• كان طارق بن زياد من البربر ، وصلاح الدين الأيوبي من الأكراد ، ومحمد الفاتح من الأتراك ، ويوسف بن تاشفين من الأمازيغ ، وقُطز من المماليك ، وبركة خان من المغول ، - هؤلاء الأبطال فرقتهم الجنسيات والأعراق وجمعهم الإسلام العظيم !
    كان الإمام البخاري من فارس ، والإمام مسلم من نيسابور ، وابن ماجة من قزوين ، وأبو داود من سجستان ، والترمذي من أوزبكستان ، والنسائي من تركمنستان ، هؤلاء المحدثون أصحاب الصحاح الستة فرقتهم الجنسيات والأعراق وجمعتهم سُنة النبي صل الله عليه وسلم !!!
    إنَّ هذا الدين وإن بدأ بالعرب فإنه ليس للعرب من دون الناس ، وليس بين الله وبين أحد من خلقه صلة قربى ،
    فأبو لهب الهاشمي في النار ... وبلال الحبشي في الجنة ، وأبو جهل القرشي في النار ... وسلمان الفارسي في الجنة ، والوليد بن المغيرة المخزومي العريق نسباً في النار ... وصهيب الرومي في الجنة!!!
    القرشيون عريقو النسبِ الذين دخلوا النار إنما دخلوها بسوء أعمالهم ، والمجاهيل والمساكين الذين دخلوا الجنة إنما دخلوها بحسن أعمالهم ، بعد أن تغمدتهم رحمة الله تعالى ، ولو انتفع أحد بنسب لانتفع أبو لهب وهو عم النبي صل الله عليه وسلم .
    لو كان الولاء للأرض ما ترك رسول الله صل الله عليه وسلم مكة ...
    ولو كان للقبيلة ما قاتل قريشا ...
    ولو كان للعائلة ما تبرأ من أبي لهب ...
    ولكنها العقيدة ...
    قال النبيُّ صل الله عليه وسلم يوماً :
    { يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنكِ من الله شيئاً ، يا صفية عمة رسول الله اعملي فإني لا أغني عنكِ من الله شيئاً ، يا عباس عمَّ رسول الله اعملْ فإني لا أغني عنكَ من اللهِ شيئاً ، لا يأتيني الناس يوم القيامة بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم } !!!
    وقال عليه أفضل الصلاة والسلام :
    { تَرَى المُؤْمِنِينَ في
    تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ ، كَمَثَلِ الجَسَدِ ، إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى . }
    وقال تعالى :
    { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }
    وقال تعالى :
    { إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }
    أن يُحبُّ الإنسان أصله وقومه شيء ، وأن يعتقد أنه أفضل من الناس بسبب أصله وقومه شيء آخر ، فالأُولى من المروءة ، والثانية من الجاهلية !!!فليبادر الجميع ويتسابق للأعمال التي تدخل الجنة
    - وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى . وصل علي المبعوث رحمة للعالمين وأذكر ربك كثيراً
    كان طارق بن زياد من البربر ، وصلاح الدين الأيوبي من الأكراد ، ومحمد الفاتح من الأتراك ، ويوسف بن تاشفين من الأمازيغ ، وقُطز من المماليك ، وبركة خان من المغول ، - هؤلاء الأبطال فرقتهم الجنسيات والأعراق وجمعهم الإسلام العظيم ! كان الإمام البخاري من فارس ، والإمام مسلم من نيسابور ، وابن ماجة من قزوين ، وأبو داود من سجستان ، والترمذي من أوزبكستان ، والنسائي من تركمنستان ، هؤلاء المحدثون أصحاب الصحاح الستة فرقتهم الجنسيات والأعراق وجمعتهم سُنة النبي صل الله عليه وسلم !!! إنَّ هذا الدين وإن بدأ بالعرب فإنه ليس للعرب من دون الناس ، وليس بين الله وبين أحد من خلقه صلة قربى ، فأبو لهب الهاشمي في النار ... وبلال الحبشي في الجنة ، وأبو جهل القرشي في النار ... وسلمان الفارسي في الجنة ، والوليد بن المغيرة المخزومي العريق نسباً في النار ... وصهيب الرومي في الجنة!!! القرشيون عريقو النسبِ الذين دخلوا النار إنما دخلوها بسوء أعمالهم ، والمجاهيل والمساكين الذين دخلوا الجنة إنما دخلوها بحسن أعمالهم ، بعد أن تغمدتهم رحمة الله تعالى ، ولو انتفع أحد بنسب لانتفع أبو لهب وهو عم النبي صل الله عليه وسلم . لو كان الولاء للأرض ما ترك رسول الله صل الله عليه وسلم مكة ... ولو كان للقبيلة ما قاتل قريشا ... ولو كان للعائلة ما تبرأ من أبي لهب ... ولكنها العقيدة ... قال النبيُّ صل الله عليه وسلم يوماً : { يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنكِ من الله شيئاً ، يا صفية عمة رسول الله اعملي فإني لا أغني عنكِ من الله شيئاً ، يا عباس عمَّ رسول الله اعملْ فإني لا أغني عنكَ من اللهِ شيئاً ، لا يأتيني الناس يوم القيامة بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم } !!! وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : { تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ ، كَمَثَلِ الجَسَدِ ، إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى . } وقال تعالى : { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } وقال تعالى : { إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } أن يُحبُّ الإنسان أصله وقومه شيء ، وأن يعتقد أنه أفضل من الناس بسبب أصله وقومه شيء آخر ، فالأُولى من المروءة ، والثانية من الجاهلية !!!فليبادر الجميع ويتسابق للأعمال التي تدخل الجنة - وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى . وصل علي المبعوث رحمة للعالمين وأذكر ربك كثيراً
    0 التعليقات 0 نشر
  • #قادة_لاتنسى
    #هؤلاء_أبطالنا

    ▪️من هو أسد المرابطين #يوسف_بن_تاشفين

    أسد المرابطين (يوسف بن تاشفين)
    هو يوسف بن تاشَفين ناصر الدين بن تالاكاكين الصنهاجي (ح. 1006 – 1106) ثاني ملوك المرابطين بعد أبو بكر بن عمر. واتخذ لقب “أمير المسلمين” وهو اعظم ملك مسلم في وقته. أسس أول إمبراطورية في الغرب الإسلامي من حدود تونس حتى غانا جنوبا والاندلس شمالا وانقذ الاندلس من ضياع محقق وهو بطل معركة الزلاقة وقائدها. وحد وضم كل ملوك الطوائف في الأندلس إلى دولته بالمغرب (ح. 1090) بعدما استنجد به أمير أشبيلية.
    عرف بالتقشف والزهد والشجاعة. قال “الذهبي” في “سير أعلام النبلاء”: كان ابن تاشفين كثير العفو، مقربًا للعلماء، وكان أسمر نحيفًا، خفيف اللحية، دقيق الصوت، سائسًا، حازمًا، يخطب لخليفة العراق…
    ووصفه “بدر الشيخ” في “الكامل” بقوله: كان حليمًا كريمًا، دينًا خيرًا، يحب أهل العلم والدين، ويحكّمهم في بلاده، ويبالغ في إكرام العلماء والوقوف عند إشارتهم، وكان إذا وعظه أحدُهم، خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبُه لها، وظهر ذلك عليه، وكان يحب العفو والصفح عن الذنوب العظام..
    #قادة_لاتنسى #هؤلاء_أبطالنا ▪️من هو أسد المرابطين #يوسف_بن_تاشفين أسد المرابطين (يوسف بن تاشفين) هو يوسف بن تاشَفين ناصر الدين بن تالاكاكين الصنهاجي (ح. 1006 – 1106) ثاني ملوك المرابطين بعد أبو بكر بن عمر. واتخذ لقب “أمير المسلمين” وهو اعظم ملك مسلم في وقته. أسس أول إمبراطورية في الغرب الإسلامي من حدود تونس حتى غانا جنوبا والاندلس شمالا وانقذ الاندلس من ضياع محقق وهو بطل معركة الزلاقة وقائدها. وحد وضم كل ملوك الطوائف في الأندلس إلى دولته بالمغرب (ح. 1090) بعدما استنجد به أمير أشبيلية. عرف بالتقشف والزهد والشجاعة. قال “الذهبي” في “سير أعلام النبلاء”: كان ابن تاشفين كثير العفو، مقربًا للعلماء، وكان أسمر نحيفًا، خفيف اللحية، دقيق الصوت، سائسًا، حازمًا، يخطب لخليفة العراق… ووصفه “بدر الشيخ” في “الكامل” بقوله: كان حليمًا كريمًا، دينًا خيرًا، يحب أهل العلم والدين، ويحكّمهم في بلاده، ويبالغ في إكرام العلماء والوقوف عند إشارتهم، وكان إذا وعظه أحدُهم، خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبُه لها، وظهر ذلك عليه، وكان يحب العفو والصفح عن الذنوب العظام..
    1
    0 التعليقات 0 نشر
  • الأندلس من أعظم الحضارات التي مرت في تاريخ الإسلام والمسلمين، وهي حضارة امتدت على مدى ثمانية قرون متتالية، كانت هذه الثمانية قرون منارة إن دلت على شيء فإنما تدل على أرقى المستويات الفكرية والثقافية التي وصل إليها العرب والمسلمون عبر تاريخهم، وعلى جميع المستويات والأصعدة، من الطب إلى الدين إلى الهندسة إلى العمارة إلى الفنون إلى الشعر والموسيقى إلى العلوم الإنسانية إلى الفيزياء والكيمياء والأحياء والفلك، وغيرها العديد من المجالات، فالعرب في الأندلس هم قصة بحد ذاتها، هذه القصة تصلح للعبرة والعظة والتعلم في أي وقت وفي أي زمان، فالدولة الإسلامية في الأندلس، هي دولة مرت بمرحلة التأسيس ثم التألق والنهضة ثم الخفوت إلى الدمار والانتهاء والتلاشي، وقصة الأندلس تلخص الأسباب التي تساعد الدول على النهوض وتلخص أيضاً الأسباب التي تضعف من قوة الدول وتنهيها. يعتبر سقوط الأندلس من أكثر اللحظات مرارة في تاريخ العرب والمسلمين، ولم يأت سقوطها من فراغ، فبعد أن مرت هذه الدولة بمرحلة القوة والعظمة والتألق والازدهار والعطاء والانتاج، بدأت تضعف تدريجياً، فبعد ضعف فترة الدولة الأموية في الأندلس، وبداية حقبة ملوك الطوائف أخذت الحياة في الأندلس منحى آخر، حيث بدأت الخلافات تدريجياً شيئاً فشيئاً تزداد في هذه المنطقة، حيث أصبح هناك عدة دول وقسمت دولة الأندلس إلى أكثر من عشرين دويلة صغيرة. ازدادت الأطماع في الأندلس خصوصاً من قبل الأوروبيين الذين ينتظرون اللحظة السانحة حتى ينقضوا على هذه الدويلات ويأكلوا منها شيئاً فشيئاً، إلى أن ظهرت دولة المرابطين حيث بزغ نجم علم من الأعلام في تاريخ المسملين، وهو الأمير المرابطي يوسف بن تاشفين الذي استطاع أن يضع حداً للأطماع الأوروبية في هذه الدولة ويضمها إلى دولة المرابطين لتصبح جزءاً منها، حيث خاض عدة معارك معهم من أشهرها معركة الزلاقة. وبعد فترة من الزمن استطاعت دولة الموحدين الانقلاب على دولة المرابطين وإنهائها، وبهذا انتقل حكم الأندلس من دولة المرابطين إلى دولة الموحدين، الذين أيضاً استطاعوا الدفاع عن الأندلس فترة من الزمن إلى أن سقطت دولة الموحدين في معركة العقاب الشهيرة. بعد هذا تأسست دولة بني الأحمر في غرناطة، حيث كانت هذه المرحلة الأخيرة قبل السقوط النهائي للدولة الإسلامية في الأندلس، والتي تعاقب على حكمها عدة ملوك من بني الأحمر، إلى أن سقطت نهائياً على يد فرناندو الثاني في العام 1492 ميلادية. سقوط الأندلس هو قصة تصلح لأن تكون عبرة ومثالاً حياً لما يسببه التنازع والفرقة بين الإخوة.

    الأندلس من أعظم الحضارات التي مرت في تاريخ الإسلام والمسلمين، وهي حضارة امتدت على مدى ثمانية قرون متتالية، كانت هذه الثمانية قرون منارة إن دلت على شيء فإنما تدل على أرقى المستويات الفكرية والثقافية التي وصل إليها العرب والمسلمون عبر تاريخهم، وعلى جميع المستويات والأصعدة، من الطب إلى الدين إلى الهندسة إلى العمارة إلى الفنون إلى الشعر والموسيقى إلى العلوم الإنسانية إلى الفيزياء والكيمياء والأحياء والفلك، وغيرها العديد من المجالات، فالعرب في الأندلس هم قصة بحد ذاتها، هذه القصة تصلح للعبرة والعظة والتعلم في أي وقت وفي أي زمان، فالدولة الإسلامية في الأندلس، هي دولة مرت بمرحلة التأسيس ثم التألق والنهضة ثم الخفوت إلى الدمار والانتهاء والتلاشي، وقصة الأندلس تلخص الأسباب التي تساعد الدول على النهوض وتلخص أيضاً الأسباب التي تضعف من قوة الدول وتنهيها. يعتبر سقوط الأندلس من أكثر اللحظات مرارة في تاريخ العرب والمسلمين، ولم يأت سقوطها من فراغ، فبعد أن مرت هذه الدولة بمرحلة القوة والعظمة والتألق والازدهار والعطاء والانتاج، بدأت تضعف تدريجياً، فبعد ضعف فترة الدولة الأموية في الأندلس، وبداية حقبة ملوك الطوائف أخذت الحياة في الأندلس منحى آخر، حيث بدأت الخلافات تدريجياً شيئاً فشيئاً تزداد في هذه المنطقة، حيث أصبح هناك عدة دول وقسمت دولة الأندلس إلى أكثر من عشرين دويلة صغيرة. ازدادت الأطماع في الأندلس خصوصاً من قبل الأوروبيين الذين ينتظرون اللحظة السانحة حتى ينقضوا على هذه الدويلات ويأكلوا منها شيئاً فشيئاً، إلى أن ظهرت دولة المرابطين حيث بزغ نجم علم من الأعلام في تاريخ المسملين، وهو الأمير المرابطي يوسف بن تاشفين الذي استطاع أن يضع حداً للأطماع الأوروبية في هذه الدولة ويضمها إلى دولة المرابطين لتصبح جزءاً منها، حيث خاض عدة معارك معهم من أشهرها معركة الزلاقة. وبعد فترة من الزمن استطاعت دولة الموحدين الانقلاب على دولة المرابطين وإنهائها، وبهذا انتقل حكم الأندلس من دولة المرابطين إلى دولة الموحدين، الذين أيضاً استطاعوا الدفاع عن الأندلس فترة من الزمن إلى أن سقطت دولة الموحدين في معركة العقاب الشهيرة. بعد هذا تأسست دولة بني الأحمر في غرناطة، حيث كانت هذه المرحلة الأخيرة قبل السقوط النهائي للدولة الإسلامية في الأندلس، والتي تعاقب على حكمها عدة ملوك من بني الأحمر، إلى أن سقطت نهائياً على يد فرناندو الثاني في العام 1492 ميلادية. سقوط الأندلس هو قصة تصلح لأن تكون عبرة ومثالاً حياً لما يسببه التنازع والفرقة بين الإخوة.
    0 التعليقات 0 نشر
  • دولة المرابطين
    هي حركة ظهرت تدعو للإصلاح الإسلامي، أسّسها عبد الله بن ياسين الجدولي ما بين 1056-1060م وحتى عام 1147م في القرن الخامس الهجري. قامت هذه الدول في كلٍّ من المغرب، وموريتانيا، وغرب الجزائر، والأندلس، وهي حركة هدفها الأساسي الدعوة إلى نشر الدعوة الإسلامية؛ حيث انطلقت من موريتانيا إلى بلاد غانة وصولاً إلى الصحراء الغربية والمغرب، انتهاءً بغرب الجزائر ومراكش ، وقد اتّبعت الدولة المذهب المالكي، واتّخذت أغمات ثمّ مراكش عاصمةً لها. لاقى عبد الله بن ياسين إقبالاً كبيراً من قبل هذه القبائل للدخول في الإسلام، وهي في الأصل قبائل صنهاجة، ونظّمهم للجهاد في سبيل الله، وبذلك استطاع تكوين المرابطين، وانطلقت بعدها الفتوحات الإسلامية في بلاد المغرب على يد يوسف بن تاشفين، وتمّ تأسيس الدولة الكبرى على إثرها. بداية الدعوة بدأت الدعوة بتدريب المرابطين على بيئة جهادية، واعتمد ابن ياسين على العلماء والفقهاء في تربية المرابطين على الشريعة الإسلامية، وكان شديد الاهتمام بهم، وذلك لبناء دولة إسلامية قويّة المنشأ، فكانت رباط السنغال منارةً للقبائل التي حولها، تتمتّع بالأمن والاستقرار، فازدهرت ونمت التجارة فيها، وبدأت باستقطاب القبائل الأخرى من حولها نحوها. الفتوحات الإسلامية *بلاد السوس: استنجد فقهاء سجلماسة ودرعة بابن ياسين للتخلّص من حكامهم الظلمة، فأرسل ابن ياسين المرابطين لهذه البلاد، وانتهت المعركة بانضمام سجلماسة ودرعة إلى دولة المرابطين سنة 447هـ، ثم لحقتها بلاد السوس سنة 448هـ، وانضمّت إلى دولة المرابطين، وعُيّن يوسف بن تاشفين والياً عليها. * أغمات: حاصر المرابطون أغمات، واستولوا عليها من دون قتال . * بلاد المغرب: استغلّ يوسف بن تاشفين الخلافات القائمة بين قبائل بلاد المغرب؛ فقام بالتحالف مع بعضها ضد الأخرى، وفتح بلاد المغرب ووحدها تحت إمرته. * مراكش: تأسست مدينة مراكش على يد أبي بكر، وذلك لصعوبة العيش فيها وضيقها، فأعاد بنائها وتحصينها وضمّها لدولة المرابطين. * بلاد الأندلس: جهّز ابن تاشفين جيشاً كبيراً لدخول الأندلس وضمّها إلى دولة المرابطين؛ حيث تمكّن من ذلك سنة 479هـ، وأطلق عليه لقب "أمير المسلمين" . سياسة دولة المرابطين اعتمد المرابطون في سياستهم إمارة المسلمين؛ حيث يعتمد مبدأ أمير المسلمين على الشورى، وأمير المسلمين هو القائد الأعلى للدولة. يُعيّن أمير المسلمين ولاةً خاضعين لأوامره، ويمتثلون للأوامر العسكريّة والإدارية التي يطلبها الأمير، واعتمدت الدولة المرابطية على الدنانير السجلماسية -النقود المرابطية الأولى للدولة-، وقد منحت الدولة القضاة صلاحية مطلقة، سخرت لهم الأموال الهائلة لأداء عملهم. الأعلام والرايات اتّبعت الدولة المرابطية أسلوباً قتالياً متميّزاً في نظامها الحربي وهو الرايات والأعلام؛ فكانت من أكثر الأساليب القتالية براعةً؛ حيث ساهمت في إرهاب العدو، فكانت تختلف أشكال الرايات وألوانها لاختلاف القبائل المشاركة في المعارك . الموحّدون وانتهاء الدولة المرابطية الموحّدون هم مجموعة من الأشخاص يتزعّمهم المهدي بن تومرت وعبد المؤمن بن علي، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بطريقتهم الخاصّة؛ حيث وجدوا أنّ الدولة المرابطية تفشت فيها المنكرات كالخمور والاختلاط، وعودة الضرائب، وأنشأ ابن تومرت جيشاً كبيراً تمّ فيه القضاء على المرابطين في تسع معارك ضخمة. في عام 532هـ تعرّضت الدولة المرابطية إلى أزمة اقتصادية خانقة؛ حيث انتشر الوباء وانتشر الفقر، واشتدّت المجاعة وجفّ الزرع وهلكت الدواب، وذلك عند دخول الموحّدين لدولة المرابطين.

