موسوعة الْـحَسَن لِتجديد أُصول التفسير
مقدمة القسم الأول "مَثانِـي الْمَعانِـي"
(مثاني كلمات القرآن وحروفه ومضمراته)
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومَن والَاه، وبعدُ:
فقد أدْمَنْتُ منذُ 1421 هـ أثناء تلاوتي القرآنَ العظيم حِلًّا وارتحالا تأمُّلَ مَعاني كل كلمة وحرف ومُضمرٍ تدبُّرا قَلَبَ موازينِي وتصوّراتي رأسًا على عَقِبٍ يوم دَرَيْتُ مِن الكتابِ الْمُنزّل الْمُغايرةَ بين الغيبِ وبين اليوم الآخر.
وألْزمَنِـي التّفرُّغَ لهذه الْموسوعة أمْرانِ:
أحدهما: خُلُوُّ التفاسير قديـمِها وحديثِها مِن تفصيلِ الغيب في القرآن رغم تكليف البشريّة بالإيـمان به وانتظارِ يوم سيُصبح ـ قبل انقضاء الدنيا ـ شهادةً هو يومُ يقضي اللهُ أمْرًا فيقول (كُنْ) (فيَكونُ) كما في سورتي مريم والأنعام اللتين تضمنتا المغايرة بين ذلك اليوم وبين يوم يُنفَخ في الصور يوم يأتي الناس للحساب.
وآخرهما: قُصور أصول التفسير عن استنباط كليات الغيب في القرآن، وأنّ الوعد في القرآن لم يتنزل تسلية ولا عبثا بل هو الحقُّ وسيتم نفاذه إذا وافق الميعاد أي الأجَل الذي جعل اللهُ له في كل من الدنيا والآخرة.
وتـمكنتُ بفضل الله ـ بتفرُّغٍ أبَيْتُه فلم يُكتَبْ لي التوظيف ـ من تجديد أصول تفسير القرآن في ستة أقسام كالتالي:
القسم الأول: "مَثانِـي الْمَعانـي" رتَّبْتُ فيه كلماتِ القرآن وحروفَه ومضمراتِه ترتيبا يُقَرِّبُ الباحثَ المتأمِّلَ مِن دراية أنّ اللهَ أنزل إلى الناس الكِتابَ مُفَصَّلا وفَصَّلَهُ على عِلْمٍ.
وكان من جديد إضافتي في "مثاني المعاني" على معاجم كلمات القرآن: ترتيبُ كلماتِ القرآن وحروفِه ومُضمراتِه حسَب الْمَعانِـى مِن غير اعتبارٍ حركاتِ الإعراب وتصريفَ الكلمة وترتيبَ وُرود الكلمة في المصحف.
القسم الثاني: "معاني المثاني" خصّصتُه لتبيان معاني كلمات القرآن وحروفِه ومضمراته تِبْيَانا أَضافَ عدمَ الْتِباسِ الدّلَالة اللسانيّة بالدلالة الاصطلاحية وأَلْغَى وَهْمَ الترادُفِ.
القسم الثالث: "تجديد أصول التفسير" لِتِبيان قواعدَ عامّة استقْرأْتُها بتتبُّع المثاني فألْفَيتُهَا تطَّرِدُ ولا تَنْـخَرِمُ.
القسم الرابع: "محاور السور" لِتفصيلِ الْـمِحورِ الذِي يدور حولَه تفصيلُ كل جزئية في السورة الواحدة.
القسم الخامس: "مِن بيان القرآن" لتفصيلِ غيبٍ هو نبوّة النَّبِـيِّ الأمّيِّ صلى الله عليه وعلى ءالِه وسلم وسيُصْبِحُ شَهادَةً قبل انقضاء الدُّنيا موطن التكليف بالإيمان بالغيب وبالكتاب كله.
