياء 2]﴿وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ﴾[الشعراء 5]


    إن ذلكم الذكرَ الْـمُحْدَثَ من ربِّنا هو صحُفٌ مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة موصوفة في سورتَـيِ عبس والبيّنة وهو الوعد بالبيان في قوله تعالى ﴿ثُمَّ إِنّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾[القيامة 19]، ولا تسلْ عن خَرَقِ دعوى أن ركام التفاسير هو بيان القرآن الموعود من الله، بل بيان الفواتحِ المنزّلُ من عند اللهِ هو الذي يقع عليه الوصف بأنه مِثْلُ القرآن وسيؤمن به شاهد من بني إسراءيل وهو عيسى، وستتاح الفرصة للذين يزعمون اتباع التوراة والإنجيل ليؤمنوا بِـمِثْل القرآن يوم تتنزل الصحف المكرمة وعددها تسعة عشر كل صحيفة بيد أحد خزنة جهنم ليؤمنوا بِـمِثْلِ ما ءامَن به النبي الأمِّيّ صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وصحابته الكرام أي بالذكر الْمُحدَث من ربنا، وذلكم الفرق بين حرفي الأحقاف والبقرة وبين قولنا (وشهد شاهد من بني إسراءيل عليه) أي على القرآن، وقولنا (فإن آمنوا بِـما آمنتم به).
    من موسوعتي لتجديد أصول التفسير قسم معاني المثاني مادة [مِثْل]
    المِثْل ـ بكسر الميم وإسكان المثلثة ـ في تفصيل الكتاب المنزّل ليس هو عين الشيء وإنما على شاكلته ونحوه ووصفه بل قد يتأخر الْمِثْل عن مُـماثله تأخرا معلوما في الزمن ويختلف عنه في المكان. ولا يخفى في حرف الممتحنة تكليف الجماعة المسلمة أن يُؤتُوا مَن رغبت عنه منهم زوجتُه إلى الكفار من المال مِثْلَ ما أنفق عليها يعني مهرَها ولا يعني تكليفَهم أن يجمعوا له المهر السابق ذاتَه مما أُكِل وتَلَف وفُرِّق بين الناس. وقد مسّ الذين آمنوا في غزوة أحُد قَرْحٌ مِثْلُ الذي مسّ المشركين في غزوة بدر، وليس هو نفسَ القَرْح. وكانت الرسُل مِن الناسِ بَشَرا مِثْلَ الْمُرسَل إليهم ﴿مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِـمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِـمَّا تَشْرَبُونَ﴾[قد أفلح 33]، ويعني قوله ﴿وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُـجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا﴾[الأنعام 160] أنّ جزاءَه في يوم الدِّينِ بالحِرْمان مِن المغفرة والرحمة مِثْلُ عِصيانِه في الدنيا غيرَ مُشْفِقٍ من الْـحِساب والعِقاب. ولقد تضمّن تفصيل الكتاب المنزّل في هذا السياق ثلاث كلِّيَّاتٍ من أصول الاعتقاد وأعرضت عنها المكتبة الإسلامية العريضة: إحداها: أنّ الإغراق الذي أزهق اللهُ به قوم نوح وءال فرعون وكذا الريح العقيم والصاعقة والصيحة وعذاب يوم الظلة والحاصب والخسف الذي عذّب اللهُ به عادا وثمود وقوم لوط ومدين وأصحاب الأيكة سيأتي مِثْلُهُ على المكذّبين في آخر الأمة لنفاذ الوعد كما في سورة القتال أن للكافرين في هذه الأمة أمثال ما دّمّر الله به الأولين. وثانيها: أن المكذِّبين تنزُّلَ القرآنِ من عِند اللهِ لن يأتُوا بـمِثْلِ القرآن أي لنْ يتنزَّلَ عليهم من الله كتاب أو سورة تُصدِّقُ زَعمَهم وكذلك دلالة المثاني في سور الطور والإسراء وهود ويونس والبقرة أنهم لن يأتوا بمِثل القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. إن العجز الذي سيصيب الإنس والجن عن الإتيان بمثل القرآن ولو ظاهر بعضهم بعضا وأعانه لا يعني عجزهم عن الإتيان بمثل أسلوبه ونظمه وفصاحته وبلاغته بل هو عجزهم عن الإتيان بكتاب من عند الله يصدّق دعواهم أن القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو مفترى من دون الله. إنّ الْمُفتريَ على الله أنه أرسله بآياتٍ خارقةٍ للتخويف والقضاء كما أرسل بها موسى إلى فرعون والْمُفتريَ على الله أنه أنزل عليه كتابا كلاهما مفضوح في الدنيا معذّب فيها كما هي دلالة قوله ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ﴾[هود 35] ومن المثاني معه في قوله ﴿وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ﴾[غافر 40] وقوله ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُم مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾[الحاقة 44 ـ 47] أي سيفتضح ويعذّب في الدنيا بإجرام الافتراء على الله، وكذلك دلالة قول رجل مؤمن من آل فرعون على أن موسى إنْ يكُ كاذبا على الله فلن يحتاجوا إلى قتْله بل سيؤاخذه الله في الدنيا بكذِبِه. وثالثها: أنّ تنزُّلَ بيان الفواتح وَعْدٌ من الله لا يزال غيبا كما في المثاني: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[الأحقاف 10] ﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا ءَامَنْتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ﴾[البقرة 137]ويعني أن الله سيُحدثُ للبشرية ذِكْرا بعد