    دولة المرابطين هي حركة ظهرت تدعو للإصلاح الإسلامي، أسّسها عبد الله بن ياسين الجدولي ما بين 1056-1060م وحتى عام 1147م في القرن الخامس الهجري. قامت هذه الدول في كلٍّ من المغرب، وموريتانيا، وغرب الجزائر، والأندلس، وهي حركة هدفها الأساسي الدعوة إلى نشر الدعوة الإسلامية؛ حيث انطلقت من موريتانيا إلى بلاد غانة وصولاً إلى الصحراء الغربية والمغرب، انتهاءً بغرب الجزائر ومراكش ، وقد اتّبعت الدولة المذهب المالكي، واتّخذت أغمات ثمّ مراكش عاصمةً لها. لاقى عبد الله بن ياسين إقبالاً كبيراً من قبل هذه القبائل للدخول في الإسلام، وهي في الأصل قبائل صنهاجة، ونظّمهم للجهاد في سبيل الله، وبذلك استطاع تكوين المرابطين، وانطلقت بعدها الفتوحات الإسلامية في بلاد المغرب على يد يوسف بن تاشفين، وتمّ تأسيس الدولة الكبرى على إثرها. بداية الدعوة بدأت الدعوة بتدريب المرابطين على بيئة جهادية، واعتمد ابن ياسين على العلماء والفقهاء في تربية المرابطين على الشريعة الإسلامية، وكان شديد الاهتمام بهم، وذلك لبناء دولة إسلامية قويّة المنشأ، فكانت رباط السنغال منارةً للقبائل التي حولها، تتمتّع بالأمن والاستقرار، فازدهرت ونمت التجارة فيها، وبدأت باستقطاب القبائل الأخرى من حولها نحوها. الفتوحات الإسلامية *بلاد السوس: استنجد فقهاء سجلماسة ودرعة بابن ياسين للتخلّص من حكامهم الظلمة، فأرسل ابن ياسين المرابطين لهذه البلاد، وانتهت المعركة بانضمام سجلماسة ودرعة إلى دولة المرابطين سنة 447هـ، ثم لحقتها بلاد السوس سنة 448هـ، وانضمّت إلى دولة المرابطين، وعُيّن يوسف بن تاشفين والياً عليها. * أغمات: حاصر المرابطون أغمات، واستولوا عليها من دون قتال . * بلاد المغرب: استغلّ يوسف بن تاشفين الخلافات القائمة بين قبائل بلاد المغرب؛ فقام بالتحالف مع بعضها ضد الأخرى، وفتح بلاد المغرب ووحدها تحت إمرته. * مراكش: تأسست مدينة مراكش على يد أبي بكر، وذلك لصعوبة العيش فيها وضيقها، فأعاد بنائها وتحصينها وضمّها لدولة المرابطين. * بلاد الأندلس: جهّز ابن تاشفين جيشاً كبيراً لدخول الأندلس وضمّها إلى دولة المرابطين؛ حيث تمكّن من ذلك سنة 479هـ، وأطلق عليه لقب "أمير المسلمين" . سياسة دولة المرابطين اعتمد المرابطون في سياستهم إمارة المسلمين؛ حيث يعتمد مبدأ أمير المسلمين على الشورى، وأمير المسلمين هو القائد الأعلى للدولة. يُعيّن أمير المسلمين ولاةً خاضعين لأوامره، ويمتثلون للأوامر العسكريّة والإدارية التي يطلبها الأمير، واعتمدت الدولة المرابطية على الدنانير السجلماسية -النقود المرابطية الأولى للدولة-، وقد منحت الدولة القضاة صلاحية مطلقة، سخرت لهم الأموال الهائلة لأداء عملهم. الأعلام والرايات اتّبعت الدولة المرابطية أسلوباً قتالياً متميّزاً في نظامها الحربي وهو الرايات والأعلام؛ فكانت من أكثر الأساليب القتالية براعةً؛ حيث ساهمت في إرهاب العدو، فكانت تختلف أشكال الرايات وألوانها لاختلاف القبائل المشاركة في المعارك . الموحّدون وانتهاء الدولة المرابطية الموحّدون هم مجموعة من الأشخاص يتزعّمهم المهدي بن تومرت وعبد المؤمن بن علي، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بطريقتهم الخاصّة؛ حيث وجدوا أنّ الدولة المرابطية تفشت فيها المنكرات كالخمور والاختلاط، وعودة الضرائب، وأنشأ ابن تومرت جيشاً كبيراً تمّ فيه القضاء على المرابطين في تسع معارك ضخمة. في عام 532هـ تعرّضت الدولة المرابطية إلى أزمة اقتصادية خانقة؛ حيث انتشر الوباء وانتشر الفقر، واشتدّت المجاعة وجفّ الزرع وهلكت الدواب، وذلك عند دخول الموحّدين لدولة المرابطين.
    0 التعليقات 0 نشر
  • تلمسان
    تُعرف مدينة تلمسان الجزائريّة، والتي تُلقّب بلؤلؤة المغرب الكبير إحدى أهمّ المدن والعواصم عبر العصور، والتي شَهدت تاريخاً حافلاً لمعظم الحضارات والممالك التي استقرّت فيها، وما زالت آثار أغلب هذه الحضارات شاهدةً على إنجازاتهم حتّى يومنا هذا، لتكون اليوم في مقدّمة المدن السياحيّة في العالم، الغنيّة بآثارها، وبمزاراتها الطبيعيّة كمغارات عين فزة. الموقع تقع هذه المدينة في الجزء الشمالي الغربي من الدولة الجزائريّة؛ حيث يحدّها من الجهة الشماليّة البحر الأبيض المتوسّط، ومن الجهة الجنوبيّة تحدّها ولاية النعامة، وولاية عين تموشنت، وأيضاً ولاية سيدي بلعباس التي تحدّها من الجهة الشرقيّة، أمّا من الجهة الغربيّة فيحدّها المغرب الأقصى. إنّ من فرط حبّ الإنسان لمسقط رأسه، يجعل منه أن يمجّد بلده ويحبّها لدرجة التقديس، ليحكي عنها أحياناً أحاديثَ ربّما ليست حقيقيّة، إلاَّ أنّه يراها عين الحقيقة ولبّها، ولعلّنا نفهم اعتراض ابن خلدون في كتابه "الخبر عن تلمسان"، حين رفض ادّعاء أهل تلمسان بأنّ بلدهم شهدت رحلة كلّ من الخضر وموسى عليهما السلام، وأنّه يوجد فيها جدار قد أقامه الخضر فيها، حيثّ بيّن بأنّه ليس إلاَّ أسطورةً مزعومة من صنع أهالي المدينة نتيجة لحبّهم لها. تلمسان قبل التاريخ سكن إنسان العصر الحجري المناطق القريبة من تلمسان؛ إذ دلّت الاكتشافات فيها على وجود أكثر من مئة كهفٍ، والتي تُعرف هذه المنطقة بقلعة الماردجدية؛ حيث وجد فيها بعض المعاول التي صقلها الإنسان القديم، وأيضاً وجد أكثر من ألفي قطعة تعود لإنسان العصر الحجري المتوسّط. العهد الروماني – القرطاجي تأسّس في عام مئتين وواحد للميلاد المركز العسكري الأوّل على الصخرة المطلّة على سهلٍ يُعرف باسم شتوان، وقد سمّي أيضاً ببوماريا؛ حيث كان لهذا المركز بداية ولادة المدينة، إذ سكن بالقرب منه مجموعة من البشر الذين بنوا بيوتهم في حواف قلعة بوماريا الجنوبيّة، وبُني سور ليحيط بهذه المدينة بشكل كامل، وله أربعة أبواب، إضافةً لبناء سوقٍ فيها ومخازنَ للأسلحة، وفي هذا العهد أصبحت هذه المدينة المقر الرئيسي للأبرشيّة الأسقفيّة الكاثوليكيّة، إلاَّ أنّها كانت أيضاً تجمع مزيجاً من الديانات إضافةً للمسيحيّة؛ حيث كان هنالك وجود واضح لليهود والوثنيين أيضاً. إبان الدولة النوميدية هي المملكة الأمازيغيّة التي تشكّلت في الجزء الشمالي من أفريقيا، والتي سيطرت فيها الأسرة المازيسوليا على هذه المنطقة، وشاركت في حروب عديدة كالحرب البونية الثانيّة، حيث تمّ التحالف بين هذه الأسرة وروما، لبسط الهيمنة على الجزء الشمالي من أفريقيا بشكل كبير. العهدان الروماني والفتح الإسلامي تُعتبر هذه الفترة غامضةً تاريخياً بالنسبة لتاريخ المغرب العربي، وذلك بحسب المؤرّخ فيكلكس إميل غوتييه؛ إذ إنّها كانت فترة فوضى وتجزئة سياسيّة، إضافةً لظهور إماراتٍ بربريّة محليّة حيث كان يتولّى إدارتها بعض السلاطين المحليّين. العهد الإسلامي يُعتبر برابرة مغراوة أوّل المتفاوضين مع القائد عثمان بن عفّان حين الفتوحات الإسلامية وظهور الإسلام، حيث قاموا بمساعدة القائد عقبة بن نافح أيضاً في الفتوحات التي قادها، وبعد أن بدأت الدولة الأمويّة نتيجةً لسقوط الخلافة الراشدية تمّ إرسال معاوين بن خديج السكوني من قِبَل معاوية بن أبي سفيان إلى مصر ليفتح أفريقيا، ومن ثمّ تمّ إرسال عقبة بن نافع ليتولّى ذلك، ومن ثمّ يزيد بن معاوية أبو المهاجر دينار حيث كانت ولايته على أفريقيا كاملة. إنّ رئاسة البربر كانت في تلك الفترة لكسيلة، والذي أسلم مع قدوم الفتح، ومن ثمّ عاد وارتدّ عندما تولّى أبو المهاجر الرئاسة، ليُهزم عند عيون تلمسان، ولما تمّ الفتح الإسلامي للمنطقة، وتمّ إيقاف حدود الدولة العبّاسية عند حدود وادي شلف، أسّست دولة في إقليم تلمسان والتي عُرفت بدولة أبي قرة اليفرني، والذي تزعّم الإمامة هناك. بنو يفرن كانت في هذه الفترة وتحديداً قبل أن يصل الأمويين منطقة تلمسان تتبع لقبيلة زناتة والتي كانت مؤلّفةً من مغراوة والمتكوّنة التي تضم بني يفرن، حيث قام أبو قرة في عام سبعمئة وسبعة وستين للميلاد بتزعّم قبيلته في تلمسان وهي بني يفرن، ومن ثمّ قام بتوحيد كلّ قبائل المغرب الخارجيّة تحت لوائه، وقام بثورةٍ كبيرة ضدّ الأمويين نتيجةً لجشع الأمراء والضرائب الهائلة الّتي كانت تفرض على السكان واضطهادهم، وكان ذلك أيّام هشام بن عبد الملك، وأيضاً أسّس مدينة أغادير عام سبعمئة وتسعين للميلاد على أنّها عاصمة الدولة الصفرية الخارجية؛ حيث تمّ بناؤها على أنقاض المدينة الرومانية بوماريا، إلى أن أتى المولى إدريس الأوّل إلى أغادير، والذي هو من سلالة علي. الدولة الإدريسيّة أسّس هذه الدولة إدريس بن عبد الله بن الحسن، وهو أحد القادة العلويين الذي قاد حرباً مع العبّاسيين في الحجاز ونجا منها؛ إذ إنّه ذهب إلى مصر ومعه راشد أحد مرافقيه، حيث وصلا إلى مدينة تلمسان عام سبعمئة وستة وثمانين للميلاد، ومن ثمّ اتّجها إلى الغرب، وهناك تمّت مبايعة إدريس بالخلافة عام سبعمئة وثمانية وثمانين للميلاد، لتدخل في دعوته هذه عدّة قبائل، وهي قبيلة زناتة وقبيلة زواغة، وأيضاً قبيلة لماية، وقبيلة زواوة، إضافةً لقبيلة غياشة وقبيلة مكناسة، وأيضاً قبيلة غمارة. لم يأتِ عام سبعمئة وتسعة وثمانين إلاَّ أن قام محمد بن خرز وهو ملك أغدير بتقديم هذه المدينة دون قتالٍ لإدريس الأوّل باعتباره الملك الجديد، فكان أوّل عملٍ يقوم به الملك إدريس هو بناء أوّل المساجد هناك عند معبد أوسليفا، وعندما عَلِمَ إدريس بما يُحاك ضدّه من مؤامرة من قِبَل العبّاسيين عين أخيه سليمان حاكماً على مدينة أغادير، بينما قُتل هو أثناء توجّهه لمدينة فاس. واستمرّ حكم الأدارسة لهذه المدينة من القرن التاسع حتّى القرن العاشر؛ حيث قام الملك إدريس الثّاني بإصلاح المسجد فيها عام ثمانمئة وأربعة عشر للميلاد، ومكث فيها سنوات ثلاث، كانت كفيلة ببسط نفوذه بشكل كامل على زناتة، وأعطته هذه البلاد كلّ الثقة ليحكم عليها، فولّى ابن عمّه عليها وهو محمد بن سليمان بن عبد الله، ليستمرّ حكمه هذه العائلة على تلمسان وكلّ المناطق التي تجاورها، حتّى تمّت السيطرة عليها من قِبَل الفاطميّين الذي بسطوا سيطرتهم على كامل المغرب الأوسط عام تسعمئة وثمانية للميلاد؛ حيث تمّ إخراج أبناء محمد بن سليمان من المدينة، ليتوجّهوا إلى الأندلس حيث الأمويين. الدولة الفاطميّة ما أن أفلت الأسرة الإدريسيّة، حتّى كانت مدينة أغادير بإمرَةِ المغراوة والذين هم من بني خزر، وأيضاً بإمرَةِ بني يفرن والذي كان يعلى بن محمد رئيساً عليها؛ حيث قام بتوحيد هاتين القبيلتين تحت عباءة عبد الرحمن الناصر الخليفة الأموي في بلاد الأندلس، والذي عمل على أن يصدّ أطماع الفاطميين في المنطقة وخاصّةً رجالها الزيريين، وبذلك أصبحت منطقة غرب الجزائر وأيضاً المغرب الأقصى كاملاً تحت سيطرته، فجعل مدينة فاس هي العاصمة له عوضاً عن تلمسان، إلاَّ أنّ تلمسان خرجت عن سيطرته بعد أن قتل القائد الفاطمي جوهر الصقلي يعلى بن محمد. قامت أحداثٌ عديدة في هذه الفترة، إلى أن كان عام تسعمئة وثلاثة وسبعين إبّان حكم الفاطميين والذين تبعوهم من الزيريين؛ حيث نفوا ما يُقارب عشرة آلاف نسمة من سلكان منطقة تلمسان إلى منطقة أشير الواقعة في الجنوب الجزائري، فما كان من هذه الجموع إلاَّ أن قاموا ببناء مدينة لهم تحمل اسم تلمسان، واستمرّوا هناك حتّى جاء المرابطون برفقة القبيلة الصحراوية والتي تُعرف بلمتونة. الدولة المرابطية بدأ حكم المرابطين في هذه المنطقة منذ عام ألف وتسعة وستين للميلاد، ويعود أصلهم إلى قبيلة لواتة البدوية، والذين هم من البربر الجنوبيين في صنهاجة، وكان قائدهم هو يوسف بن تاشفين، وقد قام بمحاصرة مدينة أغادير عام ألف وواحد وثمانين للميلاد، وبالتالي قام ببناء مدينة عُرفت باسم تقرارت والتي تعني المعسكر، وما أن سنحت له الفرصة بدخول أغادير حتّى عَمِلَ على قتل جميع القائمين والسادة في زناتة، وامتدّت دولة المرابطية من المحيط الأطلسي حتّى وصلت إلى الجزائر، ومن ثمّ استطاعوا أن يسيطروا على الأندلس ككل، وذلك إثر انهيار الخلافة في قرطبة، وتحديداً عندما ظهر ملوك الطوائف هناك. الدولة الموحدية لم يتوانَ المهدي ابن تومرت أن بسط نفوذه على دولة المرابطين إثر ضعفها، وخلفه من ثمّ البربري عبد المؤمن والذي هو في الأصل من منطقة تلمسان، حيث عَمِلَ على صدّ انتشار الإسبان في بلاد الأندلس، وقام بتوحيد المغرب العربي، ومن ثمّ دخل عبد المؤمن إلى تلمسان عام ألف ومئة وخمسة وأربعين للميلاد بعد أن تمكّن من تدمير كافة أسوارها، وبذلك أصبحت عاصمة مملكته الشرقيّة. بنى الموحّدون العديد من القصور والقلاع والمنازل وأيضاً الفنادق، وأيضاً قاموا بضرب عملة خاصّة بهم، ونشطت في هذه الفترة التجارة، فما كان من بني عبد الواد إلاَّ أن أطاعوا الموحّدين لينالوا حقّ الاستيطان وتحديداً في وهران ليصلوا حتّى تلمسان، ونتيجةً لمعاضدتهم للموحّدين كانوا يتقاضون مالاً ونفوذاً، فما كان من الموحّدين حين ضعفت قوّتهم إلاَّ أن جعلوا من تلمسان مكاناً خاصّاً ببني عبد الواد. دولة بني عبد الواد تُعرف أصول هذه الدولة بأنّها إحدى القبائل التابعة لبطون زناتة، والذين كانوا يشغلون أحد الأقاليم التي تُعرب بالزاب بمنطقة قسنطينة، ويُذكر بأنّهم كانوا قد شاركوا قديماً حملة عقبة بن نافع الثّانية على الأوراس، وقام الخليفة الموحّدي أبو العلاء إدريس المأمون عام ألف ومئتين وثلاثين للميلاد، بأنّ ولّى جابر بن يوسف حاكماً على تلمسان، ومن بعده خلف الحكم لابنه الحسن، إلاَّ أنّ أهالي تلمسان ثاروا عليه وتمّ خلعه من الحكم، ليكون زغوان بن زيان بن ثابت عمّه هو الحاكم الجديد عليها، والذي تمّ قتله في صراعٍ نشب بين قبائل بني عبد الوادي، ليكون أخوه يغمر اسن بن زيان هو الحاكم التالي، والّذي جعل من مدينة تلمسان مقراً وقاعدةً له، وخلف الحكم من بعده ابنه أبو سعيد عثمان بن يغمراس بن زيان الذي كان مقداماً في الدّفاع عن بلده، لتستمرّ فترة حكم بني عبد الواد بكثير من الأحداث إن كانت تطويريّةً للبلاد أو توسعيّة. العهد العثماني كان الوجود العثماني في هذه المنطقة نتيجةً لطلب من الجزائريين المساعدة في مؤازرتهم لصدّ الاحتلال الإسباني لبلادهم؛ حيث جاء بربروس عروج، وخير الدين، وإسحاق، ليتمكّنوا في أوّل الأمر من بسط سيطرتهم على مدينة جيجل، وأيضاً مدينة الجزائر، ومن ثمّ تقدّموا إلى تلمسان، وبعدها إلى بسط نفوذهم في أرجاء البلاد، فكانت هذه الفترة فترة ركود وتدهور وما إلى هنالك من انحطاط وتراجع شهدته البلاد. الاستعمار الفرنسي عند دخول الفرنسيين إلى المدينة قام أعيان من منطقة تلمسان بالاتصال مباشرةً مع السلطان المغربي وذلك من أجل الاحتماء به، وكان ذلك بين عامي ألف وثمانمئة وأربعة وثلاثين حتّى عام ألف وثمانمئة وستة وثلاثين، وكانت السنة التي تليها هي الفترة التي كانت المقاومة في أوجها، ولم تنته المقاومة إلاَّ بمعاهدة عام ألف وثمانمئة وسبعة وثلاثين والتي تُعرف بمعاهدة التافنة، والتي جرت بين كلٍّ من الأمير عبد القدر والاستعمار الفرنسي؛ حيث كان الأمير عبد القادر مُقيماً في مدينة تلمسان مدّةً طويلةً محتمياً في قلعتها، وقد كان مصطفى بن التهامي وهو خليفة الأمير مسؤولاً عنها. استطاع الفرنسيون احتلال تلمسان وجعلوا من القصر الملكي ثكنةً عسكريّة لهم، إلاَّ أنّ الفرنسيين عملوا على إعمار هذه المنطقة وترميم أسوارها، وبناء الساحات، وأنشَؤوا سكّةً حديديّة فيها، كما دمّر سوق القيصريّة فيها، وبنوا عوضاً عنه سوقاً مغطاة، ناهيك عن البنوك والتي أنشِئت فيها.