القسم السادس: "مِن تفصيل الكتاب" لتبيان تَصديقِ الكتاب (القرآن) لِما بين يديْه أي سبقه مِن التوراة والإنجيل وتِبيان هيمنتِه عليهما باستنباط نسخة عربية غير محرفة ـ أي من القرآن وحده ـ لكل من التوراة والإنجيل ومن نبوة النبيين من قبلُ.
وهذه نماذجُ مِـمّا امتازَ به القسم الأول "مثَانِـي الْـمعانِي":
ـ الْتزَمْتُ ترتيبَ كل كلمة وكل حرف ترتيبا يُراعي البدء بـمَثاني تَظهر بها الدلالةُ اللسانية العامة ثم ما ورد منها في كلام الله ثم من كلام الملائكة ثم عن إبليس والشياطين ثم ما ورد منها ذِكْرًا من الأوّلين ثم وَعْدًا في الآخِرين مع مراعاة الترتيب الزمني ليتبيّن متدبّروا القرآن دلالة كلمة "الْمَثَانِـي" وأختم مادة كل كلمة أو حرف بما ورد منها في سياق البعث ثم الحساب ثم الجزاء.
ـ الْتَزَمْتُ الاستدلالَ بترتيب المثاني على إظهار نفْيِ الترادُفِ في كلمات اعتبرها مَن لم يَصَّدَّعْ بالتأمُّلِ والتفكر أن لها نفس الدلالة ككلمتيْ (الله) و(الرَّبّ) وكلمتي (الرسول) و(النبِـيّ) وكلمتيْ (أرسل) و(بعَث) وكلمتيْ (أتَـى) و(جاء) وكلمتي (الكتاب) و(القرآن) وكلمتي (كتب) و(خَطّ) وكلمتيْ (تَلَا) و(قرأ).......
ـ في مادة [إلـه] رتبتُ حيثُ ورد اسم (الله) حسب السياق فمَيَّزتُ كل ما أُسْنِدَ إلى (اللهِ) من الخَلْقِ والفصل والإنزال والعلم والجزاء والقول والذكر والفعل... فلا يختلط بعضه ببعض، وكذلك رتّبتُ حيثُ ورد اسم (رب العالمين)، وليتبيّن الباحثون أن كل كلمةٍ أُضيفَت إلى (الله) يتغيّر معناها بإضافتها إلى (ربّ العالمين) وكذلك اختلفت دلالتا رسول الله ورسول رب العالمين ودلالتا القراءة باسم الله والقراءة باسم ربّ العالمين.
ـ استوفيْتُ حَصْرَ حروف أغفلتْها المعاجمُ نحو (همزة الاستفهام ـ أم ـ أنْ ـ أنّ ـ إنْ ـ أنّ ـ أو ـ الباء ـ التاء ـ كاف التشبيه ـ كاف الخطاب ـ اللام ـ لا ـ لن ـ لم ـ مِن ـ مَنْ ـ الضمائر المتصلة والمنفصلة...)، ورتبتُها حسَب الْمعاني لا حسَب ترتيبِها في المصحف كما هو تعامُلي مع كل كلمة وحرف.