نزول القرآن كما هو صريح الوعد الحق في المثاني: ﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا﴾[طــه 113]﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِم مُـحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ﴾[الأنبياء 2]﴿وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ﴾[الشعراء 5] إن ذلكم الذكرَ الْـمُحْدَثَ من ربِّنا هو صحُفٌ مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة موصوفة في سورتَـيِ عبس والبيّنة وهو الوعد بالبيان في قوله تعالى ﴿ثُمَّ إِنّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾[القيامة 19]، ولا تسلْ عن خَرَقِ دعوى أن ركام التفاسير هو بيان القرآن الموعود من الله، بل بيان الفواتحِ المنزّلُ من عند اللهِ هو الذي يقع عليه الوصف بأنه مِثْلُ القرآن وسيؤمن به شاهد من بني إسراءيل وهو عيسى، وستتاح الفرصة للذين يزعمون اتباع التوراة والإنجيل ليؤمنوا بِـمِثْل القرآن يوم تتنزل الصحف المكرمة وعددها تسعة عشر كل صحيفة بيد أحد خزنة جهنم ليؤمنوا بِـمِثْلِ ما ءامَن به النبي الأمِّيّ صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وصحابته الكرام أي بالذكر الْمُحدَث من ربنا، وذلكم الفرق بين حرفي الأحقاف والبقرة وبين قولنا (وشهد شاهد من بني إسراءيل عليه) أي على القرآن، وقولنا (فإن آمنوا بِـما آمنتم به). من موسوعتي لتجديد أصول التفسير قسم معاني المثاني مادة [مِثْل]
    1
    0 التعليقات 0 نشر
  • الأمثال في الكتاب المنزل
    الـمَثَل ـ بفتح الميم والمثلثة ـ هو الاستدلال على موصوف غائب بمحسوس مشهود، ومنه الاستدلال على انقضاء زهرة الحياة الدنيا وزينتها ولذاتها بالمشهود المحسوس من ذُبول نبات الأرض وتحوله إلى الاصفرار والحطام بعد الاخضرار والحياة.
    وضربَ اللهُ للناس في هذا القرآن مِن كلّ مَثَل كما في الروم والزمر، وصرّف للناس في هذا القرآن من كلّ مثَل كما في الإسراء، وصَرّفَ في هذا القرآن للناسِ من كلّ مثَل كما في الكهف، إذ حوى القرآنُ مَثَلا لكل حالة ومرحلة سيتعرض لها المسلم فأكثر منذ نزول القرآن إلى قيام الساعة، وبيّنتُه في تأصيلي فقه المرحلة.
    وتضمّن القرآنُ مَثَلَ الذي آمن واتّقى ومَثَلَ الذي كفر وعصى، ومَثَل القلّةِ المؤمنة الخائفة المشرّدة المخاطبة بالخطاب الفردي ومثَل الجماعة المسلمة الممكنّة المخاطبة بجميع الخطاب الجماعي، ومَثَل الْمُصلِحِ ومَثَل الْمُفْسِدِ، ومثلَ الذي ادّكَرَ ونجا والذي أعرض وهلك ببأس الله في أيام الله وحقّ عليهم القول فدمرهم ربهم تدميرا.
    وتضمّن القرآنُ مثَلَ كلٍّ من الفريقيْنِ كما في قولهِ ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ الذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الذِينَ ءَامَنُوا اتَّبَعُوا الْـحَقَّ مِن رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَـهُمْ﴾[القتال 3] ومِن المثاني معه قولُه ﴿مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾[هود 24] فلْيَتَّبِعْ مَنْ شَاءَ ما شاءَ من الْـمَثَلَيْنِ، للخير والشرِّ، وللإيمانِ والكفْرِ، وكما في قوله تعالى ﴿الذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾[الزمر 18] أي سيرةَ الْـمُصلحين وسيرَة الْمُفْسدين فلْيتّبِعِ المؤمن أحْسَنَ القَوْلَيْن.
    ولا يتأتَّى ميدانيًا إثباتُ مقالة "صلاحيّة الإسلام لكل زمان ومكان" إلا بشرطيْن اثنين:
    أحدهما: تَـمثُّلُ المثَل الأحسَن الذِي ضَرَبه اللهُ للناس في القرآن.
    والآخَر منهما: تكليفُ كلٍّ من الفرد والْمُجتمع بالخطاب حسَب العلم والقوة والأسباب.
    إن الأمثال في القرآن ليست هزَلا ولا تسلية كما هو لازمُ تعامُل المفسّرين معها لإعراضهم عن دلالتها ومدلولها رغم قوله ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِـمُونَ﴾[العنكبوت 43] بل الأمثال في القرآن أكبر وأخطر وأدهى وأمرّ إذ هي حرف من الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن، ذلكم أن اللهَ ضَرَبَ مَثَلًا لكل جزئية من الغيب الذي كلّفنا الإيمان به، وستُصبح شهادةً يراها الناس رأي العين قبل انقضاء الدنيا وسيعرفُها بالقرآن الذين يهتدون به إليها، وسينكرها جُحُودا وكُفرا مَن كانت لهم أعين لا يبصرون بها الهُدَى في القرآن وآذان لا يسمعون بها وقلوب لا يفقهون بها.
    وضرب اللهُ مثَلًا للكلمةِ الطيِّبَة بشجرة طيبَةٍ أصلها ثابِتٌ وفرعها في السماء تؤتِـي أُكُلَها كلَّ حِينٍ بِإذْنِ ربِّهَا أي هو نفاذ الوعد بالعاقبة للمُتّقين، وضربَ مَثَلا للكلمة الخبيثة بشجَرَةٍ خبيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فوْقِ الأرض ما لها مِن قرار أي هو الوعد بإزهاق الباطل.