    تلمسان تُعرف مدينة تلمسان الجزائريّة، والتي تُلقّب بلؤلؤة المغرب الكبير إحدى أهمّ المدن والعواصم عبر العصور، والتي شَهدت تاريخاً حافلاً لمعظم الحضارات والممالك التي استقرّت فيها، وما زالت آثار أغلب هذه الحضارات شاهدةً على إنجازاتهم حتّى يومنا هذا، لتكون اليوم في مقدّمة المدن السياحيّة في العالم، الغنيّة بآثارها، وبمزاراتها الطبيعيّة كمغارات عين فزة. الموقع تقع هذه المدينة في الجزء الشمالي الغربي من الدولة الجزائريّة؛ حيث يحدّها من الجهة الشماليّة البحر الأبيض المتوسّط، ومن الجهة الجنوبيّة تحدّها ولاية النعامة، وولاية عين تموشنت، وأيضاً ولاية سيدي بلعباس التي تحدّها من الجهة الشرقيّة، أمّا من الجهة الغربيّة فيحدّها المغرب الأقصى. إنّ من فرط حبّ الإنسان لمسقط رأسه، يجعل منه أن يمجّد بلده ويحبّها لدرجة التقديس، ليحكي عنها أحياناً أحاديثَ ربّما ليست حقيقيّة، إلاَّ أنّه يراها عين الحقيقة ولبّها، ولعلّنا نفهم اعتراض ابن خلدون في كتابه "الخبر عن تلمسان"، حين رفض ادّعاء أهل تلمسان بأنّ بلدهم شهدت رحلة كلّ من الخضر وموسى عليهما السلام، وأنّه يوجد فيها جدار قد أقامه الخضر فيها، حيثّ بيّن بأنّه ليس إلاَّ أسطورةً مزعومة من صنع أهالي المدينة نتيجة لحبّهم لها. تلمسان قبل التاريخ سكن إنسان العصر الحجري المناطق القريبة من تلمسان؛ إذ دلّت الاكتشافات فيها على وجود أكثر من مئة كهفٍ، والتي تُعرف هذه المنطقة بقلعة الماردجدية؛ حيث وجد فيها بعض المعاول التي صقلها الإنسان القديم، وأيضاً وجد أكثر من ألفي قطعة تعود لإنسان العصر الحجري المتوسّط. العهد الروماني – القرطاجي تأسّس في عام مئتين وواحد للميلاد المركز العسكري الأوّل على الصخرة المطلّة على سهلٍ يُعرف باسم شتوان، وقد سمّي أيضاً ببوماريا؛ حيث كان لهذا المركز بداية ولادة المدينة، إذ سكن بالقرب منه مجموعة من البشر الذين بنوا بيوتهم في حواف قلعة بوماريا الجنوبيّة، وبُني سور ليحيط بهذه المدينة بشكل كامل، وله أربعة أبواب، إضافةً لبناء سوقٍ فيها ومخازنَ للأسلحة، وفي هذا العهد أصبحت هذه المدينة المقر الرئيسي للأبرشيّة الأسقفيّة الكاثوليكيّة، إلاَّ أنّها كانت أيضاً تجمع مزيجاً من الديانات إضافةً للمسيحيّة؛ حيث كان هنالك وجود واضح لليهود والوثنيين أيضاً. إبان الدولة النوميدية هي المملكة الأمازيغيّة التي تشكّلت في الجزء الشمالي من أفريقيا، والتي سيطرت فيها الأسرة المازيسوليا على هذه المنطقة، وشاركت في حروب عديدة كالحرب البونية الثانيّة، حيث تمّ التحالف بين هذه الأسرة وروما، لبسط الهيمنة على الجزء الشمالي من أفريقيا بشكل كبير. العهدان الروماني والفتح الإسلامي تُعتبر هذه الفترة غامضةً تاريخياً بالنسبة لتاريخ المغرب العربي، وذلك بحسب المؤرّخ فيكلكس إميل غوتييه؛ إذ إنّها كانت فترة فوضى وتجزئة سياسيّة، إضافةً لظهور إماراتٍ بربريّة محليّة حيث كان يتولّى إدارتها بعض السلاطين المحليّين. العهد الإسلامي يُعتبر برابرة مغراوة أوّل المتفاوضين مع القائد عثمان بن عفّان حين الفتوحات الإسلامية وظهور الإسلام، حيث قاموا بمساعدة القائد عقبة بن نافح أيضاً في الفتوحات التي قادها، وبعد أن بدأت الدولة الأمويّة نتيجةً لسقوط الخلافة الراشدية تمّ إرسال معاوين بن خديج السكوني من قِبَل معاوية بن أبي سفيان إلى مصر ليفتح أفريقيا، ومن ثمّ تمّ إرسال عقبة بن نافع ليتولّى ذلك، ومن ثمّ يزيد بن معاوية أبو المهاجر دينار حيث كانت ولايته على أفريقيا كاملة. إنّ رئاسة البربر كانت في تلك الفترة لكسيلة، والذي أسلم مع قدوم الفتح، ومن ثمّ عاد وارتدّ عندما تولّى أبو المهاجر الرئاسة، ليُهزم عند عيون تلمسان، ولما تمّ الفتح الإسلامي للمنطقة، وتمّ إيقاف حدود الدولة العبّاسية عند حدود وادي شلف، أسّست دولة في إقليم تلمسان والتي عُرفت بدولة أبي قرة اليفرني، والذي تزعّم الإمامة هناك. بنو يفرن كانت في هذه الفترة وتحديداً قبل أن يصل الأمويين منطقة تلمسان تتبع لقبيلة زناتة والتي كانت مؤلّفةً من مغراوة والمتكوّنة التي تضم بني يفرن، حيث قام أبو قرة في عام سبعمئة وسبعة وستين للميلاد بتزعّم قبيلته في تلمسان وهي بني يفرن، ومن ثمّ قام بتوحيد كلّ قبائل المغرب الخارجيّة تحت لوائه، وقام بثورةٍ كبيرة ضدّ الأمويين نتيجةً لجشع الأمراء والضرائب الهائلة الّتي كانت تفرض على السكان واضطهادهم، وكان ذلك أيّام هشام بن عبد الملك، وأيضاً أسّس مدينة أغادير عام سبعمئة وتسعين للميلاد على أنّها عاصمة الدولة الصفرية الخارجية؛ حيث تمّ بناؤها على أنقاض المدينة الرومانية بوماريا، إلى أن أتى المولى إدريس الأوّل إلى أغادير، والذي هو من سلالة علي. الدولة الإدريسيّة أسّس هذه الدولة إدريس بن عبد الله بن الحسن، وهو أحد القادة العلويين الذي قاد حرباً مع العبّاسيين في الحجاز ونجا منها؛ إذ إنّه ذهب إلى مصر ومعه راشد أحد مرافقيه، حيث وصلا إلى مدينة تلمسان عام سبعمئة وستة وثمانين للميلاد، ومن ثمّ اتّجها إلى الغرب، وهناك تمّت مبايعة إدريس بالخلافة عام سبعمئة وثمانية وثمانين للميلاد، لتدخل في دعوته هذه عدّة قبائل، وهي قبيلة زناتة وقبيلة زواغة، وأيضاً قبيلة لماية، وقبيلة زواوة، إضافةً لقبيلة غياشة وقبيلة مكناسة، وأيضاً قبيلة غمارة. لم يأتِ عام سبعمئة وتسعة وثمانين إلاَّ أن قام محمد بن خرز وهو ملك أغدير بتقديم هذه المدينة دون قتالٍ لإدريس الأوّل باعتباره الملك الجديد، فكان أوّل عملٍ يقوم به الملك إدريس هو بناء أوّل المساجد هناك عند معبد أوسليفا، وعندما عَلِمَ إدريس بما يُحاك ضدّه من مؤامرة من قِبَل العبّاسيين عين أخيه سليمان حاكماً على مدينة أغادير، بينما قُتل هو أثناء توجّهه لمدينة فاس. واستمرّ حكم الأدارسة لهذه المدينة من القرن التاسع حتّى القرن العاشر؛ حيث قام الملك إدريس الثّاني بإصلاح المسجد فيها عام ثمانمئة وأربعة عشر للميلاد، ومكث فيها سنوات ثلاث، كانت كفيلة ببسط نفوذه بشكل كامل على زناتة، وأعطته هذه البلاد كلّ الثقة ليحكم عليها، فولّى ابن عمّه عليها وهو محمد بن سليمان بن عبد الله، ليستمرّ حكمه هذه العائلة على تلمسان وكلّ المناطق التي تجاورها، حتّى تمّت السيطرة عليها من قِبَل الفاطميّين الذي بسطوا سيطرتهم على كامل المغرب الأوسط عام تسعمئة وثمانية للميلاد؛ حيث تمّ إخراج أبناء محمد بن سليمان من المدينة، ليتوجّهوا إلى الأندلس حيث الأمويين. الدولة الفاطميّة ما أن أفلت الأسرة الإدريسيّة، حتّى كانت مدينة أغادير بإمرَةِ المغراوة والذين هم من بني خزر، وأيضاً بإمرَةِ بني يفرن والذي كان يعلى بن محمد رئيساً عليها؛ حيث قام بتوحيد هاتين القبيلتين تحت عباءة عبد الرحمن الناصر الخليفة الأموي في بلاد الأندلس، والذي عمل على أن يصدّ أطماع الفاطميين في المنطقة وخاصّةً رجالها الزيريين، وبذلك أصبحت منطقة غرب الجزائر وأيضاً المغرب الأقصى كاملاً تحت سيطرته، فجعل مدينة فاس هي العاصمة له عوضاً عن تلمسان، إلاَّ أنّ تلمسان خرجت عن سيطرته بعد أن قتل القائد الفاطمي جوهر الصقلي يعلى بن محمد. قامت أحداثٌ عديدة في هذه الفترة، إلى أن كان عام تسعمئة وثلاثة وسبعين إبّان حكم الفاطميين والذين تبعوهم من الزيريين؛ حيث نفوا ما يُقارب عشرة آلاف نسمة من سلكان منطقة تلمسان إلى منطقة أشير الواقعة في الجنوب الجزائري، فما كان من هذه الجموع إلاَّ أن قاموا ببناء مدينة لهم تحمل اسم تلمسان، واستمرّوا هناك حتّى جاء المرابطون برفقة القبيلة الصحراوية والتي تُعرف بلمتونة. الدولة المرابطية بدأ حكم المرابطين في هذه المنطقة منذ عام ألف وتسعة وستين للميلاد، ويعود أصلهم إلى قبيلة لواتة البدوية، والذين هم من البربر الجنوبيين في صنهاجة، وكان قائدهم هو يوسف بن تاشفين، وقد قام بمحاصرة مدينة أغادير عام ألف وواحد وثمانين للميلاد، وبالتالي قام ببناء مدينة عُرفت باسم تقرارت والتي تعني المعسكر، وما أن سنحت له الفرصة بدخول أغادير حتّى عَمِلَ على قتل جميع القائمين والسادة في زناتة، وامتدّت دولة المرابطية من المحيط الأطلسي حتّى وصلت إلى الجزائر، ومن ثمّ استطاعوا أن يسيطروا على الأندلس ككل، وذلك إثر انهيار الخلافة في قرطبة، وتحديداً عندما ظهر ملوك الطوائف هناك. الدولة الموحدية لم يتوانَ المهدي ابن تومرت أن بسط نفوذه على دولة المرابطين إثر ضعفها، وخلفه من ثمّ البربري عبد المؤمن والذي هو في الأصل من منطقة تلمسان، حيث عَمِلَ على صدّ انتشار الإسبان في بلاد الأندلس، وقام بتوحيد المغرب العربي، ومن ثمّ دخل عبد المؤمن إلى تلمسان عام ألف ومئة وخمسة وأربعين للميلاد بعد أن تمكّن من تدمير كافة أسوارها، وبذلك أصبحت عاصمة مملكته الشرقيّة. بنى الموحّدون العديد من القصور والقلاع والمنازل وأيضاً الفنادق، وأيضاً قاموا بضرب عملة خاصّة بهم، ونشطت في هذه الفترة التجارة، فما كان من بني عبد الواد إلاَّ أن أطاعوا الموحّدين لينالوا حقّ الاستيطان وتحديداً في وهران ليصلوا حتّى تلمسان، ونتيجةً لمعاضدتهم للموحّدين كانوا يتقاضون مالاً ونفوذاً، فما كان من الموحّدين حين ضعفت قوّتهم إلاَّ أن جعلوا من تلمسان مكاناً خاصّاً ببني عبد الواد. دولة بني عبد الواد تُعرف أصول هذه الدولة بأنّها إحدى القبائل التابعة لبطون زناتة، والذين كانوا يشغلون أحد الأقاليم التي تُعرب بالزاب بمنطقة قسنطينة، ويُذكر بأنّهم كانوا قد شاركوا قديماً حملة عقبة بن نافع الثّانية على الأوراس، وقام الخليفة الموحّدي أبو العلاء إدريس المأمون عام ألف ومئتين وثلاثين للميلاد، بأنّ ولّى جابر بن يوسف حاكماً على تلمسان، ومن بعده خلف الحكم لابنه الحسن، إلاَّ أنّ أهالي تلمسان ثاروا عليه وتمّ خلعه من الحكم، ليكون زغوان بن زيان بن ثابت عمّه هو الحاكم الجديد عليها، والذي تمّ قتله في صراعٍ نشب بين قبائل بني عبد الوادي، ليكون أخوه يغمر اسن بن زيان هو الحاكم التالي، والّذي جعل من مدينة تلمسان مقراً وقاعدةً له، وخلف الحكم من بعده ابنه أبو سعيد عثمان بن يغمراس بن زيان الذي كان مقداماً في الدّفاع عن بلده، لتستمرّ فترة حكم بني عبد الواد بكثير من الأحداث إن كانت تطويريّةً للبلاد أو توسعيّة. العهد العثماني كان الوجود العثماني في هذه المنطقة نتيجةً لطلب من الجزائريين المساعدة في مؤازرتهم لصدّ الاحتلال الإسباني لبلادهم؛ حيث جاء بربروس عروج، وخير الدين، وإسحاق، ليتمكّنوا في أوّل الأمر من بسط سيطرتهم على مدينة جيجل، وأيضاً مدينة الجزائر، ومن ثمّ تقدّموا إلى تلمسان، وبعدها إلى بسط نفوذهم في أرجاء البلاد، فكانت هذه الفترة فترة ركود وتدهور وما إلى هنالك من انحطاط وتراجع شهدته البلاد. الاستعمار الفرنسي عند دخول الفرنسيين إلى المدينة قام أعيان من منطقة تلمسان بالاتصال مباشرةً مع السلطان المغربي وذلك من أجل الاحتماء به، وكان ذلك بين عامي ألف وثمانمئة وأربعة وثلاثين حتّى عام ألف وثمانمئة وستة وثلاثين، وكانت السنة التي تليها هي الفترة التي كانت المقاومة في أوجها، ولم تنته المقاومة إلاَّ بمعاهدة عام ألف وثمانمئة وسبعة وثلاثين والتي تُعرف بمعاهدة التافنة، والتي جرت بين كلٍّ من الأمير عبد القدر والاستعمار الفرنسي؛ حيث كان الأمير عبد القادر مُقيماً في مدينة تلمسان مدّةً طويلةً محتمياً في قلعتها، وقد كان مصطفى بن التهامي وهو خليفة الأمير مسؤولاً عنها. استطاع الفرنسيون احتلال تلمسان وجعلوا من القصر الملكي ثكنةً عسكريّة لهم، إلاَّ أنّ الفرنسيين عملوا على إعمار هذه المنطقة وترميم أسوارها، وبناء الساحات، وأنشَؤوا سكّةً حديديّة فيها، كما دمّر سوق القيصريّة فيها، وبنوا عوضاً عنه سوقاً مغطاة، ناهيك عن البنوك والتي أنشِئت فيها.
    0 التعليقات 0 نشر
  • القائد الاسلامي يوسف بن تاشفين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اتوقع ان في تاس كثير ماتعرفه وقلت خلني انزل موضوع عنه وانا اقول ان القائد يوسف بن تاشفين


    لاتكفي الكلمات بوصفه تلقون قصته بكتاب تاريخ الاندلس المصور

    وهذا جزء بسيط من سيرته

    ل الدكتور/طارق السويدان

    وانا راح اجيب رابط تحميل الكتاب بمنتدى تحميل كتب مجانية

    قسم كتب التاريخ و الاجتماعيات

    اليله او بكره


    نبدا

    هو يوسف بن تاشفين ناصر الدين بن تالاكاكين الصنهاجي (ح. 1006 - 1106) ملك أمازيغي و ثاني ملوك المرابطين بعد عمه ابن عمه أبو بكر بن عمر. واتخذ لقب "أمير المسلمين" وهو اعظم ملك مسلم في وقته. أسس أول إمبراطورية في الغرب الإسلامي من حدود تونس حتى غانا جنوبا والاندلس شمالا وانقذ الاندلس من ضياع محقق وهو بطل معركة الزلاقة وقائدها. وحد وضم كل ملوك الطوائف في الأندلس إلى دولته بالمغرب (ح. 1090) بعدما استنجد به أمير أشبيلية.
    عرف بالتقشف والزهد والشجاعة. قال "الذهبي" في "سير أعلام النبلاء": كان ابن تاشفين كثير العفو، مقربًا للعلماء، وكان أسمر نحيفًا، خفيف اللحية، دقيق الصوت، سائسًا، حازمًا، يخطب لخليفة العراق...
    ووصفه "بدر الشيخ" في "الكامل" بقوله: كان حليمًا كريمًا، دينًا خيرًا، يحب أهل العلم والدين، ويحكّمهم في بلاده، ويبالغ في إكرام العلماء والوقوف عند إشارتهم، وكان إذا وعظه أحدُهم، خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبُه لها، وظهر ذلك عليه، وكان يحب العفو والصفح عن الذنوب العظام...

    يوسف بن تاشفين (وقيام دولة المرابطون في المغرب)

    يعتبر يوسف بن تاشفين بحق واحداً من عظماء المسلمين المغاربة الذين جدّدوا للأمة أمر دينها ولم يأخذ حقه من الاهتمام التاريخي إلا قليلاً.
    وشخصية يوسف بن تاشفين شخصية إسلامية متميزة استجمعت من خصائل الخير وجوامع الفضيلة ما ندر أن يوجد مثلها في شخص مثله. فيوسف بن تاشفين أبو يعقوب لا يقل عظمة عن يوسف بن أيوب الملقب بصلاح الدين الأيوبي، وإذا كان الأخير قد ذاع صيته في المشرق الإسلامي وهو يقارع الصليبيين ويوحد المسلمين، فإن الأول قد انتشر أمره في المغرب الإسلامي وهو يقارع الإسبان والمارقين من الدين وملوك الطوائف ويوحد المسلمين في زمن كان المسلمون فيه أحوج ما يكونون إلى أمثاله. نشأ يوسف بن تاشفين في موريتانيا نشأة إيمانية جهادية، وأصله من قبائل «صنهاجه اللثام» البربرية.
    كانت الظروف السياسية السائدة في زمنه غاية في التعقيد وغلب عليها تعدد الولاءات وانقسام العالم الإسلامي وسيطرة قوى متناقضة على شعوبه. ففي بغداد كانت الخلافة العباسية من الضعف بمكان بحيث لا تسيطر على معظم ولاياتها، وفي مصر ساد الحكم الفاطمي، وفي بلاد الشام بدأت بواكير الحملات الصليبية بالنزول في سواحل الشام، وفي الأندلس استعرت الخصومة والخيانة وعم الفساد بين ملوك طوائفها، وأما في بلاد المغرب الإسلامي حيث نشأ وترعرع فكانت قبائل مارقة من الدين تسيطر على الشمال المغربي، وتحصن مواقعها في ا لمدن الساحلية كسبتة وطنجة ومليلة، وهي من آثار الدولة العبيدية الفاطمية التي تركت آثاراً عقيدية منحرفة تمثلت في جزء منها بإمارة تسمى الإمارة البرغواطية سيطرت على شمال المغرب وبنت أسطولاً قوياً لها وحصنت قواتها البحرية المطلة على مضيق جبل طارق. وفي عام 445هـ أسّس عبد الله بن ياسين حركة المرابطية (الرباط في سبيل الله)، وبعد عشر سنوات تسلم قيادة الحركة يوسف بن تاشفين، فبدأ بتعمير البلاد وحكمها بالعدل، وكان يختار رجالاً من أهل الفقه والقضاء لتطبيق الإسلام على الناس، واهتم ببناء المساجد باعتبارها مراكز دعوة وانطلاق وتوحيد للمسلمين تحت إمارته، ثم بدأ يتوسع شرقاً وجنوباً وشمالاً فكانت المواجهة بينه وبين الإمارة البرغواطية الضالة أمراً لا مفر منه. استعان ابن تاشفين في البداية بالمعتمد بن عباد - وهو أحد أمراء الأندلس الصالحين - لمحاربة البرغواطيين، فأمدّه المعتمد بقوة بحرية ساعدته في القضاء على الإمارة الضالة، وهكذا استطاع أن يوحد كل المغرب حتى مدينة الجزائر شرقاً، وحتى غانة جنوباً، وكان ذلك عام 476هـ.