ولعل الباحث الْـمُستعين بموسوعتي يتبين إضافة مَثانِـي تتجلّى بها الْمَعانِي كما أضفتُ إلى مادّة [خ ل د] في سياق خُلودِ أهل الْـجَنَّةِ قوله ﴿مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا﴾[الكهف 3] وقوله ﴿وَمَا هُم مِنْهَا بِـمُـخْرَجِينَ﴾[الحجر 48] وقوله ﴿الذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْـمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِه﴾[فاطر 35] إلى نهاية الاستقراء، ، وكما أضفْتُ إلى مادة [ق ب ر] التي ابتدأتُها بقوله ﴿ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ﴾[عبس 21] مشفوعة بِـمثانِـي المعاني ﴿فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِـيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ﴾[المائدة 31] و﴿أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ﴾[النحل 59] و﴿وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ﴾[طــه 55]، مضيفا رمز (+) قبل كل واحدة من مَثاني المعاني خارج مادة الكلمة، ثم تتبّعْتُ كلمة "القبور" حسب المعنى والسياق مُبْرِزًا الْوعْدَ بالفناء والعدم، ثم المثاني في نعيم البرزخ وفي عذابه ثم في طُولِ فترة البرزخ، وكما ابتدأتُ مادة [أ خ ر] بكلمة (الآخِر) ـ مكسورة الخاء ـ لأنها من الأسماء الحسنى ثم تتبّعتُ من الكلمة ما جُمِع مع نقِيضِها في سياق واحد كقوله تعالى ﴿أَلَـمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ﴾[المرسلات 17] وسائر ما وُصِف بها في الدنيا، ثم الْيوم الآخِر، ثم تتبعتُ كلمة الآخِرة بدءا حصَر أربعا من الْمَثاني لا تَرادُفَ بينها وبين (الآخرة) التي بعد الموت:
﴿مَا سَـمِعْنَا بِهَذَا فِـي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ﴾[ص 7]
﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ﴾[الإسراء 7]
﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا﴾[الإسراء 104]
﴿فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَـى﴾[النازعات 25]
ثم تتبعتُ النشأة الآخرة ولقاء الآخرة ثم الدار الآخرة ثم إطلاقَ الآخرة بمعنى الحياة الأخرى، ثم تتبّعتُ كلمة "آخَرَ" ـ بفتح الخاء ـ حسب المعاني المشتركة ثم كلمة "أخَّر" بالتضعيف.
وَلَـم أعتبرْ مِن الْـمُضمراتِ مَا تعارف عليه النحاةُ إذْ لَا مُضمَرَ في قوله ﴿سُبْحَانَهُ﴾ بل ألْـحَقْتُه بمادّة ﴿سُبْـحَانَ اللهِ﴾، ولا مُضْمَر فِـي قوله ﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾[ص 76] بلْ أَلْـحَقتُهُ بمادة مقالة إبليسَ.
وإنَّـمَا الْمُضْمَرَاتُ في تصوري هي ما خفِيَتْ دلالتُه كما في قوله تعالى:
﴿وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ﴾[هود 17]
﴿وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْـحَقُّ﴾[الأنعام 73]
﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْـحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِـي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾[مريم 39]
﴿بَلْ قُلُوبُهُمْ فِـي غَمْرَةٍ مِنْ هَـذَا وَلَـهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَـهَا عَامِلُونَ﴾[قد أفلح 63]
﴿وَفِـي هَـذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ﴾[الحج 78]
وألْـحَقْتُ المضمراتِ بالمثاني التي تتبَيَّنُ بها دلالتُها ومعانيها.
ولتيسير البحث على غير الحفّاظ اضطُرِرْتُ إلى اعتماد ترقيم العدد الكوفي لِانتشاره، وإلى اعتمادِ روايةِ حفص تبَعا له، وفي النَّفْسِ شيء من اعتبار علم العدد توقيفيّا بل لا يصحُّ، إذ كلٌّ منه فاصلة لا آيَةٌ.
ورغبتُ عن تشدِيد الحرف المنفصِل الْـمُدْغَمِ فيه مراعاةً تخفيفَه حالةَ البدء وللتفرقة بينه وبين الْمُدغم في الحاليْن أي في كلمة واحدة.
وأكرمني اللهُ برَقْمِ هذه الموسوعة بيدَيَّ في الحاسوب حرفا حرفا كلمة كلمةً.
وأدعو المؤسسات البحثية والاستشرافية والاستشراقية مسلمين ومن سائر الأديان والملل والنِّحَل والثقافات ـ على السواء ـ إلى الاستفادة من هذه الموسوعة، وأقترح على الباحثين النقَدة التفكير للِاستيعاب قبل التصدُّرِ بتعديل ما لم يستوعبوه ولم يتبيّنوهُ، ولو تمكنتُ من الأسباب لأنشأتُ مركزا استشرافيا.