    وضرب اللهُ مثَلا للحقِّ بالماء يُنْزِلُهُ اللهُ مِن السماءِ فتسيلُ به أوْدِيَةٌ بَقَدَرِ اتِّساعِها وطولِها، وضرب مثَلا للباطلِ بزَبَدٍ رابٍ فيحتملُه السَّيْلُ أي يذْهَبُ الباطلُ كالزّبَدِ جُفاءً ويمكثُ الحقُّ الذي يَنْفَعُ الناسَ في الأرض.
    ووعَدَ اللهُ أن يضربَ للناسِ الأمثالَ لعلهم يتفكّرون ويتذَكّرون.
    وإنّ مِن الذِّكر من الأولين قولَه ﴿وَعَادًا وَثَـمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا﴾[الفرقان 39] ويعني أنّ اللهَ قَدْ ضرَبَ للقرون الأولَـى مَثَلًا بإرسالِهِ الرُّسُلَ بالآياتِ إليهم وأنّ المكذِّبينَ لم يعْقِلُوا فكذّبوا فَتَبَّرَهم اللهُ تتبيرًا.
    ومِن المثاني معه في خطاب أُمّةِ القرآن قوله:
    ﴿وَاضْرِب لَـهُم مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْـمُرْسَلُونَ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ﴾[يس 13]
    ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُم اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْـجُوعِ وَالْخَوْفِ بِـمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾[النحل 112]
    ﴿وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَـى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَــمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِنْ قَبْلُ مَا لَكُم مِنْ زَوَلٍ وَسَكَنْتُمْ فِـي مَسَاكِنِ الذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ﴾[إبراهيم 45]
    فيا حسرتا على القراء والمفسرين والمحدّثين اعتبروا ضرب الأمثال في القرآن للتسليَة ومنها هذه الأمثال في سورة يس والنحل وإبراهيم.
    ومَنْ زَعَمَ أنّ اللهَ لَنْ يَضْرِبَ للبَشَرِيّةِ مَثَلًا بعد نزول القرآن فهو أحمقُ أخرقُ غافِلٌ أُمِّيٌّ ـ أيْ لم يتدبَّرِ الكتابَ المنزّلَ ـ ولو حملَ درجة الأستاذيّة في العقيدة والتشريع الإسلامي والأديان لأنّه لم يعقِلْ قولَه ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَـحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَـمَا فَوْقَهَا﴾[البقرة 26] ولا قوله ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِـمُونَ﴾[العنكبوت 43].
    وضُرِبَ في سُورة الزخرف بابْنِ مَرْيَمَ مثَلًا وسينزِلُ حَكَمًا عدْلًا فيقتُلُ السامِريَّ الأعور الدّجّالَ وهما مُنْظَرانِ من بني إسراءيل.
    وضربَ اللهَ مثَلًا في سورة التحريم بمريمَ ابنتِ عمران التي أحصنَتْ فرجَها وسيراها الناسُ لِأن اللهَ قدْ جَعلها وابْنَها ءايَةً للعالمين كما في سورة الفلاح، وإنما كانت هي وابنُها في بني إسراءيل خاصّةً وهم أخصّ من العالمين.
    وضرَبَ اللهُ مَثَلًا للذين كفروا امرأةَ نوح وامْرَأةَ لوطٍ كانتا تحت عبدَيْنِ صالحيْنِ فخانتاهما وسيتكرّرُ نموذجُهما.
    وضرب الله مثَلا للذِين ءامَنوا امْرَأةَ فِرْعَوْنَ وسيتكرّرُ نموذَجُها في آخِر الأمّةِ.
    وضربَ اللهُ مثَلًا لِنورِهِ كما في سورة النور والزمر والأنعام.
    وضرب اللهُ مثَلا بصُحُفٍ مكرَّمَة مرفوعة مطهّرةٍ وعِدَّتُها تسْعَةَ عشَرَ بأيدِي خَزَنَةِ جَهَنَّم التسْعَةَ عشَرَ ويومَ يُصْبِحُ الوَعْدُ شهادةً سيستيْقِنُ الذين أُوتوا الكتاب ولا يرتابون ويزدادُ الذِينَ ءامَنوا إيمانا، أما الكافرون والذين في قلوبهم مرض فسيقولون: ﴿مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا﴾[المدثر 31][البقرة 26].
    وتضمّن القرآن والكتاب المنزّل أمثالا عديدة ضربها اللهُ، ولن يعقلها المدمنون على استنساخ المتون.
    من موسوعتي لتجديد أصول التفسير قسم معاني المثاني مادة "مَثَل"
    الحسن ولد ماديك
    الأمثال في الكتاب المنزل الـمَثَل ـ بفتح الميم والمثلثة ـ هو الاستدلال على موصوف غائب بمحسوس مشهود، ومنه الاستدلال على انقضاء زهرة الحياة الدنيا وزينتها ولذاتها بالمشهود المحسوس من ذُبول نبات الأرض وتحوله إلى الاصفرار والحطام بعد الاخضرار والحياة. وضربَ اللهُ للناس في هذا القرآن مِن كلّ مَثَل كما في الروم والزمر، وصرّف للناس في هذا القرآن من كلّ مثَل كما في الإسراء، وصَرّفَ في هذا القرآن للناسِ من كلّ مثَل كما في الكهف، إذ حوى القرآنُ مَثَلا لكل حالة ومرحلة سيتعرض لها المسلم فأكثر منذ نزول القرآن إلى قيام الساعة، وبيّنتُه في تأصيلي فقه المرحلة. وتضمّن القرآنُ مَثَلَ الذي آمن واتّقى ومَثَلَ الذي كفر وعصى، ومَثَل القلّةِ المؤمنة الخائفة المشرّدة المخاطبة بالخطاب الفردي ومثَل الجماعة المسلمة الممكنّة المخاطبة بجميع الخطاب الجماعي، ومَثَل الْمُصلِحِ ومَثَل الْمُفْسِدِ، ومثلَ الذي ادّكَرَ ونجا والذي أعرض وهلك ببأس الله في أيام الله وحقّ عليهم القول فدمرهم ربهم تدميرا. وتضمّن القرآنُ مثَلَ كلٍّ من الفريقيْنِ كما في قولهِ ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ الذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الذِينَ ءَامَنُوا اتَّبَعُوا الْـحَقَّ مِن رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَـهُمْ﴾[القتال 3] ومِن المثاني معه قولُه ﴿مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾[هود 24] فلْيَتَّبِعْ مَنْ شَاءَ ما شاءَ من الْـمَثَلَيْنِ، للخير والشرِّ، وللإيمانِ والكفْرِ، وكما في قوله تعالى ﴿الذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾[الزمر 18] أي سيرةَ الْـمُصلحين وسيرَة الْمُفْسدين فلْيتّبِعِ المؤمن أحْسَنَ القَوْلَيْن. ولا يتأتَّى ميدانيًا إثباتُ مقالة "صلاحيّة الإسلام لكل زمان ومكان" إلا بشرطيْن اثنين: أحدهما: تَـمثُّلُ المثَل الأحسَن الذِي ضَرَبه اللهُ للناس في القرآن. والآخَر منهما: تكليفُ كلٍّ من الفرد والْمُجتمع بالخطاب حسَب العلم والقوة والأسباب. إن الأمثال في القرآن ليست هزَلا ولا تسلية كما هو لازمُ تعامُل المفسّرين معها لإعراضهم عن دلالتها ومدلولها رغم قوله ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِـمُونَ﴾[العنكبوت 43] بل الأمثال في القرآن أكبر وأخطر وأدهى وأمرّ إذ هي حرف من الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن، ذلكم أن اللهَ ضَرَبَ مَثَلًا لكل جزئية من الغيب الذي كلّفنا الإيمان به، وستُصبح شهادةً يراها الناس رأي العين قبل انقضاء الدنيا وسيعرفُها بالقرآن الذين يهتدون به إليها، وسينكرها جُحُودا وكُفرا مَن كانت لهم أعين لا يبصرون بها الهُدَى في القرآن وآذان لا يسمعون بها وقلوب لا يفقهون بها. وضرب اللهُ مثَلًا للكلمةِ الطيِّبَة بشجرة طيبَةٍ أصلها ثابِتٌ وفرعها في السماء تؤتِـي أُكُلَها كلَّ حِينٍ بِإذْنِ ربِّهَا أي هو نفاذ الوعد بالعاقبة للمُتّقين، وضربَ مَثَلا للكلمة الخبيثة بشجَرَةٍ خبيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فوْقِ الأرض ما لها مِن قرار أي هو الوعد بإزهاق الباطل. وضرب اللهُ مثَلا للحقِّ بالماء يُنْزِلُهُ اللهُ مِن السماءِ فتسيلُ به أوْدِيَةٌ بَقَدَرِ اتِّساعِها وطولِها، وضرب مثَلا للباطلِ بزَبَدٍ رابٍ فيحتملُه السَّيْلُ أي يذْهَبُ الباطلُ كالزّبَدِ جُفاءً ويمكثُ الحقُّ الذي يَنْفَعُ الناسَ في الأرض. ووعَدَ اللهُ أن يضربَ للناسِ الأمثالَ لعلهم يتفكّرون ويتذَكّرون. وإنّ مِن الذِّكر من الأولين قولَه ﴿وَعَادًا وَثَـمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا﴾[الفرقان 39] ويعني أنّ اللهَ قَدْ ضرَبَ للقرون الأولَـى مَثَلًا بإرسالِهِ الرُّسُلَ بالآياتِ إليهم وأنّ المكذِّبينَ لم يعْقِلُوا فكذّبوا فَتَبَّرَهم اللهُ تتبيرًا. ومِن المثاني معه في خطاب أُمّةِ القرآن قوله: ﴿وَاضْرِب لَـهُم مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْـمُرْسَلُونَ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ﴾[يس 13] ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُم اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْـجُوعِ وَالْخَوْفِ بِـمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾[النحل 112] ﴿وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَـى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَــمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِنْ قَبْلُ مَا لَكُم مِنْ زَوَلٍ وَسَكَنْتُمْ فِـي مَسَاكِنِ الذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ﴾[إبراهيم 45] فيا حسرتا على القراء والمفسرين والمحدّثين اعتبروا ضرب الأمثال في القرآن للتسليَة ومنها هذه