    الأندلس

    بعد أن قوي ساعده واستقرت دولته وتوسعت، لجأ إليه مسلمو الأندلس طالبين الغوث والنجدة، حيث كانت أحوال الأندلس تسوء يوماً بعد يوم، فملوك الطوائف لقبوا أنفسهم بالخلفاء، وخطبوا لأنفسهم على المنابر، وضربوا النقود بأسمائهم، وصار كل واحدٍ منهم يسعى للاستيلاء على ممتلكات صاحبه، لا يضره الاستعانة بالإسبان النصارى أعداء المسلمين لتحقيق أهدافه، واستنابوا الفساق، واستنجدوا بالنصارى وتنازلوا لهم عن مداخل البلاد ومخارجها. وأدرك النصارى حقيقة ضعفهم فطلبوا منهم المزيد. ولقد استجاب ابن تاشفين لطلب المسلمين المستضعفين، وفي ذلك يقول الفقيه ابن العربي: «فلبّأهم أمير المسلمين ومنحه اللـه النصر، وألجم الكفار السيف، واستولى على من قدر عليه من الرؤساء من البلاد والمعاقل، وبقيت طائفة من رؤساء الثغر الشرقي للأندلس تحالفوا مع النصارى، فدعاهم أمير المسلمين إلى الجهاد والدخول في بيعة الجمهور، فقالوا: لا جهاد إلا مع إمام من قريش ولستَ به، أو مع نائبه وما أنت ذلك، فقال: أنا خادم الإمام العباسي، فقالوا له: أظهر لنا تقديمه إليك، فقال: أو ليست الخطبة في جميع بلادي له؟ فقالوا: ذلك احتيال، ومردوا على النفاق».
    وحتى يكون ابن تاشفين أميراً شرعياً أرسل إلى الخليفة العباسي يطلب منه توليته. ويقول السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء: «وفي سنة تسع وسبعين أرسل يوسف بن تاشفين صاحب سبتة ومراكش إلى المقتدي يطلب أن يسلطنه وأن يقلده ما بيده من البلاد فبعث إليه الـخُلَعَ والأَعلام والتقليدَ ولقّبه بأمير المسلمين، ففرح بذلك وسُر به فقهاء المغرب». وبعد أن زاد ضغط النصارى الإسبان القادمين من الشمال استنجد بابن تاشفين المعتمد بن عباد، ونُقِلَ عنه في كتاب دراسات في الدولة العربية في المغرب والأندلس أنه قال: «رعي الـجِمال عندي خير من رعي الخنازير» وذلك كناية عن تفضيله للسيادة الإسلامية، ودخل المعتمد مع ابن تاشفين الأندلس شمالاً وقاد ابن تاشفين الجيوش الإسلامية وقاتل النصارى قتالاً شديداً وكانت موقعة الزلاقة من أكبر المعارك التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً كبيراً على الإسبان، وهُزم ملكهم الفونسو السادس هزيمة منكرة. وعلى أثر هذه الموقعة خَلَعَ ابنُ تاشفين جميعَ ملوك الطوائف من مناصبهم ووحّد الأندلس مع المغرب في ولاية واحدة لتصبح: أكبر ولاية إسلامية في دولة الخلافة.


    أمير المسلمين

    يقول صاحب الحُلَل الـمَوْشِيّة: (ولما ضخمت مملكة يوسف بن تاشفين واتسعت عمالته، اجتمعت إليه أشياع قبيلته، وأعيان دولته، وقالت له: أنت خليفة الله في أرضه، وحقك أكبر من أن تدعى بالأمير، بل ندعوك بأمير المؤمنين. فقال لهم: حاشا للـه أن نتسمى بهذا الاسم، إنما يتسمى به خلفاء بني العباس لكونهم من تلك السلالة الكريمة، ولأنهم ملوك الحرمين مكة والمدينة، وأنا راجلهم والقائم بدعوتهم، فقالوا له: لا بد من اسم تمتاز به، فأجاب إلى «أمير المسلمين وناصر الدين» وخطب لهم بذلك في المنابر وخوطب به من العُدْوَتَيْن - أي المغرب والأندلس -). يقول السلامي الناصري في الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى: «إنما احتاج أمير المسلمين إلى التقليد من الخليفة العباسي مع أنه كان بعيداً عنه، وأقوى شوكة منه، لتكون ولايته مستندة إلى الشرع… وإنما تسمى بأمير المسلمين دون أمير المؤمنين أدباً مع الخليفة حتى لا يشاركه في لقبه، لأن لقب أمير المؤمنين خاص بالخليفة، والخليفة من قريش».


    قالوا فيه

    جاء في الخطاب المطول الذي رفعه الفقيه المعروف بابن العربي واسمه عبد الله بن عمر: «… الأمير أبو يعقوب يوسف بن تاشفين المتحرك بالجهاد، المتجهز إلى المسلمين باستئصال فئة العناد، ولمة الفساد، قام بدعوة الإمامة العباسية والناس أشياع، وقد غلب عليهم قوم دعوا إلى أنفسهم ليسوا من الرهط الكريم ولا من شعبه الطاهر الصميم، فنبّه جميع من كان في أفق قيامه بالدعوة الإمامية العباسية، وقاتل من توقف عنها منذ أربعين عاماً إلى أن صار جميع من في جهة المغارب على سعتها وامتدادها له طاعة، واجتمعت بحمد اللـه على دعوته الموفقة الجماعة، فيخطب الآن للخلافة، بسط الله أنوارها، وأعلى منارها على أكثر من ألفي منبر وخمسمائة منبر، فإن طاعته ضاعفها الله من أول بلاد الله الإفرنج، استأصل اللـه شأفتهم، ودمّر جملتهم إلى آخر بلاد السوس مما يلي غانة، وهي بلاد معادن الذهب، والحافة بين الحدين المذكورين مسيرة خمسة أشهر، وله وقائع في جميع أصناف الشرك من الإفرنج وغيرهم، قد فللت غربهم، وقللت حزبهم، وألفت مجموعة حربهم، وهو مستمر على مجاهدتهم ومضايقتهم في كل أفق، وعلى كل الطرق، ولقد وصل إلى ديار المشرق في هذا العام قاضٍ من قضاة المغرب يعرف بابن القاسم، ذكر من حال هذا الأمير ما يؤكد ما ذكرته، ويؤيد ما شرحته، وقد خصّه الله بفضائل، منها الدين المتين، والعدل المستبين، وطاعة الإمام، وابتداء جهاده بالمحاربة على إظهار دعوته، وجمع المسلمين على طاعته، والارتباط بحماية الثغور، وهو ممن يقسم بالسوية، ويعدل في الرعية، وواللـه ما في طاعته مع سعتها دانٍ منه، ولا ناءٍ عنه من البلاد ما يجري فيه على أحد من المسلمين رسم مَكْسٍ، وسبل المسلمين آمنة، ونقوده من الذهب والفضة سليمة من الشرب، مطرزة باسم الخلافة ضاعف اللـه تعظيمها وجلالها. هذه حقيقة حاله واللـه يعلم أني ما أسهبت ولا لغوت بل لعلي أغفلت أو قصرت». وجاء رد الخليفة بخط يده وبمداد ممسك: «… إن ذلك الولي الذي أضحى بحبل الإخلاص معتصماً، ولشرطه ملتزماً، وإلى أداء فروضه مسابقاً، وكل فعله فيما هو بصدده للتوفيق مساوقاً، لا ريبة في اعتقاده، ولا شك في تقلده من الولاء، طويل نجاده، إذا كان من غدا بالدين تمسكه، وفي الزيادة عنه مسلكه، حقيقاً بأن يستتب صلاح النظام على يده، ويستشف من يومه حسن العقبى في غده، وأفضل من نحاه، وعليه من الاجتهاد دار رحاه، جهاد من يليه من الكفار، وإتيان ما يقضي عليهم بالاجتياح والبوار، اتباعاً لقول القرآن: ﴿قاتلوا الذين يلونكم من الكفار﴾ فهذا هو الواجب اعتماده، الذي يقوم به الشرع عماده».
    وللغزالي قول فيه رد على طلب ابن العربي منه لفتوى بحقه نقتبس منه: «لقد سمعت من لسانه -ابن العربي- وهو الموثوق به، الذي يستغنى مع شهادته عن غيره، وعن طبقة من ثقاة المغرب الفقهاء وغيرهم من سيرة هذا الأمير أكثر الله في الأمراء أمثاله، ما أوجب الدعاء لأمثاله، فلقد أصاب الحق في إظهار الشعار الإمام المستظهري، وإذا نادى الملك المستولي بشعار الخلافة العباسية وجب على كل الرعايا والرؤساء الإذعان والانقياد، ولزمهم السمع والطاعة، وعليهم أن يعتقدوا أن طاعته هي طاعة الإمام، ومخالفته مخالفة الإمام، وكل من تمرد واستعصى وسل يده عن الطاعة فحكمه حكم الباغي، وقد قال اللـه الله: ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله﴾ والفيئة إلى أمر الله الرجوع إلى السلطان العادل المتمسك بولاء الإمام الحق المنتسب إلى الخلافة العباسية، فكل متمرد على الحق فإنه مردود بالسيف إلى الحق، فيجب على الأمير وأشياعه قتال هؤلاء المتمردة عن طاعته لا سيما وقد استنجدوا بالنصارى المشركين أوليائهم، وهم أعداء الله في مقابلة المسلمين الذين هم أولياء اللـه، فمن أعظم القربات قتالهم إلى أن يعودوا إلى طاعة الأمير العادل المتمسك بطاعة الخلافة العباسية، ومهما تركوا المخالفة وجب الكف عنهم، وإذا قاتلوا لم يجز أن يتبع مدبرهم، ولا أن (ينزف) على جريحهم…. وأما من يظفر به من أموالهم فمردود عليهم أو على ورثتهم، وما يؤخذ من نسائهم وذراريهم في القتال مهدرة لا ضمان فيها… ويجب على حضرة الخليفة التقليد فإن الإمام الحق عاقلة أهل الإسلام، ولا يحل له أن يترك في أقطار الأرض فتنة ثائرة إلا ويسعى في إطفائها بكل ممكن. قال عمر رضي اللـه عنه: «لو تركت جرباء على ضفة الفرات لم تُطل بالهناء -القِطر- فأنا المسؤول عنها يوم القيامة». فقال عمر بن عبد العزيز: «خصماؤك يا أمير المؤمنين»، يعني أنك مسؤول عن كل واحد منهم إن ضيعت حق اللـه فيهم أو أقمته فلا رخصة في التوقف عن إطفاء الفتنة في قرية تحوي عشرة فكيف في أقاليم».
    [عدل]أعمال فنية
    القائد الاسلامي يوسف بن تاشفين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اتوقع ان في تاس كثير ماتعرفه وقلت خلني انزل موضوع عنه وانا اقول ان القائد يوسف بن تاشفين لاتكفي الكلمات بوصفه تلقون قصته بكتاب تاريخ الاندلس المصور وهذا جزء بسيط من سيرته ل الدكتور/طارق السويدان وانا راح اجيب رابط تحميل الكتاب بمنتدى تحميل كتب مجانية قسم كتب التاريخ و الاجتماعيات اليله او بكره نبدا هو يوسف بن تاشفين ناصر الدين بن تالاكاكين الصنهاجي (ح. 1006 - 1106) ملك أمازيغي و ثاني ملوك المرابطين بعد عمه ابن عمه أبو بكر بن عمر. واتخذ لقب "أمير المسلمين" وهو اعظم ملك مسلم في وقته. أسس أول إمبراطورية في الغرب الإسلامي من حدود تونس حتى غانا جنوبا والاندلس شمالا وانقذ الاندلس من ضياع محقق وهو بطل معركة الزلاقة وقائدها. وحد وضم كل ملوك الطوائف في الأندلس إلى دولته بالمغرب (ح. 1090) بعدما استنجد به أمير أشبيلية. عرف بالتقشف والزهد والشجاعة. قال "الذهبي" في "سير أعلام النبلاء": كان ابن تاشفين كثير العفو، مقربًا للعلماء، وكان أسمر نحيفًا، خفيف اللحية، دقيق الصوت، سائسًا، حازمًا، يخطب لخليفة العراق... ووصفه "بدر الشيخ" في "الكامل" بقوله: كان حليمًا كريمًا، دينًا خيرًا، يحب أهل العلم والدين، ويحكّمهم في بلاده، ويبالغ في إكرام العلماء والوقوف عند إشارتهم، وكان إذا وعظه أحدُهم، خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبُه لها، وظهر ذلك عليه، وكان يحب العفو والصفح عن الذنوب العظام... يوسف بن تاشفين (وقيام دولة المرابطون في المغرب) يعتبر يوسف بن تاشفين بحق واحداً من عظماء المسلمين المغاربة الذين جدّدوا للأمة أمر دينها ولم يأخذ حقه من الاهتمام التاريخي إلا قليلاً. وشخصية يوسف بن تاشفين شخصية إسلامية متميزة استجمعت من خصائل الخير وجوامع الفضيلة ما ندر أن يوجد مثلها في شخص مثله. فيوسف بن تاشفين أبو يعقوب لا يقل عظمة عن يوسف بن أيوب الملقب بصلاح الدين الأيوبي، وإذا كان الأخير قد ذاع صيته في المشرق الإسلامي وهو يقارع الصليبيين ويوحد المسلمين، فإن الأول قد انتشر أمره في المغرب الإسلامي وهو يقارع الإسبان والمارقين من الدين وملوك الطوائف ويوحد المسلمين في زمن كان المسلمون فيه أحوج ما يكونون إلى أمثاله. نشأ يوسف بن تاشفين في موريتانيا نشأة إيمانية جهادية، وأصله من قبائل «صنهاجه اللثام» البربرية. كانت الظروف السياسية السائدة في زمنه غاية في التعقيد وغلب عليها تعدد الولاءات وانقسام العالم الإسلامي وسيطرة قوى متناقضة على شعوبه. ففي بغداد كانت الخلافة العباسية من الضعف بمكان بحيث لا تسيطر على معظم ولاياتها، وفي مصر ساد الحكم الفاطمي، وفي بلاد الشام بدأت بواكير الحملات الصليبية بالنزول في سواحل الشام، وفي الأندلس استعرت الخصومة والخيانة وعم الفساد بين ملوك طوائفها، وأما في بلاد المغرب الإسلامي حيث نشأ وترعرع فكانت قبائل مارقة من الدين تسيطر على الشمال المغربي، وتحصن مواقعها في ا لمدن الساحلية كسبتة وطنجة ومليلة، وهي من آثار الدولة العبيدية الفاطمية التي تركت آثاراً عقيدية منحرفة تمثلت في جزء منها بإمارة تسمى الإمارة البرغواطية سيطرت على شمال المغرب وبنت أسطولاً قوياً لها وحصنت قواتها البحرية المطلة على مضيق جبل طارق. وفي عام 445هـ أسّس عبد الله بن ياسين حركة المرابطية (الرباط في سبيل الله)، وبعد عشر سنوات تسلم قيادة الحركة يوسف بن تاشفين، فبدأ بتعمير البلاد وحكمها بالعدل، وكان يختار رجالاً من أهل الفقه والقضاء لتطبيق الإسلام على الناس، واهتم ببناء المساجد باعتبارها مراكز دعوة وانطلاق وتوحيد للمسلمين تحت إمارته، ثم بدأ يتوسع شرقاً وجنوباً وشمالاً فكانت المواجهة بينه وبين الإمارة البرغواطية الضالة أمراً لا مفر منه. استعان ابن تاشفين في البداية بالمعتمد بن عباد - وهو أحد أمراء الأندلس الصالحين - لمحاربة البرغواطيين، فأمدّه المعتمد بقوة بحرية ساعدته في القضاء على الإمارة الضالة، وهكذا استطاع أن يوحد كل المغرب حتى مدينة الجزائر شرقاً، وحتى غانة جنوباً، وكان ذلك عام 476هـ. الأندلس بعد أن قوي ساعده واستقرت دولته وتوسعت، لجأ إليه مسلمو الأندلس طالبين الغوث والنجدة، حيث كانت أحوال الأندلس تسوء يوماً بعد يوم، فملوك الطوائف لقبوا أنفسهم بالخلفاء، وخطبوا لأنفسهم على المنابر، وضربوا النقود بأسمائهم، وصار كل واحدٍ منهم يسعى للاستيلاء على ممتلكات صاحبه، لا يضره الاستعانة بالإسبان النصارى أعداء المسلمين لتحقيق أهدافه، واستنابوا الفساق، واستنجدوا بالنصارى وتنازلوا لهم عن مداخل البلاد ومخارجها. وأدرك النصارى حقيقة ضعفهم فطلبوا منهم المزيد. ولقد استجاب ابن تاشفين لطلب المسلمين المستضعفين، وفي ذلك يقول الفقيه ابن العربي: «فلبّأهم أمير المسلمين ومنحه اللـه النصر، وألجم الكفار السيف، واستولى على من قدر عليه من الرؤساء من البلاد والمعاقل، وبقيت طائفة من رؤساء الثغر الشرقي للأندلس تحالفوا مع النصارى، فدعاهم أمير المسلمين إلى الجهاد والدخول في بيعة الجمهور، فقالوا: لا جهاد إلا مع إمام من قريش ولستَ به، أو مع نائبه وما أنت ذلك، فقال: أنا خادم الإمام العباسي، فقالوا له: أظهر لنا تقديمه إليك، فقال: أو ليست الخطبة في جميع بلادي له؟ فقالوا: ذلك احتيال، ومردوا على النفاق». وحتى يكون ابن تاشفين أميراً شرعياً أرسل إلى الخليفة العباسي يطلب منه توليته. ويقول السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء: «وفي سنة تسع وسبعين أرسل يوسف بن تاشفين صاحب سبتة ومراكش إلى المقتدي يطلب أن يسلطنه وأن يقلده ما بيده من البلاد فبعث إليه الـخُلَعَ والأَعلام والتقليدَ ولقّبه بأمير المسلمين، ففرح بذلك وسُر به فقهاء المغرب». وبعد أن زاد ضغط النصارى الإسبان القادمين من الشمال استنجد بابن تاشفين المعتمد بن عباد، ونُقِلَ عنه في كتاب دراسات في الدولة العربية في المغرب والأندلس أنه قال: «رعي الـجِمال عندي خير من رعي الخنازير» وذلك كناية عن تفضيله للسيادة الإسلامية، ودخل المعتمد مع ابن تاشفين الأندلس شمالاً وقاد ابن تاشفين الجيوش الإسلامية وقاتل النصارى قتالاً شديداً وكانت موقعة الزلاقة من أكبر المعارك التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً كبيراً على الإسبان، وهُزم ملكهم الفونسو السادس هزيمة منكرة. وعلى أثر هذه الموقعة خَلَعَ ابنُ تاشفين جميعَ ملوك الطوائف من مناصبهم ووحّد الأندلس مع المغرب في ولاية واحدة لتصبح: أكبر ولاية إسلامية في دولة الخلافة. أمير المسلمين يقول صاحب الحُلَل الـمَوْشِيّة: (ولما ضخمت مملكة يوسف بن تاشفين واتسعت عمالته، اجتمعت إليه أشياع قبيلته، وأعيان دولته، وقالت له: أنت خليفة الله في أرضه، وحقك أكبر من أن تدعى بالأمير، بل ندعوك بأمير المؤمنين. فقال لهم: حاشا للـه أن نتسمى بهذا الاسم، إنما يتسمى به خلفاء بني العباس لكونهم من تلك السلالة الكريمة، ولأنهم ملوك الحرمين مكة والمدينة، وأنا راجلهم والقائم بدعوتهم، فقالوا له: لا بد من اسم تمتاز به، فأجاب إلى «أمير المسلمين وناصر الدين» وخطب لهم بذلك في المنابر وخوطب به من العُدْوَتَيْن - أي المغرب والأندلس -). يقول السلامي الناصري في الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى: «إنما احتاج أمير المسلمين إلى التقليد من الخليفة العباسي مع أنه كان بعيداً عنه، وأقوى شوكة منه، لتكون ولايته مستندة إلى الشرع… وإنما تسمى بأمير المسلمين دون أمير المؤمنين أدباً مع الخليفة حتى لا يشاركه في لقبه، لأن لقب أمير المؤمنين خاص بالخليفة، والخليفة من قريش». قالوا فيه جاء في الخطاب المطول الذي رفعه الفقيه المعروف بابن العربي واسمه عبد الله بن عمر: «… الأمير أبو يعقوب يوسف بن تاشفين المتحرك بالجهاد، المتجهز إلى المسلمين باستئصال فئة العناد، ولمة الفساد، قام بدعوة الإمامة العباسية والناس أشياع، وقد غلب عليهم قوم دعوا إلى أنفسهم ليسوا من الرهط الكريم ولا من شعبه الطاهر الصميم، فنبّه جميع من كان في أفق قيامه بالدعوة الإمامية العباسية، وقاتل من توقف عنها منذ أربعين عاماً إلى أن صار جميع من في جهة المغارب على سعتها وامتدادها له طاعة، واجتمعت بحمد اللـه على دعوته الموفقة الجماعة، فيخطب الآن للخلافة، بسط الله أنوارها، وأعلى منارها على أكثر من ألفي منبر وخمسمائة منبر، فإن طاعته ضاعفها الله من أول بلاد الله الإفرنج، استأصل اللـه شأفتهم، ودمّر جملتهم إلى آخر بلاد السوس مما يلي غانة، وهي بلاد معادن الذهب، والحافة بين الحدين المذكورين مسيرة خمسة أشهر، وله وقائع في جميع أصناف الشرك من الإفرنج وغيرهم، قد فللت غربهم، وقللت حزبهم، وألفت مجموعة حربهم، وهو مستمر على مجاهدتهم ومضايقتهم في كل أفق، وعلى كل الطرق، ولقد وصل إلى ديار المشرق في هذا العام قاضٍ من قضاة المغرب يعرف بابن القاسم، ذكر من حال هذا الأمير ما يؤكد ما ذكرته، ويؤيد ما شرحته، وقد خصّه الله بفضائل، منها الدين المتين، والعدل المستبين، وطاعة الإمام، وابتداء جهاده بالمحاربة على إظهار دعوته، وجمع المسلمين على طاعته، والارتباط بحماية الثغور، وهو ممن يقسم بالسوية، ويعدل في الرعية، وواللـه ما في طاعته مع سعتها دانٍ منه، ولا ناءٍ عنه من البلاد ما يجري فيه على أحد من المسلمين رسم مَكْسٍ، وسبل المسلمين آمنة، ونقوده من الذهب والفضة سليمة من الشرب، مطرزة باسم الخلافة ضاعف اللـه تعظيمها وجلالها. هذه حقيقة حاله واللـه يعلم أني ما أسهبت ولا لغوت بل لعلي أغفلت أو قصرت». وجاء رد الخليفة بخط يده وبمداد ممسك: «… إن ذلك الولي الذي أضحى بحبل الإخلاص معتصماً، ولشرطه ملتزماً، وإلى أداء فروضه مسابقاً، وكل فعله فيما هو بصدده للتوفيق مساوقاً، لا ريبة في اعتقاده، ولا شك في تقلده من الولاء، طويل نجاده، إذا كان من غدا بالدين تمسكه، وفي الزيادة عنه مسلكه، حقيقاً بأن يستتب صلاح النظام على يده، ويستشف من يومه حسن العقبى في غده، وأفضل من نحاه، وعليه من الاجتهاد دار رحاه، جهاد من يليه من الكفار، وإتيان ما يقضي عليهم بالاجتياح والبوار، اتباعاً لقول القرآن: ﴿قاتلوا الذين يلونكم من الكفار﴾ فهذا هو الواجب اعتماده، الذي يقوم به الشرع عماده». وللغزالي قول فيه رد على طلب ابن العربي منه لفتوى بحقه نقتبس منه: «لقد سمعت من لسانه -ابن العربي- وهو الموثوق به، الذي يستغنى مع شهادته عن غيره، وعن طبقة من ثقاة المغرب الفقهاء وغيرهم من سيرة هذا الأمير أكثر الله في الأمراء أمثاله، ما أوجب الدعاء لأمثاله، فلقد أصاب الحق في إظهار الشعار الإمام المستظهري، وإذا نادى الملك المستولي بشعار الخلافة العباسية وجب على كل الرعايا والرؤساء الإذعان والانقياد، ولزمهم السمع والطاعة، وعليهم أن يعتقدوا أن طاعته هي طاعة الإمام، ومخالفته مخالفة الإمام، وكل من تمرد واستعصى وسل يده عن الطاعة فحكمه حكم الباغي، وقد قال اللـه الله: ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله﴾ والفيئة إلى أمر الله الرجوع إلى السلطان العادل المتمسك بولاء الإمام الحق المنتسب إلى الخلافة العباسية، فكل متمرد على الحق فإنه مردود بالسيف إلى الحق، فيجب على الأمير وأشياعه قتال هؤلاء المتمردة عن طاعته لا سيما وقد استنجدوا بالنصارى المشركين أوليائهم، وهم أعداء الله في مقابلة المسلمين الذين هم أولياء اللـه، فمن أعظم القربات قتالهم إلى أن يعودوا إلى طاعة الأمير العادل المتمسك بطاعة الخلافة العباسية، ومهما تركوا المخالفة وجب الكف عنهم، وإذا قاتلوا لم يجز أن يتبع مدبرهم، ولا أن (ينزف) على جريحهم…. وأما من يظفر به من أموالهم فمردود عليهم أو على ورثتهم، وما يؤخذ من نسائهم وذراريهم في القتال مهدرة لا ضمان فيها… ويجب على حضرة الخليفة التقليد فإن الإمام الحق عاقلة أهل الإسلام، ولا يحل له أن يترك في أقطار الأرض فتنة ثائرة إلا ويسعى في إطفائها بكل ممكن. قال عمر رضي اللـه عنه: «لو تركت جرباء على ضفة الفرات لم تُطل بالهناء -القِطر- فأنا المسؤول عنها يوم القيامة». فقال عمر بن عبد العزيز: «خصماؤك يا أمير المؤمنين»، يعني أنك مسؤول عن كل واحد منهم إن ضيعت حق اللـه فيهم أو أقمته فلا رخصة في التوقف عن إطفاء الفتنة في قرية تحوي عشرة فكيف في أقاليم». [عدل]أعمال فنية
    0 التعليقات 0 نشر
  • مدينة النخيل هي اسم يطلق على مدينة مراكش الحمراء المغربية، ويسميها البعض أيضاً بمدينة البهجة، وسميت أيضاً بمدينة النخيل لوفرته فيها، وهي مدينة تقع وسط المملكة المغربية، ويعود سبب تسميتها بمراكش إلى أن الإمام يوسف بن تاشفين كان يريد تأسيس واتخاذ عاصمة لبلاده، فخرج نحو مكان مراكش وأعجبه المكان لسهولة أرضه وانبساطها، واحتار في شأن التسمية فإذا به يسمع صاحب حقل يسأل الآخر عن سقي الحقل فأجابه بمرّة وكش، أي سقيته مرةً ونشف، فأعجبت الكلمة يوسف وسماها بمراكش، وجعلها عاصمة لبلاده الصنهاجية. وصف مدينة النخيل مدينة النخيل أو مراكش ولقبت أيضاً بالمدينة الحمراء، ذات أرجاء واسعة وفسيحة، منبسطة الأرض، وذات مناخ متقلب ما بين الحر والثلج والظلّ، حيث إنّ مناخها معتدل، ومياهها عذبة، وثمارها طيبة، مليئة بشجر النخيل الذي يغزو أراضيها والتي عرفت به، وهي مدينة ذات شأن عظيم، وكانت عاصمة لدولة السعديين والمرابطين، أسّسها وقام ببنائها الإمام يوسف بن تاشفين، وهي من أكثر مدن المغرب عظمة ومكانة، كماعرفت بأنّها دار العلم، والفقه، والصلاح، وقاعدة المغرب ومركزها، عظيمة البركة وكثيرة المساجد. معالم مدينة النخيل تمتاز مدينة مراكش بوجود العديد من المعالم والمزارات، ومن معالم هذه المدينة ما يأتي: نهر واد أسيل وهذا النهر قد بنيت عليه قنطرة لتسهيل مرور الراجلين. المدارس والتي بلغ عددها ستةٌ وهي على التوالي المدرسة العباسية ومدرسة حومة باب الدكالة، ومدرسة الشعب، والمدرسة اليوسفية، ومدرسة حومة سيدي محمد بن صالح، ومدرسة المواسين. الحمّامات والتي يبلغ عددها في المدينة أربعةٌ وعشرون حمّاماً. سور مراكش الذي قام ببنائه الخليفة علي بن يوسف اللمتوني برأي مقترح من الإمام الفقيه ابن رشد، حيث استغرق بناؤه الثمانية أشهر وكلف بناؤه حوالي السبعين ألف دينار ذهبيّ. المساجد التي اشتهرت مدينة مراكش بكثرتها وعددها 123 مسجداً أشهرها وأهمّها مسجد المنصوري الموحّدي ومسجد حارة الصورة ومسجد الكتيبيين، ومسجد الشيخ الجزولي، ومسجد الشيخ سيدي محمد صالح. منتجع النخيل منتجع النخيل هو منتجع سياحيّ في مدينة مراكش، يمتاز بكثرة المناظر الخلابة ووفرة نخيله الطبيعيّ، مساحته كبيرة جداً جاوزت المئة وستين هكتاراً وسط المدينة، سياحيّ بدرجة أولى لكنه جسّد مظهر النخيل الوفير في المدينة بمساحة سياحيّة بتصميم رائع وديكورات جذابة، ومسابح ضخمة، وفيلات سكنية سياحية، تجعل الزائر مستمتعاً بكلّ ما هو عذب في المدينة من هواء عليل ومناظر خلابة للنخيل، ومياه عذبة.
    مدينة النخيل هي اسم يطلق على مدينة مراكش الحمراء المغربية، ويسميها البعض أيضاً بمدينة البهجة، وسميت أيضاً بمدينة النخيل لوفرته فيها، وهي مدينة تقع وسط المملكة المغربية، ويعود سبب تسميتها بمراكش إلى أن الإمام يوسف بن تاشفين كان يريد تأسيس واتخاذ عاصمة لبلاده، فخرج نحو مكان مراكش وأعجبه المكان لسهولة أرضه وانبساطها، واحتار في شأن التسمية فإذا به يسمع صاحب حقل يسأل الآخر عن سقي الحقل فأجابه بمرّة وكش، أي سقيته مرةً ونشف، فأعجبت الكلمة يوسف وسماها بمراكش، وجعلها عاصمة لبلاده الصنهاجية. وصف مدينة النخيل مدينة النخيل أو مراكش ولقبت أيضاً بالمدينة الحمراء، ذات أرجاء واسعة وفسيحة، منبسطة الأرض، وذات مناخ متقلب ما بين الحر والثلج والظلّ، حيث إنّ مناخها معتدل، ومياهها عذبة، وثمارها طيبة، مليئة بشجر النخيل الذي يغزو أراضيها والتي عرفت به، وهي مدينة ذات شأن عظيم، وكانت عاصمة لدولة السعديين والمرابطين، أسّسها وقام ببنائها الإمام يوسف بن تاشفين، وهي من أكثر مدن المغرب عظمة ومكانة، كماعرفت بأنّها دار العلم، والفقه، والصلاح، وقاعدة المغرب ومركزها، عظيمة البركة وكثيرة المساجد. معالم مدينة النخيل تمتاز مدينة مراكش بوجود العديد من المعالم والمزارات، ومن معالم هذه المدينة ما يأتي: نهر واد أسيل وهذا النهر قد بنيت عليه قنطرة لتسهيل مرور الراجلين. المدارس والتي بلغ عددها ستةٌ وهي على التوالي المدرسة العباسية ومدرسة حومة باب الدكالة، ومدرسة الشعب، والمدرسة اليوسفية، ومدرسة حومة سيدي محمد بن صالح، ومدرسة المواسين. الحمّامات والتي يبلغ عددها في المدينة أربعةٌ وعشرون حمّاماً. سور مراكش الذي قام ببنائه الخليفة علي بن يوسف اللمتوني برأي مقترح من الإمام الفقيه ابن رشد، حيث استغرق بناؤه الثمانية أشهر وكلف بناؤه حوالي السبعين ألف دينار ذهبيّ. المساجد التي اشتهرت مدينة مراكش بكثرتها وعددها 123 مسجداً أشهرها وأهمّها مسجد المنصوري الموحّدي ومسجد حارة الصورة ومسجد الكتيبيين، ومسجد الشيخ الجزولي، ومسجد الشيخ سيدي محمد صالح. منتجع النخيل منتجع النخيل هو منتجع سياحيّ في مدينة مراكش، يمتاز بكثرة المناظر الخلابة ووفرة نخيله الطبيعيّ، مساحته كبيرة جداً جاوزت المئة وستين هكتاراً وسط المدينة، سياحيّ بدرجة أولى لكنه جسّد مظهر النخيل الوفير في المدينة بمساحة سياحيّة بتصميم رائع وديكورات جذابة، ومسابح ضخمة، وفيلات سكنية سياحية، تجعل الزائر مستمتعاً بكلّ ما هو عذب في المدينة من هواء عليل ومناظر خلابة للنخيل، ومياه عذبة.
    0 التعليقات 0 نشر
  • الفتح الاسلامى للاندلس