الأربعاء آخر أيام رمضان 1445 هـ
بقلم/ الحسن ولد ماديك
باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة ولسان العرب
موسوعة الْـحَسَن لِتجديد أُصول التفسير مقدمة القسم الأول "مَثانِـي الْمَعانِـي" (مثاني كلمات القرآن وحروفه ومضمراته) بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومَن والَاه، وبعدُ: فقد أدْمَنْتُ منذُ 1421 هـ أثناء تلاوتي القرآنَ العظيم حِلًّا وارتحالا تأمُّلَ مَعاني كل كلمة وحرف ومُضمرٍ تدبُّرا قَلَبَ موازينِي وتصوّراتي رأسًا على عَقِبٍ يوم دَرَيْتُ مِن الكتابِ الْمُنزّل الْمُغايرةَ بين الغيبِ وبين اليوم الآخر. وألْزمَنِـي التّفرُّغَ لهذه الْموسوعة أمْرانِ: أحدهما: خُلُوُّ التفاسير قديـمِها وحديثِها مِن تفصيلِ الغيب في القرآن رغم تكليف البشريّة بالإيـمان به وانتظارِ يوم سيُصبح ـ قبل انقضاء الدنيا ـ شهادةً هو يومُ يقضي اللهُ أمْرًا فيقول (كُنْ) (فيَكونُ) كما في سورتي مريم والأنعام اللتين تضمنتا المغايرة بين ذلك اليوم وبين يوم يُنفَخ في الصور يوم يأتي الناس للحساب. وآخرهما: قُصور أصول التفسير عن استنباط كليات الغيب في القرآن، وأنّ الوعد في القرآن لم يتنزل تسلية ولا عبثا بل هو الحقُّ وسيتم نفاذه إذا وافق الميعاد أي الأجَل الذي جعل اللهُ له في كل من الدنيا والآخرة. وتـمكنتُ بفضل الله ـ بتفرُّغٍ أبَيْتُه فلم يُكتَبْ لي التوظيف ـ من تجديد أصول تفسير القرآن في ستة أقسام كالتالي: القسم الأول: "مَثانِـي الْمَعانـي" رتَّبْتُ فيه كلماتِ القرآن وحروفَه ومضمراتِه ترتيبا يُقَرِّبُ الباحثَ المتأمِّلَ مِن دراية أنّ اللهَ أنزل إلى الناس الكِتابَ مُفَصَّلا وفَصَّلَهُ على عِلْمٍ. وكان من جديد إضافتي في "مثاني المعاني" على معاجم كلمات القرآن: ترتيبُ كلماتِ القرآن وحروفِه ومُضمراتِه حسَب الْمَعانِـى مِن غير اعتبارٍ حركاتِ الإعراب وتصريفَ الكلمة وترتيبَ وُرود الكلمة في المصحف. القسم الثاني: "معاني المثاني" خصّصتُه لتبيان معاني كلمات القرآن وحروفِه ومضمراته تِبْيَانا أَضافَ عدمَ الْتِباسِ الدّلَالة اللسانيّة بالدلالة الاصطلاحية وأَلْغَى وَهْمَ الترادُفِ. القسم الثالث: "تجديد أصول التفسير" لِتِبيان قواعدَ عامّة استقْرأْتُها بتتبُّع المثاني فألْفَيتُهَا تطَّرِدُ ولا تَنْـخَرِمُ. القسم الرابع: "محاور السور" لِتفصيلِ الْـمِحورِ الذِي يدور حولَه تفصيلُ كل جزئية في السورة الواحدة. القسم الخامس: "مِن بيان القرآن" لتفصيلِ غيبٍ هو نبوّة النَّبِـيِّ الأمّيِّ صلى الله عليه وعلى ءالِه وسلم وسيُصْبِحُ شَهادَةً قبل انقضاء الدُّنيا موطن التكليف بالإيمان بالغيب وبالكتاب كله. القسم السادس: "مِن تفصيل الكتاب" لتبيان تَصديقِ الكتاب (القرآن) لِما بين يديْه أي سبقه مِن التوراة والإنجيل وتِبيان هيمنتِه عليهما باستنباط نسخة عربية غير محرفة ـ أي من القرآن وحده ـ لكل من التوراة والإنجيل ومن نبوة النبيين من قبلُ. وهذه نماذجُ مِـمّا امتازَ به القسم الأول "مثَانِـي الْـمعانِي": ـ الْتزَمْتُ ترتيبَ كل كلمة وكل حرف ترتيبا يُراعي البدء بـمَثاني تَظهر بها الدلالةُ اللسانية العامة ثم ما ورد منها في كلام الله ثم من كلام الملائكة ثم عن إبليس والشياطين ثم ما ورد منها ذِكْرًا من الأوّلين ثم وَعْدًا في الآخِرين مع مراعاة الترتيب الزمني ليتبيّن متدبّروا القرآن دلالة كلمة "الْمَثَانِـي" وأختم مادة كل كلمة أو حرف بما ورد منها في سياق البعث ثم الحساب ثم الجزاء. ـ الْتَزَمْتُ الاستدلالَ بترتيب المثاني على إظهار نفْيِ الترادُفِ في كلمات اعتبرها مَن لم يَصَّدَّعْ بالتأمُّلِ والتفكر أن لها نفس الدلالة ككلمتيْ (الله) و(الرَّبّ) وكلمتي (الرسول) و(النبِـيّ) وكلمتيْ (أرسل) و(بعَث) وكلمتيْ (أتَـى) و(جاء) وكلمتي (الكتاب) و(القرآن) وكلمتي (كتب) و(خَطّ) وكلمتيْ (تَلَا) و(قرأ)....... ـ في مادة [إلـه] رتبتُ حيثُ ورد اسم (الله) حسب السياق فمَيَّزتُ كل ما أُسْنِدَ إلى (اللهِ) من الخَلْقِ والفصل والإنزال والعلم والجزاء والقول والذكر والفعل... فلا يختلط بعضه ببعض، وكذلك رتّبتُ حيثُ ورد اسم (رب العالمين)، وليتبيّن الباحثون أن كل كلمةٍ أُضيفَت إلى (الله) يتغيّر معناها بإضافتها إلى (ربّ العالمين) وكذلك اختلفت دلالتا رسول الله ورسول رب العالمين ودلالتا القراءة باسم الله والقراءة باسم ربّ العالمين. ـ استوفيْتُ حَصْرَ حروف أغفلتْها المعاجمُ نحو (همزة الاستفهام ـ أم ـ أنْ ـ أنّ ـ إنْ ـ أنّ ـ أو ـ الباء ـ التاء ـ كاف التشبيه ـ كاف الخطاب ـ اللام ـ لا ـ لن ـ لم ـ مِن ـ مَنْ ـ الضمائر المتصلة والمنفصلة...)، ورتبتُها حسَب الْمعاني لا حسَب ترتيبِها في المصحف كما هو تعامُلي مع كل كلمة وحرف. ولعل الباحث الْـمُستعين بموسوعتي يتبين إضافة مَثانِـي تتجلّى بها الْمَعانِي كما أضفتُ إلى مادّة [خ ل د] في سياق خُلودِ أهل الْـجَنَّةِ قوله ﴿مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا﴾[الكهف 3] وقوله ﴿وَمَا هُم مِنْهَا بِـمُـخْرَجِينَ﴾[الحجر 48] وقوله ﴿الذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْـمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِه﴾[فاطر 35] إلى نهاية الاستقراء، ، وكما أضفْتُ إلى مادة [ق ب ر] التي ابتدأتُها بقوله ﴿ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ﴾[عبس 21] مشفوعة بِـمثانِـي المعاني ﴿فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِـيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ﴾[المائدة 31] و﴿أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ﴾[النحل 59] و﴿وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ﴾[طــه 55]، مضيفا رمز (+) قبل كل واحدة من مَثاني المعاني خارج مادة الكلمة، ثم تتبّعْتُ كلمة "القبور" حسب المعنى والسياق مُبْرِزًا الْوعْدَ بالفناء والعدم، ثم المثاني في نعيم البرزخ وفي عذابه ثم في طُولِ فترة البرزخ، وكما ابتدأتُ مادة [أ خ ر] بكلمة (الآخِر) ـ مكسورة الخاء ـ لأنها من الأسماء الحسنى ثم تتبّعتُ من الكلمة ما