الأمثال في سورة يس والنحل وإبراهيم. ومَنْ زَعَمَ أنّ اللهَ لَنْ يَضْرِبَ للبَشَرِيّةِ مَثَلًا بعد نزول القرآن فهو أحمقُ أخرقُ غافِلٌ أُمِّيٌّ ـ أيْ لم يتدبَّرِ الكتابَ المنزّلَ ـ ولو حملَ درجة الأستاذيّة في العقيدة والتشريع الإسلامي والأديان لأنّه لم يعقِلْ قولَه ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَـحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَـمَا فَوْقَهَا﴾[البقرة 26] ولا قوله ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِـمُونَ﴾[العنكبوت 43]. وضُرِبَ في سُورة الزخرف بابْنِ مَرْيَمَ مثَلًا وسينزِلُ حَكَمًا عدْلًا فيقتُلُ السامِريَّ الأعور الدّجّالَ وهما مُنْظَرانِ من بني إسراءيل. وضربَ اللهَ مثَلًا في سورة التحريم بمريمَ ابنتِ عمران التي أحصنَتْ فرجَها وسيراها الناسُ لِأن اللهَ قدْ جَعلها وابْنَها ءايَةً للعالمين كما في سورة الفلاح، وإنما كانت هي وابنُها في بني إسراءيل خاصّةً وهم أخصّ من العالمين. وضرَبَ اللهُ مَثَلًا للذين كفروا امرأةَ نوح وامْرَأةَ لوطٍ كانتا تحت عبدَيْنِ صالحيْنِ فخانتاهما وسيتكرّرُ نموذجُهما. وضرب الله مثَلا للذِين ءامَنوا امْرَأةَ فِرْعَوْنَ وسيتكرّرُ نموذَجُها في آخِر الأمّةِ. وضربَ اللهُ مثَلًا لِنورِهِ كما في سورة النور والزمر والأنعام. وضرب اللهُ مثَلا بصُحُفٍ مكرَّمَة مرفوعة مطهّرةٍ وعِدَّتُها تسْعَةَ عشَرَ بأيدِي خَزَنَةِ جَهَنَّم التسْعَةَ عشَرَ ويومَ يُصْبِحُ الوَعْدُ شهادةً سيستيْقِنُ الذين أُوتوا الكتاب ولا يرتابون ويزدادُ الذِينَ ءامَنوا إيمانا، أما الكافرون والذين في قلوبهم مرض فسيقولون: ﴿مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا﴾[المدثر 31][البقرة 26]. وتضمّن القرآن والكتاب المنزّل أمثالا عديدة ضربها اللهُ، ولن يعقلها المدمنون على استنساخ المتون. من موسوعتي لتجديد أصول التفسير قسم معاني المثاني مادة "مَثَل" الحسن ولد ماديك
    2
    0 التعليقات 0 نشر
  • أنصح الرئيس ولد الشيخ الغزواني بعدم الترشح لمأمورية ثانية تُؤمِّن له الابتلاءَ بها لعبةُ انتخاباتٍ غيرِ نزيهة.
    بعد خمس سنوات نحِساتٍ على الشناقطة إذ هاجر منهم عشراتُ ءَالَاف الشباب والنخب طلبا للمال أو للحرية.
    وانطوى الأمل عن تساوي الفرص في وظائفَ وصفقاتٍ جعلها أباطرة الفساد دُولةً بينهم.
    وتعطلت التنمية باستثمار الموارد والهبات والديون في متاع عِصابة آثمة لا تشبع ولا تقنع.
    واتفق برنامج رئيس الجمهورية السابق والْمُنتظر على تأجير الحوزة الترابية لتوطين شعوب إفريقية تهاجر إليها من أوروبا ومن الجنوب لتضمن شعبا لا يتظاهر ولا يُحاسب على التقصير والتسيير.
    أنصح المصلحين بالتراجع عن التفكير في إصلاح لن يتأتّى بتناوب ديمقراطي ولا بانقلاب عسكري لأن الرئيس غزواني بكل تأكيد هو آخر رئيس لهذا الكيان الذي تتنافس عليه اليوم الناتو وروسيا والعميلة المأجورة "داعش وأخواتها".
    أوجِّهُ المستضعفين إلى الْمَخرجَ الوحيد من هذا الانسداد، ألا وهو الاستفتاح لنفاذ وعد الله:
    "فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِـيَ بِالفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِـي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ"
    كتبه/ الحسن ولد ماديك
    29 رجب 1445 هـ
    أنصح الرئيس ولد الشيخ الغزواني بعدم الترشح لمأمورية ثانية تُؤمِّن له الابتلاءَ بها لعبةُ انتخاباتٍ غيرِ نزيهة. بعد خمس سنوات نحِساتٍ على الشناقطة إذ هاجر منهم عشراتُ ءَالَاف الشباب والنخب طلبا للمال أو للحرية. وانطوى الأمل عن تساوي الفرص في وظائفَ وصفقاتٍ جعلها أباطرة الفساد دُولةً بينهم. وتعطلت التنمية باستثمار الموارد والهبات والديون في متاع عِصابة آثمة لا تشبع ولا تقنع. واتفق برنامج رئيس الجمهورية السابق والْمُنتظر على تأجير الحوزة الترابية لتوطين شعوب إفريقية تهاجر إليها من أوروبا ومن الجنوب لتضمن شعبا لا يتظاهر ولا يُحاسب على التقصير والتسيير. أنصح المصلحين بالتراجع عن التفكير في إصلاح لن يتأتّى بتناوب ديمقراطي ولا بانقلاب عسكري لأن الرئيس غزواني بكل تأكيد هو آخر رئيس لهذا الكيان الذي تتنافس عليه اليوم الناتو وروسيا والعميلة المأجورة "داعش وأخواتها". أوجِّهُ المستضعفين إلى الْمَخرجَ الوحيد من هذا الانسداد، ألا وهو الاستفتاح لنفاذ وعد الله: "فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِـيَ بِالفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِـي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ" كتبه/ الحسن ولد ماديك 29 رجب 1445 هـ
    0 التعليقات 0 نشر
  • قرأ في تفصيل الكتاب المنزّل تعني قراءةً جديدةً يطّلِعُ بِها القارئُ على ما غُيِّبَ عنْهُ قبل الخطابِ بالقراءة، أما التلاوة فهي قراءةُ ما كانَ مُتاحًا تلاوَتُهُ للعامّةِ، فذلكم الفرق بين القراءة وبين التلاوة.