    الحالة في إسبانيا قبل الفتح العربي
    كانت إسبانيا في الفترة الأخيرة من الحكم القوطي, تعاني ضعفا سياسيا واجتماعيا يجعلها فريسة سهلة لأي غاز يغزوها من الجنوب أو من الشمال, كان المجتمع الإسباني في ذلك الوقت ينقسم إلى طبقات يسيطر بعضها على بعض, الطبقات كانت:
    1. الطبقة العليا المكونة من الملك والنبلاء: لم يكن الملك يعين بالوراثة بل كان يعين بالانتخاب, فالنظام كان ملكيا انتخابيا, لكنه أدى في النهاية إلى تنافس بين النبلاء للوصول إلى الحكم, مما أدى لكثرة المؤامرات بينهم الأمر الذي أدى لإضعاف قوة الدولة, وكان أفراد هذه الطبقة يملكون نفوذا غير محدود ولهم ممتلكات عقارية كثيرة وكانت هذه الممتلكات معفاة عن الضرائب.
    2. طبقة رجال الدين: كان الدين في العصور الوسطى في إسبانيا له نفوذ واسع, وكان رجال الدين يتمتعون بنفوذ غير محدود سياسيا وروحيا, إذ كانوا يشاركون النبلاء في انتخاب الملك, وأيضا كانت لهم ممتلكات عقارية معفاة من الضرائب.
    3. الطبقة الوسطى: وهي الطبقة الحرة التي تمثل الشعب, كثرتها تدل على رخاء المجتمع وقلتها تدل على اختلاله, وفي الفترة الأخيرة من الحكم القوطي, كان عدد أفراد هذه الطبقة قليل, كما كانوا مثقلين بالضرائب.
    4. الطبقة الدنيا أو طبقة العبيد: وهم الأكثر عددا في المجتمع القوطي في الفترة الأخيرة من الحكم القوطي, كان معظمهم يعمل في مزارع النبلاء, وكانوا ملكا لصاحب الأرض وكانوا ينقلون مع الأرض إذا بيعت لشخص آخر.
    5. طبقة اليهود: كان اليهود يقومون بالأعمال المالية والحسابية في دواوين الحكومة, وكانوا مكروهين لاختلاف عقيدتهم الدينية, ولذلك تعرضوا لكثير من الاضطهادات, فاضطروا أحيانا لقلب نظام الحكم بالثورات, وأحيانا عن طريق المؤامرات.
    كانت الحالة الاجتماعية في إسبانيا قبل الفتح الإسلامي تعاني الفساد والتفكك وعدم التماسك, في وقت أصبحت فيه اللأراضي المغربية المقابلة لإسبانيا قوة متماسكة يتيح لها الفرصة للتدخل بها.
    [عدل] السبب المباشر لفتح إسبانيا

    تختلف الرواية العربية عن الرواية الإسبانية حول السبب المباشر لتدخل المسلمين في إسبانيا, الرواية العربية ترجع بذلك إلى قصة انتقام شخصي, القصة تقول أن الكونت يوليان حاكم سبتة كانت له ابنة جميلة اسمها فلورندا وأن الكونت أرسلها إلى القصر الملكي القوطي في طليطلة لتتأدب وتتعلم كغيرها من فتيات الطبقة الراقية, فرآها الملك القوطي لذريق Rodrigo وأحبها فاعتدى عليها, فكتبت رسالة إلى ابيها تخبره وتشكو له ما حصل, فذهب يوليان إلى القصر وأخذ ابنته من هناك, وأصبح يوليان يريد الانتقام فاتصل بموسى بن نصير وأقنعه بغزو اسبانيا مبينا له سوء الأحوال فيها فاستجاب موسى لطلبه وأقدم على الغزو بعد أن استأذن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.
    أما الرواية الإسبانية فتقول أن الملك القوطي وقلة Akhila, عندما عزل من ملكه ذهب انصاره إلى حليفه الكونت يوليان حاكم سبتة طالبين منه المساعدة, فقادهم يوليان إلى موسى بن نصير بالقيروان حيث تم الاتفاق على أن يمدهم موسى بجيش من عنده ليرد إلى ملكهم المعزول عرشه بشرط دفعهم جزية سنوية للعرب.
    [عدل] التخطيط لفتح إسبانيا

    كان فتح المسلمين لإسبانيا نتيجة لخطة موضوعة, أقرها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بدمشق, باتفاق مع قائده على المغرب موسى بن نصير. قام موسى بن نصير بعدة حملات استكشافية على جنوب اسبانيا، فقام باستدعاء حليفه الكونت يوليان حاكم سبتة, قام يوليان بحشد جيوشه وجاز في مركبين إلى الأندلس وشن الغارة على الساحل الجنوبي, فسبا وقتل وغنم ورجع وامتلأت يديه خيرا وشاع الخبر في كل قطر فتحمس الناس للغزو.[1] لم يكتفي موسى بهذه الغارة الاستطلاعية التي قام بها يوليان بل استدعى أحد ضباطه وهو طريف بن مالك[2], فأمره بشن غارة على ساحل الأندلس الجنوبي فعبر طريق المضيق ب100 فارس و 400 راجل وذلك في يونيو سنة 710م 91 هـ في رمضان في طريفه, نزل طريف وجنده وأغاروا على المناطق التي تتبعها إلى جهة الخضراء فغنم منها الكثير وعاد سالما[3]. فتبين لموسى بن نصير أن ما قاله يوليان كان صحيحا عن ضعف المقاومة في إسبانيا, فأعد موسى جيشا من سبعة آلاف محارب لغزو الاندلس بقيادة طارق بن زياد.
    إن فتح المسلمين للأندلس لم يكن منذ البداية مغامرة حربية ارتجالية, بل كان فتحا منظما حسب خطة أعدت من قبل.
    [عدل] عبور المسلمين إلى إسبانيا

    اعتمد موسى بن نصير على الأساطيل الإسلامية التي كانت تحت قيادته على طول الساحل المغربي, وجه موسى طارق بن زياد إلى طنجة ومن هناك انطلقت السفن العربية الإسلامية إلى الجبل المعروف حتى اليوم بجبل طارق[4].
    [عدل] معركة جبل طارق

    عند نزول طارق بن زياد وجيشه إلى سفح الجبل لقوا مقاومة عنيفة من القوط الذين كانوا على علم بأن المسلمين قادمون لغزوهم نتيجة الغارات الاستطلاعية التي شنت من قبل, فاضطر المسلمون لتغيير خططهم العسكرية وقرروا النزول ليلا في مكان صخري وعر, فاستخدموا براذع الدواب ومجاذف السفن لكي تعينهم على خوض المياه وارتقاء الصخور فالتفوا بذلك حول جموع القوط وانقضوا عليهم قبل أن يشعر القوط بهم. وكان هذا النصر الأول الذي أحرزه طارق عند نزوله أرض الأندلس وتمكن من احتلال الجبل المسمى باسمه حتى اليوم[5].
    [عدل] حرق المراكب وخطبة طارق

    قصة حرق المراكب هي قصة شائعة في تاريخ فتح الأندلس تفيد القصة بأن طارق قد أحرق سفنه بعد نزوله الشاطئ الإسباني لكي يقطع على جنوده أي تفكير في التراجع والارتداد. ثم خطب فيهم خطبته المشهورة التي قال فيها:
    "أيها الناس. أين المفر؟ البحر من ورائكم. والعدو أمامكم. وليس لكم والله إلا الصدق والصبر. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام. وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته. وأقواته موفورة. وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم. ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم. وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم. ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهبت ريحكم. وتعوَّضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية (يقصد لذريق) فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة. وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن، إن سمحتم لأنفسكم بالموت. وإني لم أحذركم أمرًا أنا عنه بنجوة. ولا حَمَلْتُكُمْ على خطة أرخص متاع فيها النفوس إلا وأنا أبدأ بنفسي. واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشقِّ قليلاً. استمتعتم بالأرفَهِ الألذِّ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حظكم فيه بأوفى من حظي".
    ثم قال:
    "وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عُربانًا، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارًا. وأختانًا. ثقة منه بارتياحكم للطعان. واستماحكم بمجالدة الأبطال والفرسان. ليكون حظُّه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته وإظهار دينه بهذه الجزيرة. وليكون مغنمًا خالصة لكم من دونه. ومن دون المؤمنين سواكم. والله – الله – ولَّى أنجادكم على ما يكون لكم ذِكرًا في الدارين. واعلموا أنني أول مُجيب لما دعوتكم إليه. وأني عند مُلتقى الجمعين حامل نفسي على طاغية القوم لذريق. فقاتله -إن شاء الله- فاحملوا معي. فإن هلكت بعده. فقد كفيتكم أمره. ولم يعوزكم بطلب عاقد تسندون أموركم إليه. وإن هلكت قبل وصولي إليه. فاخلفوني في عزيمتي هذه. واحملوا بأنفسكم عليه. واكتفوا الهمَّ من الاستيلاء على هذه الجزيرة بقتله؛ فإنهم بعده يُخذلون".
    والرواية الإسلامية تشير إلى حادثة حرق السفن في ثلاثة مراجع هي كتاب الاكتفاء لابن الكردبوس, وكتاب نزهة المشتاق ل الشريف الإدريسي وكتاب الروض المعطار ل الحميري.
    في كتاب ابن الكردبوس. يشار إلى أن طارق أراد حرق سفنه كي يحشد همم المقاتلة. أما في كتب الإدريسي والحميري, فيشار إلى أن طارقا أحس بأن العرب لا يثقون به وتوقع أنهم لن ينزلوا معه إلى الجبل فعمد إلى إحراق سفنه كي يحول دون انسحابهم بها إلى المغرب.
    [عدل] معركة كورة شذونة