جُمِع مع نقِيضِها في سياق واحد كقوله تعالى ﴿أَلَـمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ﴾[المرسلات 17] وسائر ما وُصِف بها في الدنيا، ثم الْيوم الآخِر، ثم تتبعتُ كلمة الآخِرة بدءا حصَر أربعا من الْمَثاني لا تَرادُفَ بينها وبين (الآخرة) التي بعد الموت: ﴿مَا سَـمِعْنَا بِهَذَا فِـي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ﴾[ص 7] ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ﴾[الإسراء 7] ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا﴾[الإسراء 104] ﴿فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَـى﴾[النازعات 25] ثم تتبعتُ النشأة الآخرة ولقاء الآخرة ثم الدار الآخرة ثم إطلاقَ الآخرة بمعنى الحياة الأخرى، ثم تتبّعتُ كلمة "آخَرَ" ـ بفتح الخاء ـ حسب المعاني المشتركة ثم كلمة "أخَّر" بالتضعيف. وَلَـم أعتبرْ مِن الْـمُضمراتِ مَا تعارف عليه النحاةُ إذْ لَا مُضمَرَ في قوله ﴿سُبْحَانَهُ﴾ بل ألْـحَقْتُه بمادّة ﴿سُبْـحَانَ اللهِ﴾، ولا مُضْمَر فِـي قوله ﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾[ص 76] بلْ أَلْـحَقتُهُ بمادة مقالة إبليسَ. وإنَّـمَا الْمُضْمَرَاتُ في تصوري هي ما خفِيَتْ دلالتُه كما في قوله تعالى: ﴿وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ﴾[هود 17] ﴿وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْـحَقُّ﴾[الأنعام 73] ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْـحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِـي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾[مريم 39] ﴿بَلْ قُلُوبُهُمْ فِـي غَمْرَةٍ مِنْ هَـذَا وَلَـهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَـهَا عَامِلُونَ﴾[قد أفلح 63] ﴿وَفِـي هَـذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ﴾[الحج 78] وألْـحَقْتُ المضمراتِ بالمثاني التي تتبَيَّنُ بها دلالتُها ومعانيها. ولتيسير البحث على غير الحفّاظ اضطُرِرْتُ إلى اعتماد ترقيم العدد الكوفي لِانتشاره، وإلى اعتمادِ روايةِ حفص تبَعا له، وفي النَّفْسِ شيء من اعتبار علم العدد توقيفيّا بل لا يصحُّ، إذ كلٌّ منه فاصلة لا آيَةٌ. ورغبتُ عن تشدِيد الحرف المنفصِل الْـمُدْغَمِ فيه مراعاةً تخفيفَه حالةَ البدء وللتفرقة بينه وبين الْمُدغم في الحاليْن أي في كلمة واحدة. وأكرمني اللهُ برَقْمِ هذه الموسوعة بيدَيَّ في الحاسوب حرفا حرفا كلمة كلمةً. وأدعو المؤسسات البحثية والاستشرافية والاستشراقية مسلمين ومن سائر الأديان والملل والنِّحَل والثقافات ـ على السواء ـ إلى الاستفادة من هذه الموسوعة، وأقترح على الباحثين النقَدة التفكير للِاستيعاب قبل التصدُّرِ بتعديل ما لم يستوعبوه ولم يتبيّنوهُ، ولو تمكنتُ من الأسباب لأنشأتُ مركزا استشرافيا. الأربعاء آخر أيام رمضان 1445 هـ بقلم/ الحسن ولد ماديك باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة ولسان العرب
0 التعليقات 0 نشر