    ولا يخفَى أنّ كُلًا مِن صاحب اليمين وصاحب الشِّـمالِ في يوم الحِسابِ يَقْرَأُ كِتَابًا لم يكُنْ مُتاحًا مِن قبلُ ولا مُطّلِعًا على ما فيه، ولو كان القرآنُ تنزَّلَ على بعضِ الأعْجَمين لقرأَهُ قراءة جديدَةً لا درايةَ له بها قبل قراءتِه، وحَرِصَ مُشْرِكُوا قُريْشٍ على تعجيز الرّسُولِ بالقرآن وبالنُّبُوّةِ محمد صلى الله عليه وعلى آلِه وسلّم فسألُوه آيَةَ أنْ يَرْقَى فِـي السماء ويأتِيَهُم بِكتابٍ يقْرأُونَهُ، ولا تَـخْفَى جِدَّةُ الْمقروء عليهم يومئذٍ.
    ولا يزال المفسّرون والقراء والمحدّثون أُمِّيِّينَ لا يعلمون دلالة قولِه تعالى ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِـي شَكٍّ مِـمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ﴾[يونس 94] ومِن المثاني معه قولُه تعالى ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِن رُسُلِنَا﴾[الزخرف 45] ومما يعني حرف يونس أنّ الذين يقرأون الكتابَ المنزَّلَ مِن قبلِ محمد صلّى اللهُ عليه وعلى ءاله وسلّم هم الرُّسُلُ إذْ ءَاتَى اللهُ كلًّا منهم الكتابَ أي أَنْزَلَه عليهِ فقرأه قراءةً جديدةً عليه وعلى مُعاصِريهِ، ومَنْ توهَّمَ أنّ نبيَّنا محمدا صلّى اللهُ عليه وسلّم لن يتمثَّلَ الخِطابَ في حرف الزخرف بسُؤالِ الرُّسُلِ قبلَهُ فإنّه لم يعْلَمْ بعدُ أنّ القرآنَ قَوْلٌ فَصْلٌ وَما هُو بالْـهَزْلِ.
    إنّ خطابَ النبيِّ الأمِّيِّ صلّى الله عليه وعلى ءالِهِ وسلّم أنْ يَقْرَأ باسم ربِّهِ الذِي خلقَ، وأنْ يَقْرَأ كَما أَقْرَأَهُ الْـمَلَكُ جِبْريلُ، وأن لا يتكلّفَ التكرار لأنّ اللهَ سيُقْرِئُهُ فلا ينْسَى إلا ما شاء اللهُ لدليلٌ على أنّ قراءتَهُ القرآن كانتْ بِكْرًا وأنّ القرآن لـمْ يكن مُتاحًا للقراءة قبلَ تنزُّلِه عليه.
    وتنزَّلَ الخطابُ بالاستعاذة مِن الشيطان الرجيم قبل قراءة القرآن ويقتضي الوُجُوبَ يقينا إذ لم يُسْبَقْ بِنَهْيٍ كما هو خطاب الإباحَة كالخطاب بالصيدِ بعد الحِلِّ مِن شعائر الحج والعمرة ولا يقتضي غيرَ الإباحَةِ لورودِه بعد نهْيِ الْمُحْرِمِ عن الصيْدِ.
    وكانتْ قراءةُ النبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّم تدبُّرًا مَـحْضًا لِحِفْظِهِ ـ وهو يقرأ القرآنَ ـ بِـحِجَابٍ مَسْتُورٍ يحجزُ عنه لَغْوَ اللّاغِينَ.