    اضغط هنا لتكبير الصوره مقال تفصيلي :معركة كورة شذونة
    أقام طارق بن زياد في جبل طارق عدة أيام, بنى خلالها سورا أحاط بجيوشه سماه سور العرب[6], كما أعد قاعدة عسكرية بجوار الجبل على الساحل لحماية ظهره في حالة الانسحاب أو الهزيمة وهي مدينة الجزيرة الخضراء, والتي سميت أيضا بجزيرة أم حكيم[7], إن موقع هذا الميناء قريب وسهل الاتصال بمدينة سبتة على الساحل المغربي المقابل, بينما يصعب الاتصال بإسبانيا نفسها بسبب وجود مرتفعات بينهما, كذلك أقام قاعدة أمامية أخرى في مدينة طريفة بقيادة طريف بن مالك. وعلم الملك القوطي لذريق خبر نزول المسلمين في بلاده, كان الملك لذريق مشغولا ذلك الوقت بإخماد ثورة قام بها البشكنس سكان نافارا في أقصى شمال إسبانيا. فأسرع الملك لذريق بالعودة إلى جنوب إسبانيا بجميع قواته لملاقاة المسلمين. في ذلك الوقت كان طارق بن زياد قد اتجه نحو الغرب متخذا قاعدة طريفة قاعدة يحمي بها مؤخرة جيشه ثم أكمل سيره حتى وصل بحيرة تعرف باسم بحيرة لاخندا في كورة شذونة. بعث طارق جواسيس له إلى الشمال ليروا حجم الجيش الذي سيواجهه المسلمون, وعندما عادوا إليه أبلغوه عن ضخامة الجيش الذي جهزه له الملك لذريق, فانزعج طارق لهذا النبأ وكتب إلى موسى بن نصير يطلب منه أن يمده بالمزيد من الجند, فاستجاب له موسى فوجه له خمسة آلاف جندي فأصبح عدد جيش المسلمين في الأندلس إثنا عشر ألفا.
    يتفق أغلب المؤرخين على أن المعركة الفاصلة التي دارت بين المسلمين والقوط والتي حددت مصير الأندلس حدثت في كورة شذونة جنوب غرب إسبانيا, استمرت المعركة مدة ثمانية أيام من الأحد في 28 من رمضان إلى الأحد 5 شوال عام 92هـ ومن 19 - 26 يونيو عام 711م, ووصفوها بأنها كانت معركة شديدة ضارية، اقتتل فيها الطرفان قتالا شديدا حتى ظنوا أنه الفناء[8], ولم تكن بالمغرب مقتلة أعظم منها, وأن عظامهم بقيت في أرض المعركة دهرا طويلا لم تذهب[9], وانتهت المعركة بانتصار المسلمين وهزيمة الجيش القوطي. وقد سميت هذه المعركة في عدة مصادر عربية وإسبانية باسم معركة البحيرة, ووادي لكة, ووادي البرباط, وشريش, والسواقي, وتنسب هذه التسميات إلى تلك الأماكن التي دارت وتشعبت عندها تلك المعركة الواسعة النطاق في أراضي كورة شذونة. بعد المعركة الفاصلة وانتصار طارق بن زياد أصبحت جميع المعارك التي قامت في أنحاء الأندلس ما هي إلا مناوشات بسيطة بالنسبة لهذه المعركة الكبيرة, فقد استولى المسلمون على الأندلس خلال ثلاثة أعوام مما يدل على انتهاء المقاومة تقريبا.
    [عدل] إتمام فتح الأندلس

    بعد هذا النصر الكبير الذي حققه طارق في معركة شذونة فتحت أبواب الأندلس للمسلمين واتجه طارق بالجيش شمالا نحو العاصمة طليطلة, وفي أثناء سيره واجهته قلعة اسمها إسيجه Ecijah، فحاصرها ثم استولى عليها, في ذلك الوقت أرسل طارق أقساما من جيشه إلى المناطق الجانبية في الأندلس, اتجه قسم إلى قرطبة بقيادة مغيث الرومي مولى عبد الملك بن مروان, فاستولى عليها بعد حصار دام ثلاثة أشهر, واتجه قسم آخر إلى البيرة وما يحيطها وفتحوها. ومن الجدير بالذكر أن طارق وجد وقادته عونا من اليهود المقيمين في إسبانيا بسبب اضطهاد القوط لهم ولذلك اعتمد طارق عليهم في حفظ المناطق المفتوحة في أنحاء البلاد[10]. استمر طارق بزحفه نحو الشمال حتى وصل العاصمة طليطلة, فدخلها دون مقاومة تذكر, إذ كان حكامها وأهلها قد هربوا منها, فكانت المدينة شبه خالية تقريبا[11], فغنم المسلمون من كنائس المدينة وقصورها ذخائر وكنوزا كما تشير المصادر العربية.
    ثم خشي طارق بن زياد من أن يقطع عليه القوط الطريق في تلك المناطق الجبلية الوعرة, لأن فصل الشتاء قد اقترب وتعب الجيش الإسلامي من الجهود التي بذلها, والغنائم التي ثقل بها, فكتب إلى موسى بن نصير يطلب منه العون, وفي شهر رمضان عام93هـ يونيو 712م, عبر موسى مضيق جبل طارق بجيش كبير من 18 ألف محارب, معظمهم من العرب بعصبياتهم القيسية واليمنية, ومن بينهم عدد من التابعين وقد عرف هذا الجيش العربي الأول بطالعة موسى[12].و سار موسى من طريق غربي غير الطريق الذي سار به طارق, واستولى على مدن أخرى غير التي استولى عليها طارق فاستولى على إشبيلية وماردة وقرمونة, ثم وصل إلى نهر التاجو بالقرب من طليطلة فالتقى بطارق بن زياد هناك. ثم تابع القائدان سيرهما نحو الشمال باتجاه جبال البرتات (البرانس) وأخذت المدن تتساقط بين أيديهم مثل وشقة ولاردة وسرقسطة, حتى وصلا إلى شاطئ البحر الشمالي عند الحدود الإسبانية الفرنسية.
    و هكذا أنهى كل من طارق وموسى من فتوحاتهما, وأمر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك برجوع القائدين إلى دمشق, فعاد موسى وطارق وخلف على الأندلس عبد العزيز بن موسى بن نصير واليا عليها عام 95هـ 714 م.
    لم يتبقى من الأندلس سوى بعض المناطق الشرقية والشمالية الغربية, أما شرق الأندلس فقد فتحها الأمير عبد العزيز بن موسى بن نصير الذي أصبح واليا على الأندلس, تركزت المقاومة في كورة تدمير (مرسية حاليا) وكانت لها قاعدة حصينة وهي أريولة, سميت هذه الولاية بهذا الاسم نسبة إلى اسم حاكمها الأمير القوطي تيودمير الذي عقد معه عبد العزيز معاهدة أريولة التي احتوت على شروط ضمنت له أن يحكم ولايته مقابل جزية سنوية.
    أما الجزء الشمالي الغربي من الأندلس, وهي المنطقة المعروفة بأستورياس Asturias في جليقية أو غاليسيا Galicia, فإن الأمويين لم يفرضوا عليها سيطرتهم بالكامل, بسبب برودة مناخها ووعورة طرقها, فأهملوا هذا الجانب استهانة بشأنه, نتيجة لذلك تمكن بعض من تبقى من الجيش القوطي المنهزم بزعامة القائد المعروف باسم بلاي أو بيلايو Pelayo, لجأ هؤلاء القوط إلى الجبال الشمالية في تلك المنطقة, وهي ثلاثة جبال عالية, تسمى القمة الغربية منها باسم أونغا onga فيها كهف يعرف باسم كوفادونغا Covadonga, أما العرب فيسمونها باسم صخرة بلاي لأن بيلايو اختبأ فيها عندما حاصرهم المسلمون وعاشوا على عسل النحل الذي وجدوه في خروق الصخور, عندما عرف المسلمون أمرهم, تركوهم استهانة بأمرهم ووانسحبوا وقالوا: " ثلاثون علجا ما عسى أن يجيئ منهم؟ "[13].
    المصادر الإسبانية تعتبر انسحاب المسلمين من كوفادونغا نصرا عسكريا وأيضا نصرا قوميا للإسبان, وتقول أن العون الالهي كان قد وقف إلى جانبهم, أما المصادر العربية فهي تعترف بانسحاب المسلمين عن هذه المنطقة الباردة والقاحلة لكنها لا تذكر شيئا عن قيام معركة ولا عن القائد علقمة اللخمي الذي قاد الجيش هناك ذلك الوقت. وعلى إثر انسحاب المسلمين قامت في تلك المنطقة (شمال غرب إسبانيا) مملكة أستورياس.
    [عدل] مراحل الحكم الإسلامي في الأندلس

    اتفق الؤرخون على تقسيم مراحل الحكم الإسلامي في الأندلس إلى خمسة عصور وهي:
    1. عصر الولاة: وهو العصر الذي يمتد من الفتح العربي حتى قيام الدولة الأموية في الأندلس منذ عام 711م حتى عام 756 م 91هـ - 138هـ هذا العصر كانت الأندلس ولاية تابعة للخلافة الأموية في دمشق.
    2. عصر الدولة الأموية في الأندلس: يقسم هذا العصر إلى قسمين, القسم الأول كانت الأندلس إمارة أموية مستقلة عن دولة الخلافة العباسية في المشرق. منذ عام 756 م حتى عام 929 م 138هـ - 316هـ. أما القسم الثاني وقد أصبحت الأندلس خلافة مستقلة روحيا عن الخلافة العباسية عندما أعلن عبد الرحمن الثالث نفسه خليفة ولقب بالناصر لدين الله.
    3. عصر ملوك الطوائف : 1031 م - 1086 م ويبدأ هذا العصر بانتهاء الدولة الأموية في الأندلس وانقسامها إلى دويلات متنازعة إلى أن دخلها المرابطون من المغرب وأعادوا توحيدها بعد انتصارهم على الإسبان في معركة الزلاقة عام 1086م بقيادة القائد البربري يوسف بن تاشفين.
    4. عصر السيطرة المغربية أو الحكم المغربي: من سنة 1086م حتى سنة 1214 م, وفيه أصبحت الأندلس ولاية تابعة للمغرب أثناء حكم المرابطين ومن ثم الموحدين كانت العاصمة لكلتا الدولتين المتتاليتين مدينة مراكش المغربية, انتهى هذا العصر بهزيمة الموحدين أمام الجيوش الأوروبية المتحالفة في موقعة العقاب عام 609 هـ 1212 م أعقب ذلك فترة ملوك طوائف ثانية, أنهى وجودها الإسبان ولم يبقى منها غير مملكة واحدة وهي مملكة غرناطة.
    5. عصر مملكة غرناطة: أو الدولة الناصرية أو دولة بني الأحمر, وهو آخر عصر إسلامي في الأندلس من عام 1231م حتى عام 1492 م, وهي السنة التي سقطت فيها المملكة في أيدي الملك فرناندو الثاني والملكة إيزابيلا, وهي نفس السنة التي اكتشف فيها كريستوف كولومبس القارة الأمريكية