    ولا يزالُ القرآنُ العظيمُ يَعْظُمُ أَمامَ القارئين والباحِثينَ والمتدبِّرِينَ فكلّمَا علِمُوا مِنْهُ عِلْمًا أَوْ غَيْبًا تراءَى لَـهُم أَعظَمَ مِنْ مَبْلَغِ عِلْمِهم، وهو مُقتضَى قولِهِ تعالى ﴿عَلِمَ أَن لَنْ تُـحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾[المزمل 20] في وَصْفِ قُصُورِ الأمّةِ كلِّهَا أوّلِها وآخِرِها عن درايةِ جميع معانيه ودلالاتِهِ حتّـى يشهدَ ﴿مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾[آخر الرعد] أَنّ مُـحمدا صلّى الله عليه وسلّم مُرْسَلٌ مِن ربِّهِ بالقرآن، ويومئِذٍ سيسمَعُ الناسُ كلُّهم أجمعونَ سامِرًا بالقرآن، أما الْـمُتْرَفُونَ فيأخُذُهم العذابُ في الدنيا فيجْأَرونَ كما في سورة الفلاح، وعلى المؤمنين يومئِذٍ تمثُّلُ الخطاب كما في المثاني:
    ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾[الأعراف 204]
    ﴿وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرآنُ لَا يَسْجُدُونَ﴾[الانشقاق 21]
    من موسوعتي لتجديد أصول التفسير قسم معاني المثاني مادة "قرأ" باختصار
    الحسن ولد ماديك
    قرأ في تفصيل الكتاب المنزّل تعني قراءةً جديدةً يطّلِعُ بِها القارئُ على ما غُيِّبَ عنْهُ قبل الخطابِ بالقراءة، أما التلاوة فهي قراءةُ ما كانَ مُتاحًا تلاوَتُهُ للعامّةِ، فذلكم الفرق بين القراءة وبين التلاوة. ولا يخفَى أنّ كُلًا مِن صاحب اليمين وصاحب الشِّـمالِ في يوم الحِسابِ يَقْرَأُ كِتَابًا لم يكُنْ مُتاحًا مِن قبلُ ولا مُطّلِعًا على ما فيه، ولو كان القرآنُ تنزَّلَ على بعضِ الأعْجَمين لقرأَهُ قراءة جديدَةً لا درايةَ له بها قبل قراءتِه، وحَرِصَ مُشْرِكُوا قُريْشٍ على تعجيز الرّسُولِ بالقرآن وبالنُّبُوّةِ محمد صلى الله عليه وعلى آلِه وسلّم فسألُوه آيَةَ أنْ يَرْقَى فِـي السماء ويأتِيَهُم بِكتابٍ يقْرأُونَهُ، ولا تَـخْفَى جِدَّةُ الْمقروء عليهم يومئذٍ. ولا يزال المفسّرون والقراء والمحدّثون أُمِّيِّينَ لا يعلمون دلالة قولِه تعالى ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِـي شَكٍّ مِـمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ﴾[يونس 94] ومِن المثاني معه قولُه تعالى ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِن رُسُلِنَا﴾[الزخرف 45] ومما يعني حرف يونس أنّ الذين يقرأون الكتابَ المنزَّلَ مِن قبلِ محمد صلّى اللهُ عليه وعلى ءاله وسلّم هم الرُّسُلُ إذْ ءَاتَى اللهُ كلًّا منهم الكتابَ أي أَنْزَلَه عليهِ فقرأه قراءةً جديدةً عليه وعلى مُعاصِريهِ، ومَنْ توهَّمَ أنّ نبيَّنا محمدا صلّى اللهُ عليه وسلّم لن يتمثَّلَ الخِطابَ في حرف الزخرف بسُؤالِ الرُّسُلِ قبلَهُ فإنّه لم يعْلَمْ بعدُ أنّ القرآنَ قَوْلٌ فَصْلٌ وَما هُو بالْـهَزْلِ. إنّ خطابَ النبيِّ الأمِّيِّ صلّى الله عليه وعلى ءالِهِ وسلّم أنْ يَقْرَأ باسم ربِّهِ الذِي خلقَ، وأنْ يَقْرَأ كَما أَقْرَأَهُ الْـمَلَكُ جِبْريلُ، وأن لا يتكلّفَ التكرار لأنّ اللهَ سيُقْرِئُهُ فلا ينْسَى إلا ما شاء اللهُ لدليلٌ على أنّ قراءتَهُ القرآن كانتْ بِكْرًا وأنّ القرآن لـمْ يكن مُتاحًا للقراءة قبلَ تنزُّلِه عليه. وتنزَّلَ الخطابُ بالاستعاذة مِن الشيطان الرجيم قبل قراءة القرآن ويقتضي الوُجُوبَ يقينا إذ لم يُسْبَقْ بِنَهْيٍ كما هو خطاب الإباحَة كالخطاب بالصيدِ بعد الحِلِّ مِن شعائر الحج والعمرة ولا يقتضي غيرَ الإباحَةِ لورودِه بعد نهْيِ الْمُحْرِمِ عن الصيْدِ. وكانتْ قراءةُ النبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّم تدبُّرًا مَـحْضًا لِحِفْظِهِ ـ وهو يقرأ القرآنَ ـ بِـحِجَابٍ مَسْتُورٍ يحجزُ عنه لَغْوَ اللّاغِينَ. ولا يزالُ القرآنُ العظيمُ يَعْظُمُ أَمامَ القارئين والباحِثينَ والمتدبِّرِينَ فكلّمَا علِمُوا مِنْهُ عِلْمًا أَوْ غَيْبًا تراءَى لَـهُم أَعظَمَ مِنْ مَبْلَغِ عِلْمِهم، وهو مُقتضَى قولِهِ تعالى ﴿عَلِمَ أَن لَنْ تُـحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾[المزمل 20] في وَصْفِ قُصُورِ الأمّةِ كلِّهَا أوّلِها وآخِرِها عن درايةِ جميع معانيه ودلالاتِهِ حتّـى يشهدَ ﴿مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾[آخر الرعد] أَنّ مُـحمدا صلّى الله عليه وسلّم مُرْسَلٌ مِن ربِّهِ بالقرآن، ويومئِذٍ سيسمَعُ الناسُ كلُّهم أجمعونَ سامِرًا بالقرآن، أما الْـمُتْرَفُونَ فيأخُذُهم العذابُ في الدنيا فيجْأَرونَ كما في سورة الفلاح، وعلى المؤمنين يومئِذٍ تمثُّلُ الخطاب كما في المثاني: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾[الأعراف 204] ﴿وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرآنُ لَا يَسْجُدُونَ﴾[الانشقاق 21] من موسوعتي لتجديد أصول التفسير قسم معاني المثاني مادة "قرأ" باختصار الحسن ولد ماديك
    0 التعليقات 0 نشر
  • دلالتا نفي الظلم عن الله وإقرار المستغفِر بالظُّلْم
    إنَّ للظُّلْم في تفصيل الكتاب المنزَّل معانيَ تعدّدتْ وخَفِيَتْ والْتَبستْ على الخاصّة قبل العامَّة، وتدور معانيها كلّها حول الاعتداء بمنع الحقِّ ونقصِه وآتتِ الجنّتان في سورة الكهف سورة العجب أكُلَها ولم تظلم منه شيئا أي لم تنقص منه، ولا تسَلْ عن سفاهة الذين يأكلون أموال اليتامَى ظلْمًا أي ينقصونها.
    وإنَّ مِن تفصيلِ الكتاب وأصول الخطاب أنّ اللهَ العليمَ الخبيرَ إذا نفَى عن نفسه الظُّلْم فاعلم أنّه عاقب الظالمين في الدنيا بظلمِهم أي دَمَّرَهم به تدميرا ومزَّقَهم به تمزيقا كما في الدِّكْرِ من الأوّلين:
    ﴿فكُلًّا أخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُم مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَنْ أَغرَقْنَا وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[العنكبوت 40]
    ﴿أَوَلَـمْ يَسِيرُوا فِـي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كيْفَ كانَ عاقِبَةُ الذين مِن قَبْلِهم كَانُوا أَشَدَّ منهم قُوّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِـمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[الروم 9]
    ﴿أَلَـمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[براءة 70
    ومن المثاني معه وَعْدا في الآخرين قوله:
    ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِـيَ رَبُّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾[النحل 33 ـ 34]
    ﴿إِنَّ الذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِـيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُـهُمْ وَلَا َأْوَلادُهُم مِنَ اللهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِـي هَذِهِ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[آل عمران 116 ـ 117]
    ويعني اقترانُ إِقرارِ المستغفِرِ بظلم نفسِه في الاستغفار في تفصيل الكتاب الْمُنزَّلِ اعترافُه باستحقاقِه العذابَ من اللهِ على ذنبِه بعِصيانه وقُصُورِه عن الطاعة والانقياد وكذلك دلالةُ المثاني ذِكْرٍ من الأوَّلينَ:
    ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِن لَـمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْـخَاسِرِينَ﴾[الأعراف 23]
    ﴿فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنّـِي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِـي﴾ [القصص 15 ـ 16]
    ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَن نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِـي الظُّلُمَاتِ أَن لَا إِلَــهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّـي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[الأنبياء 87]
    وحرِيٌّ بالْمُسْتغفِر الذَّليل بإقرارِه استحقاقَه العِقاب من اللهِ على الذّنْبٍ أن ينتفِعَ بتوبته ورجوعه إلى الطاعة.
    من موسوعتي لتجديد أُصول التفسير قسم "معاني المثاني" مادة (ظلم) باختصار
    الحسن ولد ماديك
    دلالتا نفي الظلم عن الله وإقرار المستغفِر بالظُّلْم إنَّ للظُّلْم في تفصيل الكتاب المنزَّل معانيَ تعدّدتْ وخَفِيَتْ والْتَبستْ على الخاصّة قبل العامَّة، وتدور معانيها كلّها حول الاعتداء بمنع الحقِّ ونقصِه وآتتِ الجنّتان في سورة الكهف سورة العجب أكُلَها ولم تظلم منه شيئا أي لم تنقص منه، ولا تسَلْ عن سفاهة الذين يأكلون أموال اليتامَى ظلْمًا أي ينقصونها. وإنَّ مِن تفصيلِ الكتاب وأصول الخطاب أنّ اللهَ العليمَ الخبيرَ إذا نفَى عن نفسه الظُّلْم فاعلم أنّه عاقب الظالمين في الدنيا بظلمِهم أي دَمَّرَهم به تدميرا ومزَّقَهم به تمزيقا كما في الدِّكْرِ من الأوّلين: ﴿فكُلًّا أخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُم مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَنْ أَغرَقْنَا وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[العنكبوت 40] ﴿أَوَلَـمْ يَسِيرُوا فِـي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كيْفَ كانَ عاقِبَةُ الذين مِن قَبْلِهم كَانُوا أَشَدَّ منهم قُوّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِـمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[الروم 9] ﴿أَلَـمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[براءة 70 ومن المثاني معه وَعْدا في الآخرين قوله: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِـيَ رَبُّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾[النحل 33 ـ 34] ﴿إِنَّ الذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِـيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُـهُمْ وَلَا َأْوَلادُهُم مِنَ اللهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِـي هَذِهِ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[آل عمران 116 ـ 117] ويعني اقترانُ إِقرارِ المستغفِرِ بظلم نفسِه في الاستغفار في تفصيل الكتاب الْمُنزَّلِ اعترافُه باستحقاقِه العذابَ من اللهِ على ذنبِه بعِصيانه وقُصُورِه عن الطاعة والانقياد وكذلك دلالةُ المثاني ذِكْرٍ من الأوَّلينَ: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِن لَـمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْـخَاسِرِينَ﴾[الأعراف 23] ﴿فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنّـِي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِـي﴾ [القصص 15 ـ 16] ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَن نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِـي الظُّلُمَاتِ أَن لَا إِلَــهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّـي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[الأنبياء 87] وحرِيٌّ بالْمُسْتغفِر الذَّليل بإقرارِه استحقاقَه العِقاب من اللهِ على الذّنْبٍ أن ينتفِعَ بتوبته ورجوعه إلى الطاعة. من موسوعتي لتجديد أُصول التفسير قسم "معاني المثاني" مادة (ظلم) باختصار الحسن ولد ماديك
    0 التعليقات 0 نشر
شاهد المزيد