    الفتح الاسلامى للاندلس الحالة في إسبانيا قبل الفتح العربي كانت إسبانيا في الفترة الأخيرة من الحكم القوطي, تعاني ضعفا سياسيا واجتماعيا يجعلها فريسة سهلة لأي غاز يغزوها من الجنوب أو من الشمال, كان المجتمع الإسباني في ذلك الوقت ينقسم إلى طبقات يسيطر بعضها على بعض, الطبقات كانت: 1. الطبقة العليا المكونة من الملك والنبلاء: لم يكن الملك يعين بالوراثة بل كان يعين بالانتخاب, فالنظام كان ملكيا انتخابيا, لكنه أدى في النهاية إلى تنافس بين النبلاء للوصول إلى الحكم, مما أدى لكثرة المؤامرات بينهم الأمر الذي أدى لإضعاف قوة الدولة, وكان أفراد هذه الطبقة يملكون نفوذا غير محدود ولهم ممتلكات عقارية كثيرة وكانت هذه الممتلكات معفاة عن الضرائب. 2. طبقة رجال الدين: كان الدين في العصور الوسطى في إسبانيا له نفوذ واسع, وكان رجال الدين يتمتعون بنفوذ غير محدود سياسيا وروحيا, إذ كانوا يشاركون النبلاء في انتخاب الملك, وأيضا كانت لهم ممتلكات عقارية معفاة من الضرائب. 3. الطبقة الوسطى: وهي الطبقة الحرة التي تمثل الشعب, كثرتها تدل على رخاء المجتمع وقلتها تدل على اختلاله, وفي الفترة الأخيرة من الحكم القوطي, كان عدد أفراد هذه الطبقة قليل, كما كانوا مثقلين بالضرائب. 4. الطبقة الدنيا أو طبقة العبيد: وهم الأكثر عددا في المجتمع القوطي في الفترة الأخيرة من الحكم القوطي, كان معظمهم يعمل في مزارع النبلاء, وكانوا ملكا لصاحب الأرض وكانوا ينقلون مع الأرض إذا بيعت لشخص آخر. 5. طبقة اليهود: كان اليهود يقومون بالأعمال المالية والحسابية في دواوين الحكومة, وكانوا مكروهين لاختلاف عقيدتهم الدينية, ولذلك تعرضوا لكثير من الاضطهادات, فاضطروا أحيانا لقلب نظام الحكم بالثورات, وأحيانا عن طريق المؤامرات. كانت الحالة الاجتماعية في إسبانيا قبل الفتح الإسلامي تعاني الفساد والتفكك وعدم التماسك, في وقت أصبحت فيه اللأراضي المغربية المقابلة لإسبانيا قوة متماسكة يتيح لها الفرصة للتدخل بها. [عدل] السبب المباشر لفتح إسبانيا تختلف الرواية العربية عن الرواية الإسبانية حول السبب المباشر لتدخل المسلمين في إسبانيا, الرواية العربية ترجع بذلك إلى قصة انتقام شخصي, القصة تقول أن الكونت يوليان حاكم سبتة كانت له ابنة جميلة اسمها فلورندا وأن الكونت أرسلها إلى القصر الملكي القوطي في طليطلة لتتأدب وتتعلم كغيرها من فتيات الطبقة الراقية, فرآها الملك القوطي لذريق Rodrigo وأحبها فاعتدى عليها, فكتبت رسالة إلى ابيها تخبره وتشكو له ما حصل, فذهب يوليان إلى القصر وأخذ ابنته من هناك, وأصبح يوليان يريد الانتقام فاتصل بموسى بن نصير وأقنعه بغزو اسبانيا مبينا له سوء الأحوال فيها فاستجاب موسى لطلبه وأقدم على الغزو بعد أن استأذن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. أما الرواية الإسبانية فتقول أن الملك القوطي وقلة Akhila, عندما عزل من ملكه ذهب انصاره إلى حليفه الكونت يوليان حاكم سبتة طالبين منه المساعدة, فقادهم يوليان إلى موسى بن نصير بالقيروان حيث تم الاتفاق على أن يمدهم موسى بجيش من عنده ليرد إلى ملكهم المعزول عرشه بشرط دفعهم جزية سنوية للعرب. [عدل] التخطيط لفتح إسبانيا كان فتح المسلمين لإسبانيا نتيجة لخطة موضوعة, أقرها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بدمشق, باتفاق مع قائده على المغرب موسى بن نصير. قام موسى بن نصير بعدة حملات استكشافية على جنوب اسبانيا، فقام باستدعاء حليفه الكونت يوليان حاكم سبتة, قام يوليان بحشد جيوشه وجاز في مركبين إلى الأندلس وشن الغارة على الساحل الجنوبي, فسبا وقتل وغنم ورجع وامتلأت يديه خيرا وشاع الخبر في كل قطر فتحمس الناس للغزو.[1] لم يكتفي موسى بهذه الغارة الاستطلاعية التي قام بها يوليان بل استدعى أحد ضباطه وهو طريف بن مالك[2], فأمره بشن غارة على ساحل الأندلس الجنوبي فعبر طريق المضيق ب100 فارس و 400 راجل وذلك في يونيو سنة 710م 91 هـ في رمضان في طريفه, نزل طريف وجنده وأغاروا على المناطق التي تتبعها إلى جهة الخضراء فغنم منها الكثير وعاد سالما[3]. فتبين لموسى بن نصير أن ما قاله يوليان كان صحيحا عن ضعف المقاومة في إسبانيا, فأعد موسى جيشا من سبعة آلاف محارب لغزو الاندلس بقيادة طارق بن زياد. إن فتح المسلمين للأندلس لم يكن منذ البداية مغامرة حربية ارتجالية, بل كان فتحا منظما حسب خطة أعدت من قبل. [عدل] عبور المسلمين إلى إسبانيا اعتمد موسى بن نصير على الأساطيل الإسلامية التي كانت تحت قيادته على طول الساحل المغربي, وجه موسى طارق بن زياد إلى طنجة ومن هناك انطلقت السفن العربية الإسلامية إلى الجبل المعروف حتى اليوم بجبل طارق[4]. [عدل] معركة جبل طارق عند نزول طارق بن زياد وجيشه إلى سفح الجبل لقوا مقاومة عنيفة من القوط الذين كانوا على علم بأن المسلمين قادمون لغزوهم نتيجة الغارات الاستطلاعية التي شنت من قبل, فاضطر المسلمون لتغيير خططهم العسكرية وقرروا النزول ليلا في مكان صخري وعر, فاستخدموا براذع الدواب ومجاذف السفن لكي تعينهم على خوض المياه وارتقاء الصخور فالتفوا بذلك حول جموع القوط وانقضوا عليهم قبل أن يشعر القوط بهم. وكان هذا النصر الأول الذي أحرزه طارق عند نزوله أرض الأندلس وتمكن من احتلال الجبل المسمى باسمه حتى اليوم[5]. [عدل] حرق المراكب وخطبة طارق قصة حرق المراكب هي قصة شائعة في تاريخ فتح الأندلس تفيد القصة بأن طارق قد أحرق سفنه بعد نزوله الشاطئ الإسباني لكي يقطع على جنوده أي تفكير في التراجع والارتداد. ثم خطب فيهم خطبته المشهورة التي قال فيها: "أيها الناس. أين المفر؟ البحر من ورائكم. والعدو أمامكم. وليس لكم والله إلا الصدق والصبر. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام. وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته. وأقواته موفورة. وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم. ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم. وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم. ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهبت ريحكم. وتعوَّضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية (يقصد لذريق) فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة. وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن، إن سمحتم لأنفسكم بالموت. وإني لم أحذركم أمرًا أنا عنه بنجوة. ولا حَمَلْتُكُمْ على خطة أرخص متاع فيها النفوس إلا وأنا أبدأ بنفسي. واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشقِّ قليلاً. استمتعتم بالأرفَهِ الألذِّ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حظكم فيه بأوفى من حظي". ثم قال: "وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عُربانًا، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارًا. وأختانًا. ثقة منه بارتياحكم للطعان. واستماحكم بمجالدة الأبطال والفرسان. ليكون حظُّه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته وإظهار دينه بهذه الجزيرة. وليكون مغنمًا خالصة لكم من دونه. ومن دون المؤمنين سواكم. والله – الله – ولَّى أنجادكم على ما يكون لكم ذِكرًا في الدارين. واعلموا أنني أول مُجيب لما دعوتكم إليه. وأني عند مُلتقى الجمعين حامل نفسي على طاغية القوم لذريق. فقاتله -إن شاء الله- فاحملوا معي. فإن هلكت بعده. فقد كفيتكم أمره. ولم يعوزكم بطلب عاقد تسندون أموركم إليه. وإن هلكت قبل وصولي إليه. فاخلفوني في عزيمتي هذه. واحملوا بأنفسكم عليه. واكتفوا الهمَّ من الاستيلاء على هذه الجزيرة بقتله؛ فإنهم بعده يُخذلون". والرواية الإسلامية تشير إلى حادثة حرق السفن في ثلاثة مراجع هي كتاب الاكتفاء لابن الكردبوس, وكتاب نزهة المشتاق ل الشريف الإدريسي وكتاب الروض المعطار ل الحميري. في كتاب ابن الكردبوس. يشار إلى أن طارق أراد حرق سفنه كي يحشد همم المقاتلة. أما في كتب الإدريسي والحميري, فيشار إلى أن طارقا أحس بأن العرب لا يثقون به وتوقع أنهم لن ينزلوا معه إلى الجبل فعمد إلى إحراق سفنه كي يحول دون انسحابهم بها إلى المغرب. [عدل] معركة كورة شذونة اضغط هنا لتكبير الصوره مقال تفصيلي :معركة كورة شذونة أقام طارق بن زياد في جبل طارق عدة أيام, بنى خلالها سورا أحاط بجيوشه سماه سور العرب[6], كما أعد قاعدة عسكرية بجوار الجبل على الساحل لحماية ظهره في حالة الانسحاب أو الهزيمة وهي مدينة الجزيرة الخضراء, والتي سميت أيضا بجزيرة أم حكيم[7], إن موقع هذا الميناء قريب وسهل الاتصال بمدينة سبتة على الساحل المغربي المقابل, بينما يصعب الاتصال بإسبانيا نفسها بسبب وجود مرتفعات بينهما, كذلك أقام قاعدة أمامية أخرى في مدينة طريفة بقيادة طريف بن مالك. وعلم الملك القوطي لذريق خبر نزول المسلمين في بلاده, كان الملك لذريق مشغولا ذلك الوقت بإخماد ثورة قام بها البشكنس سكان نافارا في أقصى شمال إسبانيا. فأسرع الملك لذريق بالعودة إلى جنوب إسبانيا بجميع قواته لملاقاة المسلمين. في ذلك الوقت كان طارق بن زياد قد اتجه نحو الغرب متخذا قاعدة طريفة قاعدة يحمي بها مؤخرة جيشه ثم أكمل سيره حتى وصل بحيرة تعرف باسم بحيرة لاخندا في كورة شذونة. بعث طارق جواسيس له إلى الشمال ليروا حجم الجيش الذي سيواجهه المسلمون, وعندما عادوا إليه أبلغوه عن ضخامة الجيش الذي جهزه له الملك لذريق, فانزعج طارق لهذا النبأ وكتب إلى موسى بن نصير يطلب منه أن يمده بالمزيد من الجند, فاستجاب له موسى فوجه له خمسة آلاف جندي فأصبح عدد جيش المسلمين في الأندلس إثنا عشر ألفا. يتفق أغلب المؤرخين على أن المعركة الفاصلة التي دارت بين المسلمين والقوط والتي حددت مصير الأندلس حدثت في كورة شذونة جنوب غرب إسبانيا, استمرت المعركة مدة ثمانية أيام من الأحد في 28 من رمضان إلى الأحد 5 شوال عام 92هـ ومن 19 - 26 يونيو عام 711م, ووصفوها بأنها كانت معركة شديدة ضارية، اقتتل فيها الطرفان قتالا شديدا حتى ظنوا أنه الفناء[8], ولم تكن بالمغرب مقتلة أعظم منها, وأن عظامهم بقيت في أرض المعركة دهرا طويلا لم تذهب[9], وانتهت المعركة بانتصار المسلمين وهزيمة الجيش القوطي. وقد سميت هذه المعركة في عدة مصادر عربية وإسبانية باسم معركة البحيرة, ووادي لكة, ووادي البرباط, وشريش, والسواقي, وتنسب هذه التسميات إلى تلك الأماكن التي دارت وتشعبت عندها تلك المعركة الواسعة النطاق في أراضي كورة شذونة. بعد المعركة الفاصلة وانتصار طارق بن زياد أصبحت جميع المعارك التي قامت في أنحاء الأندلس ما هي إلا مناوشات بسيطة بالنسبة لهذه المعركة الكبيرة, فقد استولى المسلمون على الأندلس خلال ثلاثة أعوام مما يدل على انتهاء المقاومة تقريبا. [عدل] إتمام فتح الأندلس بعد هذا النصر الكبير الذي حققه طارق في معركة شذونة فتحت أبواب الأندلس للمسلمين واتجه طارق بالجيش شمالا نحو العاصمة طليطلة, وفي أثناء سيره واجهته قلعة اسمها إسيجه Ecijah، فحاصرها ثم استولى عليها, في ذلك الوقت أرسل طارق أقساما من جيشه إلى المناطق الجانبية في الأندلس, اتجه قسم إلى قرطبة بقيادة مغيث الرومي مولى عبد الملك بن مروان, فاستولى عليها بعد حصار دام ثلاثة أشهر, واتجه قسم آخر إلى البيرة وما يحيطها وفتحوها. ومن الجدير بالذكر أن طارق وجد وقادته عونا من اليهود المقيمين في إسبانيا بسبب اضطهاد القوط لهم ولذلك اعتمد طارق عليهم في حفظ المناطق المفتوحة في أنحاء البلاد[10]. استمر طارق بزحفه نحو الشمال حتى وصل العاصمة طليطلة, فدخلها دون مقاومة تذكر, إذ كان حكامها وأهلها قد هربوا منها, فكانت المدينة شبه خالية تقريبا[11], فغنم المسلمون من كنائس المدينة وقصورها ذخائر وكنوزا كما تشير المصادر العربية. ثم خشي طارق بن زياد من أن يقطع عليه القوط الطريق في تلك المناطق الجبلية الوعرة, لأن فصل الشتاء قد اقترب وتعب الجيش الإسلامي من الجهود التي بذلها, والغنائم التي ثقل بها, فكتب إلى موسى بن نصير يطلب منه العون, وفي شهر رمضان عام93هـ يونيو 712م, عبر موسى مضيق جبل طارق بجيش كبير من 18 ألف محارب, معظمهم من العرب بعصبياتهم القيسية واليمنية, ومن بينهم عدد من التابعين وقد عرف هذا الجيش العربي الأول بطالعة موسى[12].و سار موسى من طريق غربي غير الطريق الذي سار به طارق, واستولى على مدن أخرى غير التي استولى عليها طارق فاستولى على إشبيلية وماردة وقرمونة, ثم وصل إلى نهر التاجو بالقرب من طليطلة فالتقى بطارق بن زياد هناك. ثم تابع القائدان سيرهما نحو الشمال باتجاه جبال البرتات (البرانس) وأخذت المدن تتساقط بين أيديهم مثل وشقة ولاردة وسرقسطة, حتى وصلا إلى شاطئ البحر الشمالي عند الحدود الإسبانية الفرنسية. و هكذا أنهى كل من طارق وموسى من فتوحاتهما, وأمر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك برجوع القائدين إلى دمشق, فعاد موسى وطارق وخلف على الأندلس عبد العزيز بن موسى بن نصير واليا عليها عام 95هـ 714 م. لم يتبقى من الأندلس سوى بعض المناطق الشرقية والشمالية الغربية, أما شرق الأندلس فقد فتحها الأمير عبد العزيز بن موسى بن نصير الذي أصبح واليا على الأندلس, تركزت المقاومة في كورة تدمير (مرسية حاليا) وكانت لها قاعدة حصينة وهي أريولة, سميت هذه الولاية بهذا الاسم نسبة إلى اسم حاكمها الأمير القوطي تيودمير الذي عقد معه عبد العزيز معاهدة أريولة التي احتوت على شروط ضمنت له أن يحكم ولايته مقابل جزية سنوية. أما الجزء الشمالي الغربي من الأندلس, وهي المنطقة المعروفة بأستورياس Asturias في جليقية أو غاليسيا Galicia, فإن الأمويين لم يفرضوا عليها سيطرتهم بالكامل, بسبب برودة مناخها ووعورة طرقها, فأهملوا هذا الجانب استهانة بشأنه, نتيجة لذلك تمكن بعض من تبقى من الجيش القوطي المنهزم بزعامة القائد المعروف باسم بلاي أو بيلايو Pelayo, لجأ هؤلاء القوط إلى الجبال الشمالية في تلك المنطقة, وهي ثلاثة جبال عالية, تسمى القمة الغربية منها باسم أونغا onga فيها كهف يعرف باسم كوفادونغا Covadonga, أما العرب فيسمونها باسم صخرة بلاي لأن بيلايو اختبأ فيها عندما حاصرهم المسلمون وعاشوا على عسل النحل الذي وجدوه في خروق الصخور, عندما عرف المسلمون أمرهم, تركوهم استهانة بأمرهم ووانسحبوا وقالوا: " ثلاثون علجا ما عسى أن يجيئ منهم؟ "[13]. المصادر الإسبانية تعتبر انسحاب المسلمين من كوفادونغا نصرا عسكريا وأيضا نصرا قوميا للإسبان, وتقول أن العون الالهي كان قد وقف إلى جانبهم, أما المصادر العربية فهي تعترف بانسحاب المسلمين عن هذه المنطقة الباردة والقاحلة لكنها لا تذكر شيئا عن قيام معركة ولا عن القائد علقمة اللخمي الذي قاد الجيش هناك ذلك الوقت. وعلى إثر انسحاب المسلمين قامت في تلك المنطقة (شمال غرب إسبانيا) مملكة أستورياس. [عدل] مراحل الحكم الإسلامي في الأندلس اتفق الؤرخون على تقسيم مراحل الحكم الإسلامي في الأندلس إلى خمسة عصور وهي: 1. عصر الولاة: وهو العصر الذي يمتد من الفتح العربي حتى قيام الدولة الأموية في الأندلس منذ عام 711م حتى عام 756 م 91هـ - 138هـ هذا العصر كانت الأندلس ولاية تابعة للخلافة الأموية في دمشق. 2. عصر الدولة الأموية في الأندلس: يقسم هذا العصر إلى قسمين, القسم الأول كانت الأندلس إمارة أموية مستقلة عن دولة الخلافة العباسية في المشرق. منذ عام 756 م حتى عام 929 م 138هـ - 316هـ. أما القسم الثاني وقد أصبحت الأندلس خلافة مستقلة روحيا عن الخلافة العباسية عندما أعلن عبد الرحمن الثالث نفسه خليفة ولقب بالناصر لدين الله. 3. عصر ملوك الطوائف : 1031 م - 1086 م ويبدأ هذا العصر بانتهاء الدولة الأموية في الأندلس وانقسامها إلى دويلات متنازعة إلى أن دخلها المرابطون من المغرب وأعادوا توحيدها بعد انتصارهم على الإسبان في معركة الزلاقة عام 1086م بقيادة القائد البربري يوسف بن تاشفين. 4. عصر السيطرة المغربية أو الحكم المغربي: من سنة 1086م حتى سنة 1214 م, وفيه أصبحت الأندلس ولاية تابعة للمغرب أثناء حكم المرابطين ومن ثم الموحدين كانت العاصمة لكلتا الدولتين المتتاليتين مدينة مراكش المغربية, انتهى هذا العصر بهزيمة الموحدين أمام الجيوش الأوروبية المتحالفة في موقعة العقاب عام 609 هـ 1212 م أعقب ذلك فترة ملوك طوائف ثانية, أنهى وجودها الإسبان ولم يبقى منها غير مملكة واحدة وهي مملكة غرناطة. 5. عصر مملكة غرناطة: أو الدولة الناصرية أو دولة بني الأحمر, وهو آخر عصر إسلامي في الأندلس من عام 1231م حتى عام 1492 م, وهي السنة التي سقطت فيها المملكة في أيدي الملك فرناندو الثاني والملكة إيزابيلا, وهي نفس السنة التي اكتشف فيها كريستوف كولومبس القارة الأمريكية
    0 التعليقات 0 نشر
  • بلاد الأندلس
    واقعة في القارة الأوروبية وهي تمثل إسبانيا في الوقت الحالي أو ما تعرف باسم شبه الجزيرة الأيبيرية. تواجدت بلاد الأندلس إلى الجنوب من الجمهورية الفرنسية وإلى الشمال من البحر الأبيض المتوسط، هذا وتعتبر بلاد الأطلس من ضمن الدول التي تطل أراضيها على سواحل المحيط الأطلسي. وقد قامت بلاد الأندلس بين القرنين الثامن والخامس عشر، لتشكل وتكون نقطة فارقة وعلامة بيضاء ناصعة في التاريخ العربي الإسلامي وفي التاريخ العالمي بامتياز. أصبحت هذه المنطقة من القارة الأوروبية تابعة إلى الدولة الإسلامية الواسعة الممتدة في العهد الأموي، وقد كانت فترة خضوعها للأمويين تعرف بفترة الإمارة، وسميّت بهذا الاسم بسبب أنّ أمير هذه البلاد كان يعين من قِبل خليفة المسلمين والذي كان يحكم الدولة الواسعة الممتدة من دمشق. وبعد أن سقطت الدولة الأمويّة على يد العباسيين، هرب عبد الرحمن الداخل واستطاع النجاة بنفسه من بطش العباسيين وأقام هناك الدولة الأموية في الأندلس مرّة أخرى ومن جديد، وذلك بعد أن سقطت في المشرق. وبعد أن دمرت الدولة الأموية في الأندلس وانهارت، قامت على هذه الأرض عدة ممالك متنازعة متناحرة عرفت باسم ممالك الطوائف، وعرفت هذه الفترة من التاريخ الأندلسي العريق باسم فترة ملوك الطوائف، وهي واحدة من أشهر الفترات التي مرّت على التاريخ العربي الإسلامي والتي يستفاد منها عدد كبير من الدروس، خاصّة في عصرنا الحالي الذي نعيشه، ويمكن اعتبار فترة ملوك الطوائف في الأندلس أنها الفترة التي كانت بداية نهاية التواجد الإسلامي في الأندلس. بعد فترة ملوك الطوائف تمّ ضم منطقة الأندلس إلى دولتي المرابطين والموحدين، وكان ذلك بعد أن استعان ملوك الأندلس بالقائد العربي المسلم يوسف بن تاشفين – رحمه الله تعالى – ضد الأعداء الذين حاولوا استغلال ضعفهم، وقلّة حيلتهم، وتمزقهم. وبعد أن سقطت دولة الموحدين لفظت الأندلس أنفاسها الأخيرة إلى أن سقطت آخر مدينة من مدنها في العام 1492 من الميلاد. وهناك في إسبانيا في عصرنا الحالي عدد كبير من الآثارات التي بقيت خالدة وشاهدة على القمة التي وصل إليها المسلمون في الأندلس، ولقد كان تطورهم في كافّة المجالات، حيث لم يقتصر هذا التطوّر على الجانب الديني فقط دوناً عن باقي الجوانب، بل على العكس فقد برز دور المسلمين والعرب في المجالات المختلفة مثل العلوم الإنسانية، والموسيقى، والأدب، والشعر، والفنون بشكل عام وخاصّة فن العمارة، بالإضافة إلى الفلسفة والعلوم الدينيّة بكافة أنواعها، عدا عن التطور الحضاري الذي تمثّل في توفير كافة المرافق التي يحتاج إليها سكان المدن في ذلك الوقت.

    بلاد الأندلس واقعة في القارة الأوروبية وهي تمثل إسبانيا في الوقت الحالي أو ما تعرف باسم شبه الجزيرة الأيبيرية. تواجدت بلاد الأندلس إلى الجنوب من الجمهورية الفرنسية وإلى الشمال من البحر الأبيض المتوسط، هذا وتعتبر بلاد الأطلس من ضمن الدول التي تطل أراضيها على سواحل المحيط الأطلسي. وقد قامت بلاد الأندلس بين القرنين الثامن والخامس عشر، لتشكل وتكون نقطة فارقة وعلامة بيضاء ناصعة في التاريخ العربي الإسلامي وفي التاريخ العالمي بامتياز. أصبحت هذه المنطقة من القارة الأوروبية تابعة إلى الدولة الإسلامية الواسعة الممتدة في العهد الأموي، وقد كانت فترة خضوعها للأمويين تعرف بفترة الإمارة، وسميّت بهذا الاسم بسبب أنّ أمير هذه البلاد كان يعين من قِبل خليفة المسلمين والذي كان يحكم الدولة الواسعة الممتدة من دمشق. وبعد أن سقطت الدولة الأمويّة على يد العباسيين، هرب عبد الرحمن الداخل واستطاع النجاة بنفسه من بطش العباسيين وأقام هناك الدولة الأموية في الأندلس مرّة أخرى ومن جديد، وذلك بعد أن سقطت في المشرق. وبعد أن دمرت الدولة الأموية في الأندلس وانهارت، قامت على هذه الأرض عدة ممالك متنازعة متناحرة عرفت باسم ممالك الطوائف، وعرفت هذه الفترة من التاريخ الأندلسي العريق باسم فترة ملوك الطوائف، وهي واحدة من أشهر الفترات التي مرّت على التاريخ العربي الإسلامي والتي يستفاد منها عدد كبير من الدروس، خاصّة في عصرنا الحالي الذي نعيشه، ويمكن اعتبار فترة ملوك الطوائف في الأندلس أنها الفترة التي كانت بداية نهاية التواجد الإسلامي في الأندلس. بعد فترة ملوك الطوائف تمّ ضم منطقة الأندلس إلى دولتي المرابطين والموحدين، وكان ذلك بعد أن استعان ملوك الأندلس بالقائد العربي المسلم يوسف بن تاشفين – رحمه الله تعالى – ضد الأعداء الذين حاولوا استغلال ضعفهم، وقلّة حيلتهم، وتمزقهم. وبعد أن سقطت دولة الموحدين لفظت الأندلس أنفاسها الأخيرة إلى أن سقطت آخر مدينة من مدنها في العام 1492 من الميلاد. وهناك في إسبانيا في عصرنا الحالي عدد كبير من الآثارات التي بقيت خالدة وشاهدة على القمة التي وصل إليها المسلمون في الأندلس، ولقد كان تطورهم في كافّة المجالات، حيث لم يقتصر هذا التطوّر على الجانب الديني فقط دوناً عن باقي الجوانب، بل على العكس فقد برز دور المسلمين والعرب في المجالات المختلفة مثل العلوم الإنسانية، والموسيقى، والأدب، والشعر، والفنون بشكل عام وخاصّة فن العمارة، بالإضافة إلى الفلسفة والعلوم الدينيّة بكافة أنواعها، عدا عن التطور الحضاري الذي تمثّل في توفير كافة المرافق التي يحتاج إليها سكان المدن في ذلك الوقت.
    0 التعليقات 0 نشر
  • غرناطة غرناطة ، آخر معاقل المسلمين في أوروبا ، وتحديداً في الأندلس ، والتي بسقوطها سقط حكم العرب المسلمين فيها والذي دام ثمانية قرون، فتحت بلاد الأندلس على يد موسى بن نصير وطارق بن زياد في سنة 92 للهجرة ، وحكمتها قبائل الـ ( قوط ) ، حيث ازدهرت بها حضارة ، لتغدو بعدها منارةً للعلوم والدين في أعماق أوروبا ، اجتازت الدولة في الأندلس العديد من الأدوار ، لكل دورٍٍ منها مزاياه وخصائصه ، وهي كالتالي : عصر الميلاد عصر الميلاد( 92 للهجرة - 138 هجريا ) :- والذي يمتد منذ اليوم الأول لفتح بلاد الأندلس ، حتى سقوط الدولة الأموية حيث كانت الأندلس تابعة للدولة الأموية ، وتتابع في فترة الحكم الأموي ثلاثةً وعشرون والياً على حكم الأندلس ، استشهد العديد منهم جراء متابعة الفتوحات في أوروبا ، ومن سمات هذه الفترة : اشتعال الفتنة القبلية بين العرب والبربر من جهة ، وقبائل يمانية وقيسية من جهةٍ أخرى ، الأمر الذي أدى إلى سفك الكثير من الدماء بين الطرفين المتخاصمين ، وأدى أيضاً إلى ضياع عددٍ من المناطق التي تقع إلى الشمال من الأندلس ، وكانت هذه الفتنة من أهم وأكبر الأسباب الذي أدت إلى سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس . اعتناق الكثير من البربر لفكر الخوارج الذي شاع في تلك الفترة بعد فرارهم من مدن المشرق إلى مدن المغرب هروباً من الضربات القوية والتي شنتها عليهم الدولة الأموية . المحاولات المتكررة للتوغل في قلب أوروبا وفتح بلاد فرنسا ، ومن المعارك التي خاضها المسلمون في هذه المرحلة ، معركة ( بلاط الشهداء ) ، والتي تعد من أعظم المعارك التي قادها العرب المسلمون في هذه الحقبة . العصر الأموي الأول العصر الأموي الأول ( 138 للهجرة - 238 هجريا ) :- ابتدأ هذا العصر بدخول ( الداخل أو صقر قريش ) وهو عبد الرحمن الأموي ، إلى الأندلس وسيطرته عليها ، بعد تحقيقه الإنتصار يوم ( المسارة ) ، حيث تمكن بعدها من الإستيلاء على مقاليد الأمور فيها ، ومن سمات هذا العصر والذي امتد قرناً من الزمان ، وسمي بعصر الإزدهار للدولة : القضاء على الثورات التي اشتعلت رفضاً للإنقياد لحكومة قرطبة المركزية ، وأشعل هذه الثورات زعماء القبائل العربية ، فقام عبد الرحمن الأموي بالقضاء على تلك الثورات بكل قوةٍ وحزم . المحاولات المتكررة للدولة العباسية التي قامت على أنقاض سقوط الدولة الأموية من تقويض الحكم الأموي هناك ، ولكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل . ظهور عددٍ من الممالك وتبلورها إلى الشمال من الأندلس ، وكان هدفها إستعادة أملاكهم في الأندلس والتي سقطت بأيدي المسلمين ، ومن هذه الممالك مملكتي ليون وأراجون . قام عبد الرحمن الأموي بتوطيد دعائم الحكم والسيطرة على الأمور ومواجهة جميع الصعاب التي كانت تواجه بلاد الأندلس ، الأمر الذي أدى إلى إستقرار الدولة وازدهارها ، وقام أيضاً بإنشاء ثكنات ثابتة للجيش ، وإنشاء الأسطول الأندلسي . انتشار الرفاهية والترف ، وانشغل الناس هناك بالتمدد العمراني ، حيث قاموا ببناء المتنزهات والقصور الفاخرة ، وبدأت في تلك الفترة سطوع ظاهرة الغناء والمجون واللهو . في أواخر هذا العهد بدأت ثورات المستعربين بالإشتعال . العصر الأموي الثاني العصر الأموي الثاني ( 238 للهجرة - 300 هجريا ) :- وأطلق على هذا العصر ( عصر التدهور الأول ) ، حيث اجتاحت جميع أرجاء الأندلس الثورات العنيفة ، ومن أهم سمات هذه الفترة : استقلال عدد من الدول وعلى الأخص في الشمال والجنوب عن الدولة المركزية في ( قرطبة ) . عادت الثورات القبلية بالظهور بعد أن قام الداخل بوضع حدٍ لها ، وكانت تلك النعرات قد اشتدت بين العرب والبربر ، حيث قام البربر بالإستيلاء على العديد من المناطق وخاصة في الجنوب . من جهةٍٍ أخرى ، اشتدت ثورة الطابور الخامس وهم المستعربين ، والمستعربين هم من أبناء الإسبان الذين امتزج دمهم بدم العرب ، واتخذ من أسلوب العرب ولغتهم طريقا لحياتهم ، ولكنهم لم يعتنقوا الإسلام . العصر الأموي الثالث العصر الأموي الثالث ( 300 للهجرة - 368 هجريا ) :- عصر إعلان الخلافة الإسلامية الأموية في البلاد ، حكمها رجلان هما عبد الرحمن الناصر ، وورث من بعده الحكم لإبنه ( الحكم المستنصر ) ، لتعاود الأندلس في فترة حكمهما إزدهارها من جديد ، وقاموا بتوحيد الأقاليم بعد تفتتها بفعل الثورات المتكررة ، وشهدت البلاد في هذه الفترة إنتشاراً لمجالس العلم ، وانتشار العمران ، وبناء قوة داخلية وخارجية للدولة ، حتى وصف بأنه ( عصر الأندلس اللامع ) . عصر الحاجب المنصور عصر الحاجب المنصور ( 368 للهجرة - 399 هجريا ) :- وهذا العصر من أشد عصور الأندلس إزدهاراً على الإطلاق ، وكانت سمة هذا العصر هو الجهاد ، الذي قاده المنصور والذي وصف بأنه أقوى وأعظم من حكم الأندلس ، حيث قام بشن 50 غزوة على معاقل النصارى في إسبانيا ، كانت الغلبة له فيها جميعها ، حيث قام بفتح برشلونة و شانت ياقب ، ولأول مرة منذ فتح الأندلس يتمكن حاكم لها من إحكام قبضته عليها كما فعل المنصور ، وباءت جميع المؤامرات التي حيكت ضده بالفشل ، وبعد وفاته تسلم إبنه مقاليد الحكم ليسير على نهج والده . عصر سقوط الخلافة الأموية عصر سقوط الخلافة الأموية ( 399 للهجرة - 422 هجريا ) :- وسمي بعصر الفوضى ، ضاعت به هيبة دولة الأندلس التي توالى على حكمها عددٌ من الولاة الضعاف ، وفي هذه الفترة ظهرت فكرة الإستعانه بالنصارى الإسبان في الشمال لقتال الملك ، حيث كانت السيطرة للبربر في هذه الفترة ، وقاموا بإقامة دولة أطلقوا عليها دولة ( بني حمود ) بعد استيلائهم على عددٍ من المدن في الأندلس وخاصةً في الجنوب . وبالإضافة لعودة العصبية القبلية بين البربر والعرب ، ظهر الصقالبة الذين استقلوا بحكم جزر الأندلس الشرقية. عصر ملوك الطوائف ملوك الطوائف ( 422 للهجرة - 483 هجريا ) :- عصر تمزق الأندلس أو العصر المشؤوم ، حيث تفتت الدولة إلى 22 دويلة ، ومن سمات هذا العصر : انتشار الفساد والإنحطاط الأخلاقي ليشمل الملوك والرعايا في الوقت ذاته ، ليضعف أركان الدولة ، ويجعلها هشةً أمام ما كان يحاك لها في الخفاء . اشتعال حروب مدمرة بين ملوك الطوائف ، كلٌ كان يسعى إلى توسيع رقعة نفوذه على حساب الآخر ، حتى وصل بهم الأمر للإستعانة بالأعداء لتحقيق النصر والغلبة على الآخرين من دويلات أخرى . استغل الإسبان هذا الأمر ، فقاموا بتوحيد صفوفهم تحت راية قائدٍ عرف ببأسه وقوته هو ( الفونسو السادس ) ، ليحقق نصراُ قويا على المسلمين في الأندلس ، وقام بالإستيلاء على مدينة ( طليطلة ) . عصر المرابطين عصر المرابطين ( 483 للهجرة - 539 هجريا ) :- ويتميز هذا العصر باسترداد الدولة في الأندلس بعضاً من قوتها وهيبتها ، بعد استجاد ملوك الطوائف بالدولة ( المرابطية ) ، والتي كانت تحكم الشمال الإفريقي ، وكان حاكمها ( يوسف بن تاشفين ) ، والذي قاد جيوشه متوجها الى الأندلس ليحقق انتصارا على الإسبان ، وبعدها قام بالقضاء على ملوك الطوائف فيها ، ولخشونة طباعهم المستمدة من طريقة عيشهم في الصحراء ، الأمر الذي تعارض مع الرفاهية التي اعتادها أهل الأندلس ، مما جعل الناس هناك يتذمرون من طريقتهم وحكمهم ، وسقط حكم المرابطين في الأندلس بعد الحرب التي شنها عليهم ( ابن تومرت ) . عصر الموحدين عصر الموحدين ( 539 للهجرة - 630 هجريا ) : وهم أتباع محمد بن تومرت ، حيث قاموا بالإستيلاء على بلاد الأندلس والمغرب بعد إسقاطهم للمرابطين ، ولكنهم ساروا على نهج المرابطين في محاربة الإسبان ، ومن أهم الإنتصارات التي حققوها كانت في معركة ( الآرك ) ، لكن الأمر لم يدم على حاله حيث حقق الصليبيين نصرا ساحقا عليهم في معركة ( العقاب ) ، الأمر الذي أدى إلى سقوط الموحدين ، بالإضافة إلى ثورات الأندلسسين أنفسهم على هذا الحكم . عصر ملوك بني الأحمر ملوك بني الأحمر ( غرناطة ) (630 للهجرة - 896 هجريا ) :- بعد تضعضع بلاد الأندلس وسقوطها ، استقلت الولايات عن بعضها البعض ، الأمر الذي سهل المهمة على الإسبان في الإستيلاء على تلك الدويلات المتهالكة خلال فترةٍ وجيزة ، الأمر الذي أدى إلى نزوح العرب والمسلمين إلى آخر معاقلهم في الأندلس وهي ( غرناطة ) ، والتي قام بتأسيسها إبن الأحمر ( محمد بن يوسف النصري ) ، وتوارث أبناءه الحكم فيها حتى سقوطها ، وكانت غرناطة هي الوحيدة التي بقيت صامدةً في وجه الغزاة ، وكان نزوح العرب المسلمين اليها سبباً في قوة صمودها . وأيضاً كانت لمساعدات أمراء المغرب ( بني مرين ) سبباً في صمود المدينة لمدهم غرناطة بالجنود والسلاح لمواجهة جميع التحديات التي تتعرض لها ، ووصلت لذروة قوتها ومجدها في عهد ( محمد الخامس )، ما لبثت بأن دبت الفتنة في مملكة غرناطة ، في الوقت الذي قويت فيه شوكة الأسبان وتوحدهم تحت راية ( فريناند وايزابيلا ) ، ووصل الصراع الداخلي في غرناطة بين الأمراء هناك ذروته وعلى الأخص بين علي أبو الحسن وولده أبي عبد الله . قام الإسبان بشن حرب متواصلة على مملكة غرناطة ، تخللتها فترات حصار طويلة ضعضعت أركان الدولة ، الأمر الذي أدى إلى سقوطها واستسلام أهلها .

    غرناطة غرناطة ، آخر معاقل المسلمين في أوروبا ، وتحديداً في الأندلس ، والتي بسقوطها سقط حكم العرب المسلمين فيها والذي دام ثمانية قرون، فتحت بلاد الأندلس على يد موسى بن نصير وطارق بن زياد في سنة 92 للهجرة ، وحكمتها قبائل الـ ( قوط ) ، حيث ازدهرت بها حضارة ، لتغدو بعدها منارةً للعلوم والدين في أعماق أوروبا ، اجتازت الدولة في الأندلس العديد من الأدوار ، لكل دورٍٍ منها مزاياه وخصائصه ، وهي كالتالي : عصر الميلاد عصر الميلاد( 92 للهجرة - 138 هجريا ) :- والذي يمتد منذ اليوم الأول لفتح بلاد الأندلس ، حتى سقوط الدولة الأموية حيث كانت الأندلس تابعة للدولة الأموية ، وتتابع في فترة الحكم الأموي ثلاثةً وعشرون والياً على حكم الأندلس ، استشهد العديد منهم جراء متابعة الفتوحات في أوروبا ، ومن سمات هذه الفترة : اشتعال الفتنة القبلية بين العرب والبربر من جهة ، وقبائل يمانية وقيسية من جهةٍ أخرى ، الأمر الذي أدى إلى سفك الكثير من الدماء بين الطرفين المتخاصمين ، وأدى أيضاً إلى ضياع عددٍ من المناطق التي تقع إلى الشمال من الأندلس ، وكانت هذه الفتنة من أهم وأكبر الأسباب الذي أدت إلى سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس . اعتناق الكثير من البربر لفكر الخوارج الذي شاع في تلك الفترة بعد فرارهم من مدن المشرق إلى مدن المغرب هروباً من الضربات القوية والتي شنتها عليهم الدولة الأموية . المحاولات المتكررة للتوغل في قلب أوروبا وفتح بلاد فرنسا ، ومن المعارك التي خاضها المسلمون في هذه المرحلة ، معركة ( بلاط الشهداء ) ، والتي تعد من أعظم المعارك التي قادها العرب المسلمون في هذه الحقبة . العصر الأموي الأول العصر الأموي الأول ( 138 للهجرة - 238 هجريا ) :- ابتدأ هذا العصر بدخول ( الداخل أو صقر قريش ) وهو عبد الرحمن الأموي ، إلى الأندلس وسيطرته عليها ، بعد تحقيقه الإنتصار يوم ( المسارة ) ، حيث تمكن بعدها من الإستيلاء على مقاليد الأمور فيها ، ومن سمات هذا العصر والذي امتد قرناً من الزمان ، وسمي بعصر الإزدهار للدولة : القضاء على الثورات التي اشتعلت رفضاً للإنقياد لحكومة قرطبة المركزية ، وأشعل هذه الثورات زعماء القبائل العربية ، فقام عبد الرحمن الأموي بالقضاء على تلك الثورات بكل قوةٍ وحزم . المحاولات المتكررة للدولة العباسية التي قامت على أنقاض سقوط الدولة الأموية من تقويض الحكم الأموي هناك ، ولكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل . ظهور عددٍ من الممالك وتبلورها إلى الشمال من الأندلس ، وكان هدفها إستعادة أملاكهم في الأندلس والتي سقطت بأيدي المسلمين ، ومن هذه الممالك مملكتي ليون وأراجون . قام عبد الرحمن الأموي بتوطيد دعائم الحكم والسيطرة على الأمور ومواجهة جميع الصعاب التي كانت تواجه بلاد الأندلس ، الأمر الذي أدى إلى إستقرار الدولة وازدهارها ، وقام أيضاً بإنشاء ثكنات ثابتة للجيش ، وإنشاء الأسطول الأندلسي . انتشار الرفاهية والترف ، وانشغل الناس هناك بالتمدد العمراني ، حيث قاموا ببناء المتنزهات والقصور الفاخرة ، وبدأت في تلك الفترة سطوع ظاهرة الغناء والمجون واللهو . في أواخر هذا العهد بدأت ثورات المستعربين بالإشتعال . العصر الأموي الثاني العصر الأموي الثاني ( 238 للهجرة - 300 هجريا ) :- وأطلق على هذا العصر ( عصر التدهور الأول ) ، حيث اجتاحت جميع أرجاء الأندلس الثورات العنيفة ، ومن أهم سمات هذه الفترة : استقلال عدد من الدول وعلى الأخص في الشمال والجنوب عن الدولة المركزية في ( قرطبة ) . عادت الثورات القبلية بالظهور بعد أن قام الداخل بوضع حدٍ لها ، وكانت تلك النعرات قد اشتدت بين العرب والبربر ، حيث قام البربر بالإستيلاء على العديد من المناطق وخاصة في الجنوب . من جهةٍٍ أخرى ، اشتدت ثورة الطابور الخامس وهم المستعربين ، والمستعربين هم من أبناء الإسبان الذين امتزج دمهم بدم العرب ، واتخذ من أسلوب العرب ولغتهم طريقا لحياتهم ، ولكنهم لم يعتنقوا الإسلام . العصر الأموي الثالث العصر الأموي الثالث ( 300 للهجرة - 368 هجريا ) :- عصر إعلان الخلافة الإسلامية الأموية في البلاد ، حكمها رجلان هما عبد الرحمن الناصر ، وورث من بعده الحكم لإبنه ( الحكم المستنصر ) ، لتعاود الأندلس في فترة حكمهما إزدهارها من جديد ، وقاموا بتوحيد الأقاليم بعد تفتتها بفعل الثورات المتكررة ، وشهدت البلاد في هذه الفترة إنتشاراً لمجالس العلم ، وانتشار العمران ، وبناء قوة داخلية وخارجية للدولة ، حتى وصف بأنه ( عصر الأندلس اللامع ) . عصر الحاجب المنصور عصر الحاجب المنصور ( 368 للهجرة - 399 هجريا ) :- وهذا العصر من أشد عصور الأندلس إزدهاراً على الإطلاق ، وكانت سمة هذا العصر هو الجهاد ، الذي قاده المنصور والذي وصف بأنه أقوى وأعظم من حكم الأندلس ، حيث قام بشن 50 غزوة على معاقل النصارى في إسبانيا ، كانت الغلبة له فيها جميعها ، حيث قام بفتح برشلونة و شانت ياقب ، ولأول مرة منذ فتح الأندلس يتمكن حاكم لها من إحكام قبضته عليها كما فعل المنصور ، وباءت جميع المؤامرات التي حيكت ضده بالفشل ، وبعد وفاته تسلم إبنه مقاليد الحكم ليسير على نهج والده . عصر سقوط الخلافة الأموية عصر سقوط الخلافة الأموية ( 399 للهجرة - 422 هجريا ) :- وسمي بعصر الفوضى ، ضاعت به هيبة دولة الأندلس التي توالى على حكمها عددٌ من الولاة الضعاف ، وفي هذه الفترة ظهرت فكرة الإستعانه بالنصارى الإسبان في الشمال لقتال الملك ، حيث كانت السيطرة للبربر في هذه الفترة ، وقاموا بإقامة دولة أطلقوا عليها دولة ( بني حمود ) بعد استيلائهم على عددٍ من المدن في الأندلس وخاصةً في الجنوب . وبالإضافة لعودة العصبية القبلية بين البربر والعرب ، ظهر الصقالبة الذين استقلوا بحكم جزر الأندلس الشرقية. عصر ملوك الطوائف ملوك الطوائف ( 422 للهجرة - 483 هجريا ) :- عصر تمزق الأندلس أو العصر المشؤوم ، حيث تفتت الدولة إلى 22 دويلة ، ومن سمات هذا العصر : انتشار الفساد والإنحطاط الأخلاقي ليشمل الملوك والرعايا في الوقت ذاته ، ليضعف أركان الدولة ، ويجعلها هشةً أمام ما كان يحاك لها في الخفاء . اشتعال حروب مدمرة بين ملوك الطوائف ، كلٌ كان يسعى إلى توسيع رقعة نفوذه على حساب الآخر ، حتى وصل بهم الأمر للإستعانة بالأعداء لتحقيق النصر والغلبة على الآخرين من دويلات أخرى . استغل الإسبان هذا الأمر ، فقاموا بتوحيد صفوفهم تحت راية قائدٍ عرف ببأسه وقوته هو ( الفونسو السادس ) ، ليحقق نصراُ قويا على المسلمين في الأندلس ، وقام بالإستيلاء على مدينة ( طليطلة ) . عصر المرابطين عصر المرابطين ( 483 للهجرة - 539 هجريا ) :- ويتميز هذا العصر باسترداد الدولة في الأندلس بعضاً من قوتها وهيبتها ، بعد استجاد ملوك الطوائف بالدولة ( المرابطية ) ، والتي كانت تحكم الشمال الإفريقي ، وكان حاكمها ( يوسف بن تاشفين ) ، والذي قاد جيوشه متوجها الى الأندلس ليحقق انتصارا على الإسبان ، وبعدها قام بالقضاء على ملوك الطوائف فيها ، ولخشونة طباعهم المستمدة من طريقة عيشهم في الصحراء ، الأمر الذي تعارض مع الرفاهية التي اعتادها أهل الأندلس ، مما جعل الناس هناك يتذمرون من طريقتهم وحكمهم ، وسقط حكم المرابطين في الأندلس بعد الحرب التي شنها عليهم ( ابن تومرت ) . عصر الموحدين عصر الموحدين ( 539 للهجرة - 630 هجريا ) : وهم أتباع محمد بن تومرت ، حيث قاموا بالإستيلاء على بلاد الأندلس والمغرب بعد إسقاطهم للمرابطين ، ولكنهم ساروا على نهج المرابطين في محاربة الإسبان ، ومن أهم الإنتصارات التي حققوها كانت في معركة ( الآرك ) ، لكن الأمر لم يدم على حاله حيث حقق الصليبيين نصرا ساحقا عليهم في معركة ( العقاب ) ، الأمر الذي أدى إلى سقوط الموحدين ، بالإضافة إلى ثورات الأندلسسين أنفسهم على هذا الحكم . عصر ملوك بني الأحمر ملوك بني الأحمر ( غرناطة ) (630 للهجرة - 896 هجريا ) :- بعد تضعضع بلاد الأندلس وسقوطها ، استقلت الولايات عن بعضها البعض ، الأمر الذي سهل المهمة على الإسبان في الإستيلاء على تلك الدويلات المتهالكة خلال فترةٍ وجيزة ، الأمر الذي أدى إلى نزوح العرب والمسلمين إلى آخر معاقلهم في الأندلس وهي ( غرناطة ) ، والتي قام بتأسيسها إبن الأحمر ( محمد بن يوسف النصري ) ، وتوارث أبناءه الحكم فيها حتى سقوطها ، وكانت غرناطة هي الوحيدة التي بقيت صامدةً في وجه الغزاة ، وكان نزوح العرب المسلمين اليها سبباً في قوة صمودها . وأيضاً كانت لمساعدات أمراء المغرب ( بني مرين ) سبباً في صمود المدينة لمدهم غرناطة بالجنود والسلاح لمواجهة جميع التحديات التي تتعرض لها ، ووصلت لذروة قوتها ومجدها في عهد ( محمد الخامس )، ما لبثت بأن دبت الفتنة في مملكة غرناطة ، في الوقت الذي قويت فيه شوكة الأسبان وتوحدهم تحت راية ( فريناند وايزابيلا ) ، ووصل الصراع الداخلي في غرناطة بين الأمراء هناك ذروته وعلى الأخص بين علي أبو الحسن وولده أبي عبد الله . قام الإسبان بشن حرب متواصلة على مملكة غرناطة ، تخللتها فترات حصار طويلة ضعضعت أركان الدولة ، الأمر الذي أدى إلى سقوطها واستسلام أهلها .
    0 التعليقات 0 نشر
الصفحات المعززة